عبّر بعض السكان في شمال إسرائيل عن أملهم في القضاء نهائيا على التهديد الذي تشكله جماعة حزب الله، بينما أبدى آخرون إحساسا بالانهزامية والاستسلام جراء تزايد العنف الناجم عن استمرار الجماعة في استهداف بلدات إسرائيلية وقصف إسرائيل عمق الأراضي اللبنانية.    
وقال باراك راز في مدينة نهاريا الساحلية بشمال إسرائيل: "نشعر بأننا أخيرا نتخذ خطوات لاستعادة السلام هنا، وهو ما افتقدناه تقريبا خلال العام الماضي".




وأوضحت ألبينا شيموداكوف (22 عاما)، والتي تعمل مساعدة مبيعات أنه "أمر مخيف للغاية أن نعيش بهذه الطريقة، لكننا نعيش في إسرائيل. إنها حياتنا".


وأطلق حزب الله مئات الصواريخ والقذائف على شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة خلال الأيام الماضية، في حين قصفت طائرات إسرائيلية أكثر من 1600 هدف في جنوب لبنان وسهل البقاع. وجاءت الهجمات الإسرائيلية في أعقاب تزايد التوتر لأسابيع في شمال إسرائيل، الذي شهد على مدى عام تقريبا إطلاقا للنار عبر الحدود بوتيرة ثابتة ومحدودة نسبيا مع هيمنة الحرب الدموية في قطاع غزة على المشهد. ويقضي راز (32 عاما) وهو مصمم جرافيك من تل أبيب، الخدمة العسكرية الثانية له ضمن جنود الاحتياط في شمال إسرائيل منذ أكتوبر عندما أطلق حزب الله أول دفعة من الصواريخ دعما للهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل. وقال راز: "آمل في أن تتحسن الأمور قريبا. لا أريد أن أعود في مهمة ثالثة". وترك عشرات الآلاف من الإسرائيليين منازلهم بسبب إطلاق الصواريخ المستمر منذ أشهر، وهو الوضع الذي يتكرر حاليا في لبنان، مما ترك مساحات شاسعة من المناطق الحدودية دون سكان تقريبا. ومع تباطؤ وتيرة القتال في غزة، حولت إسرائيل تركيزها صوب حدودها الشمالية إذ يتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط سياسية متزايدة من أجل إعادة السكان إلى منازلهم هناك. وفي نهاريا التي يسكنها في الأوقات العادية نحو 60 ألف نسمة وتقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع لبنان، أُغلقت الشواطئ ودب الهدوء في الطريق الرئيسي هناك بعد أوامر من سلطات الدفاع المدني.


أيام صعبة قادمة    
لم تشهد إسرائيل مستوى الدمار الذي وقع في لبنان، حيث قُتل الإثنين أكثر من 500 شخص وأصيب أكثر من 1800 في أعنف قصف إسرائيلي منذ عقدين. لكن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت حذرا من أيام صعبة قادمة وطالبا الإسرائيليين بالتحلي بالهدوء. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني "في الأيام القليلة الماضية، أطلق حزب الله مئات الصواريخ صوب إسرائيل. وفي الأسبوع الماضي، أُطلق أكثر من 700 صاروخ وقذيفة باتجاه إسرائيل، مما تسبب في تضرر عدد كبير من المنازل والبلدات". ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة حتى الآن لكن المستشفيات أعدت خطط طوارئ لعلاج الحالات المصابة بالصدمة، وبدأت أعراض القلق تظهر على عدد كبير من السكان. وقالت ألونا دازالفيلي (47 عاما) التي تعمل في مجال الرعاية الصحية: "أشعر بالقلق. لدي جندي في الجيش وهو مرهق للغاية وأنا قلقة عليه. جميع الأشخاص الذين أعرفهم وعائلتي في حالة من القلق". وتابعت: "الناس خائفون حقا من الوضع الحالي. إنه ليس بالأمر السهل". وشاهد سكان في شمال إسرائيل أثر الدخان الناجم عن صد بطاريات الدفاع الجوي للصواريخ القادمة من لبنان الإثنين واستمر دوي صفارات الإنذار حتى الثلاثاء.

ومع انطلاق صفارات الإنذار، ألغت شركات طيران كثيرة رحلاتها الجوية. لكن العمل في الموانئ استمر بصورة طبيعية، ومن بينها ميناء حيفا، إذ تسعى السلطات إلى عدم تأثر الاقتصاد بالاضطرابات الناجمة عن الحرب.

وأُغلقت المدارس أيضا وأصدرت سلطات الدفاع المدني تعليمات للسكان باتباع التحذيرات والبحث عن ملاجئ عند انطلاق صفارات الإنذار من غارات جوية. (سكاي نيوز)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی شمال إسرائیل حزب الله أکثر من

إقرأ أيضاً:

تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي اشتكت إلى اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار في لبنان، من أن إيران تقوم بتمويل حزب الله عبر حقائب مليئة بالنقود.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤول دفاعي أمريكي وأشخاص مطّلعين على الشكوى، إن دبلوماسيين إيرانيين وغيرهم يسافرون من طهران إلى بيروت حاملين عشرات الملايين من الدولارات نقدًا لدعم حزب الله.

وأضافت أن الشكوى الإسرائيلية تضمنت أيضا ادعاءات بأن مواطنين أتراك استخدموا لنقل الأموال من إسطنبول إلى بيروت جوا.

وأشار مسؤول في لجنة وقف إطلاق النار إلى أن اللجنة قامت بنقل الشكوى إلى الحكومة اللبنانية، موضحا أن دور اللجنة لا يشمل البتّ في الانتهاكات المحتملة. وتضم اللجنة ممثلين عن الولايات المتحدة، فرنسا، الأمم المتحدة، لبنان ودولة الاحتلال.


ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولين في بعض الحكومات المشاركة في اللجنة اعتبروا المزاعم الإسرائيلية ذات مصداقية أو قالوا إنهم كانوا على علم باستخدام إيران لمطار بيروت في عمليات تهريب الأموال.

وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن اتفاق وقف إطلاق النار يلزم لبنان بتأمين موانئه ومنع تدفق الأسلحة والمواد ذات الصلة إلى الجماعات المسلحة، لكنه لا يتطرق تحديدا إلى مسألة تهريب الأموال.
ورغم محاولات الصحيفة للحصول على تعليق، لم ترد الحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني على المزاعم، كما لم يعلّق كل من البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة أو ممثلو حزب الله.

من جانبه، صرّح الدبلوماسي الإيراني في بيروت، بهنام خسروي، لوسائل إعلام رسمية في بلاده بأن “طهران لا تستخدم طائرات الركاب لتهريب الأموال إلى لبنان”. كما قال مسؤولون أتراك إن مطار إسطنبول مجهّز بأجهزة فحص متطورة قادرة على كشف أي مبالغ نقدية كبيرة، مضيفين أنه "لم يتم العثور على أي حالات تهريب مماثلة".

وحذّرت دولة الاحتلال من أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية، مهددة بضرب مطار بيروت إذا تم استخدامه لنقل مساعدات مالية أو عسكرية للجماعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات اللبنانية قامت، في 2 يناير/كانون الثاني، بتفتيش ركاب طائرة تابعة لشركة ماهان للطيران الإيرانية بعد تقارير إعلامية تحدثت عن تهريب أموال لحزب الله عبرها. لكن دبلوماسيًا إيرانيًا على متن الطائرة رفض الامتثال للتفتيش، فيما أكدت إيران أن الحقائب التي كان يحملها تحتوي على "وثائق وأموال لعمليات السفارة".

وبحسب التقرير، فإن حزب الله يسعى إلى تأمين التمويل لدفع رواتب مقاتليه وتعويض العائلات المتضررة من الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وسط مؤشرات على صعوبات مالية يواجهها نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المستمر لمصادر تمويله.

وكشف ماثيو ليفيت، نائب مساعد وزير الخزانة الأمريكي السابق، أن حزب الله خسر خلال الأشهر الأخيرة "قدرا كبيرا من المال" بسبب الضربات الإسرائيلية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن إيران لن تتخلى عن تمويل الجماعة رغم أزماتها الاقتصادية.


في المقابل، نفى شخص مطّلع على شؤون حزب الله وجود أي "أزمة سيولة"، مشيرا إلى أن الحزب "لا يزال قادرا على دفع تعويضات للمتضررين، كما أصدر شيكات بقيمة 500 مليون دولار عبر بنك القرض الحسن"، وهو المصرف الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب صلاته بالحزب.

ورغم ذلك، نوّه التقرير إلى أن الضغوط على حزب الله تزايدت بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، ما أضعف أحد أهم طرق التهريب التي استخدمتها إيران لدعمه. كما فرض الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة في مطار بيروت لضمان عدم وصول تمويل جديد إلى الجماعة المسلحة، وفقًا لمسؤول أمني لبناني كبير.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن المسؤولين الأمريكيين، الذين غادروا مناصبهم عقب تغيّر الإدارة في واشنطن، أعربوا عن قلقهم من احتمال استغلال حزب الله لنفوذه داخل لبنان للالتفاف على القيود الأمنية في المطار، مما قد يسمح باستمرار تدفق الدعم الإيراني إليه.

مقالات مشابهة

  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • حزب الله كان يستعدّ لـغزو إسرائيل.. اكتشفوا آخر تقرير!
  • عدوان ممنهج : إسرائيل تواصل «التضييق» على «حزب الله» بغارات في شمال لبنان والبقاع
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة
  • بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
  • كيف اغتالت إسرائيل قائد حماس محمد الضيف؟ 5 صواريخ ثقيلة
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء هي مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟