الرياض : البلاد

  دفعت الجهود الإستراتيجة بين فيتنام والمملكة العربية السعودية بين فيتنام والمملكة العربية السعودية علاقاتهما الثنائية إلى آفاق غير مسبوقة  حيث شهدت العلاقات تحسناً كبيراً في مجالات مختلفة بما في ذلك السياسة والتجارة والإستثمار والسياحة وقطاع القوى العاملة في حين وجدت السعودية الغنية بالموارد ودولة فيتنام الواقعة في جنوب شرق آسيا، منافع متبادلة في تعزيز العلاقات بينهما في العديد من القطاعات مما عزز بشكل أكبر العلاقة التي تقوم على القيم  المشتركة والتأزر الإقتصادي.

وجاء ذلك في تصريحات السفير الفيتنامي دانج شوان دزونج أثناء مقابلة اجريت بمناسبة اليوم الوطني حيث قدم السفير الفيتنامي لمحة عامة عن العلاقات الفيتنامية السعودية مشيراً إلى النمو الإقتصادي في فيتنام والذي تجاوز 6.5% على أساس سنوي مما وضع فيتنام بين البلدان ذات أعلى معدلات النمو في المنطقة والعالم وفق قوله .

كما اشار السفير الفيتنامي إلى حجم الإقتصاد الفيتنامي الذي زاد أكثر من 95 مرة من 4.5 مليار دولار في عام 1986م إلى 430 مليار دولار في عام 2023م ليحتل المرتبة الـ 35 على مستوى العالم قائلاً ” الاساس الاقتصادي الكلي مستقر بشكل عادي في حين يتم الحفاظ على التوازنات الرئيسية للإقتصاد مع السيطرة على التضخم عند حوالي 4% سنوياً نزولاً من معدل 3 أرقام المتسارع في المرحلة المبكرة من فترة التجديد مضيفاً أن إجمالي  حجم الصادرات والواردات الفيتنامية يبلغ 681 مليار دولار في عام 2023م .

وتابع السفير الفيتنامي إن فيتنام تتمتع بفائض تجاري لمدة ثماني سنوات متتالية وهي من بين أكبر 20 دولة في العالم من حيث حجم التجارة واضاف قائلاً ” فيتنام هي دولة كانت تعاني من نقص حاد في الغذاء ، اصبحت واحدة من اكبر مصدري الأرز في العالم من خلال شحنها أكثر من 8.1 مليون طن من الأرز إلى الخارج في عام 2023م مما يساعد على ضمان الأمن الغذائي العالمي” على حد وصفه .

وبالنسبة الإستثمار الأجنبي في فيتنمام، قال الدبلوماسي إن فيتنام تظل نقطة لامعة في جذب الإستثمار الأجنبي المباشر مع اكثر من 39.4 مليار دولار في عام 2023م في حين تم صرف 23.2 مليار دولار امريكي مما وضعها بين أكبر 20 دولة في العالم من حيث الإستثمار الأجنبي المباشر موضحاً أن فيتنام دولة خضعت للحصار والحظر لمدة 30 عاماً ، وهي اقامت الآن علاقات دبلوماسية مع 193 دولة ولها شراكة استراتيجية وشراكة شاملة مع 30 دولة ” على حد اعتباره .

في حين أشار السفير الفيتنامي إلى أن العلاقات المتنامية تدريجياً بين البلدين وقال ” أنه بعد حوالي 25 عامًا منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية في عام 1999م، أصبحت المملكة العربية السعودية واحدة من أهم شركاء فيتنام في منطقة الشرق الأوسط ولاحظ أنه في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الفيتنامية السعودية تطورات كبيرة في الدبلوماسية والتجارة والاستثمار والتبادلات بين الناس”.

حيث قال السفير إن زيارة رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه إلى المملكة لحضور القمة الأولى لرابطة دول جنوب شرق آسيا “الآسيان” ومجلس التعاون الخليجي في أكتوبر 2023م وزيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إلى فيتنام في مارس 2022م وكذلك المشاورات السياسية الوزارية الأولى في الرياض بين وزارتي الخارجية في فبراير 2023م ساعدت في تعزيز العلاقات بين البلدين واسعة النطاق. وعلاوة على ذلك، فإن زيارة وزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب إلى فيتنام في أغسطس 2023م واتفاقية تعزيز التعاون في مجال السياحة الموقعة في أكتوبر 2023 فتحت فرصًا جديدة للتعاون الثقافي بين شعبي الفيتنام والسعودية على حد اعتباره .

وتابع السفير قائلاً انه على الصعيد التجاري، نمت العلاقات على مر السنين وقد تجاوز حجم التجارة الثنائية 2.7 مليار دولار أمريكي في عام 2023م مضيفاً أنه خلال الأشهر الثمانية من هذا العام، يُقدر الرقم بنحو 1.94 مليار دولار، بزيادة طفيفة بنسبة 6.2 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2023م مشيراً إلى أن الصادرات الفيتنامية الرئيسية إلى المملكة العربية السعودية تشمل المنتجات الزراعية مثل المأكولات البحرية والكاجو والأرز والقهوة والفلفل والمعكرونة والتوابل والحلويات والمنسوجات والأحذية والآلات والأثاث وقطع غيار السيارات والهواتف والأجهزة الإلكترونية الخ .. وفق قوله .

ورداً على سؤال حول التعاون في قطاع السياحة، قال السفير إن فيتنام أعلنت عن استراتيجية تسويق سياحي لعام 2030م بهدف وضع فيتنام كـ “الوجهة السياحية الرائدة الجذابة في جنوب شرق آسيا” وتعزيز العلامة التجارية السياحية للبلاد وقدرتها التنافسية من خلال تحديد الاستراتيجية بشكل معقول لدول مجلس التعاون الخليجي كسوق سياحية محتملة مشيراً إلى أن “جودة الخدمات والإمدادات الغذائية والمنتجات الحلال في بلادنا تتحسن يوما بعد يوم، بما يتماشى مع عادات واحتياجات وأذواق السياح المسلمين لاسيماً بمن فيهم القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي” على حد وصفه.

ومن اجل ذلك، اكد السفير أنه تم عملية حصول التأشيرات بسيطة قائلاً ” أنه بدءاً من 15 أغسطس 2023م، فقد طبقت فيتنام نظام التأشيرة الإلكترونية (e-visa) لجميع الجنسيات بما في ذلك المواطنون السعوديون ودول مجلس التعاون الخليجي لفترة الإقامة تصل إلى 90 يومًا مما يسمح بالدخول الفردي ومتعددة السفرات مضيفاً أنه في الأشهر الستة الأولى من عام 2024م، استقبلت فيتنام 8.832 مليون سائح أجنبي بزيادة قدرها 58.4%  على أساس سنوي و4.1 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2019م قبل الاضطرابات الناجمة عن جائحة كرونا كوفيد-19.

كما اشار السفير إلى فيتنام خططت في تنظيم سلسلة من فعاليات الأيام الفيتنامية في المملكة العربية السعودية في وقت لاحق من هذا العام في إطار الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وفيتنام مضيفاً إن المملكة العربية السعودية شريك وثيق لفيتنام وأن الحكومة السعودية قدمت من خلال الصندوق السعودي للتنمية منذ عام 2011م قروضاً تنموية بقيمة 179 مليون دولار أمريكي لعدد 13 مشروعاً منذ عام 2011م وعلى وجه الخصوص أنه خلال جائحة كوفيد-19، قدمت المملكة أيضاً مساعدات طبية بقيمة 500 ألف دولار لبلدنا عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ” وفق قوله .

وفي مجال القوى العاملة ، قال السفير الفيتنامي إن البلدين أقاما علاقات وثيقة خلال هذه الفترة حيث يوجد حالياً 6000 عامل فيتنامي في السعودية وهم يعملون في مجالات مختلفة مثل البناء والهندسة والضيافة والخدمات المنزلية. وعلاوة على ذلك، تعمل فيتنام والمملكة العربية السعودية على التصديق على اتفاقية تعاون عمالي جديدة من المتوقع توقيعها في المستقبل القريب. كما هو من المتوقع أن هذه الاتفاقية العمالية ستعزز الروابط بين المملكة وفيتنام.

وفي الوقت نفسه ، قال السفير الفيتنامي دزونغ ” أنه لا يزال حث الشركات والمستثمرين السعوديين على العمل مع فيتنام وكذلك السكان السعوديين لمعرفة المزيد عن بلدي يمثل التحدي الأكبر لكن لدي اعتقاد قوي هو أن علاقاتنا تحمل إمكانات كبيرة لمزيد من التطورات الشاملة التي تخدم بشكل أفضل المصالح المتبادلة للحكومتين والشعبين في المستقبل” على حد تعبيره.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: السعودية فيتنام

إقرأ أيضاً:

وزير الاقتصاد الإسرائيلي: اتفاقيات أبراهام قد تشمل السعودية قريبا

أعلن وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، عن توقعاته بإمكانية توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل مزيدًا من الدول، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

يأتي هذا التصريح في ظل مساعٍ إسرائيلية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع دول المنطقة، مدعومةً بجهود أمريكية لدفع عجلة التطبيع بين تل أبيب ودول عربية وإسلامية أخرى.

وأكد بركات أن المرحلة القادمة قد تشهد تقدمًا ملموسًا في تعزيز الشراكات الاقتصادية بين إسرائيل والدول الموقعة على الاتفاقيات، مع التركيز على تطوير مجالات الاستثمار والتجارة المشتركة.

وأوضح أن التطورات الإقليمية الأخيرة توفر "فرصة تاريخية" لتعزيز التعاون الاقتصادي مع دول خليجية، بما في ذلك السعودية، التي تُعدّ لاعبًا رئيسيًا في المنطقة.


ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه التكهنات بشأن خطوات جديدة في ملف العلاقات الإسرائيلية-السعودية، خاصة مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم تنصيبه بأن التطبيع بين السعودية وإسرائيل بات قريبا.

وفي أيلول / سبتمبر 2023، أشار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن تحقيق السلام مع السعودية سيُحدث تغييرًا جذريًا في المنطقة، معتبرًا أن المملكة تُشكل "مفتاحًا استراتيجيًا" لمستقبل العلاقات الإقليمية.


وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت في وقت سابق عن جهود دبلوماسية مكثفة تقودها الولايات المتحدة بهدف ضم المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهيم، والتي بدأت في عام 2020 بتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. ووفقًا لتقارير، فإن السعودية قد تكون الوجهة التالية لهذه الاتفاقيات، رغم عدم وجود إعلان رسمي من الرياض حتى الآن.

ويؤكد محللون أن توسع الاتفاقيات سيفتح الباب أمام فرص اقتصادية ضخمة، بما يشمل مجالات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية، في ظل اهتمام الشركات الإسرائيلية بتوسيع استثماراتها في الأسواق الخليجية.

مقالات مشابهة

  • السعودية تستثمر 770 مليار دولار في الولايات المتحدة وبن سلمان يتطلع إلى المزيد
  • ترامب يريد تريليون دولار من السعودية لهذا الغرض
  • ثروة أغنى 10 أشخاص تنمو 3.2 مليون دولار في كل دقيقة
  • السفير الصيني الجديد يؤكد الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية مع سلطنة عُمان
  • السعودية تعلن رغبتها في الاستثمار وتوسيع العلاقات التجارية مع أميركا بمبلغ 600 مليار دولار مرشحة للإرتفاع
  • وزير الاقتصاد الإسرائيلي: اتفاقيات أبراهام قد تشمل السعودية قريبا
  • بعد طلب ترامب 500 مليار دولار لزيارة السعودية.. بن سلمان يرد بـ 600 استثمار
  • السفير عبد الله الرحبي: العلاقات العُمانية المصرية نموذج للتعاون العربي الأخوي
  • منصور بن زايد يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع السفير التركي
  • ترامب: السعودية ستطبع العلاقات مع إسرائيل