باحث إسرائيلي: إيران تتجنب التدخل المباشر بحرب لبنان
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
يرى باحث إسرائيلي أن إيران لا تجد أن الوقت مناسب للتدخل المباشر في الحرب الجارية بين جيش الاحتلال وحزب الله في لبنان.
وفي تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، قال راز تسيمت، الباحث الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي، إن التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله يأتي في وقت غير مناسب لطهران التي لا ترى سببا مقنعا للتدخل المباشر للتصدي لهجمات إسرائيل، لأنها تعتقد أن الحزب لا يزال قادرا على الصمود والمواجهة بمفرده.
غير أنه أكد أن القيادة الإيرانية ستتخذ قرارا بالتدخل المباشر في حال رأت أن القدرات الإستراتيجية لحليفها تتعرض للتدمير، على الرغم من قناعتها الحالية بأن إسرائيل غير قادرة على هزيمة حزب الله كليا، حتى في ظل تراجع قدراته العسكرية.
وشرح الباحث الإسرائيلي الظروف التي تواجهها طهران في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وقال إن المرحلة الجديدة من المواجهة بين إسرائيل وحزب الله تأتي لإيران في وقت غير مناسب.
وأضاف أن الحكومة الإيرانية تركز حاليا على هجوم دبلوماسي يقوده الرئيس مسعود بزشكيان لتعزيز ترتيب سياسي محتمل مع الولايات المتحدة بشأن القضية النووية.
وقد وصل الرئيس الإيراني إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع برفقة مستشاريه، وعلى رأسهم وزير الخارجية عباس عراقجي الذي كان عضوا في فريق التفاوض النووي.
وأضاف الباحث الإسرائيلي أن آخر ما تريده إيران في خضم الحملة الدبلوماسية الحالية هو الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، وأكثر من ذلك مع الولايات المتحدة.
قيود إيرانيةوأشار الباحث الإسرائيلي إلى القيود والاعتبارات التي توجه السياسة الإيرانية التي قال إنها لم تتغير بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف أنه منذ بداية الحرب في غزة، كانت طهران تسعى للوصول إلى وقف لإطلاق النار يحافظ على قدرات حماس في غزة ويصون القوة العسكرية لحزب الله في لبنان. ومع استمرار الصراع، يبدو أن الإستراتيجية الإيرانية ترتكز على إنهاك إسرائيل عبر حرب متعددة الجبهات دون الحاجة إلى دفع ثمن باهظ من خلال التدخل المباشر.
وقال أيضا إن إيران تدرك أن أي تورط مباشر في القتال سيؤدي إلى نتائج عكسية، حيث إن إسرائيل تحاول بالفعل جر إيران إلى مواجهة شاملة عبر استدراجها إلى ساحة المعركة.
وأشار الباحث إلى أن طهران تحرص على عدم الوقوع في الفخ الذي تسعى إسرائيل إلى نصبه من خلال تصعيد الوضع في غزة والشمال.
وتحدث عن الردود الإيرانية على الهجوم الإسرائيلي على لبنان والتي تؤكد ما ذهب إليه، مشيرا إلى تصريحات الرئيس الإيراني التي أدانت الهجوم بشدة وطالبت المجتمع الدولي بوضع حد للهجمات الإسرائيلية، ولكنها في نفس الوقت تجنبت التهديد بالتدخل في الحرب.
واعتبر الباحث أن حربا كهذه من شأنها أن تستنزف إسرائيل عسكريا ومدنيا، ولن تسمح لها بتحقيق أهدافها، سواء تجاه قطاع غزة أو الجبهة الشمالية.
إعادة تقييم الموقفويضيف الباحث الإسرائيلي أن إيران قد تلجأ إلى الضغط على إسرائيل من خلال استخدام القوات المسلحة الذي تدعمها في العراق وسوريا واليمن لتعزيز الجبهات المتعددة ضد إسرائيل، وذلك دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر.
ولكنه يرى أن إيران قد تضطر لتغيير موقفها في حال رأت استمرار تدهور قدرات حزب الله.
وفي المقابل، يطرح الباحث فرضية أخرى تقول إنه إذا تصاعد الصراع ليصل إلى حرب شاملة تشمل البنية التحتية الوطنية في لبنان، فإنه من المرجح أن يزيد الضغط الدولي والمحلي لفرض وقف إطلاق النار على الجانبين. وفي مثل هذا السيناريو، من المحتمل أن تتجنب إيران التدخل العسكري المباشر قبل الوصول إلى هذا المستوى من التصعيد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الباحث الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
نعيم قاسم: إسرائيل خرقت الاتفاق 3 آلاف مرة وتهدف لتغيير القواعد
قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم -اليوم الإثنين- إن الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس يفتقد لأي مبرر حتى ولو كان وهميا، وهو عبارة عن اعتداء سياسي يهدف لتغيير القواعد والضغط على لبنان.
وأضاف قاسم أن ما يميز هذا الاعتداء على الضاحية أنه حصل بإذن من الولايات المتحدة، مطالبا الدولة اللبنانية بالتحرك الدبلوماسي واستدعاء سفراء الدول الكبرى ورفع شكاوى إلى مجلس الأمن.
وقال أيضا -في كلمة بثّت على قناة المنار التابعة لحزب الله- إن الاعتداء الإسرائيلي الجديد، يأتي "لتثبيت قواعد معينة، يعتقدون أنهم من خلالها يستطيعون الضغط على لبنان وعلى مقاومته، وأن يحققوا الأهداف التي يريدون".
ورأى قاسم أن "الدولة مسؤولة عن المتابعة بالضغط على الدولتين الراعيتين للاتفاق (أميركا وفرنسا) وكذلك على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقوات الطوارئ الدولية" لوقف الغارات الإسرائيلية على لبنان.
الضغط الناعم
وأضاف أمين الحزب اللبناني أن على الدولة أن تضغط، مؤكدا أن "الضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن ناعم وبسيط، لا يرقى إلى أكثر من بعض التحركات وبعض التصريحات. وهذا أمر غير مقبول" مشددا في الوقت ذاته على أن حزبه التزم تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما خرقته إسرائيل أكثر من 3 آلاف مرة.
إعلانوطالب قاسم الدولة اللبنانية بأن "تتحرك بشكل أكبر وبشكل يومي وبشكل متفاعل" مضيفا "استدعوا سفراء الدول الخمس الكبرى، ارفعوا شكاوى إلى مجلس الأمن، استدعوا السفيرة الأميركية دائما لأنها لا تعمل بشكل صحيح وتنحاز لإسرائيل ولا تقوم بدورها في الرعاية".
وجاءت تصريحات قاسم غداة غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، في ثالث ضربة على المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار، طلب على إثرها لبنان الطرفين الضامنين للاتفاق (الولايات المتحدة وفرنسا) بإجبار إسرائيل على وقف هجماتها.
ومن جانبها، قالت إسرائيل إن الموقع الذي استهدفته أمس هو مخزن أسلحة لحزب الله يحوي "صواريخ دقيقة".
غارات إسرائيلية مستمرة
من ناحية أخرى، أفاد الجيش الاسرائيلي اليوم بأنه قصف أكثر من 50 هدفا في لبنان خلال الشهر الماضي، رغم إعلان وقف لإطلاق النار بينه وبين حزب الله في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه نفذ هذه الضربات "إثر انتهاكات لوقف إطلاق النار والتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، شكلت تهديدا لدولة إسرائيل ومواطنيها".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد تبادل للقصف بين إسرائيل وحزب الله استمر نحو عام وتحوّل إلى مواجهة مفتوحة في سبتمبر/أيلول 2024.
ولكن إسرائيل واصلت شنّ ضربات على لبنان وأبقت على وجود عسكري في مناطق حدودية، مشددة على أنها لن تتيح لحزب الله إعادة بناء قدراته.