"العزاوي": البيان العراقي المصري الأردني كاشف لمخاطر انزلاق المنطقة لحرب شاملة.
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور رائد العزاوي مدير مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية ان البيان المشترك العراقي المصري الأردني واضح لانهاء الأزمة في المنطقة وهو يدل على حصر قيادات البلدان الثلاث على عدم جر المنطقة الى مستوى جديد من الصراع الذي سيشغل المنطقة كلها
واضاف العزاوي خلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة روسيا اليوم: ان هناك حرص واضح من السيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تنسيق المواقف مع مصر والأردن لانهاء الحرب الدائرة في جنوب لبنان، وان الحكومة العراقية حريصة على مواصلة العمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ووقف نزيف الدم في لبنان وغزة والعراق عبر عن حرصه الشديد على دعم جهود الأشقاء في مصر والأردن على وقف التصعيد الاسرائيلي ومساعدة لبنان والأشقاء في فلسطين، وعملت حكومة السوداني على توفير الدعم اللازم للشعب اللبناني وارسال المساعدات الانسانية للبنان.
وبين العزاوي ان البيان الذي اصدره وزراء خارجية مصر والأردن والعراق والذي حملوا فيه إسرائيل مسؤولية التدهور الخطير، لاستشعار قيادات تلك الدول خطر توسيع دائرة الصراع وهو امر لا يخدم مصالح شعوب منطقتنا العربية ولا الاستقرار الذي تعمل عليه تلك الدول بما يخدم الازدهار والاستقرار الذي يجيب ان تنعم به المنطقة، وأن إسرائيل بحربها في لبنان تسعى لإشعال حرب شاملة في المنطقة، وهذا يعني ان هناك خطر كبير على مستقبل المنطقة والعالم.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
مأزق إسرائيل في استدراج حزب الله لحرب شاملة
تبدو صورة الحرب الشاملة في منطقة الشرق الأوسط الآن أكثر وضوحا مما كانت عليه منذ نحو عام حين شنت إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة ردا على «طوفان الأقصى».. تجاوزت الهجمات المتبادلة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله قواعد الاشتباك التي بقيت غالبة بين الطرفين منذ حرب 2006، لكن الأمر ما زال في بدايته.. وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش أمس: «من الآن وصاعدا ستغير إسرائيل قواعد اللعبة»، فإسرائيل تملك الكثير من أوراق اللعبة لأسباب كثيرة ليس آخرها أنها لا تلعب في المنطقة وحدها ولكنها تحظى بدعم غربي واسع، ولا شك أنها خلال الأيام الماضية قد وجهت ضربات قاسية لحزب الله سواء عبر اغتيال مجموعة من كبار قادته أم عبر ما عرف بتفجيرات «البيجر» وبرقيات الاتصالات، لكن هذه الأوراق تبدو مزدوجة، ويمكن أن تعطي حزب الله قوة جديدة، وتدفع به إلى الأمام أكثر مما تعتقد إسرائيل نفسها.
إن أصعب ما في مثل هذا المشهد أن يشعر أحد طرفي الصراع -أي صراع كان- أنه مضطر إلى استخدام كل أوراقه أو استخدام ورقته الأخيرة، وهذا ما يحدث عند حزب الله الآن.. إنه مضطر اضطرارا وجوديا إلى استخدام كل أوراقه؛ فلدى حزب الله الكثير من الأوراق التي ستوجع إسرائيل وجعا طويلا وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن حزب الله في موضع من يدافع عن قضيته/ فكرته وهذا هدف أول وأصيل لكل فصائل المقاومة، أمّا المحتل فإنه جاء ليبحث لنفسه عن مستقر ومكان جميل وآمن يعيش فيه حلمه/ وهمه، وإذا ما تحول ذلك الحلم إلى جحيم كما يمكن أن يبدو المشهد فلا شيء يجبره على البقاء طويلا!
وإسرائيل، أو هو نتنياهو تحديدا، على خطأ كبير جدا، وإستراتيجي، حينما اعتقد أنه شلّ قدرات حزب الله وقيدها عبر تنفيذ عمليات الاغتيال، وأن الأمر قد حان لتوجيه ضربة قاضية على حزب الله يمكن بعدها أن يعود سكان شمال إسرائيل إلى بلداتهم. وموطن الخطأ أن نتنياهو يجعل خيارات حزب الله محدودة، ويدفعه دفعا بعد صبر طويل لاستخدام ترسانته الصاروخية المدمرة التي يمكن أن تمطر تل أبيب في أي لحظة بعيدا عن كل قواعد الاشتباك التي توافق عليها الطرفان من قرابة 18 سنة مضت.
لذلك لا يبدو نتنياهو منذ اليوم الأول قادرا على المسير في طريق تحقيق هدفه الإستراتيجي المتمثل في عودة «مواطنيه» للشمال، بل إن ما سيحدث هو حرب شاملة قد تجتاح منطقة الشرق الأوسط وتدخل فيها مجبرة دول أخرى حاولت أن تتجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل.. كما أن نتنياهو يدفع المئات بل الآلاف إلى العودة إلى العمليات الاستشهادية وعمليات الدهس وإشعال عشرات الجبهات.. وهذا طبيعي جدا عندما يشعر الجميع أنهم أمام لحظة وجودية خياراتها محدودة جدا.
يمتلك حزب الله ترسانة كبيرة من الصواريخ، تقدر بـ 150 ألف صاروخ، كما أنه يملك خبرة عسكرية تفوق غيره من فصائل المقاومة رغم الثغرات التي ظهرت في أنظمته الأمنية خلال الأشهر الماضية وهذا يجعل معركة إسرائيل ضد الحزب أكثر تعقيدا.
إن تحذيرات الأمم المتحدة من «عواقب لا يمكن التنبؤ بها» تعكس مدى هشاشة الوضع الإقليمي، حيث إن أي حرب واسعة النطاق قد تؤدي إلى انهيار الاستقرار في المنطقة بأسرها.. وفي ظل هذا الوضع لا يبدو أمام فصائل المقاومة إلا تَمَثُّل المثل العربي: «إذا أرادها خصمك فلتُرِدْهَا!».