وزير التعليم العالى يؤكد أهمية المنح في توفير فرص تعليمية متميزة للجديرين
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
شهد د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فعاليات الاحتفال باستقبال الدفعة الأولى والثانية من برنامج "رواد وعلماء"، والدفعة الرابعة والخامسة من برنامج المنح الجامعية، وكذا الاحتفال بتخرج الدفعة الخامسة من برنامج منح الجامعات الحكومية المنُبثق عن مبادرة (مصر - الولايات المتحدة الأمريكية)، والدفعة الأولى من برنامج مراكز التميز للزراعة والمياه.
ويأتي الاحتفال بتنظيم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنميةالدولية USAID، والجامعة الأمريكية بالقاهرة وهيئة أميديست، وذلك بجامعة القاهرة، بحضور السيدة/ هيرو مصطفى سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، ود. محمد سامي رئيس جامعة القاهرة، ود. شون جونز مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ود. شاهيناز أحمد المدير الإقليمي لهيئة (أميديست - مصر)، ود. دينا عدلى وكيل الشئون الأكاديمية المشارك بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ود. ماريسول بيريز مدير التعليم والشراكة بالوكالة، وممثلي إدارات البرامج بالوكالة، وفريق عمل الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهيئة أميديست، ونخبة من رؤساء الجامعات المصرية، ولفيف من قيادات الوزارة، وخبراء التعليم العالي، وبحضور الطلاب المتخرجين وطلاب الدفعات الجديدة ببرامج المنح وذويهم.
وفي مستهل كلمته، أكد وزير التعليم العالي أن هذا الاحتفال يعكس تطبيق مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، وهو الأول من نوعه الذي يضم حشدًا من خريجي جميع برامج المنح المقدمة من الجهات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، مُثمنًا تاريخ التعاون الطويل والناجح بين البلدين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وفخر مصر بكل هذه البرامج المتميزة لتوفير فرص تعليمية مُتميزة للطلاب الجديرين بها، منوهًا إلى أهمية المنح الدراسية كأداة حيوية في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتسهيل وصول الطلاب لتحصيل المهارات المختلفة من خلال المشاركة في تدريبات ومعسكرات تؤهلهم لسوق العمل، وتساعدهم في تحقيق طموحاتهم الأكاديمية والمهنية، فضلًا عن دعم الابتكار والبحث العلمي وتوفير بيئة تعليمية مُحفزة تُشجع على الإبداع ومواكبة التقنيات الحديثة، فضلًا عن مساهمة هذه البرامج في بناء جيل جديد من القادة الذين يمكنهم مواجهة التحديات المعاصرة والمساهمة في نهضة المجتمع وتحقيق التنمية.
وأوضح الدكتور أيمن عاشور أن اليوم شهد تكريم 224 طالبًا تخرجوا من المنح، وتم استقبال 660 طالبًا للالتحاق بالمنح الجديدة.
واستعرض الوزير رؤية الوزارة لتطبيق الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بمبادئها السبعة، وتركيز الوزارة على ربطها ببرامج المنح لتحقيق أهداف التعاون الدولي والتكامل، وتطوير البرامج الدراسية لتواكب المُستجدات الحديثة في العلوم والتكنولوجيا، منوهًا بما يمثله هذا الاحتفال من تجسيد للعديد من مبادئ الإستراتيجية.
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى الاهتمام في هذه البرامج باختيار الطلاب، والتدقيق في معايير ترشيح الطلاب للمنح، كما أبدى الوزير إعجابه بالمستوى الذي قدمه الطلاب المُشاركين في المنح، والذي يعكس مُخرجات هذه البرامج، مثمنًا دور أولياء الأمور في دعم أبنائهم، متمنيًا التوفيق لهم في مسيرتهم العملية، واستمرار النجاح في خدمة وطنهم والمشاركة في عملية التنمية.
ووجه الوزير الشكر لجامعة القاهرة لاستضافتها وتنظيمها للحدث، مشيرًا إلى عراقتها ودورها داخل منظومة التعليم العالي المصرية.
ومن جانبها، أوضحت السيدة/ هيرو مصطفى اعتزاز بلادها بالشراكة الطويلة والمثمرة مع مصر في برامج المنح للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، لافتة إلى أن مصر صاحبة أكبر عدد من المنح الدراسية التي تُقدمها الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى إيمان بلادها الراسخ بأهمية الاستثمار في التعليم، كما قدمت التهنئة للطلاب، متمنية لهم أن يكونوا جزءًا من قيادات المستقبل في مصر، وأن يساهموا في تحقيق النهضة والتنمية لمجتمعهم خاصة في المجالات التي ركزت عليها المنح وهي المجالات ذات الأولوية لاحتياجات التنمية مثل: (المياه، والطاقة، والزراعة، وتغير المناخ، وغيرها).
وقدمت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة الشكر للدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي على دعمه وتعاونه الكبير وجهوده في تطوير المنظومة التعليمية في مصر، وكذا قدمت الشكر لأهالي الطلاب لجهودهم طوال فترة دراسة أبنائهم.
وأكدت السيدة/ هيرو مصطفى حرص بلادها على توفير فرص تعليمية تتسم بالتميز، ودعم التعليم التجريبي، وريادة الأعمال، والإعداد الجيد لسوق العمل، وتعزيز قدرات الشباب الموهوبين، والتركيز على الطلاب بالمناطق الأكثر احتياجًا، وتمكينهم من الحصول على تعليم متميز.
وأعرب د. محمد سامي رئيس جامعة القاهرة، عن سعادته باستضافة الجامعة لهذا الحدث، وترحيبه بالضيوف، مشيرًا إلى ما يمثله هذا الحدث من انعكاس للشراكة المتميزة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في مجال التعليم العالي، وقدم التهنئة للطلاب المُكرمين، متمنيًا لهم استمرار العطاء والنجاح للمشاركة في العمل لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة لبلادهم.
وأكد د. أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، أن هذا الحفل يعُد تطبيقًا لمبدأ التكامل كأحد أهم مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقتها الوزارة، وذلك بجمع كل هذا العدد من خريجي المنح المختلفة، والمشاركة في رؤية واحدة لخريطة مصر للتنمية، وكذا يمثل تنفيذًا لمبدأ المرجعية الدولية، ويعكس جهود الوزارة في تدويل التعليم العالي، والتوسع في الشراكة مع الجهات الرائدة في مجال التعليم العالي مقدمًا الشكر للوكالة، وهيئة أميديست والجامعة الأمريكية بالقاهرة، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تشهد تكثيفًا للعمل في بناء الإنسان المصري من خلال الاستثمار في رفع قدرات طلاب الجامعات وتأهيلهم.
وأشارت د. دينا عدلي إلى أن الاحتفال يشمل تكريم 150 طالب، كما نستقبل 660 طالبًا من إجمالي 1800 منحة متاحة في هذه البرامج، لافتًة إلى التركيز على مساعدة الطلاب لاكتشاف قدراتهم الكاملة على مدار البرنامج، بالإضافة إلى السفر للولايات المتحدة الأمريكية من أجل توفير الفرصة لهم لتبادل الثقافات والانفتاح على العالم، منوهة إلى التعاون الدائم مع مصر في مجال الشراكة التعليمية، وتوجيه برامج المنح لخدمة أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر لبناء اقتصاد قوي.
ومن جانبها، قدمت د. شاهيناز أحمد عرضًا للنتائج التي حققها الطلاب المتخرجين من برنامج المنح، حيث قدم برنامج المنح الدراسية للجامعات الحكومية الذي تقوم أميديست بتنفيذه منذ عام 2015 بتقديم 674 منحة، واليوم نشهد تخرج آخر 47 طالبًا من هؤلاء الطلاب، مشيرة إلى أن الطلاب تلقوا تدريبًا في اللغة الإنجليزية، والمهارات الشخصية، والتدريب المهني لتحسين مهاراتهم، ونجح العديد منهم في تقديم "مشروعات تخرج" حازت على جوائز محلية ودولية، وتحسن مستواهم في اللغة الإنجليزية، وأصبح بعضهم ضمن الأوائل على جامعاتهم، كما حصل البعض على فرص عمل بعد التخرج، مقدمة الشكر لتعاون الجامعات المُشاركة.
وألقى عدد من الطلاب كلماتهم حول تجربتهم مع المنح التي اشتركوا بها، ورحلتهم للاستفادة من البرامج التي تلقوها، في تحسين مستواهم التعليمي، ورفع قدراتهم المهنية، وتطوير الذات، ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل، مقدمين الشكر للوزارة وللجهات المانحة ولذويهم لتحقيق هذه النتائج المتميزة.
يذكر أن برنامج "رواد وعلماء مصر" تنفذه الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكذا برنامج مراكز التميز للزراعة والمياه، وبرنامج المنح الجامعية، بينما تنفذ هيئة أميديست برنامج المنح الحكومية، وذلك برعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ويتم اختيار الطلاب في المرحلة الجامعية من جميع محافظات مصر، مع الحرص على تعزيز التنوع والمساواة والشمول وإدماج المرأة والأشخاص ذوى الإعاقة.
وتشمل المنح عدة مجالات تضم (المياه، والطاقة، والزراعة، وتغير المناخ، والتمريض، والسياحة، والتراث، والصناعة، والتجارة والأعمال، واللوجيستيات، وسلاسل الإمداد، والصحة العامة، والإعلام، والهندسة، والحاسبات، والذكاء الاصطناعي، والعلوم)، كما تتتضمن هذه البرامج العديد من المبادرات لتعزيز التفاعل بين الطلاب وصناع القرار في المجتمع، وتحفيزهم للمشاركة الفعالة في خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التعليم العالي والبحث العلمي الجامعات الحكومية الجامعة الأمريكية الجامعة الامريكية بالقاهرة الطاقة والزراعة الصناعة والتجارة برنامج المنح الجامعية برنامج رواد وعلماء مصر رئيس جامعة القاهرة سفيرة الولايات المتحدة وزير التعليم العالي والبحث العلمي
إقرأ أيضاً:
المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
◄ يجب أن تُركِّز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي
د. مسلم بن علي بن سالم المعني **
نُسلطُ الضوء في هذا المقال على الجانب السلوكي لدى الطالب، وهو الجانب الذي إما يجهله الكثير من أعضاء هيئة التدريس أو لا يعرفون كيفية تطبيقه على أرض الواقع. ومخرجات التعلم القائمة على السلوك تركز على القيم والمعتقدات والتفكير الذهني الذي يوجه الطالب في كيفية التعامل مع ما يطلب منه تنفيذه أثناء الدراسة أو التعامل مع الآخرين أو التصرف في سياقات مُحددة.
ففي السنة الأولى؛ وهي السنة التي يلتحق فيها الطالب بالدراسة في التخصص، تركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على غرس السلوك الإيجابي لدى الطالب اتجاه التعلم والنزاهة الأكاديمية وتشجيعه على الانضباط الذاتي وإدارة الوقت، وهي عوامل جميعها تساهم في صقل شخصية الطالب بإظهار سلوك واحترام للمعايير الأكاديمية.
أما في السنة الثانية، فتركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على قدرة الطالب على التحلي بالسلوك المهني اتجاه مجال دراسته المعرفي وتشجيعه على التفكير بأهمية التعلم على مدى الحياة وحب الاستكشاف، وهي عوامل جميعها تساهم في توليد التفكير الناقد لدى الطالب وانفتاحه على الأفكار الجديدة.
وفي السنة الثالثة من الدراسة، تستهدف مخرجات التعلم القائمة على السلوك جوانب مثل تعزيز الدور القيادي لدى الطالب والعمل ضمن الفريق والتحلي بالأخلاقيات المهنية مع تمكين الطالب من تحقيق هوية مهنية له ونهج مهني أثناء مواجهته التحديات. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات يجب أن يتحلى بالقدرة على العمل الجماعي والقيادة ضمن المشروعات الجماعية التي يطلب منه تنفيذها.
وأخيرا تأتي السنة الرابعة لتتوج المجال السلوكي حيث يتولد لدى الطالب سلوك يركز على الجانب الوظيفي والاستعداد للانتقال إلى المرحلة التالية وهي إما التحاقه بسوق العمل أو مواصلة دراسته العليا، مع تشجيع الطالب على التحلي بالقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة والتحلي بالأخلاقيات المهنية لمجال تخصصه. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات على هذا المستوى المتقدم يجب أن يتحلى بالقدرة على إظهار المهنية والقدرة على التكيف مع تحديات بيئات العمل.
وبناءً عليه يجب أن تركز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على مجالات ثلاثة: المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. فلو فعلا تمكنا من تصميم وتنفيذ برنامج يغطي المجالات الثلاثة لتولدت لدى الطالب معارف ومهارات وسلوكيات تمكنه من الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات الجديدة بكل كفاءة واقتدار. فمن السلوك الإيجابي المتمثل في حب التعلم والنزاهة الأكاديمية والانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت في السنة الأولى إلى تطوير سلوك التفكير الناقد والانفتاح على الأفكار الجديدة في السنة الثانية، يستطيع الطالب أن يطور سلوكيات إيجابية للعمل بروح الفريق الواحد مع تولد صفات قيادية له يستطيع من خلالها أن يقود فريق العمل معه في السنة الثالثة لينتقل إلى السنة الرابعة والأخيرة والتي تبني شخصية الطالب في المهنية في العمل والتكيف مع المُتغيرات.
فهل فعلًا تركز برامجنا الأكاديمية على المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية؟ وهل حقًا برامجنا الأكاديمية تصقل المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية عند منحه الدرجة العلمية في التخصص؟
** عميد كلية الزهراء للبنات