فقدت بصرها عندما كانت طفلة..هكذا تضع شابة المكياج على وجهها
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعتبر وضع المكياج من الطقوس التي يمارسها العديد من الأشخاص.
وفي مصر القديمة، كان يُعتقد أنّ وضع مساحيق التجميل تروق للآلهة، حيث كان القدماء يستخدمون ظلال العيون المصنوعة من حجر الملاكيت، وأحمر الشفاه، والكحل كدلالة على ثروتهم، ولتحويل أنفسهم إلى أعمال فنية حية.
وخلال نشأتها، كانت الكاتبة، فريا روجرز، تحبّ النظر إلى العارضات على أغلفة المجلات ببشرتهن الخالية من العيوب، وشفاههن اللامعة، وعيونهنّ المزينة بالكحل بشكلٍ مثالي.
وكانت الشابة تعتقد أنّ أختها الكبرى ساحرة، وأنّ أدوات المكياج خاصتها كانت بمثابة عصا سحرية.
وقالت روجزر: "كانت تعمل بدقةٍ شديدة دائمًا، وهو شيء لم أكن سأستطيع تقليده قط بما أنّ بصري كان يتدهور ببطء".
وشُخِّصت روجزر بالالتهاب المفصلي اليفعي مجهول السبب في سن الثانية، وهو مرض مناعة ذاتية يهاجم فيه الجهاز المناعي الخلايا والأنسجة السليمة عن طريق الخطأ، ما يتسبب في التهاب واسع النطاق في جميع أنحاء الجسم.
وتؤثر هذه الحالة على حوالي 1 من كل ألف طفل في المملكة المتحدة، والذين هم دون الـ 16 عامًا.
ورغم أنّه يستهدف المفاصل بشكلٍ رئيسي، إلا أنّه يؤدي أحيانًا إلى مضاعفات في العينين والأعضاء الأخرى.
في الحالة الصحية لروجرز، أثّر المرض على عينيها، ما أدى إلى معاناتها من التهاب العنبية المزمن، وهي حالة تلتهب فيها العين بشكلٍ مستمر، وتؤدي في النهاية إلى فقدان البصر.
ورغم أنّ الخضوع للعمليات الجراحية والعلاج قد ساعدا في التعامل مع الالتهاب، إلا أنّ الأضرار كانت غير قابلة للإصلاح، وتسببت في النهاية بإصابتها بالجلوكوما الذي يزيد الضغط داخل العين، ما أدّى إلى إتلاف العصب الذي يربط الدماغ بالعينين بشكلٍ دائم، ويمكِّننا من الرؤية.
ومع تقدمها في العمر، وزيادة الضعف في بصرها، بدأت علاقتها بالمكياج وبنفسها بالانهيار.
وأفادت الشابة: "كنت أذهب إلى المدرسة مع بقع من كريم الأساس غير الممزوج أو خطوط شفاه غير متناظرة. كنت أتوق إلى الشعور بالسيطرة على حياتي، وكنت عنيدة للغاية لدرجة أنّني لم أسمح لأختي أو أمي بمساعدتي في روتين الجمال الخاص بي رُغم فقداني للبصر".
ولكي تتمكن من تقبّل واقعها المتغير، كان عليها أن تتعلم كيفية تقبّل نفسها، وتقبّل أنّها لن ترى العالم كما يراه الآخرون، وأنّ هذا أمر طبيعي.
وقالت روجزر: "بمجرد أنّ بدأت في التصالح مع هذا الأمر، شكّلتُ علاقة جديدة مع روتين الجمال الخاص بي، واكتشفت ما يناسبني في النهاية".
وعلى عكس ما يعتقده الكثير من الأشخاص، لا يؤدي العمى إلى ظلامٍ تام، فقد يرى بعض الأشخاص الألوان والأضوء فقط، بينما يعاني آخرون من رؤية محجوبة أو رؤية طرفية محجوبة.
وعندما يأتي الأمر لحالة روجزر بالتحديد، فهي فقدت جزءًا كبيرًا من قدرتها على الإبصار في عينها اليسرى، ولا تتمتع برؤية طرفية في عينها اليمنى، وهو أمر ساء تدريجيًا على مرّ الأعوام.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
تأخروا في علاجها فقطعوا ساقها!.. شابة تستفيق على كابوس لم تتخيله
دخلت شابة بريطانية إلى قسم الطوارئ وهي تبكي من الألم، لتستيقظ بعد ساعات من الجراحة على صدمة لم تكن تتخيلها، إذ فقدت ساقها اليسرى بسبب تأخر في التدخل الجراحي استمر 16 ساعة.
شعرت مولي هاربرون، التي كانت تبلغ 22 عاماً وقت الحادثة، بخدر في ساقها اليسرى وتغير لونها، فتوجهت على الفور إلى مستشفى "ديوسبري وديستريكت" في غرب يوركشاير.
اشتبه المسعفون في إصابتها بجلطة وريدية عميقة، لكنها لم تخضع للفحوصات اللازمة أو الجراحة في الوقت المناسب، وفقاً لما ورد في صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
الصدمة داخل غرفة العملياتدخلت مولي غرفة العمليات بعد أكثر من 24 ساعة على وصولها إلى المستشفى، لكن الوقت كان قد فات، إذ لم يتمكن الأطباء من إعادة تدفّق الدم إلى الساق، ما أدى إلى بترها.
وقالت: "كنت أبكي من شدة الألم وطلبت من أمي أن تأخذني فوراً إلى المستشفى. لكن التأخير قتل حلمي بالحفاظ على ساقي. استيقظت من الجراحة ليُخبرني الطبيب أنهم اضطروا لبترها. لم أصدق في البداية، شعرت وكأن ساقي ما زالت هناك... وعندما أدركت الحقيقة، انهرت وبكيت".
تعويض ضخم بعد الإقرار بالتقصير
اعترفت المؤسسة الصحية بوجود "إخلال بالواجب"، وأقرت أن البتر كان من الممكن تجنّبه لو أجريت الجراحة بحلول الساعة 9 مساءً من يوم دخولها المستشفى. وبعد معركة قانونية، حصلت مولي على تعويض مالي ضخم بشكل مؤقت لتغطية تكاليف الرعاية والدعم المستقبلي.
انهيار نفسي وتحول جذري في الحياةمولي، التي كانت تمارس رياضة الجري ثلاث مرات أسبوعياً وتعمل في مجال الرعاية، اضطرت لمغادرة عملها والبقاء في المستشفى 18 يوماً بعد البتر.
إصرار على العودة والانتصار على الإعاقةرغم الصدمة، بدأت مولي في استعادة حياتها تدريجياً، وانتقلت إلى منزل جديد، وحصلت على طرف اصطناعي متطور بتمويل خاص، بعد أن عانت مع الطرف الذي وفرته هيئة الصحة الوطنية.
وتوضح: "الطرف الجديد يناسبني ويساعدني على المشي بسهولة. عدت إلى القيادة، والذهاب للتسوق، وأطمح أن أركض يوماً ما. لدي زوج رائع وعائلة داعمة. لم أتخيل أن حياتي ستكون بهذا الشكل بعد تلك اللحظة المظلمة".
رسالة أمل وتحذير
ترغب مولي اليوم في مشاركة قصتها لتوعية الآخرين وتحسين الرعاية الصحية، وتقول: "ما حدث لي كان من الممكن تفاديه. أريد أن أُحدث فرقاً، وأن أُساعد الآخرين على تجنب مصير مشابه، وأن أكون شاهداً على قدرة الإنسان على النهوض من أقسى التجارب".