دور كبير تلعبه المناهج التعليمية في تنشئة الأجيال الجديدة على القيم والسلوكيات الإيجابية، فيمكنها حمايتهم من الأفكار الغريبة التي لا تتفق مع الفطرة والطبيعة البشرية في ظل محاولات لغزو عقول أطفالنا من خلال المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ترى معه الدكتورة إيلارية عاطف الخبيرة التربوية، أنه على واضعي المناهج التعليمية مواجهة هذا الغزو الثقافي والفكري من خلال دمج مفاهيم التربية الجنسية في مناهج التعليم في مراحله المختلفة.

زرع قيم مجتمعية سوية

وتشرح إيلارية أن دمج مفاهيم التربية الجنيسة، يبدأ من مرحلة رياض الأطفال ليتعرف الطفل فيها على الطبيعة السوية للإنسان ومن خلال الأنشطة المختلفة التي ترسخ لفكرة الحفاظ على جسدي، وجسدي ملكي، نسهم في التوعية ونشر الوعي بين التلاميذ، موضحة أنه يمكن للمناهج من خلال الأنشطة المختلفة زرع قيم مجتمعية سوية والابتعاد عن الأفكار التي لا تتماشى مع الطبيعة البشرية: «دمج مفاهيم التربية الجنسية داخل المناهج الدراسية يأتي لحماية الطلاب من انتشار تلك الأفكار للغريبة في المجتمع المصري».

شددت الدكتورة إيلارية عاطف في حديثها لـ«الوطن»، على أهمية تدريب المعلمين ليكونوا قادرين على توظيف تلك المفاهيم بطرق سليمة تربويًا حتى تحقق تلك المناهج أهدافها، كما أن للأخصائي الاجتماعي والنفسي دور كبير في تفعيل الندوات والمحاضرات للطلاب عن التوعية الجنسية وغرس مفاهيم صحيحة عن الآخر ونبذ الأفكار الغريبة عن مجتمعنا من خلال أنشطة تعزز لفكرة احترام الآخر وأهمية الحفاظ على الجسد والبعد عن العنف الجنسي.

إعداد برامج ثقافية 

اقترحت الخبيرة التربوية، تعاون وزارة التربية والتعليم مع وزارة الثقافة والإعلام لإعداد برامج ثقافية وكرتون للأطفال تحاكي القيم الإيجابية وتزرع القيم السليمة والثقافة الجنسية من خلال بث تلك البرامج والأفلام الكرتونية للأطفال في المدارس والمنصات الإلكترونية لمحاربة الأفكار الغريبة وغير المرغوب فيها: «وهنا يمكن أيضا أن نقوم بنشر الوعى من خلال مناهج التربية الكنسية في الكنائس وخطبة الجمعة في المساجد لترسيخ ثقافة المجتمع المصري».

ترى إيلارية أن المسرح المدرسي يلعب دورا كبيرا في نبذ الأفكار المتطرفة والعنف الجنسي من خلال أنشطة مسرحية يشارك فيها الطلاب وتنفذ تحت إشراف معلمي التربية المسرحية ويسلط عليها الأضواء لأنها ركن أساسي ومهم من أركان المنهج المدرسي، موضحة أن النشاط المسرحي ركيزة أساسية من دعائم البناء الوجداني لدى الطلاب في مراحل التعليم المختلفة.

أكدت الدكتورة إيلارية عاطف، أن العلاج بالفن للسلوكيات غير المرغوب فيها يعد من الطرق الحديثة التي من خلالها يمكن إعداد أجيال سوية نفسياً واجتماعياً: «هنا تجد أن مناهج التربية الفنية تسهم في نبذ العنف الجنسي والسلوكيات الجنسية غير السوية، كما أن مناهج التربية الرياضية تساعدنا في تربية الطلاب نفسيا وبدنيا بشكل سوى ما يسهم في تهذيب الجانب الجنسي لدى الطلاب».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حملة الوطن تعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية من خلال

إقرأ أيضاً:

منخفضات تربوية قادمة!!

#منخفضات_تربوية قادمة!!

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

            يقال: كذب المنجّمون، ولو صدقوا! لكن مع تقدّم علوم الفضاء، وعلوم المستقبل، فإن التنبؤات لم تعد تنجُّمًا، فهناك استدلال علمي، واستقراء علمي يسمح للباحث بالتنبؤ بوضع فروض، والبحث عن أدلة تعارضها، أو تساندها!

          والتنبؤات التربوية، قد تكون أكثرَ سهولةً من تنبؤات الجوّ! ولكن المتنبّئين الجوّيّين يميلون إلى الحذر، فيختمون النشرة الجوية بقولهم: “بمشيئة الله “؛ خلافًا للمتنبّئين التربويّين، الذين يجزِمون، ويقولون: مما لا شك فيه!!

مقالات ذات صلة الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر 2025/03/15

(01)

أنواع المتنبّئين

         والمتنبّئون الجويّون أنواع: نوع مختص، يستخدم الأدوات العلمية، ونوع يعتمد على توقف أذُنَي بعض الحيوانات؛ ليعلن أن المنخفض الثلجي قادم. ولعلك تشاهد هؤلاء بكثرة في الصحف المحلية، التي تعتمد على شخص، أو  أكثر ممّن لم يقدم إسهامًا واحدًا في حياته، فتستمع الصحيفة إلى نبوءته في كل قضية تربوية، ويجيبها كأنه إفلاطون، أو جون ديوي، أو جاردنر، وغيرهم من الموسوعيّين.

          والموسوعي التربوي المعتمَد لدى صحيفة، يحمل “نوبل  تربوي  أردني” ، يمكنه من أن يفتي في البناء المدرسي، والمعلم، والامتحان، والعطلة، والمناهج، والتدريس، وكل الخفايا؛ معتمدًا على توقف أذن الحمار حتى لو لم يرَ حمارًا!!! ولا يمتلك تواضعًا ليقول: والله أعلم!

(02)

المنخفضات التربوية القادمة

          هناك عدد من المنخفضات القادمة متفاوتة الشِّدة، ولكن بعضها من الدرجة الرابعة، أو الثالثة، وليس بينها منخفضات بسيطة!!.

          واستنادًا إلى تصوّر علمي، واعتمادًا على مؤشرات واضحة في نظام امتحان التوجيهي الجديد، يمكن البوح بما يأتي:

 المنخفض الأول:

         سجلت أعداد كبيرة من طلبة الصف الأول الثانوي في  فرع التوجيهي الصحي، الذي يمكنهم لاحقًا الالتحاق بإحدى الكليات المحترمة: طب، طب أسنان، صيدلة، تمريض…

         يقال: إن نسبتهم تفوق٤٠٪؜ من الطلبة، وحتى لو كانت أقل قليلًا – وهي ليست كذلك -، فإن من المفروض أن يتوزع الطلبة في سبعة تخصّصات. وهذا يعني أن تخصّص التوجيهي الصحي، أحدث اختلالًا مجتمعيّا واضحًا، وحرم المجتمع من التخصّصات الستة الباقية. كما أنه أحدث خللًا في المدارس، حيث زاد من الحاجة إلى معلّمي التوجيهي الصحي، وشطب معلّمي سائر التخصّصات. كما أحدث اختلالًا واضحًا في الجامعات!

المنخفض الثاني:

         أترك للقراء تصنيف المنخفضات، من حيث الشِّدة ، والتأثير. يتعلق المنخفض الثاني بالتحاق الطلبة الناجحين بالتوجيهي بالجامعات! فإن كل طالب سيلتحق بتخصّص جامعي في الكليات التي تناسب التوجيهي

الذي اجتازه، ولا يسمَح له ، ولا يجوز أن يسمَح له بالالتحاق في كلية لا تناسب نوع التوجيهي الذي نجح فيه!  وهذا يعني أن آلافًا من الناجحين في التوجيهي الصحي  لن يجدوا فرصة للالتحاق بكلية تناسب تخصّصاتهم، كما يعني أن تخصّصات جامعية عديدة لن تجد من يلتحق بها.

 المنخفض الثالث:

          إن توزيع التوجيهي الأردني إلى سبعة تخصّصات، ووضع شروط الالتحاق بالجامعة وفقها، سيقود إلى نفور الطلبة العرب من الجامعات الأردنية، وبحثهم عن جامعات أخرى خارج  الأردن، وهذا خطير جدّا! فهل الحل سيكون وضع شروط للطلبة العرب تنسف كل فلسفة التوجيهي الجديد؟ أم التخلي عن الطلبة العرب؟

المنخفض الرابع:

قد يكون هذا المنخفض مصحوبًا بعواصفَ قويةٍ، فالطلبة  الناجحون، ممن لم يُقبَلوا في تخصّصاتهم المحدّدة، سيصلون جِدارًا مسدودًا؛ فمن يحمل “توجيهًا صحيّا ولم يُقبَل في التخصّصات الطبية، لن يتمكن من الالتحاق بأي تخصّص غير صحي، حتى لو كان معدله فوق التسعين!!! وهذا يعني أن يعيد التوجيهي، أو يبحث عن تخصّص طبي خارج الأردن!

(03)

 ارتدادات للمنخفضات

         من المتوقّع أن تأتي هذه المنخفضات بارتدادات تشمل المناهج، والتدريس وأمورًا غيرها!

فهمت عليّ جنابك؟!

مقالات مشابهة

  • وكيل التعليم بالجيزة يجري زيارة ميدانية لإدارةِ أطفيح التعليمية.. صور
  • وزيرة التضامن: 5.5 مليون طالب من أسر تكافل في مراحل التعليم المختلفة
  • مدرسة دار التربية الإسلامية تحصد المركز الأول في مسابقة أوائل الطلبة بأول طنطا
  • التربية تمنح الملاكات التعليمية والتدريسية قدما لمدة 6 أشهر
  • محافظ مطروح يعتمد حركة تغييرات واسعة لمديري ووكلاء الإدارات التعليمية
  • تتويج فريق "مكتب الوزيرة" بلقب "كروية موظفي التربية"
  • محافظ أسيوط يتابع سير العملية التعليمية بمدرسة النيل الإعدادية بنين
  • شركة التوفيق للإبداعات Eltawfiq.. حيث تتحول الأفكار إلى تصاميم إبداعية تخطف الأنظار
  • منخفضات تربوية قادمة!!
  • مستشارة تربوية: خصم درجات المواظبة للحد من الغياب في رمضان.. فيديو