قال الأستاذ بابكر فيصل رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي والقيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية-تقدم ردا على التصريحات التي أدلى بها النائب العام في حواره مع أن تصريحات النائب العام تعكس الدرك السحيق الذي انحطت فيه أجهزة العدالة في السودان بفعل نظام الإنقاذ وتابعها العسكري. وأوضح بابكر في تصريحات خاصة لسودانايل عجز النائب العام الهزيل عن تقديم اي بينة تستدعي تقديم مذكرة للبوليس الدولي لالقاء القبض على قيادات تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) واكتفى بترديد الاتهامات السياسية البلهاء ليواصل في سقوطه المهني والأخلاقي المعروف عنه منذ أن كان وكيلا لنيابة المستهلك ومن بعدها مدعيا عاما لجرائم دارفور حيث ضرب بكل أسس العدالة عرض الحائط وأصبح أداة في يد السلطة السياسية.

اثبت لقاء الجزيرة أن القضية فجة وبلا ادنى اساس قانوني تستند اليه.



وكان النائب العام قد أدلي بالتصريحات التالية في حواره مع قناة الجزيرة:

النائب العام: سنلاحق قيادات تقدم وسنطالب الإنتربول بالقبض عليهم

(سونا)- أكد النائب العام مولانا الفاتح محمد عيسى طيفور إستمرار السلطات في ملاحقة قيادات تقدم الذين صدرت في حقهم أوامر قبض على خلفية تواطؤهم مع مليشيا الدعم السريع المتمردة، مبينا انه ستتم مطالبة الانتربول بالقبض عليهم .

وقال طيفور سنلاحق حمدوك ومن معه ضمن قائمة ال١٦ شخصا بالقانون وفي أي مكان حتى يتم القبض عليهم ومحاكمتهم بالتراب السوداني ، مضيفا أن هناك ما يكفي من البراهين والادلة التي ثبت تورطهم فيما نسب اليهم ، وأن هذه الاثباتات ستقدم في مواجهتهم أمام المحاكم . وزاد النائب العام في حديث تلفزيوني لقناة الجزيرة اليوم ، أن عبد الله حمدوك ومن معه من قيادات تنسيقية القوى المدنية (تقدم) لديهم أدوار مقسمة بينهم والتمرد وهم شركاء ، مشيرا الى ان هناك مواطنون رفعوا دعاوى ضدهم وهي كفيلة بادانتهم . وقال طيفور ان حمدوك ضمن قائمة تضم ١٦ شخصا مطلوبون أمام العدالة وكذلك من يأتى بعدهم في القوائم اللاحقة ستتم ملاحقتهم . وتشير (سونا) الى ان اللجنة الوطنية لجرائم الحرب وانتهاكات قوات الدعم السريع كانت قد أصدرت أمرا في أبريل العام الجاري بالقبض على عدد من قادة تنسيقية القوى المدنية (تقدم) وعلى رأسهم عبد الله حمدوك رئيس التنسيقية .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تنسیقیة القوى النائب العام

إقرأ أيضاً:

قناة الجزيرة ..!

انقسم الناس (وعلى عادتنا أن ننقسم) على الجزيرة في ظل هجمة شرسة من اليمين المتطرّف الإسرائيلي عليها، والتي تمثّلت بإجراءات رسمية طالت إغلاق مكاتبها في الداخل ثم تبع ذلك في مقرّها الرئيس في رام الله. ومن المعلوم كم هو حجم التجاوز القانوني والإسفاف الإعلامي لسلطات الاحتلال في هذا الاعتداء الصارخ على الإعلام بشكل عام والجزيرة بشكل خاص، هذا الاعتداء بلغ القتل وإسالة الدماء لقرابة 140 صحافيا في هذا العدوان، كان للجزيرة من هذه الدماء نصيب الأسد.

وهنا لا يمكن أن نفترض إجماع الناس سلبا أو إيجابا على وسيلة إعلامية مهما بلغت، ولكن اعتماد الأبيض والأسود، وهذا الفرز الحاد بين منكر ومعترض ومخوّن بالكليّة أو العكس المؤيّد مطلقا، أزاح النقاش عن موضوعيته التي يمكن أن تفتح مجالا رحبا للنظر فيما أبدعت وتألقت به الجزيرة وفيما أخفقت أو فشلت، أو إن جاز التعبير فيما أساءت. وهنا يمكن النظر إلى المشهد متكاملا واستيعاب وجهات النظر، بعيدا عن تلك العدمية التي تنفي جملة وتفصيلا أو تقبل دون أية تحفّظات.

لا يمكن أن نفترض إجماع الناس سلبا أو إيجابا على وسيلة إعلامية مهما بلغت، ولكن اعتماد الأبيض والأسود، وهذا الفرز الحاد بين منكر ومعترض ومخوّن بالكليّة أو العكس المؤيّد مطلقا، أزاح النقاش عن موضوعيته التي يمكن أن تفتح مجالا رحبا للنظر فيما أبدعت وتألقت به الجزيرة وفيما أخفقت أو فشلت
بداية لا بدّ من الاعتراف بأنّ الجزيرة قد أحدثت نقلة نوعية في الإعلام العربي من حيث المساحة الحرّة المطروحة وحالة التنوّع والتعدد الذي تظهره شاشتها، إذ كانت الشاشة العربية على الغالب تحمل صورة من يقف وراءها دون أية مراعاة لأن هناك في المجتمع من يختلف معه، يعني ذلك حجب صورة وصوت المعارضة بشكل كامل أو شبه كامل، حيث الهامش الذي يسمح به الظهور بمظهر الانفتاح نوعا ما، جاءت الجزيرة فوسّعت هذا الانفتاح والتعدّد بشكل كبير ولافت ميّزها عن غيرها كثيرا.

الجزيرة شقّت طريقا مغايرا أتاح للرأي الآخر فرصة كان ممنوعا منها منذ نشأت الإعلام العربي إلى أن جاءت الجزيرة، ولا أقول ذلك على إطلاقه دون أيّ استثناء وإنما بصورة نسبيّة، أصبحنا نرى على الجزيرة استضافة شخصيات متنوّعة وكثيرة لم نكن نراها من قبل، وكذلك تنوّعت برامجها وتوسّعت لتطال كثيرا من المواضيع كمّا ونوعا لم تكن يتطرّق لها أحد من قبل إلّا بطريقة الرأي الواحد على قاعدة "إن أريكم إلا ما أرى" أو "ما في أعور إلا أعور الحكومة" (الدير).

وصل الناس ما قبل الجزيرة إلى حالة من السأم والملل بل والقرف في رسم المشهد السياسي؛ من شاشات تصرّ على ذات الوجوه وذات الشخصيّات الكاريكاتيرية المفصّلة على المقاس الرسمي العربي، تروّج بصفاقة وبلادة وتتماهى بما يريده سيّدها ووليّ نعمتها ومن له الفضل في إبرازها على شاشاته، جاءت الجزيرة وفتحت نمطا آخر تتيح لشخصيات حرّة ومتحرّرة من الرواية الرسميّة، فارتقت بذلك الجزيرة وارتفعت مكانتها وصارت مهوى أفئدة الناس المتعطّشة للحريّة والانعتاق من ذاك المشهد المملّ البائس المقيت.

إصرار الجزيرة على إتاحة مساحة واسعة لزعامة الكيان والناطقين الرسميين على شاشتها فيه علامة استفهام ومشكلة كبيرة، وهنا لا نقول عدم نقل ما يجري هناك وما يصرّح به قادتهم، وإنما كيفية النقل وأن لا تكون الجزيرة بوقا حرفيا لهم ولدعايتهم وحربهم النفسية
أعتقد أن ما أحدثته الجزيرة في هذا المجال يتفق عليه كثيرون، ولكن هناك ما يعترض عليه كثيرون أيضا، ولا أريد أن أستخدم كلمة إجماع لأن المسألة لا تعتمد مؤشرات قياس علمية دقيقة. مما لا شكّ فيه أن إصرار الجزيرة على إتاحة مساحة واسعة لزعامة الكيان والناطقين الرسميين على شاشتها فيه علامة استفهام ومشكلة كبيرة، وهنا لا نقول عدم نقل ما يجري هناك وما يصرّح به قادتهم، وإنما كيفية النقل وأن لا تكون الجزيرة بوقا حرفيا لهم ولدعايتهم وحربهم النفسية، يكفي نقل جوهر تصريحاتهم دون أن ننقلها بكل ما تحمل من ضرر وخبل وأحيانا إمعان في الكذب والتضليل.

وهناك صنف ثالث هو من يحمل على الجزيرة ويُحمّلها مسئولية القصف الإسرائيلي والدمار لأن بعض محلّليها العسكريين أظهروا أن الحرب بين جيشين وأن المقاومة في حالة حرب، وبالتالي يحق للمحتل أن يضرب بكلّ قوّته في المقابل، مثلما حمّل شمعون بيرس في إحدى مقابلاته الجزيرة مسئولية قتل الأطفال لأنها تنقل صورهم عبر شاشاتها، وأعفى بذلك جنوده الذين يطلقون الرصاص. هذا غير معقول، وقد ردّ أحد الموضوعيين بأن الجزيرة لم تكن موجودة عندما احتُلت فلسطين عام 48 وأن تحميل الجزيرة مسئولية جرائم الاحتلال فيه إسفاف كبير.

بقي أن أقول لكلٍّ الحق في إبداء تحفّظاته واختلافه مع الجزيرة، ولكن دون إنكار فضلها وما أحدثته في العقل الإعلامي العربي من فضل كبير.

مقالات مشابهة

  • النائب العام: سنلاحق قيادات تقدم وسنطالب الإنتربول بالقبض عليهم
  • الحذر من مخططات فرق الموت الاخوانية واستهداف قيادات سودانية مدنية في الخارج
  • النائب العام يكشف عن طلب لـ(الإنتربول) ويتوعد حمدوك وقيادات تقدم .. سنلاحقهم ونحاكمهم
  • ???? النائب العام: أدلة على تورط حمدوك وقيادات “تقدم” في جرائم حرب السودان
  • النائب العام: حصة في تسييس العدالة وترهيب المدنيين!!
  • النائب العام: حصة في تسييس العدالة وترهيب المدنيين !!
  • ???? حمدوك في مواجهة النشرة الحمراء
  • عاجل | بوريل: الجزيرة تقدم خدمة ثمينة وأدين قرار إسرائيل إغلاق مكتبها في رام الله
  • قناة الجزيرة ..!