حقق الأردن “سابقة عالمية” في المجال الصحي، بكونه أول دولة تتمكن من القضاء على مرض الجُذام.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس، أن الأردن بات أول دولة في العالم يتم التحقق فيها رسمياً من القضاء على مرض الجُذام.

وأضافت في بيان، نُشر على موقع الأمم المتحدة، أن الأردن لم يُبلّغ عن أي حالات إصابة محلية بالجذام لأكثر من 20 عاماً، وهذا يمثّل “شهادة على التزام الأردن السياسي القوي وإستراتيجياته الصحية العامة الفعّالة للقضاء على المرض”.

وذكرت المنظمة أنها كلفت فريقاً مستقلا لتقييم الوضع، في إطار اهتمام وزارة الصحة الأردنية بالتحقق من القضاء على الجذام. وبعد مراجعة مكثفة، أوصى فريق التحقق بإقرار منظمة الصحة العالمية بالقضاء على الجذام في الأردن.

وبحسب الصحة العالمية، فإن نجاح الأردن في القضاء على المرض يمثل “سابقة عالمية ويبرز ما يمكن تحقيقه من خلال الالتزام السياسي القوي والتفاني والتعاون والتخطيط الإستراتيجي”.

ووفق موقع “داروين هيلث” الطبي، فإن معاناة مرضى الجُذام لا تقتصر فقط على الأعراض الجسدية، إذ ترافقها غالباً معاناة نفسية بسبب ما يتعرضون له من إقصاء وتمييز بسبب وصمة العار المرتبطة بالمرض.

وأبرز الآثار النفسية التي تلحق بمرضى الجُذام “الاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة”، وغالباً ما يشعرون بـ”العار والذنب وعدم القيمة بسبب التصورات السلبية التي يحملها المجتمع تجاه المرض، مما يؤدي إلى تدني الثقة بالنفس وتضاؤل الشعور بالذات”، وفق ما ذكر الموقع في تقرير له.

لذلك، يتطلب الأمر نهجاً متعدد التخصصات يشمل المتخصصين في الرعاية الصحية وأخصائيي الصحة العقلية ودعم المجتمع. ومن خلال توفير الدعم النفسي وتعزيز التعليم والتوعية والدفاع عن حقوق الأفراد المصابين بالجذام، يمكن المساعدة في تخفيف العبء النفسي وتحسين نوعية حياتهم.

والخميس الماضي، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الخميس الماضي، إن الجذام أصاب البشرية لآلاف السنين “لكننا نوقف انتقاله في دولة تلو أخرى ونحرر الأفراد والأسر والمجتمعات من المعاناة ووصمة العار الناجمين عنه”.

وأكدت سايما وازد، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لجنوب شرق آسيا التي ترأس البرنامج العالمي لمنظمة الصحة العالمية المعني بالجذام، أن قضاء الأردن على هذا المرض القديم “يمثل إنجازا تاريخيا في الصحة العامة ونجاحا كبيرا للجهود الرامية إلى القضاء على الجذام على مستوى العالم”.

وقالت إن “مكافحة الجذام في جميع أنحاء العالم أكثر من مجرد مكافحة للمرض، بل أيضاً مكافحة لوصمة العار، والضرر النفسي والاجتماعي والاقتصادي”.

الجذام أو “داء هانسن” مرض قديم ومعد، ورد ذكره في كتابات حضارات العالم القديم، تسببه البكتيريا “المتفطرة الجذامية”، ويصيب الجلد والأعصاب المحيطية ومُخاطية الجهاز التنفسي العلوي والعينين. لكنه قابل للشفاء ويمكن الوقاية من حصول إعاقة دائمة إذا تم تقديم العلاج في المراحل المبكرة.

وبحسب معلومات نشرتها منظمة الصحة العالمية، فإن البكتيريا تنتقل عبر رذاذ الأنف أو الفم، أثناء المخالطة اللصيقة والمتكررة للحالات غير المُعَالجة.

ويُصاب المرء بالعدوى نتيجة مخالطة شخص مصاب بالجُذام غير المعالج مخالطةً لصيقة ومتكررة على مدى أشهر عديدة، ولا ينتقل عن طريق المخالطة غير المنتظمة لشخص مصاب بالجذام من خلال مصافحته أو معانقته أو مشاركته الوجبات أو الجلوس بجانبه مثلاً. وعلاوة على ذلك، فإن المريض يتوقف عن نقل المرض إلى الآخرين عند بدء العلاج.

وفي تقرير للصحة العالمية نُشر نهاية العام الماضي 2023، فإن المرض لا يزال منتشراً في أكثر من 120 بلداً، ويتم تسجيل أكثر من 200 ألف حالة سنوياً. كما يُوصف بأنه من مشكلات الصحة العامة على الصعيد العالمي.

يُشخَّص الجذام سريرياً، وقد يتطلب الأمر الاستعانة بالخدمات المختبرية في الحالات التي يصعب تشخيصها. وبناء عليه يُقدم العلاج للمريض الذي يتضمن تقديم ثلاثة أنواع من الأدوية، لمدة تتراوح بين ستة إلى 12 شهراً، وفق نوع الحالة.

تقضي المعالجة المتعددة الأدوية على العامل المُمْرض وتشفي المريض، ويمكن أن يساعد التشخيص المبكر والعلاج الفوري على الوقاية من الإعاقة.

أما المضاعفات الناجمة عن عدم تلقي العلاج المناسب، فهي “حصول تشوه دائم في الأنف والوجه، وتشوه الأصابع إذ تبدو كالمخالب بسبب ضعف العضلات، وفقدان القدرة على الحركة أو المشي بسبب بسبب الشلل، والجلوكوما أو الزرق، التهاب القزحية، العمى، وضعف الانتصاب، والعقم، وفشل الكلى”.

يمتلك معظم الأشخاص مناعة طبيعية تجاه هذا المرض، لكن يُمكن التقليل من فرص الإصابة، بحسب موقع “ويب طب” من خلال “تجنب لمس الإفرازات المخاطية أو التقرحات أثناء مخالطة المصاب بالجذام، وتشجيعه على الالتزام بالعلاج؛ إذ لا يكون المرض معديًا عند التزامه بتناول الدواء، بالإضافة لاستشارة طبيب حول تناول المضادات الحيوية كعلاجٍ وقائي للجذام”.وعلى الرغم من عدم وجود لقاح للمرض فإن بعض الدراسات تشير إلى أن مطعوم السل (BCG) يحمي من خطر الإصابة بهذا المرض بنسبة 50% أو أكثر.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة القضاء على الج ذام من خلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

32 مواطناً يلتحقون ببرامج المنح الدراسية لجمارك دبي و “موانئ دبي العالمية”

32 مواطناً من منتسبي الدفعة الأولى، ببرامج المنح الدراسية الأكاديمية المتخصصة التي أطلقتها جمارك دبي بالتعاون مع مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”، للعام الدراسي 2024-2025، وذلك بعد اجتيازهم المعايير والشروط المحددة للبرامج، حيث تم استلام ما يزيد عن 500 طلباً، وإجراء مقابلات لنحو 100 مرشحاً وقبول 32 منهم.
وتُقدم جمارك دبي التوجيه والدعم للطلاب ولموظفيها لمواصلة التعليم في التخصصات الأكاديمية النوعية بهدف تأهيلهم وتدريبهم للعمل في المجال اللوجيستي والجمركي، حيث يكتسب الطلاب من خلال البرامج الدراسية فهماً شاملاً لإدارة الأعمال والتجارة الدولية والخدمات اللوجستية وإدارة سلاسل الامداد.
وقال سعادة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”: “نحن سعداء بالاهتمام الذي أبداه الشباب الإماراتي ببرامجنا الهادفة إلى تطوير المواهب الوطنية وتمكينها من المساهمة في مسيرة التنمية الاقتصادية للدولة. توفر هذه البرامج فرصًا للشباب لإثبات جدارتهم واكمال إعدادهم للانضمام لسوق العمل. لقد أصبح التوطين أولوية بالغة الأهمية بسبب فوائده الاقتصادية والاجتماعية، وتتواصل جهودنا لقطع خطوات ملموسة في هذا التوجه الاستراتيجي، كما أننا متفائلون بأنه في المستقبل القريب، ستحقق دبي ودولة الإمارات معدلات توطين متقدمة.”

وأثنى سعادة الدكتور عبد الله بوسناد مدير عام جمارك دبي، على الشباب المواطنين المنتسبين للبرنامج وحثهم على مواصلة التفوق العلمي والسعي لاكتساب المعارف من مختلف مصادرها و الارتقاء بمؤهلاتهم العلمية و خبراتهم المهنية، لتعزيز مسارهم الوظيفي ، مؤكداً أن جمارك دبي تعمل وفق رؤية راسخة لتشجيع المواطنين عبر تنمية وتطوير مستواهم الأكاديمي، حيث تعد الدائرة رائدة في مجال إطلاق البرامج التدريبية التخصصية للراغبين بإتمام دراستهم في مختلف مجالات القطاع الجمركي واللوجستي وكذلك القطاعات الاقتصادية المرتبطة بهما، والمساهمة الفاعلة في بناء جيل يدرك أهمية العمل المهني في تحقيق التنمية المستدامة بما يواكب أجندة دبي الاجتماعية .
وتشمل برامج المنح الدراسية التي أطلقتها جمارك دبي بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين برنامج البكالوريوس في “التجارة العالمية والجمارك واللوجستية” لخريجي الثانوية العامة وبرنامج الماجستير في إدارة الأعمال والتجارة الرقمية وإدارة سلسلة الإمداد. من جانبه قال محمد الغفاري المدير التنفيذي لقطاع الموارد البشرية في جمارك دبي: “نبارك بدء العام الدراسي لمنتسبي برامج المنح الدراسية التي وفرتها جمارك دبي، إيماناً منا بدورنا كمؤسسة حكومية مسؤولة اجتماعياً، نسعى إلى إعداد الكوادر الشابة لتولي زمام القيادة في مختلف القطاعات، مشيراً أن جمارك دبي ساهمت في إعداد وتصميم البرامج برامج المنح الدراسية والتي تمنح المنتسبين فرصة لمواصلة تعليمهم بمسارات متخصصة تتماشى مع أدوارهم الوظيفية، حيث عملت الدائرة بالتعاون مع مجموعة موانئ دبي العالمية على تفعيل الآليات التي تحقق معايير اختيار المنتسبين وتصنيفهم حسب المسار التعليمي المتوافق مع مؤهلاتهم، ب بالإضافة إلى الالتزام باستقبال المبتعثين الملتحقين في برنامج التدريب الميداني وتوجيههم وتدريبهم وتحديد مسؤولياتهم ومهامهم.


مقالات مشابهة

  • “من هنا”.. رابط الاستعلام عن القبول الموحد نتائج القبول في الأردن 2024
  • في عشريتها الأولى.. ثورة ال 21 من سبتمبر “من مكاسب النصر إلى الريادة العالمية”
  • “مسك” تُعزِّز دور الشباب الوطني في تطوير السياسات العالمية
  • 32 مواطناً يلتحقون ببرامج المنح الدراسية لجمارك دبي و “موانئ دبي العالمية”
  • الصحة العالمية: نحو 30 ألف حالة اشتباه إصابة بمرض “جدري القردة” في إفريقيا
  • سابقة تاريخية.. لماذا منحت حكومة العراق مدافع ثقيلة للبيشمركة؟
  • المقاومة العراقية تدك هدفاً صهيونيا في غور الأردن بمسيرات “الأرفد”
  • المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بمسيّرات “الأرفد” هدفا في غور الأردن / شاهد
  • الجُذام في الأردن.. سابقة تاريخية وبيان من الصحة العالمية