جزيرة هاينان.. آلية تعويض جديدة لتحسين الحفاظ على الغابات المطيرة
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
الرؤية- خاص
ينبع نهر تنغتشياو من جبل آنغريلينغ في محافظة باوتينغ ذاتية الحكم لقوميتي لي ومياو بمقاطعة هاينان، ويشق طريقه لأكثر من 50 كيلومترًا. وبعد المرور عبر خزان تشيتيان في منطقة هايتانغ بمدينة سانيا، يتدفق إلى البحر عبر ميناء تنغتشياو.
كمدينة سياحية ساحلية شهيرة في الصين، فإن سانيا لديها طلب كبير على المياه، وخزان تشيتيان هو مصدرها الرئيسي لمياه الشرب.
وخلال الفترة من عام 2019 إلى عام 2021، وقعت سانيا وباوتينغ اتفاقية تعويض لمدة ثلاث سنوات متتالية: في شكل "تقييم فصلي وتسوية نهاية العام"، حيث أنه إذا استوفت قياسات نوعية المياه الفصلية في القسم الحدودي من سانيا - باوتينغ من خزان تشيتيان المعايير المطلوبة، فإن سانيا ستوفر أموال تعويض إلى باوتينغ.
وفي أغسطس 2021، توصل المكانان إلى اتفاق آخر، حيث تم تحديد الفترة من 2022 إلى 2024 لتكون فترة التقييم الأولى. وستساهم الإدارات المعنية في كل من مقاطعة هاينان ومدينة سانيا ومحافظة باوتينغ بمبلغ 330 مليون يوان و180 مليون يوان و90 مليون يوان على التوالي لتشكيل صندوق بقيمة 600 مليون يوان للحماية البيئية وتعويض حوض خزان تشيتيان. وسيستند التقييم إلى ثلاثة أبعاد: جودة المياه وكميتها والإجراءات المتبعة، مع الحالة البيئية كمعيار لتخصيص الصندوق لسانيا وباوتينغ.
ومن خلال سنوات من المعالجة المكثفة، تم تحسين البيئة الإيكولوجية الشاملة لحوض خزان تشيتيان بشكل كبير. وتمت ترقية فئة جودة المياه في قسم سحب المياه في خزان شيتيان من فئة المياه السطحية الثالثة إلى الفئة الثانية.
وكمصدر للأنهار الرئيسية ومنطقة مستجمعات المياه في الروافد العليا لجزيرة هاينان، توفر حديقة هاينان الاستوائية المطيرة الوطنية ضمانًا للمصدر الرئيسي لمياه الشرب في المقاطعة. بأخذ آلية التعويض البيئية الإقليمية لخزان شيتيان كمثال نموذجي، فإن هاينان تقوم باستكشاف وتنفيذ آلية تعويض الحماية البيئية الأفقية المتمثلة في "حماية مياه المنبع وتعويض المصب" في المقاطعة بأكملها، وفي الوقت الحاضر، تم تنفيذ هذه الممارسة في أحواض الأنهار المتعددة والتي تشمل 9 مدن ومحافظات تغطيها حديقة هاينان الوطنية للغابات الاستوائية المطيرة.
وقبل عامين، واستجابة لسياسة النقل البيئي للحديقة الوطنية، انتقل 357 قرويًا من قرية شويشيان وقرية شيدونغ من الجبال إلى منازل إعادة توطين مشرقة في القرية الجديدة. وقالت هوانغ جين تساو وهي قروية في قرية شويشيان: "بعد الخروج من الجبال، كل شيء مناسب للطعام والملبس والسكن والنقل."
أما اليوم، فإن الطريق الخرساني الجديد واسع وسلس، وعلى جانبي الطريق توجد صفوف من المباني الصغيرة ذات الطراز الغربي، والمتاجر المجاورة صاخبة، وغير بعيد يوجد سوق للمنتجات الزراعية مزدحم، كما تم إنشاء محطات لشحن المركبات العاملة بالطاقات المتجددة على جانب الطريق.
وبعد الانتهاء من عملية النقل البيئية، كيف يمكن ضمان سبل عيش القرويين الذين اعتمدوا في حياتهم على الجبال لأجيال عديدة؟
ويقول ليانغ دي وهو قروي من قرية شيدونغ: "لقد خصصت الحكومة متجرًا واحدًا لكل أسرة تم نقلها و5 ’مو‘ من الأراضي الزراعية للشخص الواحد. بالإضافة إلى ذلك، هناك دعم على الإنتاج قدره 500 يوان لكل مو سنويا وذلك لمدة خمس سنوات متتالية".
وقال أحد المسؤولين بلجنة الحزب الشيوعي في محافظة باوتينغ: "تنفذ الحكومة تعويضا مباشرا عن الفوائد البيئية للغابات، ومن خلال التعويض المباشر، يتم تقديم تعويض مناسب للقرويين في القرى المحيطة بالمواقع البيئية المهمة لزيادة دخل القرويين".
وفي الوقت نفسه، تلتزم هاينان أيضا بتنفيذ تعويض المنافع البيئية للغابات وإعانات حماية الغابات الطبيعية، وتنفذ تعويضات الحماية البيئية الرأسية. في عام 2023 أصدرت الحكومة المركزية والصناديق المالية الإقليمية بالفعل 223.74 مليون يوان من الأموال الخاصة لغابات الرفاهية العامة ومشاريع حماية موارد الغابات الطبيعية للفروع السبعة لإدارة المتنزهات الوطنية.
وإضافة إلى ذلك، حشدت المنطقة المحلية أيضًا حماس السكان بالكامل لتحقيق حماية الجبال الخضراء. وقال تشونغ شيجين مدير فرع ووتشيشان في إدارة المنتزهات الوطنية للغابات الاستوائية المطيرة في هاينان: "من خلال توقيع اتفاقيات الحفظ التعاوني وتوفير وظائف العمل البيئي، نجذب السكان المحليين لإدارة الحديقة الوطنية بشكل مشترك."، مضيفا: "تضم مدينة ووتشيشان حاليا 11 رئيس غابات على مستوى المدينة، و529 رئيس غابات على مستوى القرية، وما يقرب من 1000 حارس بيئي، معظمهم تخلصوا من الفقر للتو".
وحتى غاية أغسطس 2023، تم تعيين أكثر من 2300 موظف إداري من 7 فروع لإدارة حديقة هاينان الاستوائية المطيرة الوطنية للمشاركة في إدارة وحماية غابات الرفاهية العامة والغابات الطبيعية، بما في ذلك أكثر من 1300 من السكان المحليين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الكويت: اكتشاف بئر أثري يعود إلى 1400 عام في جزيرة فيلكا
أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، يوم الاثنين، عن اكتشاف أثري جديد في جزيرة فيلكا. حيث تم العثور على بئر يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام وبداية العهد الإسلامي. وتكمن خصوصية هذا الاكتشاف أن البئر لا تزال تنضح بالمياه.
وجاء هذا الاكتشاف ضمن أعمال التنقيب التي تقوم بها البعثة الأثرية الكويتية السلوفاكية في منطقة القصور، إحدى أكبر المواقع الأثرية في الجزيرة.
وأوضح محمد بن رضا، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، أن البئر المكتشفة حديثا في جزيرة فيلكا تتميز بحجمها الكبير وقدرتها على النضح بالمياه، مشيرا إلى أنها تقع ضمن فناء منزل ضخم يعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين.
وأضاف أن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على الأهمية التاريخية والثقافية لجزيرة فيلكا، ويعزز فهمنا للحياة اليومية والبنية الاجتماعية في تلك الفترة الزمنية.
كما أشار بن رضا إلى أن الفريق الأثري عثر أيضا على أساسات صخرية لمبنى مجاور، بالإضافة إلى دلائل على وجود سور ضخم يحيط بالفناء والمنزل والبئر. كما تم العثور على بقايا فخاريات تعود إلى ما قبل 1400 و1300 سنة، مما يضيف طبقة أخرى من المعلومات حول تاريخ الجزيرة.
وفي حديث لـ "يورونيوز"، قال الدكتور حسن أشكناني، أستاذ الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة الكويت، إن جزيرة فيلكا، التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن برّ الكويت، تعتبر الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان في دولة الكويت من بين جزرها العديدة.
وأكد أن أهمية الجزيرة تكمن في كونها أول موقع يتم التنقيب فيه أثريا بشكل رسمي منذ فبراير 1958، عندما وصلت أول بعثة أثرية دنماركية من منطقة أرهوس بقيادة عالم الآثار بيتر فيلهلم غلوب.
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، وبحسب أشكناني، تم اكتشاف أكثر من 90 موقعا أثريا موزعة على 10 مناطق أثرية رئيسية في الجزيرة.
وأوضح أن هذه الاكتشافات تعكس تاريخا غنيا ومتنوعا، مما يجعل جزيرة فيلكا واحدة من أهم المواقع الأثرية في الكويت ومنطقة الخليج بشكل عام.
اكتشاف يعود تاريخه إلى القرنين السابع والثامن الميلاديوأضاف أشكناني أن الفخار الذي تم العثور عليه يعتبر من أهم الدلائل التي تشير إلى أن الموقع الأثري يعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين، حيث تساعد المواد والأشكال المستخدمة في الفخار على تأريخ الموقع بدقة.
كما لفت إلى أن الكشف شمل أيضا أكثر من 5 كيلوغرامات من الأحجار الكريمة، مثل الياقوت والجمشت الأرجواني، مما يدل على طبيعة النشاط التجاري والاقتصادي في الجزيرة في تلك الحقبة.
Relatedعمرها 166 مليون سنة.. اكتشاف آثار أقدام ديناصورات في أوكسفوردشاير البريطانيةدراسة تكشف سرًا عمره 5700 عام.. ما السبب وراء تقويم قرون الأغنام في مصر القديمة؟في الهند.. جائزة بقيمة مليون دولار لمن يستطيع فك رموز عمرها آلاف السنينكان لأحد الأثرياء في تلك الحقبةوأوضح أشكناني، أن سبب الاعتقاد بأن المنزل المكتشف قد يعود لأحد الأثرياء في تلك الحقبة يرجع إلى كبر حجمه مقارنة بالمنازل الأخرى التي تم اكتشافها سابقا في الموقع، والتي كانت أصغر حجما.
وأشار إلى أن هذا الحجم الكبير للمنزل، الذي تبلغ مساحته حوالي 38 مترا في 34 مترا، يدعم فكرة أنه لم يكن منزلا عاديا، بل ربما كان مركزا أو مكان إقامة مهما. كما أن وجود بئر داخل الموقع وجدران تحيط بالمنزل والمبنى يعزز فرضية أن الموقع كان مخصصا لشخصية غنية أو ذات نفوذ.
ولفت إلى أن هذه الدلائل مجتمعة تظهر أن الموقع كان ذا أهمية كبيرة خلال تلك الفترة، وربما كان مركزا سكنيا أو إداريا لشخصية مهمة في ذلك الوقت.
هذا وشدد أشكناني على أنالاكتشاف الأثري الجديد في جزيرة فيلكا قد يسهم بشكل كبير في تعزيز السياحة الثقافية في الكويت من خلال عدة جوانب.
وأوضح أن الاكتشافات الأثرية في الجزيرة تظهر تاريخا غنيا ومتنوعا يعود إلى آلاف السنين، مما يعزز الهوية الثقافية للكويت ويربطها بحضارات قديمة مثل حضارة دلمون وسومر.
وأشار إلى أن هذا الارتباط التاريخي يجذب السياح المهتمين بالتاريخ والثقافة، مما يجعل جزيرة فيلكا وجهة سياحية رئيسية ليس فقط لعلماء الآثار والمتخصصين، ولكن أيضا للسياح العاديين الذين يبحثون عن تجارب ثقافية وتاريخية فريدة.
وأضاف أشكناني أن هذه الاكتشافات تساعد على زيادة الوعي الثقافي لدى السكان المحليين والسياح، حيث تظهر أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتقديره، وهو ما يمكن أن يترجم إلى مزيد من الاهتمام بزيارة المواقع الأثرية والمتاحف.
كما لفت إلى أن زيادة عدد المواقع الأثرية المكتشفة تفتح الباب أمام تطوير برامج سياحية متخصصة، مثل الجولات الإرشادية وورش العمل التعليمية، مما يجعل السياحة الثقافية أكثر جاذبية وتنوعا.
هذا وأكد أستاذ الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة الكويت أن السياحة الثقافية قادرة على تحفيز الاقتصاد المحلي عبر استقطاب الزوار إلى البلاد.
كما شدد لـ "يورونيوز" على أن الاكتشافات الأثرية المهمة يمكن أن تعزز مكانة الكويت على الخريطة العالمية كوجهة ثقافية وتاريخية، مما يساهم في تحسين صورتها الدولية واستقطاب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم.
وباختصار، فإن هذا الاكتشاف الأثري هو بمثابة قيمة مضافة ليس فقط لعلم الآثار، ولكن أيضا لتعزيز السياحة الثقافية في الكويت، حيث يجعل جزيرة فيلكا مركزا جاذبا للزوار المهتمين بالتاريخ والتراث.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كمبوديا: العثور على جذع تمثال بوذا في أنغكور بعد قرن من اكتشاف رأسه اكتشاف مذهل: العثور على مقبرة الفرعون تحتمس الثاني بعد قرن من الغموض والبحث! اكتشاف أقدم جزء من سور الصين العظيم يعود إلى 3,000 عام منوعاتعلم الآثارالكويت