تحذير أميركي: الكوليرا في السودان تصل إلى مستويات حرجة
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
تفاقم وباء الكوليرا في السودان بشكل مقلق منذ منتصف عام 2024، إذ أعلنت وزارة الصحة الاتحادية رسميا عن تفشي المرض في 12 أغسطس 2024 إثر موجة جديدة من الحالات بدأت في 22 يوليو..
التغيير : وكالات
السلطات الصحية في السودان دقت ناقوس الخطر مع تفشي وباء الكوليرا بقوة، خاصة في المناطق التي تضررت من الأمطار الغزيرة والفيضانات.
وسجلت السلطات أكثر من 388 حالة وفاة و13,000 إصابة خلال الشهرين الماضيين. ورصد المرض في 10 ولايات من أصل 18 ولاية في البلاد، بما في ذلك ولايات كسلا، القضارف، البحر الأحمر، الشمالية، ونهر النيل. وهي مناطق وصلت إلى مرحلة الخطر وتحتاج تدخلا عاجلا.
وتفاقم وباء الكوليرا في السودان بشكل مقلق منذ منتصف عام 2024، إذ أعلنت وزارة الصحة الاتحادية رسميا عن تفشي المرض في 12 أغسطس 2024 إثر موجة جديدة من الحالات بدأت في 22 يوليو، ما أدى إلى تسجيل 8457 حالة و299 وفاة في ثماني ولايات سودانية حتى منتصف سبتمبر.
ويأتي هذا التفشي في وقت حرج، حيث يعاني السودان من أزمات متعددة تؤثر بشكل كبير على بنيته التحتية الصحية.
تفاقم الأزمة الصحيةوتزامن تفشي الكوليرا مع موسم الأمطار والفيضانات، ما زاد من صعوبة السيطرة على انتشار المرض.
ووفقا لتصريحات، شيلدون ييت، ممثل اليونيسف في السودان، فإن الوضع الحالي يمثل سباقا مع الزمن لمنع تفاقم الأمراض المعدية التي قد تنتشر بسرعة نتيجة لهذه الظروف المناخية القاسية.
مع وجود ما يقدر بنحو 15 مليون شخص في 14 ولاية معرضة لخطر الفيضانات، و3.1 مليون شخص معرضين للإصابة بالكوليرا خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024، فإن السودان يواجه أزمة صحية خطيرة.
ويعود انتشار الكوليرا إلى تدهور أوضاع البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، التي زادتها الحرب المستمرة منذ عدة سنوات سوءا.
ومع انخفاض معدلات التطعيم الوطنية إلى 50% مقارنة بـ 85% قبل الحرب، أصبحت الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة الأطفال دون سن الخامسة، عرضة لخطر الإصابة ليس فقط بالكوليرا، بل بأمراض وبائية أخرى مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك.
ويقدر أن 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر هذه الأمراض في ظل انخفاض مستويات التحصين.
وتأتي هذه التحديات وسط انعدام الاستقرار الأمني والحرب التي أدت إلى تدمير أكثر من 70% من المستشفيات في مناطق النزاع.
هذا التدمير، إلى جانب عدم دفع أجور العاملين في القطاع الصحي لشهور، قلص قدرة السودان على الاستجابة بفعالية لهذه الأزمات الصحية. كما أن النزاعات أعاقت توصيل الإمدادات الحيوية مثل اللقاحات.
نحذيرسونالي كوردي، مساعدة مدير مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، حذرت من تدهور الأوضاع في السودان، وقالت لقناة “الحرة” إن “هناك 25 مليون شخص بدأوا يعانون من الجوع، وهناك فظائع ترتكب كل يوم ويجب أن تتوقف. والكوليرا هي آخر ما نراه من تطورات هذا الصراع، إذ سجلنا 11 ألف حالة، لكن الأعداد الفعلية قد تكون أكبر بكثير”.
كوردي أوضحت أن مستوى الوفيات جراء الكوليرا “يفوق المعدل الطبيعي”، بينما يعاني السودان من انعدام الأمن الغذائي. وأشارت إلى أن النساء “يتحملن العبء الأكبر” من الصراع، ويتعرضن لـ “انتهاكات مروعة”.
وأشارت كوردي إلى أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية للسودان بقيمة 1.6 مليار دولار، في عام 2023، ولكن هناك حاجة ملحة لمزيد من التمويل والموارد. وقالت: “نحتاج إلى السماح بتنقل عمال الإغاثة للوصول إلى جميع الأشخاص، خاصة الأطفال، لتوفير الغذاء والدواء والمأوى”.
وأشارت كوردي إلى أن الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات، تعوق جهود الإغاثة، خاصة في دارفور، بالإضافة إلى العقبات التي يضعها الإنسان مثل البيروقراطية والتأشيرات التي تعرقل دخول فرق الإغاثة.
وأكدت كوردي أن أفضل سبيل لمنع انتشار المرض في السودان يتمثل في توفير مياه نظيفة وبنية تحتية صحية في المخيمات، بالإضافة إلى توفير الطعام والرعاية الصحية والتطعيمات، حيث يستمر انتشار المجاعة وتفشي الأمراض في المخيمات المكتظة.
ودعت المسؤولة الأميركية الجهات الفاعلة في السودان إلى رفع هذه العراقيل فورا، مؤكدة أن غالبية هذه القيود من صنع الإنسان ويمكن إزالتها.
وفي هذا هذا السياق، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية حملة تطعيم ضد الكوليرا في كسلا.
والجولة الثانية من هذه الحملة انطلقت في سبتمبر 2024 وتستمر لمدة خمسة أيام، وتم تسليم 404,000 جرعة من لقاح الكوليرا عن طريق الفم للسودان.
وتشمل الحملة العديد من الأنشطة الوقائية الأخرى، مثل توزيع أقراص معالجة المياه المنزلية وإنشاء مراكز الإماهة الفموية لضمان حصول المصابين على العلاج المناسب.
وبالإضافة إلى جهود التحصين، تعمل اليونيسف على رفع الوعي في المجتمعات المحلية حول طرق الوقاية من الكوليرا، عبر حملات إعلامية وتوعوية تستهدف السكان الأكثر عرضة للإصابة.
وحتى الآن، تم دعم أكثر من 1.9 مليون شخص من خلال كلورة مصادر المياه في الولايات المتضررة.
تأثير الفيضانات على انتشار المرضوأدت الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت السودان إلى تفاقم الوضع الصحي، حيث تساعد المياه الملوثة على انتشار الكوليرا بسرعة أكبر.
وبالإضافة إلى ذلك، تشكل ظروف النزاع المستمر تحديا كبيرا لتوصيل الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا، مما يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الكوليرا.
ويتوقع الخبراء أن يستمر السودان في مواجهة مخاطر تفشي الكوليرا والأمراض الوبائية الأخرى ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الأنظمة الصحية والمرافق الأساسية.
تشكل ظروف النزاع المستمر تحديا كبيرا لتوصيل الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا
ويشير شيلدون ييت إلى ضرورة الاستثمار في أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي لمواجهة هذه الأزمات، خاصة مع التوقعات بأن الفيضانات ستؤدي إلى انتشار أكبر للكوليرا بين الأطفال والأسر الضعيفة.
ويعرض الوضع الغذائي المتدهور الأطفال أيضا لخطر أكبر للإصابة بأمراض معدية مثل الكوليرا.
وفي ظل النزاعات المستمرة وانهيار البنية التحتية، فإن تحسين الأوضاع الصحية والغذائية في السودان يتطلب تعاونا دوليا واسع النطاق، وفق خبراء في الرعاية الصحية.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تقول منظمات دولية إن السودان يحتاج إلى جهود منسقة من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للسيطرة على تفشي الكوليرا والأمراض الوبائية الأخرى.
ومع توقع استمرار الأزمات البيئية والإنسانية، فإن الاستثمار في البنية التحتية الصحية وفي حملات التطعيم يعد خطوة حاسمة لحماية الأطفال والأسر من خطر هذه الأمراض القاتلة.
نقلا عن موقع الحرة
الوسومآثار الحرب في السودان الأوبئة والأمراض الكوليرا في السودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الأوبئة والأمراض الكوليرا في السودان الکولیرا فی السودان ملیون شخص المرض فی
إقرأ أيضاً:
صابرين تكشف لـ 24 سبب تقديمها "خانة فاضية" ومفاجأة حول "علاقة حرجة"
أبدت الفنانة المصرية صابرين، سعادتها بالمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، حيث وصفته بأنه "عيد للفن والسينما المصرية والعربية".
وقالت صابرين، في حديث خاص لـ "24"، إن المهرجان هذا العام يضم أفلاماً من مختلف الدول الأوروبية مثل إسبانيا وإيطاليا، وهي أفلام بها أفكار ومعانٍ مُختلفة، ووجودها في المهرجان دليل على تنوع الثقافات.
خانة فاضيةوكشفت صابرين، تفاصيلاً مُختلفة عن أجدد أعمالها الفنية وآخر تطورات استعدادها لموسم رمضان المُقبل 2025.
وقالت صابرين، لـ "24"، إنها اتفقت على جميع تفاصيلها في مسلسل "خانة فاضية" الذي تخوض به موسم رمضان المُقبل 2025 ويجري الآن التعاقد مع باقي فريق العمل، لافتةً إلى أن المسلسل الجديد من بطولتها وإخراج شادي أبو شادي.
وحول آخر الاستعدادات، كشفت صابرين، أنه جرى الانتهاء من كتابة المسلسل، وستبدأ تصوير مشاهدها بعد ثلاثة أسابيع، وتحديداً في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المُقبل.
وبشأن قالب المُسلسل، أوضحت أنه يدور في إطار "اجتماعي" حول قضية جدلية تهم الرأي العام المصري والعربي، واصفةً دورها وكذلك فكرة المسلسل بأنه لم يسبق تقديمهما من قبل خلال مشوارها الفني وهو ما يميزه عن باقي أعمالها الأخرى، وهو سبب حماستها للعمل، متابعةً: "ربنا يعني لأنه دور صعب جداً، وأتمنى يعجب الناس".
تمت مشاركة منشور بواسطة Shady Hussin Abu Shady (@shady.aboshady)
وبخصوص تصوير مسلسل "علاقة حرجة"، الذي تعاقدت عليه قبل عدة أشهر، كشفت صابرين أن العمل كان مقرراً طرحه خارج موسم رمضان القادم، وقد تحمست لفكرته في البداية، لكنها اعتذرت عنه مؤخراً لظروف شخصية.
بنات الباشاأوضحت صابرين أنها تستعد لعرض فيلمها الجديد "بنات الباشا"، مطلع العام المُقبل 2025، رفقة مجموعة من النجوم منهم زينة وناهد السباعي.
وحول العمل، قالت الفنانة المصرية إنه جرى الانتهاء منه، حيث يناقش مجموعة من القضايا المُثيرة للجدل مثل القتل، والقهر، والخيانة وكذلك المرض في إطار مشوق، ويرصد العلاقة الاجتماعية بين مجموعة سيدات.
وعن تفاصيل دورها، ذكرت أنها تقوم بدور صاحبة صالون للنساء، حيث تدخل في دوامة من المشكلات الاجتماعية التي تتوالى معها الأحداث.
يُشار إلى أن فيلم "بنات الباشا" من إخراج ماندو العدل، ويشارك في بطولته بجانب صابرين، كل من زينة وناهد السباعي، وأحمد مجدي، ومريم الخشت، وهو مأخوذ عن رواية لـ نورا ناجي، من سيناريو وحوار محمد هشام عبية. كما جرى تصويره في عدة محافظات مصرية منها القاهرة والإسكندرية ومدينة طنطا بمحافظة الغربية.
وكان مسلسل "مسار إجباري"، آخر أعمال صابرين الدرامية، حيث شاركت به في موسم دراما رمضان الماضي 2024، بجانب مجموعة من الفنانين منهم عصام عمر، وأحمد داش، ومحمود البزاوي، وبسمة، وجوري بكر.