خمسة إنجازات طبية في مجال تحسين صحة الأطفال
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
سطرت دولة الإمارات أروع الأمثلة في دعم الجهود العالمية للتعامل مع القضايا الصحية، من خلال مبادرات واستراتيجيات متعددة، التزاماً بنهجها الراسخ القائم على المشاركة في العمل الإنساني وإغاثة الشعوب، والمساهمة في استقرار وتمكين المجتمعات والاهتمام بصحة وسلامة الناس. وساهمت دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في إنشاء مستشفيات ومراكز طبية متخصصة في العديد من دول العالم، مجهزة بأحدث التقنيات الطبية، بهدف دعم الصحة العالمية، وإحداث تغيير حقيقي في واقع المجتمعات ونشر الأمل للجميع.
والتزاماً من الدولة وفق نهجها الراسخ القائم على المشاركة الفاعلة في العمل الإنساني، والمساهمة في استقرار وتمكين المجتمعات والاهتمام بسلامة وصحة الإنسان، تستثمر دولة الإمارات في جانب الأبحاث الطبية والتكنولوجيا الصحية المتطورة لتطوير طرق جديدة للوقاية من الأمراض محلياً وعالمياً.
وتنفذ الدولة العديد من المبادرات والبرامج الدولية للحد من انتشار الأمراض، حيث دشنت مؤخراً بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، برنامج مستشفيات الإمارات العالمية الذي يهدف إلى تحسين الرعاية الصحية حول العالم.
وتمثل صحة الإنسان أولوية طالما أكد عليها صاحب السمو رئيس الدولة، ايماناً منه بأن الاستثمار في الصحة يعد أولوية رئيسية في استراتيجية دولة الإمارات التنموية.
ويمثل مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن أحد أوجه الشراكة طويلة الأمد بين دولة الإمارات والمستشفى، والتي ساهمت في تطوير جراحة الأطفال، حيث يعتبر تأكيداً على نهج الدولة في التأسيس للشراكات الخيرية في تطوير الابتكارات الطبية التي تساهم في تحسين صحة الأطفال على مستوى العالم.
ويعتبر مستشفى الأطفال الوطني صرحاً طبياً رائداً في مجال الابتكارات الطبية لتحسين صحة الأطفال، حيث يعمل على تطوير وتوظيف الابتكارات في رعاية الأطفال.
مبادرات مشتركة
وكجزء من هذه الشراكة، طورت دولة الإمارات، بالشراكة مع مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن، خمسة إنجازات طبية في مجال تحسين صحة الأطفال على مستوى العالم، ومن المشاريع معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال، الذي تم تأسيسه بمنحة تاريخية بلغت قيمتها 150 مليون دولار في عام 2009 من دولة الإمارات.
ويهدف المعهد إلى تطوير الجراحة الذاتية والروبوتية، حيث يعتقد باحثو المعهد أن نتائج جراحة الأطفال ستتحسن إذا تم توظيف ودمج دقة الروبوت في الإجراءات الجراحية. كما يؤدي استخدام المعهد للذكاء الاصطناعي في تحسين وتطوير طب الأطفال وتوفيره لأكبر شريحة ممكنة.
الموجات فوق الصوتية
كما برع مستشفى الأطفال في تطوير تقنية الموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة. وتم تطوير هذه التقنية كجزء من رسالة معهد الشيخ زايد التأسيسية لجعل الجراحة أكثر دقة وخالية من الألم.
وفي أوائل 2022، أجرى مستشفى الأطفال الوطني أول عملية جراحية على الإطلاق بتقنية الموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة على مريض أطفال مصاب بالورم العصبي الليفي، وهي حالة تتسبب في تكوين أورام في الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب.
ولجهود المستشفى في هذا الجانب، أصبح أطباء المستشفى الوطني للأطفال في عام 2015 أول من يستخدم تقنية الموجات فوق الصوتية المركزة في الولايات المتحدة لعلاج الورم العظمي لدى الأطفال. وفي عام 2020، صنفت مؤسسة الموجات فوق الصوتية المركزة المستشفى الوطني للأطفال كأول مركز عالمي للتميز في طب الأطفال، وذلك لتوظيف المعهد لتقنية الموجات فوق الصوتية المركزة في علاج أنواع معينة من أورام الأطفال.
ضربات القلب
وأحدث مستشفى الأطفال الوطني ثورة في عالم الطب، حيث نجحت في إدخال أجهزة تنظيم ضربات القلب صغيرة الحجم للمواليد الجدد الذين يعانون من المخاطر العالية نتيجة أمراض القلب الخلقي منذ الولادة.
وفي عام 2022، تم وضع أجهزة تنظيم ضربات القلب صغيرة الحجم لـ 5 أطفال حديثي الولادة يعانون من أمراض قلب خلقية تهدد حياتهم. وكان آنذاك أول جهاز تنظيم ضربات قلب معدل في الولايات المتحدة، يحقق استقرار ضربات القلب خلال أول أيام من ولادتهم.
وشهد نفس العام تمويل أول تجربة سريرية لجهاز PeriPath من خلال منحة بقيمة 1.8 مليون دولار من المعهد الوطني للصحة، حيث تعاون الدكتور تشارلز بيرول، رئيس قسم أمراض القلب ومدير مشارك في معهد قلب الأطفال الوطني، مع مهندسين من معهد الشيخ زايد لتطوير أداة وصول إلى التامور بطريقة أسهل إلى الجسم للعلاج، حيث يسمح هذا الجهاز بوضع أسلاك تنظيم ضربات القلب على سطح القلب الخارجي تحت رؤية بالمنظار.
معهد طب الأطفال
ومن مخرجات الشراكة بين دولة الإمارات ومستشفى الأطفال الوطني، مولت دولة الإمارات المعهد الوطني الطبي لطب الأطفال بواشنطن، الذي تم افتتاحه في 2021 لتعزيز العلاجات والأجهزة الطبية المخصصة للأطفال.
ويمتد حرم المعهد على ما يقرب من 200.000 قدم مربع، ويحتوي على مختبرات، ومرافق بحثية، وتعليمية، وسريرية، مما يعزز التعاون بين الخبراء العالميين في تطوير علاجات طب الأطفال.
مبادرات الابتكار
وساهمت الأعمال الخيرية التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة بدور حاسم في تأسيس «مبادرات الابتكار»، وهي منصة أنشأها معهد الشيخ زايد للابتكار.
وتتولى «مبادرات الابتكار» مسؤولية تطوير الملكية الفكرية، وتأسيس شراكات استراتيجية مع الأطراف الخارجية التي تسهم في تطوير الابتكارات الطبية، وتقديم موارد تعليمية لتعزيز ريادة الأعمال الأكاديمية. كما تدير حماية وتسويق وتطبيق الملكية الفكرية للمستشفى، بما في ذلك الأصول غير القابلة للتسجيل مثل أدوات البحث، والبرمجيات، والمعرفة التقنية.
الذكاء الاصطناعي
ونجح معهد الشيخ زايد للابتكار في استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأمراض الوراثية. وقاد الدكتور ماريوس جورج لينجورارو، الباحث في معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال، الجهود في هذا الإطار.
وأجرى الدكتور لينجورارو بحثاً مبتكراً حول تقية التعلم الآلي التي تشير إلى وجود متلازمة وراثية، من خلال صورة للوجه يتم التقاطها في مراكز الرعاية الأولية كعيادات الأطفال، وأقسام الولادة، وعيادات الطب العام. كما قام الباحثون في المستشفى الوطني للأطفال بإنشاء خوارزمية ذكاء اصطناعي جديدة تعد بالنجاح في اكتشاف العلامات المبكرة لأمراض القلب الروماتيزمية من مقاطع التصوير بتقنية دوبلر الملونة، بنفس كفاءة الأطباء الخبراء.
وحقق الدكتور لينجورارو إنجازات كبيرة خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك: التعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، لتجربة الفحص الجيني لحديثي الولادة باستخدام الذكاء الاصطناعي. والمساهمة في جهود مبادرة «منارة الأمل» تحت رعاية الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، لاستخدام علم البيانات لتلبية احتياجات اللاجئين على مستوى العالم.
كما أشرف لينجورارو على أكثر من 15 طالباً إماراتياً في مجال التكنولوجيا الحيوية، بما في ذلك الطالب الذي أصبح باحثاً من خلال منحة رودز، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الصحة صحة تحسین صحة الأطفال دولة الإمارات جراحة الأطفال تنظیم ضربات ضربات القلب طب الأطفال فی تطویر من خلال فی مجال فی عام
إقرأ أيضاً:
برعاية منصور بن زايد..انطلاق الملتقى الدولي للاستمطار في أبوظبي
تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وبحضور الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، انطلقت في أبوظبي اليوم الثلاثاء النسخة السابعة من الملتقى الدولي للاستمطار الذي ينظمه برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والذي يستمر إلى يوم الخميس المقبل، في أبوظبي.
ويشهد الملتقى مشاركة ما يزيد عن 50 متحدثاً رفيع المستوى من حول العالم، ويستقطب مجموعة من الخبراء العالميين وصناع القرار والباحثين لتعزيز النقاشات حول أمن المياه وتعديل الطقس.وفي كلمة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان؛ ألقاها الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية؛ قال: "نؤمن في دولة الإمارات بأن البحث العلمي والابتكار هما أساس التعامل مع الواقع وتحديات المستقبل، وانطلاقاً من كوننا دولة تؤمن بالمصير المشترك لكافة المجتمعات الإنسانية على هذا الكوكب، كنا دوماً حريصين على التعاون مع الجميع لتحقيق الازدهار العالمي، وبناء حياة أفضل للجميع؛ بدءاً من التقدم العلمي في مجالات الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، لم نغفل يوماً عن أهمية الاستثمار، وتشجيع البحث العلمي في مجال الأمن المائي والاستدامة المائية". أولوية وطنية
من جهته، أكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، على الأهمية البالغة التي توليها دولة الإمارات لملف الأمن المائي، باعتباره أولوية وطنية ومحوراً إستراتيجياً تحرص قيادتنا الرشيدة على استدامته في مختلف الظروف لتلبية احتياجات المجتمع والنمو الاقتصادي في دولة الإمارات.
وأشار إلى أن الأمن المائي ليس مجرد قضية محلية، بل هو تحد عالمي يتطلب تضافر الجهود وتكامل المبادرات الدولية لمواجهته بفعالية، منوهاً بحرص دولة الإمارات على لعب دور فاعل في هذا المجال من خلال الاستثمار في التقنيات المتقدمة والمشاركة في الحوارات العالمية، ودعم المشاريع البحثية، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية التي تسهم في إيجاد حلول مستدامة لتحديات المياه على المستويين الإقليمي والدولي.
وثمن الدعم الكبير الذي يقدمه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، لجهود تعزيز الأمن المائي في الدولة، لافتاً إلى أن جهوده المستمرة كانت قوة دافعة لتحقيق العديد من الإنجازات في هذا القطاع الحيوي، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة.
وأكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات تعمل على تعزيز مكانتها كداعم رئيسي للبحث العلمي والابتكار في مجال الأمن المائي، من خلال مبادرات رائدة مثل برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، الذي يسعى إلى إيجاد حلول علمية مبتكرة تسهم في تعزيز استدامة الموارد المائية.
واحتفاء بالذكرى العاشرة لتأسيس برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار كمبادرة بحثية عالمية تختص بدعم الابتكار العلمي في مجالات تحسين الطقس والاستمطار، قام الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء بتكريم كوكبة من الشخصيات البارزة والمؤسسات المحلية والدولية التي ساهمت في تأسيس البرنامج ودعم ريادته على مدى العقد الماضي.
وضمت قائمة المكرمين كلاً من الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، وأحمد جمعة الزعابي، مستشار رئيس الدولة في ديوان الرئاسة، وعبدالله المنقوش، مدير إدارة دراسات مصادر المياه بمكتب رئيس الدولة سابقاً، والذي كان له دور رائد في إطلاق عمليات تلقيح السحب في دولة الإمارات في تسعينيات القرن الماضي.
وضمت قائمة الجهات التي تم تكريمها كلاً من وزارة الخارجية، ووزارة الداخلية، ووزارة الدفاع، والهيئة العامة للطيران المدني، ووكالة أنباء الإمارات (وام)، وهيئة البيئة - أبوظبي، وجامعة خليفة، ومطارات أبوظبي، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وشركة "ساينس برايم".
وتوجه الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بجزيل الشكر والتقدير لقيادة الدولة الرشيدة التي لم تدخر جهداً في دعم المركز الوطني للأرصاد وبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، وتوفير كافة السبل والإمكانات التي كان لها الأثر الكبير في إنجاح مسيرة البرنامج على مدار السنوات العشر الماضية؛ وقال إن الدور المحوري الذي اضطلعت به الدولة في تعزيز التعاون البحثي الدولي، قد نال اعترافاً دولياً نعتز به جميعاً، لما له من أثر إيجابي وملموس على واقع المجتمعات، وبناء مستقبل مستدام للأمن المائي على مستوى العالم.
وأكد أن دولة الإمارات تسعى من خلال تطوير التقنيات المتقدمة في مجال الاستمطار ومشاركتها مع المجتمع العلمي حول العالم، إلى توسيع حدود المعرفة العلمية والابتكار التقني، وسد الفجوات المعرفية بين الدول، مما يفتح آفاقاً جديدة لإدارة الموارد المائية المستدامة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن دولة الإمارات أصبحت بفضل هذه الجهود مركزاً عالمياً رائداً في مجال بحوث علوم الاستمطار، حيث يأتي انعقاد الدورة السابعة للملتقى الدولي للاستمطار اليوم ليشكل منصة عالمية بارزة لتعزيز هذا التعاون، وتبادل المعرفة في هذا الحقل العلمي المتنامي.
وقالت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: "بفضل رعاية كريمة ودعم لا محدود من قبل الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وحرصه المتواصل على توفير كافة المقومات اللازمة لنجاح برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، استطاع البرنامج خلال فترة وجيزة أن يحقق إنجازات ملموسة على صعيد تطوير تقنيات جديدة في مجال الاستمطار، وحصول براءات اختراع عالمية عديدة، مما عزز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي رائد للابتكار في هذا المجال الحيوي".
ويتزامن الملتقى الدولي السابع للاستمطار مع الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس برنامج الإمارات لبحوث الاستمطار، وهي محطة مهمة في مسيرته والتزامه المتواصل منذ عقد من الزمان بتطوير علوم وتكنولوجيا الاستمطار؛ كأحد الحلول المستدامة لتحديات شح المياه وإثراء الأمن المائي والغذائي محلياً وعالمياً، حيث أثمرت استثمارات البرنامج التي وصلت إلى 82.6 مليون درهم حتى الآن عن استكمال تطوير 11 مشروع بحثي، وتسجيل 8 براءات اختراع منها 3 قيد التسجيل، في حين يجري حالياً استكمال 3 مشاريع بحثية أخرى.
ويهدف الملتقى الدولي للاستمطار إلى توفير منصة نقاشية علمية وذات طابع عالمي تهدف إلى تعزيز التعاون والابتكار في مجال علوم الاستمطار، حيث تحظى حلول الذكاء الاصطناعي في مجال تحسين الطقس بأهمية خاصة ضمن أجندة الملتقى.