ليبيا- وصف تقرير ميداني نشره القسم الإخباري الإنجليزي في وكالة أنباء “نوفا” الإيطالية الطاولة المستديرة لمناقشة مستقبل طاقات ليبيا بـ تعبير عن الدعم والأمل.

التقرير الذي تابعته وترجمت أهم ما ورد فيه من مضامين خبرية صحيفة المرصد أوضح أن هذه الطاولة الليبية الإيطالية احتضنتها روما في الـ23 من سبتمبر الجاري إلى جانب فعالية التواصل مع كبار الشخصيات معبرة عن الآمال والوسائل الداعمة للخروج السريع من الأزمة في ليبيا.

ووفقا للتقرير جمع هذان الحدثان ممثلي عالم الأعمال الإيطالي والليبي بهدف مناقشة فرص التعاون والتنمية في القطاعات الرئيسية المحددة لمستقبل اقتصاد ليبيا المحاصرة في دوامة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي رغم مواردها الطبيعية الهائلة.

ونقل التقرير عن رئيس غرفة التجارة الإيطالية الليبية “نيكولا كوليتشي” قوله:”إن تعزيز الدعم لليبيا أمر مهم في وقت الصعوبات الداخلية فالبلاد تمر بمرحلة من التوترات وهذا ليس الوقت المناسب للتراجع بل لتعضيد الاستقرار والدفع به ويظل قطاع النفط والغاز مورد رئيسي يمكن للشعب الليبي الاعتماد عليه”.

وأضاف “كوليتشي” قائلا:”هذا القطاع أساسي لمساعدة ودعم ليبيا ومن الضروري الاستثمار فيه وتعزيز نموه لمساعدة البلاد على التغلب على الصعوبات الحالية” فيما قال رئيس غرفة تجارة روما”لورينزو تاجليافانتي”:”للعلاقات بين إيطاليا وليبيا أهمية تاريخية وثقافية”.

وتابع “تاجليافانتي” بالقول:”وتمثل هذه العلاقات التي تعززت بمرور الوقت أرضا خصبة للتعاون في المستقبل فهناك 450 شركة في مدينتنا ونحن نشعر بالفخر لاختيار مقرنا المؤسسي لاستضافة هذه المبادرة المهمة وتاريخ بلدينا الغني بالتقاليد الثقافية والتجارية القديمة يشكل أساسا متينا لبناء مسارات جديدة للنمو”.

وقال “تاجليافانتي”:”لغرفة تجارة روما دور في تسهيل التبادلات الاقتصادية وتعزيز التفاهم المتبادل بين الشركات الإيطالية والليبية ونحن مقتنعون بأن التنمية الاقتصادية والسلام عنصران أساسيان لرفاهية شعبينا والاجتماع مع رواد الأعمال المهمين يمنحنا الفرصة لتعزيز العلاقات بين بلدينا بشكل أكبر”.

وأضاف “تاجليافانتي” قائلا:”لدينا الفرضة أيضا لإنشاء اتفاقيات استراتيجية من شأنها أن تجلب الفوائد ليس فقط للشركات الإيطالية والليبية بل وأيضا لاستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​بأكملها” فيما عبر السفير الإيطالي في ليبيا “جيانلوكا ألبريني” هو الآخر عن وجهة نظره بالخصوص.

وقال “ألبريني”:”إن قطاع الطاقة هو القلب النابض للتعاون بين ليبيا وإيطاليا لكن التعاون بين البلدين المتوسطيين يشمل مجموعة واسعة من المجالات الاستراتيجية التي تشكل أهمية كبيرة لمستقبل كل منهما فبالإضافة للعلاقة المتينة في قطاع الطاقة فإن التعاون بين إيطاليا وليبيا هو جزء من استراتيجية أوسع نطاقا”.

وأضاف “ألبريني” قائلا:”وتشمل هذه الاستراتيجية البنية التحتية والنقل والتنمية الاقتصادية وليبيا لا تمثل لإيطاليا شريكا في مجال الطاقة فحسب بل حليفا اقتصاديا رئيسيا في العديد من القطاعات ونحن الشريك التجاري الرئيسي لليبيا حيث يتجاوز حجم التجارة السنوية 9 مليارات يورو”.

وتابع “ألبريني” بالقول:”نحن المستورد الأول والمصدر الـ3 للبلاد وهذا يدل على أن تعاوننا يمتد إلى ما هو أبعد من الطاقة وإيطاليا تلعب دورا محوريا في مشاريع البنية التحتية في ليبيا حيث ساهمت في بناء أعمال استراتيجية تتراوح من إعادة بناء الطرق والمطارات إلى تطوير شبكات الكهرباء والمياه”.

وقال “ألبريني”:”إن قطاع البنية التحتية أمر بالغ الأهمية لتعافي ليبيا واستقرارها وإيطاليا في المقدمة ومن بين المشاريع الأكثر أهمية إعادة إطلاق مشروع سكة حديد سرت بنغازي وهو خط استراتيجي لربط المدن الرئيسية في ليبيا والاستثمارات الإيطالية في إعادة تأهيل شبكات الكهرباء في البلاد”.

وأضاف “ألبريني” بقوله:”من المهم النظر إلى مستقبل التعاون بطريقة مستدامة ولا يقتصر تعاوننا على الطاقة التقليدية وتتمتع إيطاليا وليبيا بفرص هائلة للنمو أيضا في قطاع الطاقة المتجددة التحول في مجال الطاقة الذي تمر به أوروبا يمكن أن يمثل فرصة لليبيا لتصبح مركزًا للطاقة المتجددة في البحر الأبيض المتوسط”.

وتابع “ألبريني” قائلا:”فمع التركيز على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين يمكن لإيطاليا أن تكون بوابة ليبيا إلى سوق الطاقة الأوروبية الكبيرة ليس فقط الاقتصاد وكثافة العلاقات الثنائية تنعكس أيضا في المجال السياسي والديبلوماسي عبر زيارات متكررة منها لرئيسة الوزراء جورجيا ميلوني ووزراء إيطاليين”.

وقال “ألبريني”:”تشهد هذه الزيارات على التزام إيطاليا القوي تجاه ليبيا وخطة الحكومة الإيطالية ماتي تعزز الديبلوماسية الرامية إلى تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية وتواصل إيطاليا دعم الحوار والوساطة على جميع المستويات بروح الانفتاح والتعاون التي تميز علاقاتنا”.

وأضاف “ألبريني” قائلا:”الدور الأساسي للسفارة الإيطالية في طرابلس مهم فقد ظللنا نشطين في أصعب اللحظات حتى خلال المراحل الأكثر أهمية من الصراع ونحن اليوم نعمل بكامل طاقتنا مع عمل جميع مكاتبنا بالدعم الاقتصادي والتجاري والقنصلي والتجاري لأهمية الدعم الإيطالي على الأرض لضمان الاستمرارية في العلاقات مع البلاد”.

وتابع “ألبريني” قائلا:”وأحب أن أرسل رسالة ثقة في آفاق التنمية والاستقرار في ليبيا فكلما أصبح السياق أكثر استقراراً ويمكن التنبؤ به وكلما زادت فرص النمو والتعاون لكلا البلدين واليوم أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى الاستثمار في رأس المال المتمثل في الثقة والتعاون الذي يربطنا بليبيا”.

واختتم “ألبريني” بقوله:”رأس المال هذا يمكن أن يساعد في استقرار البلاد وتعزيز تعافيها الاقتصادي والهدف المشترك لإيطاليا وليبيا هو مساعدة ليبيا على أن تصبح دولة موحدة وسلمية ومزدهرة والالتزام ليس فقط باستقرار ليبيا بل وأيضا بأمن وازدهار منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​بأكملها”.

ترجمة المرصد – خاص

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: إیطالیا ولیبیا فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

هل يمكن تعليم الإبداع والتدريب عليه؟.. كتاب يجيب

الكتاب: صناعة العقول ـ إبداع ابتكار تجديد الذكاء الاصطناعي
الكاتب: د.عصام شيخ الأرض
الناشر: تموز ـ ديموزي للطباعة والنشر والتوزيع،الطبعة الأولى 2024،(160 صفحة من القطع الكبير)

مهارات وأدوات الإبداع

في الفصل الثالث، يطرح الباحث عصام السؤال التالي: هل يمكن تعليم الإبداع والتدريب عليه؟

إنَّهُ سؤالٌ مهمٌ يُطرحُ اليوم مع الحاجة المستمرة لوجود مبدعين في حياتنا لتطوير وابتكار مميزات جديدة وأفكار خلاقة مبدعة، حيث تؤكد العديد من الدراسات والبحوث أن تعليم الإبداع تحت شروطٍ خاصةٍ وفي حدودٍ معينةٍ أمر ممكن تحقيقه، إِذْ إِنَّ قمعظم الأساليب والطرق لتنمية الإبداع لدى الشخص تتجه إلى التدريب المستمر وإعادة التأهيل ورفع الكفاءة والمستوى على توليد الأفكار، وتقوم هذه الفكرة على مجموعة من الخطوات والإجراءات والأدوات المهمة التي يجب على الشخص معرفتها للدخول إلى عالم الإبداع.

يمتلك المبدعون القدرة على إيجاد العديد من الطرق المختلفة لإنجاز أعمالهم ومهامهم، ويستخدمون في حل المشاكل التي تقع في طريقهم والتحديات التي يواجهونها أساليب متميزة، ومهارات متطورة في العمل، وعلى الرغم من أن كل هذه المهارات تشير إلى قدرات إبداعية كبيرة يقوم بها المبدعون ولكن بحاجة إلى تنسيق وتحديد جوهرها وأسلوب التعامل معها على الوجه الأمثل.

فيما يتعلق بتعدد هذه المهارات المستخدمة التي يجب العمل على تطويرها والحفاظ على تحقيق تنفيذها الدائم في مراحل العمل ، يورد الباحث عصام بعض هذه المهارات والأدوات بالشرح لتوجيه المبدع نحو المهارة المناسبة التي يسعى لتطويرها لديه، ومنها مهارة التخيل، حيث يقول:"يعرف الخيال بأنه القدرة العقلية على تجسيد أحاسيس غير موجودة في أرض الواقع، ويعتبر من أهم الأشياء التي تشكل وعي الإنسان، وتزداد تلك القدرة عادة في الأطفال حيث أنها تشكل جزءاً كبيراً من تطورهم العقلي والعاطفي، لذا يستخدم الأطباء عادة العلاج بالألعاب في هذا السن معتمدين على خيال الأطفال للتغلب على مشاكلهم النفسية، ومساعدتهم على التأقلم مع الحياة.ويستخدم الخيال كمصطلح للتعبير عن القدرة على التفكير الابداعي عن طريق تخيل سيناريوهات روائية، وقصص خيالية، أو لوحات فنية، ودائماً ما يعرف المبدعون مثل الفنانون والكتاب وغيرهم بامتلاك خيال قوي ونشيط.

ولم يفلت التخيل من آراء الفلاسفة قديماً مما يدل على أهمية التخيل حيث قال أفلاطون عن التخيل أنه لغة الروح والجسد، أما أرسطو فقد أكد على أن التخيل هو حركة ناشئة عن الإحساس وأنه فعالية ديناميكية، أما هيوم فقد أشار إلى أن التخيل يساعد على تكوين صورة للموضوع تكون غير موجودة في الواقع وأنه وسيلة بين الإحساس والتفكير(ص 94).

ولم يغفو الفلاسفة العرب أيضاً عن وصف التخيل والحديث عنه حيث عرف الرازي التخيل أنه هو الظن والاستدلال على الشيء بالشيء، أما ابن سينا فقد قال عن التخيل بأنه القوة الخيالية وهي المسؤولة عن قوة الخيال عند الإنسان ويتحكم بها العقل البشري، وقال أيضاً أن ما يميز التخيل هو إعادة الصور الحسية بعد غياب التنبيهات وأكد الفارابي على أن التخيل قوة تحفظ رسوم المحسوسات بعد غياب المنبهات الحسية.

وهذه المهارة إحدى أهم المهارات الإبداعية والتي تنمي الحالة الخاصة للمبدع من خلال تحريك مخيلته ويستخدمها من خلال إطلاق العنان للصور الذهنية والتشكيلات الفكرية والأفكار دون اخضاعها للمنطق أو الواقع أو حتى قابلية التحقيق.

الإنسان عبر العصور تميز بالخيال الإبداعي ليطور حياته ويكتشف ويخترع مجموعة المستلزمات المساعدة لحياته وتحسين معيشته في ذلك الوقت، والتي استمرت للوصول ليومنا هذا بمجموعة اختراعات انتقلت من الحاجيات الأساسية إلى الرفاهية المطلقة.هذه المهارة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمكونات التفكير الإبداعي، حيث أن علماء النفس يشجعون على التخيل للوصول إلى الإبداع، فنرى السياسي الهندي غاندي يقول: (الإنسان هو منتوج أفكاره، وما يفكر به يصبح عليه).

والشخص المتميز عبر التاريخ بالخيال الإبداعي هو الفنان ليوناردو دافينتشي صاحب لوحة الموناليزا الشهيرة ولوحة العشاء الأخير، ولوحة الإنسان المشهورة، حيث أنه تخيل الآلة البخارية قبل قرون من اختراعها.

فالإنسان عبر العصور تميز بالخيال الإبداعي ليطور حياته ويكتشف ويخترع مجموعة المستلزمات المساعدة لحياته وتحسين معيشته في ذلك الوقت، والتي استمرت للوصول ليومنا هذا بمجموعة اختراعات انتقلت من الحاجيات الأساسية إلى الرفاهية المطلقة.

يستعرض الباحث عصام مقولات مهمة عن الخيال لعلماء وفلاسفة ورجال سياسة، ومنهم:

ـ وبهذا المقام قال مؤسس النسبية العامة ألبرت أينشتاين إن الخيال أكثر أهمية من المعرفة، فهو يحيط بالعالم، حينها كان يدرك أن للخيال فضلاً على العلم أكثر مما للعلم عليه، أي تأثير الخيال العلمي في العلم وأهميته في التقدم العلمي والتقني الذي وصلنا إليه بصفة عامة. وقال أيضاً: (المنطق يأخذك من أ إلى ب، الخيال يأخذك إلى كل مكان).

ـ أما بابلو بيكاسو فيخبرنا عن الخيال بمقولة عظيمة تعطينا مدى حجم هذا المبدع الكبير حيث قال: (كل ما تستطيع تخيله فهو حقيقي).

ـ ويحدثنا جيمي باولينيتي بجملة لطيفة مفادها: (الحدود موجودة فقط في دماغنا، لو أعملنا خيالنا لأصبح لدينا إمكانيات لا حدود لها).

ـ جوزيف جوبيه: الخيال هو عين الروح.

ـ يوهان غوته: الكثير من الناس يحسبون أنهم يفهمون ما يتخيلون.

ـ  أوريسون ماردن: كل العظماء حالمون جيدون.

إن الخيال هو من المميزات العظيمة التي ميزنا الله بها عن سائر خلقه، ونعمةٌ تجعلنا نربط كل شيء يحدث حولنا بشيء مادي بالنسبة لعقلنا ولا وجود له أمام أعيننا، ولكن بعض العقول يأسرها مرض الخيال فيعيش أصحابها فيه أكثر مما يعيشون واقعهم بين الناس، بل وينفصلون عن من حولهم إن أرادت عقولهم أن تأخذهم برحلة دون إخبار أحد ودون استئذان.

يجب علينا أن نتحكم بخيالنا وأن نسيطر عليه لأن الخيال الزائد عن حده بجعل من فكر الشخص منعزلاً، لا يريد واقعه وينكره، ويظل واقعاً تحت تأثير تخيله لحياة لا أصل لها، سوى أن عقله الباطن يصورها له حتى يصدقها رغبة في الهرب بها لعالم يريده ويرغب به هو، فيبدأ عقله بتكوين عالمه الخاص. فلنكن حدرين ومنضبطين.

الذكاء الاصطناعي وسلوك الإنسان المبدع

يتطرق الباحث عصام في الفصل الرابع و الأخير لموضوع الذكاء الاصطناعي وسلوك الإنسان المبدع، فيقول:"الذكاء الاصطناعي هو مصطلح استخدم لأول مرة عند فلاسفة اليونان في الخمسينات من القرن الماضي، وبدأت دراسته لأول مرة من خلال المدرسة الاتصالية باليونان، وكانت بداية الفكرة هو اختلاق تقنية تقوم بالتفكير كالإنسان، حيث قدم حينها الفيلسوف الآن تورينج بحث عام 1950 حول تنفيذ تقنية تفكر كالعقل البشري دون وجود اختلاف ملحوظ وكان البحث حول آلة كان يعتقد أن بإمكانها إجراء محادثة عن بعد عن طريق الطابعة، تبعه في الفكر هودجين هكسلي والذي قدم نموذج يحاكي العقل البشري على شبكة كهربية تشبه الخلايا العصبية، وقدم في بحثه الكهربا وجعلها تمثل النبض الذي يعمل على تشغيل الخلايا أو توقفها، وربما هذه الأفكار والأبحاث كانت النبتة التي ساهمت في ظهور الذكاء الاصطناعي في مؤتمر داتموث عام 1956م، ظل الأمر يتطور شيء فشيء حتى تحدى العلماء العقبات المتمثلة في وجود الذاكرة وعدم القدرة على التخزين وغيرها وذلك خلال فترة السبعينات، ولكن عاد مصطلح الذكاء الاصطناعي مرة أخرى يلمع في مجال العلم والتكنولوجيا وظهرت العديد من التقنيات الحديثة ففي أوائل التسعينات تمكن العلماء والمختصين من تقديم تقنية إجراء المحادثات واختراع صفحات الويب واستخدام برامج البيانات الضخمة، كما تبع ذلك إمكانية التسوق عبر الأنترنت، ثم تبع ذلك التطور الهائل للبرامج الإلكترونية وشبكة الإنترنت التي حققت نجاح باهر في عملية نقل البيانات والاطلاع على العلوم من قبل الجميع وغير ذلك من المعلومات التي توفرت للجميع(ص 137).

إنَّ مفهوم الذكاء الاصطناعي (Al Intelligence Artificial) يعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين لكن البعض يعتقد أن الذكاء الاصطناعي مرادف لأي شكل من أشكال الذكاء؛ ويؤكدون على أنه ليس من المهم أن يتم التوصل إلى هذا السلوك الذكي عبر نفس الآليات التي يعتمد عليها البشر.

بينما يرى آخرون أنه يجب أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على محاكاة الذكاء البشري.

يتكون الذكاء الاصطناعي من كلمتين الأولى اصطناعي Artificial وتشير إلى شيء مصنوع أو غير طبيعي، الثانية ذكاء Intelligence ويعني القدرة على الفهم أو التفكري.

قد يكون تعريف الذكاء أكثر صعوبة من تعريف الاصطناعي. حيث يمكن تعريف الذكاء بأنه القدرة المعرفية للفرد على التعلم من التجربة، والعقل، وتذكر المعلومات الهامة، والتعامل مع متطلبات الحياة اليومية. فالهدف من الذكاء الاصطناعي هو تطوير آلات تتصرف وكأنها ذكية.

يمكن أن يكون هناك الكثير من تعريفات الذكاء الاصطناعي، تتمحور جميعها حول دراسة كيفية تدريب الأجهزة والآلات لتقوم بأشياء بشكل أفضل مما يفعلها الإنسان في الوقت الحاضر، لذلك فهو ذكاء حيث نريد أن نضيف كل القدرات التي يتميز بها الإنسان للآلة.

وعليه فمن الممكن وضع تعريف للذكاء الاصطناعي على أنه طريقة الصنع حاسوب، أو روبوت يتم التحكم فيه بواسطة الكمبيوتر، أو برنامج يفكر بذكاء، بنفس الطريقة التي يفكر بها البشر الأذكياء.

أو أن الذكاء الاصطناعي هو علم صنع الآلات التي تقوم بأشياء تتطلب ذكاء إذا قام بها الإنسان.

وبالتالي فالذكاء الاصطناعي هو نظام علمي يشتمل على طرق التصنيع والهندسة لما يسمى بالأجهزة والبرامج الذكية، والهدف من الذكاء الاصطناعي هو إنتاج آلات مستقلة قادرة على أداء المهام المعقدة باستخدام عمليات انعكاسية مماثلة لتلك التي لدى البشر.

يتم تصميم برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال دراسة كيف يفكر العقل البشري، وكيف يتعلم الإنسان، ويقرر، ويعمل أثناء محاولة حل مشكلة، ومن ثم استخدام نتائج هذه الدراسة كأساس لتطوير البرمجيات والأنظمة الذكية. فإذا أردنا أن نفهم كيف يقوم البشر بالسلوك الذكي، يجب أولاً أن نفهم الأنشطة التي تعتبر ذكية بالمعنى الفكري والعلمي والنفسي والتقني. على سبيل المثال، إذا أردنا بناء إنسان الى قادر على المشي مثل الإنسان، فعلينا أولاً أن نفهم عملية المشي من كل وجهة نظر، وبالرغم من ذلك فإننا إذا فهمنا عملية المشي إلا أن الأشخاص لا ينجزون الحركة من خلال الإعلان عن مجموعة من القواعد الرسمية التي تشرح كيفية اتخاذ الخطوات.

إنَّ مفهوم الذكاء الاصطناعي (Al Intelligence Artificial) يعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين لكن البعض يعتقد أن الذكاء الاصطناعي مرادف لأي شكل من أشكال الذكاء؛ ويؤكدون على أنه ليس من المهم أن يتم التوصل إلى هذا السلوك الذكي عبر نفس الآليات التي يعتمد عليها البشر.والإنسان الآلي (الروبوت) هو عبارة عن آلة كهروميكانيكية تتكون من هياكل مشابهة للإنسان، يمكن برمجتها لتؤدي بعض الأعمال الشاقة والمرهقة والخطرة التي يقوم بها الإنسان يدوياً بقوة أكبر - وأداء أسرع دون كلل أو تعب وبطريقة آمنة عن العنصر البشري. تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي لإعطاء الإنسان الآلي (الروبوت) القدرة على الحركة، وفهم المحيط، والاستجابة لعدد من العوامل الخارجية.

فالذكاء الاصطناعي هو مصطلح يستخدم لوصف عملية تطوير الذكاء الاصطناعي إلى الدرجة التي تكون فيها قدرة الآلة الفكرية مساوية وظيفياً للإنسان. في فلسفة الذكاء الاصطناعي القوي، لا يوجد فرق جوهري بين قطعة البرمجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي تحاكي بالضبط تصرفات الدماغ البشري، وأفعال الإنسان الطبيعي، بما في ذلك القوة على الفهم وحتى الوعي.

وتشمل الخصائص الرئيسة للذكاء الاصطناعي: القدرة على التفكري والتفاعل الذكي، حل الألغاز، إصدار الأحكام، التخطيط والتعلم، والتواصل. كام يجب أن يكون لديه وعي، أفكار موضوعية، ومشاعر، وسلوك.

والذكاء الاصطناعي هو عملية محاكاة نظم الكومبيوترات العمليات الذكاء البشري بهدف تحقيق أمر ما. وكثيراً ما تروّج الشركات لخدماتها على أنها ذكاء صناعي، ولكن حقيقة الأمر أن الكثير من تلك الخدمات تستخدم عنصراً من التقنية، مثل "تعلم الآلة". ويتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي أساساً متقدماً من العتاد الصلب Hardware المتخصص، والبرمجيات المطورة خصيصاً لهذا الغرض. ولا توجد لغة برمجة متخصصة بهذه التقنية حتى الآن، ولكن عدداً من اللغات يقدم أدوات مفيدة لهذا الغرض، مثل Python وJava وC++.

ويتم التركيز في برمجة الذكاء الاصطناعي على أربع مهارات، هي: التعلم والإدراك والتصحيح الذاتي والابتكار.

يركز جانب التعلم على الحصول على البيانات وإيجاد القوانين والروابط بينها وتحويلها إلى بيانات مفيدة. ويتم تقديم قوانين مختلفة على شكل خوارزميات كثيرة (الخوارزمية هي نهج عمل برنامج ما لتحقيق الهدف المرغوب) حول كيفية إكمال مهمة محددة، مثل التعرف على وجود إنسان في صورة (يجب تحديد ما يصف شكل معظم البشر العينان والفم والأنف والحاجبان والرقبة، وهكذا).

وبالنسبة إلى مهارة الإدراك، فإنها تركز على اختيار الخوارزمية الصحيحة بقوانينها المرتبطة لتحقيق الهدف المرغوب. أما التصحيح الذاتي، فتركز هذه المهارة على تعديل الخوارزميات وقوانينها بناءً على صحة المخرجات لإيجاد قوانين أكثر دقة من السابق، الأمر الذي ستنجم عنه نتائج صحيحة بنسبة أعلى في المرات المقبلة التي يعمل فيها ذلك النظام.

وتبقى المهارة الرابعة وهي الابتكار، التي تستخدم الشبكات العصبونية الرقمية والنظم المبنية على القوانين والبيانات الإحصائية وتقنيات أخرى بهدف إيجاد صور ونصوص وموسيقى وأفكار جديدة.

إقرأ أيضا: الذكاء الاصطناعي وقدرته على تعزيز الذكاء البشري.. قراءة في كتاب

مقالات مشابهة

  • اكتشاف غاز طبيعي يبشّر بإنتاج 10 ملايين قدم مكعبة يوميًا
  • ملك الأردن: حجم الفظائع غير المسبوق في قطاع غزة لا يمكن تبريره
  • تخوف الكابرانات من وصول قطاع النفط بالجزائر إلى النفق المسدود
  • ملك الأردن: حجم الفظائع غير المسبوق في غزة لا يمكن تبريره
  • إيني الإيطالية: لم نتوقف أبدا عن اعتبار ليبيا منطقة حيوية لإنتاج النفط والغاز
  • خطأ شائع عند الغسيل يسبب تلف ملاءات السرير .. تعرف عليه
  • إيني الإيطالية تخطط لبدء التنقيب في حوض غدامس بشمال إفريقيا
  • تقسيم العراق… مديات التقسيم واللاعبين الاساس
  • هل يمكن تعليم الإبداع والتدريب عليه؟.. كتاب يجيب