اختتمت إدارة البيئة بمحافظة جنوب الشرقية برنامج مبادرة "كوادر المستقبل البيئي" بحضور ناصر بن حمود المبسلي مدير عام منطقة صور الصناعية "مدائن" وعدد من المسؤولين والمنتسبين والمشاركين في المبادرة.

وقد هدفت المبادرة التي انطلقت من بداية شهر يوليو الماضي وحتى منتصف سبتمبر الحالي إلى تأهيل وتدريب كوادر شبابية على المفاهيم البيئية الحديثة وأفضل الممارسات المتعلقة بالاستدامة والحفاظ على البيئة وذلك من خلال برنامج متكامل للتدريب الإداري والفني، واستهدفت المبادرة خلال فترة انعقادها طلبة الجامعات والكليات.

وأكد المهندس سعيد بن ناصر العبدلي مدير إدارة البيئة بمحافظة جنوب الشرقية على أهمية المبادرات البيئية في إعداد جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات البيئية المعاصرة. وأشاد بالتزام الشباب المشاركين ودورهم الفعال في إنجاح المبادرة، مشددًا على ضرورة مواصلة هذه الجهود لتعزيز الوعي البيئي والتنمية المستدامة في المجتمع.

كما تم عرض تجربة منتسبي المبادرة، حيث قام عدد من المتدربين بتقديم عروض توضيحية عن تجربتهم العملية خلال فترة التدريب، وأبرز المهارات التي اكتسبوها، بما في ذلك تنفيذ مشاريع بيئية ميدانية والتعامل مع التحديات البيئية الحقيقية.

وفي ختام الحفل، تم تكريم جميع المنتسبين للمبادرة، وتقديم شهادات تقدير لهم، تعبيرًا عن الشكر والامتنان لمشاركتهم الفعالة وإسهامهم في تحقيق أهداف المبادرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كيف تحولت السجون بالدولة الحديثة من وسيلة إلى عقاب؟

وحسب ما قاله أستاذ علم الاجتماع إسماعيل الناشف لبرنامج "العمارة والإنسان" الذي تناول "عمارة السجون"، فإن مفهوم العقاب قديما كان مشهدا يراه الجميع من خلال إحضار المجرم إلى ساحة مركزية وتعذيبه جسديا أمام الجميع.

لكن هذه الفكرة تغيرت مع سيطرة النظام الرأسمالي، الذي يحاول -كما يقول الناشف- إعداد أشخاص يمكنهم الانخراط في سوق العمل بشكل منضبط، واعتمد بشكل أساسي على تطوير ثلاث منظومات أساسية هي: العائلة، والعمل، والسجن.

وقد تحدث للبرنامج عن فكرة السجن التي قال إنها نبعت من رغبة الدولة أو النظام في تعزيز فكرة الرقابة من خلال السيطرة.

رقابة الجدران

لذلك، فقد تطور تصميم السجون بهدف إلحاق أكبر قدر ممكن من العقوبة بنفسية المجرم من خلال الجدران، كما قال المفكر والمصلح الاجتماعي الإنجليزي جيرمي بنثام (1748-1832).

اللافت أن هذا المصلح الاجتماعي بنثام كان صاحب واحدة من أكثر أفكار دهاء في فلسفة السجون، حيث صمم سجن بانوبتيكون الذي تحوّل لاحقا إلى متحف.

ففي سجن بانوبتيكون الذي صمم بشكل دائري، كانت غرف المساجين كلها تطل على ساحة مركزية، وضع بنثام وسطها برج مراقبة مضاءً طيلة الوقت بحيث لا يتمكن السجناء من رؤية الحارس الموجود بداخله.

إعلان

وبهذه الطريقة، تحولت الرقابة إلى فعل ذاتي يقوم به المسجون نفسه لأن خشيته من الحارس -غير الموجود أساسا في برج المراقبة- منعته من التفكير في القيام بأي عمل مخالف.

وبحسب الناشف، فقد كان البناء هو البطل في هذا السجن الذي صممه بنثام، لأن برج المراقبة كان هو الشيء الذي تم إخضاع السجناء به، وجعلهم يراقبون أنفسهم بأنفسهم.

تغيّر معنى العقاب

ويعتبر سجن بنثام هذا دليلا على التحوّل من فكرة التعذيب العلني للمجرم الذي كان سائدا في العصور الوسطى، إلى فكرة العزل وتنفيذ العقاب بعيدا عن أعين الجماهير والتي اعتمدتها الدولة الحديثة، كما يقول الناشف.

وبناء على ذلك، فقد تغير شكل الرقابة داخل السجون عما كان عليه في السابق، وهو ما طبقته الدولة في مختلف المؤسسات بما فيها المدارس التي يتم تصميمها على نحو يعزز فكرة المراقبة لدى الطلاب.

فمع عجز الدول عن مراقبة كافة مواطنيها وحاجتها الماسة لمراقبة الناس من أجل إخضاعهم، كان لزاما عليها أن تجد فلسفة تتجاوز من خلال هذه العقبة، وكانت فكرة الإيهام التي ابتكرها بنثام في سجنه هي الحل السحري بالنسبة لها.

وقد تجاوز بانوبتيكون كونه سجنا إلى كونه فكرة تم تكرارها بطرق مختلفة منها على سبيل المثال ترسيخ فكرة أن مكالمات الهاتف مراقبة لحظة بلحظة رغم أنها قد لا تكون كذلك، كما يقول البرنامج.

مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (غيتي) الحبس الانفرادي

لكن السجون بشكلها المجرد كمبانٍ وجدران ومعاملة ظلت واحدة من أكثر العلامات تعبيرا عن شكل الدولة، وقد قال الكاتب والفيلسوف الروسي الكبير فيودور ديستويفسكي في روايته الشهيرة "مذكرات من بيت الموتى" إن درجة تحضر أي مجتمع يمكن معرفتها بمجرد الدخول إلى سجونها.

ولم يكن حديث ديستويفسكي مجرد خيال كاتب، لكنه كان نتاج تجرية حقيقية عاشها الرجل عندما تم وضعه لمدة 8 أشهر في أحد سجون سيبيريا الباردة بتهمة الانتماء لجماعة فكرية مخالفة للدولة، وهناك كتب روايته سالفة الذكر.

إعلان

وداخل هذ السجن، عاش الكاتب الروسي الكبير تجربة الحبس الانفرادي التي ابتكرها الإصلاحيون المتدينون بحجة منح السجين فترة للاختلاء بنفسه والاعتراف بذنبه، لكن هذا النوع من الحبس لا يعدو كونه درجة أكثر قسوة من التعذيب.

ففي هذا الحبس، يمارس السجانون ما يسمى بالصمت العقابي ضد السجين الذي لا يجد من يتحدث معه حتى إنهم يحاولون ارتداء أحذية لا تصدر صوتا خلال الحركة حتى يمنعوه من أي نوع من أنواع الاستئناس.

وعندما أراد ديستويفسكي وصف هذا الشعور، قال إنها مرحلة تتحطم فيها الروح بين الجدران انتظارا للإعدام أو للعفو، وإن السجون تمتص الإنسان وتخذله.

ولم يكن ديستويفسكي وحده الذي تحدث عن السجون، فقد وصف الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش الحبس الانفرادي بأنه "محدودية في المكان وفائض في الزمان". وهي حالة قد تصل بالإنسان إلى مرحلة الهلاوس والانفصام عن الواقع، كما يؤكد الطبيب النفسي همام يحيى.

16/12/2024

مقالات مشابهة

  • محافظ الشرقية يلتقي أهالي "الحسينية" لبحث المشاكل التي تواجههم لإنهاء إجراءات التقنين
  • بحث تحسين كفاءة الخدمات العامة بجنوب الشرقية
  • حفل ختامي لمبادرة «بداية» بأزهر الشرقية
  • مدير إدارة الوطن العربي بالخارجية السورية: الدول العربية دعت لرفع العقوبات عن سوريا للتخفيف عن الشعب
  • ناصر ماهر وشيكابالا يواصلان التأهيل تمهيدًا للمشاركة في التدريبات الجماعية
  • كيف تحولت السجون بالدولة الحديثة من وسيلة إلى عقاب؟
  • الأمير عبدالعزيز بن سعد يستقبل مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة حائل
  • وزيرة البيئة تفتتح أول خط إنتاج في مصر لإعادة تدوير عبوات الكرتون المستخدمة
  • أمير نجران يكرّم مدير شرطة المنطقة السابق
  • وزيرة البيئة: تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في إدارة المخلفات