الكرملين: زيلينسكي يرتكب خطأ فادحا.. وبوتين يبحث طرق الردع النووي
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
عواصم " وكالات ": قالت روسيا اليوم الأربعاء إن خطة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجبارها على السلام "خطأ فادح" سيكون له عواقب على كييف.
وقال زيلينسكي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا يمكن أن تهدأ بالمحادثات وحدها ويجب إجبار موسكو على السلام.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "مثل هذا الموقف خطأ فادح، وخطأ منهجي.
وقال بيسكوف إن روسيا تريد السلام لكن لا يمكن أن يكون ذلك بالإجبار وأضاف "الموقف المبني على محاولة إجبار روسيا على السلام هو خطأ فادح تماما، لأنه من المستحيل إجبار روسيا على السلام".
وتابع قائلا "روسيا داعمة للسلام لكن بشرط ضمان أسس أمنها".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو إن روسيا ستنهي الحرب في أوكرانيا فقط إذا وافقت كييف على التخلي عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتسليم المناطق الأربع التي تطالب بها موسكو بالكامل.
ورفضت كييف تماما المطالب واعتبرت أنها تصل إلى حد طلب إعلانها الاستسلام.
من جهته، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الذين يدعمون روسيا في حربها في أوكرانيا.
وقال بلينكن خلال اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي والذي عقد على هامش مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "الطريقة الأسرع للمضي قدما هي ببساطة إيقاف الذين يمكنون ويغذون (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
ودعا بلينكن إلى "سلام عادل يحترم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وقال بلينكن: "كلما زادت روسيا اعتمادها على دعمهما، زاد ما تستخرجه كوريا الشمالية وغيرها في المقابل، وكلما أعطى بوتين لبيونج يانج ودول اخرى، زادت تهديدات السلام والأمن، ليس فقط في أوروبا، ولكن في منطقة الهند والهادئ، وفي الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم، حيث تعزز كوريا الشمالية دعمها العسكري لروسيا".
وذكر وزير الخارجية الأمريكي أيضا الصين، التي قال إنها تساعد روسيا في الحفاظ على عمل آلة الحرب.
وذكر بلينكن مجلس الأمن بمهمته الأساسية وهي "السعي لحل النزاعات بطرق سلمية". وأضاف أن ميثاق الأمم المتحدة "واضح تماما" في هذا الصدد، مضيفا: "يجب علينا السعي من أجل سلام يعزز، بدلا من تقويض، المبادئ الأساسية للأمم المتحدة".
بوتين يترأس اجتماعا بشأن الردع النووي
من جهة اخرى، ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاربعاء اجتماعا لمجلس الأمن الروسي بشأن الردع النووي فيما تبحث موسكو كيفية الرد على طلبات أوكرانيا بأن تسمح لها الولايات المتحدة بقصف عمق الأراضي الروسية بالصواريخ الغربية بعيدة المدى.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن اجتماع مجلس الأمن حدث مهم وإن "الرئيس سيدلي بكلمة".
وتابع "أما بقية (الاجتماع)، ولأسباب واضحة، فستحمل صفة سري للغاية’".
ويدرس بوتين، صانع القرار الرئيسي فيما يتعلق بالترسانة النووية الضخمة لدى روسيا، كيفية الرد إذا سمحت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون لأوكرانيا باستخدام الصواريخ التي يزودها بها الغرب لضرب عمق روسيا.
وقال الرئيس الروسي في 12 سبتمبر إنه إذا أعطى الغرب ذلك الإذن لكييف فإنه سيكون قد دخل في قتال مباشر ضد روسيا التي ستضطر لاتخاذ "القرارات المناسبة".
ويحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء كييف منذ أشهر على السماح لها بإطلاق الصواريخ الغربية، مثل صواريخ أتاكمز الأمريكية بعيدة المدى وصواريخ ستورم شادوز البريطانية، على عمق الأراضي الروسية للحد من قدرة موسكو على شن هجمات.
وروسيا هي أكبر قوة نووية على مستوى العالم. وتسيطر مع الولايات المتحدة على 88 بالمائة من الرؤوس النووية في العالم.
في هذه الاثناء، تعكف روسيا حاليا على مراجعة عقيدتها النووية التي تحدد الظروف التي قد تلجأ فيها لاستخدام الأسلحة النووية.
وذكر الكرملين أن أي مناقشات بشأن بديل لمعاهدة نيو ستارت بين الولايات المتحدة وروسيا، التي تحد من الأسلحة النووية وينقضي أجلها في عام 2026، يجب أن تأخذ في الاعتبار الإمكانات النووية الأوروبية، وهو ما يعني ترسانتي بريطانيا وفرنسا.
وقال بيسكوف ردا على سؤال عن بديل محتمل لمعاهدة نيو ستارت "لم نتلق بعد ردا من الأمريكيين على ذلك، ولكن بالطبع يتعين التوصل إلى اتفاق ويجب أن تبدأ المفاوضات في أقرب وقت ممكن".
الخارجية الألمانية تحدد نقاط مفاوضات السلام
من جانبها، حددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك نقاطا رئيسية لمفاوضات سلام محتملة لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقالت بيربوك في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك: "السلام يعني ضمان وجود أوكرانيا كدولة حرة ومستقلة. إنه يعني ضمانات أمنية".
وأضافت بيربوك: "عندما نتحدث عن السلام، فإننا نعني أنه يجب أن يكون سلاما عادلا ودائما... عندما نتحدث عن السلام، فهذا يعني بالنسبة لأوكرانيا أن بوسعها التأكد من أن انتهاء القتال لا يعني جولة أخرى من الاستعدادات في روسيا"، موضحا أن هذا ينطبق على أوكرانيا ومولدوفا وبولندا، مؤكدة أن السلام يجب أن يكون عادلا ومستداما.
وقالت بيربوك: "من ناحية نحن ممتنون للغاية لأن المزيد من شركائنا في العالم يفكرون في كيفية إنهاء هذه الحرب... نحن بحاجة إلى هذا. نحن بحاجة إلى نهاية لهذه الحرب"، مؤكدة في الوقت نفسه أن هذا لا يعني الوقوف مكتوف الأيدي بينما لا تلوح في الأفق نهاية للحرب ولا يكون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقعدا على طاولة المفاوضات، مضيفة أنه لا يمكن الوقوف متفرجين بينما تدمر روسيا الأجزاء المتبقية من أوكرانيا.
روسيا تحقيق مكاسب في شرق أوكرانيا
الى ذلك، قال الكرملين اليوم الأربعاء إن ما يحدث على ساحة المعركة في شرق أوكرانيا إيجابي بالنسبة للقوات الروسية في الوقت الذي أعلنت فيه موسكو أنها سيطرت على قريتين إضافيتين هناك وبدا أن قواتها تقترب من موقع أوكراني حصين.
وفي أغسطس، تقدمت القوات الروسية في شرق أوكرانيا بأسرع وتيرة في عامين رغم توغل أوكراني مباغت في منطقة كورسك الروسية في محاولة لدفع موسكو لتغيير انتشار قواتها.
ولدى سؤاله عن تقارير أفادت بأن القوات الروسية طوّقت بلدة فوليدار المحصنة التي تعزز الدفاعات الأوكرانية في منطقة دونيتسك جنوب البلاد منذ 2022، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "ديناميكيات المعركة إيجابية".
وذكرت وزارة الدفاع في إفادتها اليومية أن قواتها سيطرت على قريتين صغيرتين في ذات المنطقة.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة عما يجري في أرض المعركة.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن دينيس بوشيلين، حاكم منطقة دونيتسك الذي عينته روسيا، قوله إن المعارك دائرة داخل فوليدار. وعدد سكان تلك البلدة قبل الحرب كان نحو 14 ألف نسمة.
ولم يشر الجيش الأوكراني اليوم إلى المكاسب التي حققتها روسيا حول البلدة لكنه اعترف بأن قتالا يدور في المنطقة. وقال مدونون روس يكتبون عن الحرب ووسائل إعلام روسية رسمية إن قوات موسكو بدأت بالفعل اقتحام البلدة.
كما أكد بوشيلين أن القوات الروسية سيطرت على بلدة أوكراينسك التي تبعد نحو 50 كيلومترا شمالي فوليدار.
الناتو يعد خطة اجلاء للمصابين اذا نشبت الحرب
وفي سياق آخر، قال قائد عسكري كبير إن حلف شمال الأطلسي يعد خططا لتنسيق نقل عدد كبير من الجنود المصابين بعيدا عن خطوط المواجهة في حالة نشوب حرب مع روسيا، ربما على متن قطارات مجهزة كمستشفيات لأن عمليات الإجلاء الجوي ربما لا تكون ممكنة.
وقال اللفتنانت جنرال ألكسندر سولفرانك رئيس القيادة اللوجستية لحلف شمال الأطلسي في مقابلة مع رويترز إن السيناريو المحتمل في المستقبل لعمليات الإجلاء الطبي سوف يختلف عن التجربة التي مر بها أعضاء الحلف في أفغانستان والعراق.
وأضاف الجنرال الألماني أنه في حالة اندلاع صراع مع روسيا، ستواجه الجيوش الغربية على الأرجح منطقة حرب أكبر بكثير وإصابة عدد أكبر من الجنود وافتقارا مؤقتا على الأقل للتفوق الجوي بالقرب من خطوط المواجهة.
وخطط الإجلاء الطبي هي جزء من حملة أوسع نطاقا من جانب حلف شمال الأطلسي أثارها التدخل الروسي في أوكرانيا في عام 2022 وتهدف لإصلاح وتعزيز قدرة الحلف على الردع والدفاع في مواجهة أي هجوم روسي.
تركيا ترغب في إحياء مبادرة تصدير الحبوب
وبعيدا عن الحرب، أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجهود تركيا لإحياء مبادرة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود والسعي للوصول إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا أوكرانيا في الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عامين.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيسين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن بيان المكتب الصحفي للرئاسة التركية قول أردوغان إن تركيا مستعدة للقيام بكل الخطوات اللازمة بما في ذلك الوساطة من أجل الوصول إلى سلام دائم وعادل بين موسكو وكييف.
يذكر أنه تم التوصل إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية أو ما يسمى بمبادرة البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا وتركيا بقيادة الأمم المتحدة في 22 يوليو 2022 بهدف عودة حجم صادرات الحبوب الأوكرانية إلى مستوى ما قبل الحرب أي تصدير 5 ملايين طن شهريا.
ونص الاتفاق على أنه يقضي بتفتيش السفن المشاركة في تصدير الحبوب الأوكرانية عند الدخول والخروج من البحر الأسود للتأكد من عدم حمل أسلحة علي متنها، مع قصر التصدير على 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود.
وفي 19 يوليو 2023 أعلنت روسيا انسحابها من اتفاق الحبوب واخطرت الحكومة الروسية الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا بعدم رغبتها في تجديد الإتفاق وذلك لعدم تلبية مطالبها والتى من بينها إلغاء الغرب للعوائق التي وضعها على تصدير الحبوب والأسمدة من روسيا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحبوب الأوکرانیة الروسی فلادیمیر الأمم المتحدة للأمم المتحدة الرئیس الروسی تصدیر الحبوب شمال الأطلسی البحر الأسود لمجلس الأمن على السلام یجب أن
إقرأ أيضاً:
"نحتاج ضمانات أوسع".. زيلينسكي يدعو ترامب لدعم أوكرانيا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية أوسع، وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الوقوف إلى جانب أوكرانيا.
وقال زيلينسكي "نريده (ترامب) أن يكون إلى جانب العدالة، إلى جانب أوكرانيا. بوتين لا يخشى أوروبا".
وأضاف أن أوكرانيا لا يمكن أن تعترف بالاحتلال الروسي، لكنها تفضل الحل الدبلوماسي.
ولم يعلق البيت الأبيض بعد.
Zelenskiy urges Trump to be on Ukraine's side, says Putin not afraid of Europe https://t.co/IqCDN1qGDa
— The Straits Times (@straits_times) January 29, 2025وتعهد ترامب، الذي تولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني)، بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بسرعة، دون أن يذكر كيف يمكن تحقيق ذلك. وأشار مساعدوه إلى أن التوصل لاتفاق قد يستغرق شهورا.
وعبر ترامب عن استعداده للتحدث إلى بوتين بشأن إنهاء الحرب، على النقيض من إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن التي تجنبت الزعيم الروسي.
وكان الرئيس الروسي بوتين شدّد، الثلاثاء، على أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنه رفض إجراء أي محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اعتبره "غير شرعي".
رئيس غير شرعي..بوتين: لا تفاوض مع زيلينسكي - موقع 24قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنه أي محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اعتبره "غير شرعي".وأثار فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء غزو موسكو لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير شباط 2022، لكنه أدى أيضا إلى مخاوف في كييف من أن اتفاق السلام السريع قد يكون على حساب أوكرانيا.
وبعد الهجوم الروسي، تعهدت الولايات المتحدة في عهد بايدن بتقديم أكثر من 175 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا، بما في ذلك أكثر من 60 مليار دولار مساعدات أمنية. ومن غير الواضح ما إذا كانت المساعدات ستستمر بهذه الوتيرة في عهد ترامب.