قالت صحيفة "ذي ماركر" العبرية اليوم، الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، يتّبع مفهوما أو عقيدة أمنية جديدة تسمح بإطالة مدة الحروب، خلافا للعقيدة الأمنية التقليدية التي وضعها رئيس حكومة إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون.

ويتّهم معظم المحللين الإسرائيليين نتنياهو، بأنه يتعمد إطالة الحرب، بإحباط اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار مع حركة حماس ، والذي من شأنه أن يوقف الحرب مقابل حزب الله أيضا، من أجل بقائه في الحكم والتهرب من محاكمته بتهم فساد خطيرة.

ويقضي المفهوم الأمني الذي وضعه بن غوريون بتقصير مدة الحرب "من أجل تقليص الأضرار اللاحقة بالجمهور والبنى التحتية بقدر الإمكان نتيجة للحرب، وتقليص تعطيل المرافق الاقتصادية بقدر الإمكان".

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة نتنياهو تعمل بشكل معاكس لهذا المفهوم الأمني التقليدي، ورجحت أن هذه الحكومة تستند في الحرب الحالية إلى مفهوم أمني جديد صاغه في وثيقة، قبل أربع سنوات، رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، الجنرال المتقاعد يعقوب عَميدرور، وهو يميني متطرف وأحد أكثر الجنرالات قربا من نتنياهو.

وجاء في وثيقة عميدرور أنه "كان متعارفا في الماضي أن على إسرائيل السعي لتقصير الحروب، من أجل منع المس بالاقتصاد وتسريح قوات الاحتياط. وثمة مكان لإعادة النظر في ذلك. فاليوم إسرائيل هي ’الجانب الثقيل’ في المواجهة مع المنظمات، ولديها ’عمق’ لوجستي وقدرة على الاستمرار وحتى تعزيز التصعيد العسكري لفترة أطول – ثمة ميزتان غير موجودتين لدى المنظمات التي تواجهها".

وأضاف عميدرور أنه "رغم أن ثمن إطالة الحرب قد يتم التعبير عنه في معظم الحالات باستمرار إطلاق النار على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لكن بحسابات شاملة من الجائز أنه في الوضع الحالي سيكون القتال الطويل، الذي يؤدي بشكل منهجي إلى تدمير قدرات الخصم وبنيته التحتية، مفضل بالنسبة لإسرائيل".

ووصف عميدرور استهداف تل أبيب بأنه خط أحمر: "يتركز مركز الثقل الإستراتيجي الإسرائيلي في منطقة جغرافية ضيقة، حول تل أبيب، وهي قريبة جدا من حدود الدولة. ومركز الثقل هذا مشترك للجيش الإسرائيلي والمنظومة المدنية، ولذلك فإن إبعاد العدو عنها وحمايتها ضروري وبالغ الأهمية من أجل استمرار وجود إسرائيل، وقدرتها على العمل أثناء الحرب في أي سيناريو محتمل".

وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا ما نشهده حتى الآن" في الحرب الحالية، لكن المفهوم الأمني في وثيقة عميدرور يرفض التوصل إلى حلول سياسية: "المفهوم القديم الذي بموجبه يتعين على الجيش أن ’ينتج’ في ميدان القتال الظروف التي تسمح للمستوى السياسي بتحقيق وضع سياسي جديد وأفضل حول طاولة المفاوضات السياسية، لم يعد ساريا في قسم كبير من الحالات".

وأضاف أن "النتيجة العسكرية هي الوضع الذي فيه الدولة والمستوى السياسي يستطيعون، ولذلك يريدون، تحقيقه. ولا يوجد ’استكمال سياسي’ منفصل آخر، لأنه لا يوجد أي إطار سياسي دولي بإمكانه إملاء أي خطوة مكملة كهذه. ولذلك يصبح الحوار مع المستوى السياسي أكثر أهمية، كي يدرك قادة الجيش ماذا يريد السياسيون تحقيقه في النهاية".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "إذا كان هذا هو مفهوم نتنياهو الأمني، فالمعنى واضح: حرب طويلة تتعرض خلالها الجبهة الداخلية لضربات، ومن دون أي تسوية سياسية في الأفق، والنتيجة هي انخفاض شديد في مستوى الحياة وجودتها".

المصدر : عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

حزب الله دمّر 8 آلاف منزل في شمال إسرائيل.. ورئيس بلدية كريات شمونة يتوقع موجة هجرة جديدة بعد الحرب

عقب الحديث عن نجاح التسوية بين إسرائيل ولبنان، كان أول ما أثاره الإعلام العبري هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيقع تحت همّ كيفية تقديم هذه الخطوة لسكان الشمال الرافضين لوقف إطلاق النار، فقد عانوا الأمرّين من صواريخ حزب الله، التي دمرت أكثر من 8 آلاف منزل بحسب "يديعوت أحرونوت".

اعلان

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرًا أوضحت فيه أن حزب الله أجبر سكان أكثر من 42 بلدة في الشمال على النزوح، كما تسبب في تدمير وإلحاق أضرار بـ8,834 مبنى، و7,029 مركبة، و343 موقعًا زراعيًا في شمال إسرائيل. وأشارت إلى أنه "يكاد لا يوجد مبنى في الشمال لا يحتاج إلى ترميم وإعادة بناء بعد الحرب".

وأضافت الصحيفة أن المناطق الأكثر تضررًا من هجمات حزب الله تشمل المنارة، وشتولا، وكريات شمونة، وزرعيت، ونهاريا.

وكانت سلطة الضرائب الإسرائيلية قد دفعت تعويضات بقيمة 140 مليون شيكل، أي حوالي 38.4 مليون دولار للشمال، لكن الصحيفة أشارت إلى أن هذا المبلغ لا يكفي، نظرًا لغياب بيانات دقيقة حول حجم الأضرار. يعود ذلك إلى الإجلاء، أو إلى عدم قدرة الجيش على الوصول إلى بعض المناطق بسبب القصف العنيف.

صور متداولة لبيت متضرر في الجليل جراء صواريخ حزب الله

في هذا السياق، صرح رئيس بلدية كريات شمونة، أفيخاي شتيرن، بأن كل منزل في البلدة بات يحتاج إلى ترميم، وأن ذلك سيستغرق 4 أشهر على الأقل. وأشار إلى أن سكان الشمال "عندما يرون إلى أين عادوا، ستكون موجة الرحيل الثانية أوسع نطاقًا".

امرأة تقف في منزل متضرر في أعقاب هجوم من لبنان في عكا، شمال إسرائيل، الأحد، 25 أغسطس/آب 2024Ariel Schalit/ APRelated"نحن على خط النهاية" لكن "الاتفاق لم يكتمل".. هل تتوصل إسرائيل وحزب الله إلى وقف إطلاق النار قريبا؟بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في لبنان؟وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير التسوية بين حزب الله وإسرائيل غامض

يأتي هذا التقرير في وقت يطالب فيه رؤساء بلديات الشمال بالعدول عن قرار وقف إطلاق النار مع لبنان. ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اليوم الثلاثاء جلسة للتصويت على اقتراح وقف إطلاق النار.

وفقًا للسلطات المحلية في الشمال، فإن التسوية الحالية ليست كافية لضمان أمن السكان. وصرح رئيس مجلس المطلة بأن ترويج نتنياهو للنصر "ادعاء كاذب"، مشيرًا إلى أن أهداف الحرب التي وضعتها الحكومة اليمينية لم تتحقق، وأن إسرائيل تتجه نحو "الاستسلام لحزب الله". بينما دعا رئيس بلدية كريات شمونة القادة إلى التفكير في أطفال الشمال، قائلًا: "لا أفهم كيف تحولنا من الحديث عن نصر مطلق إلى استسلام كامل".

مقاطع متداولة عن استهداف حزب الله لشمال مدينة حيفا

وفي سياق مشابه، علّق رئيس المجلس المحلي في شلومي، غابي نعمان، على وقف إطلاق النار قائلاً إن العودة إلى الشمال، حتى لو تضمنت التزام حزب الله بالبقاء خلف السياج، لا تلغي وجودهم في المكان ذاته. وأشار إلى أن نتنياهو كان يجب أن يتشاور مع السلطات المحلية الشمالية قبل أن يقرر بمفرده.

كما عبر رئيس المجلس المحلي في المطلة عن رفضه للاتفاق، واصفًا إياه بأنه "كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول تتكرر". وأضاف أن ما فعلته حماس سيتكرر في الشمال بعد وقف إطلاق النار مع لبنان.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الثورة الحضرية في طشقند: كيف يسهم النقل المراعي للبيئة في تشكيل وسائل التنقل في العاصمة لحماية المراهقين من المحتوى المسيء والتحرش الجنسي.. ميتا تقترح نظامًا للأمان الرقمي في أوروبا سموتريش: "احتلال غزة هو الحل" إسرائيلحزب اللهوقف إطلاق الناربنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. معاناة قطاع غزة تتفاقم ومن دون سابق انذار وقبل ساعات من وقف إطلاق النار إسرائيل تستهدف العاصمة بيروت يعرض الآن Next أنغيلا ميركل تكشف أسرار 16 عامًا من القيادة في مذكراتها الأولى يعرض الآن Next احتجاجات أنصار عمران خان: مقتل ستة أشخاص وسط مواجهات عنيفة مع الشرطة في إسلام آباد يعرض الآن Next ترامب يتحدى بكين بتعريفات إضافية على الواردات الصينية والأخيرة تحذّر: لا رابح في الحرب التجارية يعرض الآن Next تقارير تزعم أن روسيا اعتقلت بريطانيًا يقاتل مع أوكرانيا.. هل يكون أول معتقل أجنبي معلن عنه في روسيا؟ اعلانالاكثر قراءة قتلى وجرحى في غزة ولبنان.. وصافرات الإنذار تدوي في إسرائيل.. وحديث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" غالانت يستعد للسفر إلى واشنطن.. لكن ماذا لو أجبرته الظروف على الهبوط في دولة عضو بالجنائية الدولية؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةضحاياروسياحزب اللهلبناندونالد ترامبالمملكة المتحدةاعتداء إسرائيلقتلحركة حماسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل حققت إنجازات في 7 جبهات خلال فترة الحرب
  • ضربة جديدة.. حلفاء إسرائيل يعلنون تنفيذ قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو
  • حزب الله دمّر 8 آلاف منزل في شمال إسرائيل.. ورئيس بلدية كريات شمونة يتوقع موجة هجرة جديدة بعد الحرب
  • صحيفة عبرية: التحالف الحوثي الروسي.. شراكة استراتيجية أم مقدمة لحرب عالمية ثالثة؟ (ترجمة خاصة)
  • آخر مستجدات الحرب في لبنان.. شكوى جديدة ضد إسرائيل وتنديدات عالمية
  • صحيفة عبرية تصف الفصائل الفلسطينية بـ«مقاتلي الحرية».. والاحتلال الإسرائيلي يرد
  • خسائر إسرائيل في أسبوع.. 600 مقبرة جديدة ومذكرة اعتقال نتنياهو وهروب الآلاف
  • صحيفة عبرية اعتبرته "فصلاً عنصرياً".. ماذا يعني إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين بالضفة المحتلة؟
  • من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟
  • صحيفة عبرية: العثور على جثة مجهولة في الإمارات قد ترتبط بالحاخام المفقود