طوكيو"أ.ف.ب": أجرت الصين اليوم الأربعاء تجربة نادرة لصاروخ بالستي عابر للقارات مزوّدا "برأس حربي وهمي" في المحيط الهادئ، حسبما أعلنت وزارة الدفاع التي قلّما تتحدث علنا عن هذا النوع من التجارب.

وعلى رغم أنه لم يتمّ ربط هذه التجربة بالأحداث الراهنة، لكنها تأتي في سياق التنافس الصيني الأمريكي في المحيط الهادئ والتوترات بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي والعداء بين الصين وتايوان، الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

ولم توضح الوزارة أين سقط الصاروخ ولا طبيعته، كما لم تحدّد ما إذا كان تمّ إطلاقه من غواصة أو من اليابسة.

وتُعتبر الصواريخ البالستية العابرة للقارات من أقوى الأسلحة في العالم ويمكنها حمل رؤوس حربية نووية.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إنّ "القوة الصاروخية في جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) أطلقت باتجاه أعالي البحار في المحيط الهادئ صاروخا بالستيا عابرا للقارات يحمل رأسا حربيا وهميا اليوم وقد سقط الصاروخ بدقة في المنطقة البحرية المحددة سلفا".

وأوضحت أنّ "إطلاق الصاروخ يندرج في إطار برنامج التدريب الروتيني السنوي للقوة الصاروخية"، وأنه "يتماشى مع القانون والممارسات الدولية ولا يستهدف أي بلد أو هدف محدّدين".

وأضافت الوزارة أنّ هذه التجربة "سمحت بأن يُختبر بشكل فعّال أداء الأسلحة والمعدّات وكذلك مستوى تدريب القوات، وحقّقت الهدف المنشود"، مشيرة الى أنّ "الدول المعنية" بهذه التجربة الصاروخية، أي التي تقع ضمن أو قرب مسار الصاروخ، تم إبلاغها "مسبقا".

وأفاد محللون بأنّ هذه التجربة نادرة، اذ غالبا ما تجري الصين التجارب المماثلة ضمن نطاق مجالها الجوي.

وقال الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في الولايات المتحدة أنكيت باندا إنه "من غير المعتاد على الإطلاق وعلى الأرجح هذه المرة الأولى منذ عقود نشهد فيها تجربة مماثلة".

وأشار الى أن هذه التجربة "ربما تؤشر الى تحديث جارٍ في المجال النووي من قبل الصين، ويظهر ذلك من خلال حاجات جديدة في مجال التجارب".

وبحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية نشر في أكتوبر 2023، تقوم الصين بتطوير ترسانتها من الأسلحة النووية بشكل سريع جدا. وأفاد التقرير بأن الدولة الآسيوية قد تمتلك أكثر من ألف رأس نووية فاعلة بحلول 2030، أي نحو ضعف ما تمتلكه راهنا.

وكانت الصين انتقدت هذا التقرير، وأكدت أن ترسانتها النووية التي تبقى محدودة مقارنة بما في حوزة الولايات المتحدة، هي حصرا لأغراض "الدفاع".

وكررت بكين التأكيد بأنها لن تكون المبادرة الى استخدام السلاح الذري ما لم تتعرض لهجوم بسلاح من هذا النوع.

وبحسب المعلومات المتوافرة عام 2023 للمعهد الدولي لأبحاث السلام، تمتلك الولايات المتحدة 3708 رؤوس نووية، مقابل 4489 رأسا لروسيا، بينما تقتصر ترسانة الصين على 410 رؤوس.

وتخوض بكين وواشنطن صراعا على النفوذ في منطقة المحيد الهادئ.

وترسل الولايات المتحدة بانتظام سفنا حربية إلى بحر الصين الجنوبي في إطار مواجهة مطالب بكين الإقليمية، ولكنّها ترسل أيضا سفنا بالقرب من تايوان لدعمها في مواجهة الصين.

وتعتبر الصين الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي، جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتؤكد أنها مستعدة لإعادتها إلى سيادتها بالقوة إن لزم الأمر.

وتشهد العلاقات بين بكين وتايبيه توترات متصاعدة منذ العام 2016، حين وصلت تساي إينغ وين إلى الرئاسة في الجزيرة، وبعد وصول خليفتها لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو 2024.

وقامت الصين بتحديث جيشها بشكل كبير في العقود الأخيرة بينما يتزايد إنفاقها العسكري كل عام بما يتماشى مع نموها الاقتصادي، غير أنّه يبقى أقل بكثير من إنفاق الولايات المتحدة.

ويثير تعزيز القدرات العسكرية الصينية مخاوف لدى بعض الدول المجاورة، خصوصا تلك التي تواجه بكين معها نزاعات إقليمية.

وتطالب الصين بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريبا، بما في ذلك المياه والجزر القريبة من سواحل عدد من الدول المجاورة، متجاهلة حكما أصدرته محكمة دولية في العام 2016 يفيد بعدم وجود أي أساس قانوني لهذا الموقف.

وفي السياق ذاته، أكدت الحكومة اليابانية اليوم الأربعاء أن الصين لم تبلغها مسبقا بالتجربة التي أجرتها على صاروخ بالستي عابر للقارات في المحيط الهادئ.

وقال المتحدث باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي للصحافيين "لم يكن ثمة إشعار مسبق من الجانب الصيني" بشأن هذه التجربة.

وكانت وزارة الدفاع الصينية أفادت بأنّ "الدول المعنية" بهذه التجربة، أي التي تقع ضمن أو قرب مسار الصاروخ، تم إبلاغها "مسبقا".

وأضاف هاياشي خلال مؤتمر صحافي أنّ "الصين واصلت زيادة ميزانيتها الدفاعية إلى مستويات عالية وتعزيز قدراتها النووية والبالستية بشكل كبير وسريع"، مع توسيع أنشطتها العسكرية حول اليابان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی المحیط الهادئ هذه التجربة

إقرأ أيضاً:

بكين: على الولايات المتحدة إنهاء انشغالها باحتواء الصين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة إلى إنهاء انشغالها "بالحفاظ على هيمنتها واحتواء الصين".

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان -في مؤتمر صحفي الاثنين- إن على الولايات المتحدة التوقف عن "استخدام دول المنطقة كأدوات لخدمة مصالحها"، وذلك بحسب ما نقلت وكالة أنباء (شينخوا) الصينية.

تأتي تصريحات المتحدث باسم الخارجية الصينية عقب ما ذكره الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة لقادة دول التحالف الرباعي للحوار الأمني (كواد) بالولايات المتحدة، حيث قال إن الصين تواصل التصرف "بشكل عدواني" وتختبر الولايات المتحدة وحلفاءها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأوضح المتحدث أن قمة (كواد) تعد المجموعة الإقليمية الرئيسية التي تلعب دورا قياديا في استراتيجية الولايات المتحدة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأنها أداة تستخدمها الولايات المتحدة "لاحتواء الصين والحفاظ على هيمنتها".

وأكد أن الصين ترى أن التعاون بين الدول يجب ألا يستهدف طرفا ثالثا أو يضر بمصالحه، وأن أي مبادرة إقليمية يجب أن تتماشى مع التوجهات العامة للمنطقة، وتسهم في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار.

جدير بالذكر أن وزراء خارجية الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان يجتمعون في إطار اتفاق رباعي يُعرف باسم (كواد).

مقالات مشابهة

  • الصين تختبر صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات في المحيط الهادئ وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة
  • الصين تختبر إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات لأول مرة منذ عقود
  • الصين تجري تجربة نادرة في المحيط الهادئ لصاروخ باليستي عابر للقارات
  • الصين تختبر صاروخا عابرا للقارات فوق المحيط الهادي
  • الصين تختبر صاروخا بالستيا عابرا للقارات
  • الصين تطلق صاروخًا بالستيًا عابرًا للقارات فوق المحيط الهادئ
  • الصين تختبر صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات
  • الصين تختبر صاروخاً باليستياً عابراً للقارات
  • بكين: على الولايات المتحدة إنهاء انشغالها باحتواء الصين