ترسخ الحملة الإعلامية التي أطلقتها دولة الإمارات، تحت شعار "استثمر في الإمارات"، موقع الدولة، كمركز ووجهة عالمية للابتكار وريادة الأعمال.

وجابت الحملة مدناً عالمية مثل كان، وميونيخ، وباريس، ولندن، وزيورخ، وجنيف، ونيويورك، بهدف دعوة رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الواعدة حول العالم للقدوم إلى الإمارات والاستثمار فيها، وتحويل أفكارهم إلى واقع.


وتمثل الحملة، التي بدأت برسالة من النجم العالمي إدريس إلبا، يدعو فيها المبتكرين والمبدعين والمستثمرين حول العالم إلى الاستثمار في الإمارات، فرصة للوقوف والاطلاع على المميزات الكبيرة التي تتمتع بها البيئة الاقتصادية المتكاملة، والإمكانات القوية التي تحظى بها الدولة، والتي جعلتها الوجهة الأكثر جذبا للمواهب في العالم.
وتفسر البيئة النموذجية للاستثمار في دولة الإمارات، النجاحات الملفتة التي حققها المستثمرون وأصحاب الأعمال في مجالات مختلفة.

شركة كريم

ومن بين العديد من قصص النجاح، تبرز رحلة ماغنوس أولسون، الشريك المؤسس لشركة "كريم"، باعتبارها واحدة من الوقائع التي تعكس قدرة الإمارات على تحفيز النجاح، حيث تمكّنت من جذب مجموعة متنوعة من المواهب من حول العالم، وخلق بيئة أعمال ديناميكية فريدة.
وصل أولسون إلى دولة الإمارات في عام 2006، مدفوعا بروح المغامرة، وبعد تعرّضه لمشكلة صحية في عام 2011، حوّل تركيزه إلى تطوير مشروع هادف يخدم المنطقة، وقد أفضت جهوده إلى تأسيس شركة "كريم"، وهي تطبيق شامل يقدم خدمات النقل، وطلب الطعام، والدفع وغير ذلك.
وسعى أولسون وفريقه، إلى إنشاء خدمة متميزة عالمية المستوى في الإمارات ومنطقة الخليج، وبادرت الشركة بمنح موظفيها خيارات امتلاك أسهمها، في خطوة استهدفت تعزيز ثقافة الملكية.
بلغ نجاح "كريم" ذروته، عندما استحوذت عليه شركة "أوبر" العالمية مقابل 3.1 مليار دولار في عام 2019، ما شكّل علامة فارقة في مشهد الشركات الناشئة في المنطقة.

حاضنات ومسرّعات أعمال

ولم يبرز هذا البيع جدوى إستراتيجيات التخارج في الإمارات فحسب، بل سلط الضوء أيضاً على البيئة الداعمة التي خلقتها الحكومة، لخدمة قطاع ريادة الأعمال، فمن خلال مؤسسة دبي للمستقبل وسوق أبوظبي العالمي، أنشأت الإمارات حاضنات ومسرّعات أعمال وصناديق مخصصة لجذب المواهب العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية "البلوك تشين" وغيرها، من مجالات التكنولوجيا المتطورة.
ولا يقتصر نطاق جاذبية الإمارات على قدرتها على خلق البيئة المحفّزة للفرص التجارية، حيث يشير أولسون إلى ما هو أكثر شمولية واتساعا من هذه الميزة المهمة، حيث تتمتع دولة الإمارات بمستويات عالمية في التعليم والرعاية الصحية والأمن، وهي خصائص حولتها، ليس فقط إلى وجهة يقصدها الناس للعمل، بل أيضا لتأسيس حياتهم الخاصة.
وتلعب البيئة متعددة الثقافات في الإمارات، دورا أساسيا في تعزيز الابتكار، من خلال احتضان وجهات النظر المختلفة والمتنوعة، ما يجعل الإمارات وجهة مثالية للإبداع والابتكار.

سياسة داعمة

ويروي داني فرحة، الشريك المؤسس لشركة "بيكو كابيتال"، حكاية مماثلة حول مشهد الأعمال في دولة الإمارات، فقد لعبت شركة "بيكو كابيتال"، التي تأسست في عام 2012، كأول شركة عاملة في الاستثمار في الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا في المنطقة العربية، دورا أساسيا في دعم الشركات الناشئة في مختلف القطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الزراعية والتكنولوجيا الحيوية.
وشهدت الشركة نجاحاً كبيراً، بما في ذلك استثمارها في شركة "كريم"، التي أصبحت من أوائل الشركات المليارية المعروفة باسم "يونيكورن".
ويعزو فرحة قدراً هاماً من هذا النجاح، إلى سياسات دولة الإمارات الداعمة لبيئة الأعمال، وبنيتها التحتية المتطورة، ورؤيتها الثاقبة في اعتماد السياسات التي تسمح بالملكية الأجنبية الكاملة وتحويل الأرباح، ما يجعلها وجهة جذابة لرواد الأعمال من شتّى أنحاء العالم.

الاستثمار في الابتكار

ويتجلى التزام دولة الإمارات بالابتكار أيضاً في استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية ومراكز الابتكار، حيث يضم مركز دبي المالي العالمي أكثر من 700 شركة تكنولوجيا في مرحلة النمو، بينما يشكل Hub71 في أبوظبي، مركزا مهما للابتكار بقيمة مليار دولار.
ويطبق الدكتور سعيد الحسن الخزرجي، مؤسس شركة "مانهات"، مفهوم الابتكار في الإمارات، حيث تُركز شركته على توفير الغذاء والمياه في البيئات الصعبة، باستخدام تقنية تحلية المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية، ويتماشى هذا النهج المبتكر مع أهداف الإمارات الأوسع نطاقاً للاستدامة والتنويع الاقتصادي.
ويُسلط الخزرجي الضوء على أهمية الاستفادة من التحديات الفريدة في المنطقة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، لتطوير حلول مستدامة.
ويشير إلى أن الحاجة إلى إمدادات مستقرة من المياه والغذاء لسكان الإمارات، دفعت الدولة إلى قطع خطوات كبيرة في مجال البحث المتقدم.
ويدعم اقتصاد المعرفة في الإمارات العديد من المؤسسات الأكاديمية، بما في ذلك كلية "إنسياد" وجامعة نيويورك وجامعة السوربون.
وتلعب هذه المؤسسات دورا حاسما في رعاية الجيل القادم من العلماء ورواد الأعمال، ما يساهم بشكل أكبر في تحويل الإمارات إلى مركز عالمي مؤثر للابتكار.
ومع استمرار دولة الإمارات في تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط، يبرز تركيز واضح على خلق وظائف عالية المستوى واستقطاب أفضل المواهب من حول العالم.
ويلعب نهج الإمارات الاستباقي لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، دورا بارزا في ترسيخ مكانتها، كوجهة رائدة للشركات الناشئة والمستثمرين على حد سواء.
ومع ازدهار سوق التكنولوجيا المالية، وتنامي الناتج المحلي غير النفطي، ووفرة المواهب الشابة والديناميكية، فإن الإمارات مهيأة لتشكيل مستقبل مختلف الصناعات، من الأغذية والنقل إلى الطاقة وغيرها.
هذا المشهد النابض بالحياة، والمدعوم بحكومة تتميز بتفكيرها الذي يستشرف المستقبل، ومجتمعها المزدهر متعدد الثقافات، يجعل من الإمارات وجهة لا مثيل لها لأولئك الذين يتطلعون إلى الابتكار، وتحقيق النجاح في مشهد الأعمال العالمي.
وتقدم منصة Invest.ae، التي تم إطلاقها ضمن الحملة، أهم المعلومات والحقائق والمقومات الاستثمارية التي توفرها دولة الإمارات لرواد الأعمال.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات دولة الإمارات فی الإمارات حول العالم فی عام

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية تسلط الضوء على فشل الردع الأمريكي في البحر الأحمر.. وتطرح خيارا واحدا.. ضرب إيران (ترجمة خاصة)

قالت مجلة أمريكية، إن الولايات المتحدة وحلفائها يواجهون أزمة ردع، جراء التصعيد في الشرق الأوسط وهجمات جماعة الحوثي المتصاعدة على سفن الشحن في البحر الأحمر.

 

وذكرت مجلة "فورين أفيرز" في تحليل لها ترجم أبرز مضمونه إلى اللغة العربية "الموقع بوست" أن الخيار الوحيد لمنع تصاعد التوتر في المنطقة، توجيه ضربة لدولة إيران الرعي الرسمي لأذرعها في اليمن ولبنان وغيرها.

 

 وأضافت "الصين تهدد السفن الفلبينية في بحر الصين الجنوبي وربما تجهز جيشها لغزو تايوان. ولا تظهر روسيا أي علامة على التخلي عن حربها في أوكرانيا. وفي الشرق الأوسط، تهدد إيران بالانتقام من إسرائيل لاغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، ويكثف حزب الله هجماته الصاروخية على إسرائيل، ويواصل الحوثيون مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر وإغراقها في بعض الأحيان. وتتزايد المخاطر المركبة المتمثلة في مقتل أفراد عسكريين أميركيين بسبب الصواريخ الإيرانية، أو ضربة حوثية لسفينة تابعة للبحرية الأميركية، أو غرق سفينة شحن أخرى مع مرور الوقت".

 

وتابعت "أي من هذه الأحداث من شأنه أن يجبر واشنطن إما على الانخراط في حرب أكبر أو التراجع. وأي من الخيارين من شأنه أن يعكس فشل الردع".

 

وترى أن الهجمات الصاروخية الحوثية في البحر الأحمر يجب أن تتوقف. وقالت "قبل أن يضرب صاروخ ضال سفينة، يجب أن يقترن كل إطلاق صاروخ مضاد للسفن من قبل الحوثيين بعمل أمريكي ضد إيران".

 

نظرية الردع

 

وبحسب التحليل فإن أسس نظرية الردع تكمن في كتابات الحرب الباردة التي كتبها مفكرون مثل "توماس شيلينج"، الذي سعى إلى صياغة استراتيجية لردع الضربة النووية من الاتحاد السوفييتي. الواقع أن مبادئها المركزية ــ الاستقرار الناتج عن الدمار المؤكد المتبادل، ومخاطر التصعيد ودور سياسة حافة الهاوية، وقيمة الإشارة إلى الالتزام والعزيمة ــ أثبتت فائدتها في ردع الخصوم المسلحين نوويا عن شن هجمات نووية وتقليدية على قوى نووية أخرى. ولكنها كانت أقل فائدة في ردع الهجمات التي تشنها قوى غير نووية.

 

وقال "عندما يتعلق الأمر بالجهات الفاعلة غير الحكومية، كانت نظرية الردع عديمة الفائدة تماما. ولم يكن هذا أكثر وضوحا في أي مكان من الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، حيث بدت إيران وشبكتها من الوكلاء على استعداد لمهاجمة القواعد الأميركية وأفراد الخدمة، وإغراق السفن التجارية، وشن هجمات مباشرة على إسرائيل، وربما إشعال حرب إقليمية أكبر".

 

وأضاف "إذا كانت واشنطن تريد منع الردع في المنطقة من التآكل بشكل أكبر، فسوف تحتاج إلى إظهار استعداد أكبر للرد. ولن يكون التركيز على حزب الله والحوثيين كافيا؛ والطريقة الوحيدة لاستعادة الردع هي ملاحقة إيران".

 

وأكد التحليل أنه يتعين على القوات الأميركية أن ترد ردا على الضربات الصاروخية الإيرانية التي تلحق الضرر بالعسكريين والمدنيين الأميركيين. ويتعين على واشنطن أن تشير إلى طهران بأن الأضرار التي تلحق بالسفن الأميركية أو غيرها من السفن التي تمر عبر البحر الأحمر سوف تقابل بالانتقام من الأصول أو الأراضي الإيرانية. ويتعين على الجيش الأميركي أيضا أن يضع أصوله بطريقة تمكنه من الاستمرار في اعتراض الهجمات الجوية الإيرانية ــ كما فعل عندما أطلقت إيران وابلا من الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل في أبريل/نيسان".

 

الضغط على الراعي

 

تقول مجلة "فورين أفيرز" إن نظرية الردع أقل إفادة عند التعامل مع الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل حزب الله والحوثيين، حيث تفتقر العصابات المسلحة إلى الأهداف العسكرية ذات القيمة العالية للدول. ولأن وحدات العصابات المسلحة متنقلة وتخفي نفسها جيدًا، فمن الصعب القضاء على أنظمة الصواريخ التي تستخدمها. كما يتمتع قادة العصابات المسلحة بتسامح كبير مع المخاطر الشخصية، حيث يتوقع الكثيرون أو حتى يتمنون أن يصبحوا شهداء، مما يجعل التهديد بالقتل في غارة جوية أميركية رادعًا ضعيفًا.

 

وأكدت أن الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع مثل هذه الجماعات تتمثل في الضغط على راعيتها، إيران، من خلال نقل حقيقة مفادها أن استمرار الهجمات الصاروخية والصاروخية سيكون له عواقب وخيمة.

 

وخلصت المجلة الأمريكية في تحليلها بالقول "لكن هذا المسار من العمل غير كامل: إذ تنكر طهران نفوذها على وكلائها وتتهم الولايات المتحدة بالتصعيد، ولحزب الله والحوثيين مصالحهم الخاصة وقد لا يستمعون إلى راعيهم. ومع ذلك، تعتمد كلتا المجموعتين على الدعم الإيراني، واستعداد طهران لخوض الحرب نيابة عنهما ليس مضمونًا على الإطلاق، مما يمنح إيران نفوذًا كبيرًا لإقناعهما بالتوقف".

 

 


مقالات مشابهة

  • الإمارات.. وجهة عالمية للابتكار وريادة الأعمال
  • “استثمر في الإمارات” تسلط الضوء على البيئة الاقتصادية المتكاملة التي تتمتع بها الدولة
  • قمة AIM تسلط الضوء على اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر والتجارة العالمية
  • وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء من جديد على طارق عفاش
  • “قمة AIM” تسلط الضوء على اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر والتجارة العالمية
  • الإمارات وجهة عالمية رائدة في مجال الطهي والمأكولات
  • مجلة أمريكية تسلط الضوء على فشل الردع الأمريكي في البحر الأحمر.. وتطرح خيارا واحدا.. ضرب إيران (ترجمة خاصة)
  • نيويورك تايمز تسلط الضوء على “أملو” : النوتيلا المغربية
  • تفجيرات "البيجر" تسلط الضوء على دور الوحدة 8200 الإسرائيلية