صراع الإستراتيجيات يصرع الدعم السريع
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أن الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع ضد المواطنين بانتهاك حرمات منازلهم و الاستيلاء عليها و حالات التهجير و التطهير العرقي في دارفور و عمليات السرقة و النهب و الاغتصابات، جميعها جعلت هناك حالة من الغضب الشعبي الشديد ضد ميليشيا الدعم، و هذه الأفعال غير الانسانية و الممارسات السيئة السمعة أدت إلي إدانتها من قبل العديد من الدول الغربية و أمريكا و المنظمات الدولية.
جاء في ( أونلاين عربي) في تناولها لانقلاب النيجر "برز النفوذ الروسي المتصاعد في القارة الأفريقية، والمتمثل في معظم نواحيه بمجموعة فاغنر العسكرية الروسية على أنها عنصر يزيد من النفوذ الروسي في أفريقيا، وسط إقبال متزايد من بعض الدول الإفريقية التي ترزح تحت وطأة مشاكل أمنية عميقة مثل الإرهاب والصراعات الداخلية والانقلابات، على عروض المجموعة الروسية لضمان الاستقرار في مقابل التنازلات الاقتصادية،" في السودان المتهم الأول لميليشيا الدعم هي ( فاغنر الروسية) التي لها علاقة و طيدة مع الميليشيا حيث تقود عمل التدريب على القتال، و مدها بالسلاح، و المشاركة في التنقيب عن الذهب. و أيضا التدخل الأماراتي بحيثيات أهداف عسكرية و أخرى اقتصادية، فدولة الأمارات تعتبر الداعم الأكبر للميليشيا. و أن كان تدخل الأمارات في الحرب الدائرة في السودان معلوم لكل الغرب و الولايات المتحدة إلا أنهم غضوا الطرف عنه تماما، و لكنهم لم يغضوا الطرف عن التواجد الفاعل ل ( فاغنر) في المنطقة، خاصة بعد حرب أوكرانيا، و مؤتمر الدول ألفريقية مع روسيا في بطرسبرغ، و الذي أعلنت فيه عدد من الدول انحيازها لموسكو، ثم عاضد ذلك انقلاب النيجر. الذي يؤكد أن الانقلاب لا يعني تصرفا فرديا من قبل مجموعة عسكرية أنما توجه أفريقي بدأ يتخلق لرفض التواجد الغربي في المنطقة، الأمر الذي يجعل التنافس يحتد على السودان بسبب موقعه الإستراتيجي الرابط بين شرق أفريقيا و غربها. و الذي لن يكون في صالح الميليشيا و الذين يؤيدونها علنا و في الخفاء.
في جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي عقدت يوم 9/ أغسطس 2023م أكد المندوبان الروسي و الصيني بوجوب التزام الجميع بعدم التدخل في الشأن السوداني، و باعتباره شأنا داخليا، الأمر الذي جعل السودان يعلن أن وفد الجيش لن يعود إلي طاولة المفاوضات إلا إذا خرجت الميليشيا من جميع منازل المواطنين، و جميع الدور الحكومية للخدمات و المستشفيات. الأمر الذي سوف يجعل قرار وقف الحرب فقط عند الجيش السوداني. أن الصراع الإستراتيجي هو صراع لا يخرج من دائرة الاستقطاب، و الاستقطاب أن تقدم ضمانات للدول، و لن تكون هناك مفاضلة بين قوتين عسكريتين في السودان، انما هي قوى واحدة الجيش، خاصة أن أغلبية الشعب السوداني تقف مع الجيش. و الغرب سوف ينظر للحرب في السودان من خلال النظرة التنافسية الإستراتيجية في أفريقيا بعد انقلاب النيجر الموالي لموسكو. كتب ستيفن بلانك الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في موقع ( هيل ) الأمريكي، "أن الانقلاب الأخير في النيجر يساعد في توضيح العديد من القضايا في السياسة العالمية بعض هذه القضايا، منها أن حرب روسيا في أوكرانيا أدت إلى حدوث تحولات سياسية عالمية، من بينها الأهمية المتزايدة لجنوب الكرة الأرضية. وتؤكد القمة الروسية الأفريقية الثانية التي عقدها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مؤخرا في سانت بطرسبرغ اعترافه بهذه الحقيقة وموضوعيتها." أن انقلاب النيجر قد أوجد أجندة جديدة في المنطقة، لابد أن تنظر لها الدول الغربية بنظرة جادة بعيدا عن سياسة العقوبات التي درجت عليها. و هذا ما أشار إليه بلانك "بأنه من الواضح أن الغرب، على الرغم من قوته الكلية المتفوقة في جميع الأبعاد، لا يزال يفتقر إلى أي فكرة عن كيفية تنسيقها لصالح إستراتيجية شامل" الآن نجد روسيا قد فتحت العديد من الملفات مع الغرب في أوكرانيا و أفريقيا و الآن تواجد ( فاغنر) في الحدود البولندية ألمر الذي يقلق الغرب، و ينظر للحرب الدائرة في السودان من خلال منظور إستراتيجي.
أن موسكو استطاعت أن تحدث تشويشا في المخيلة الغربية، و هي بالضرورة تساعد السودان للتخلص من ميليشيا الدعم السريع و ليس بأيدي موسكو و لكنس سوف يكون بأيادي الغرب؛ و لكي يكسب السودان لابد أن يعجل بمحاصرة حركة الميليشيا في الخارج و منع دعمها من قبل عدد من دول المنطقة، و وقف الدعم اللوجستى و التشوين لها، و بدأت الميليشيا تفقد مواقعها الإعلامية في عدد من الوسائط. و كل ذلك جاء بسبب رفض وجود الغرب في عدد من دول غرب إفريقيا. و في (الاندبندت العربية) يفسر محفوظ السالك المتخصص في دول الساحل " أن اهتمام مالي بالنيجر بحاجة موسكو إلى إقامة علاقة مع الأخيرة لزيادة حلفائها في المنطقة، وتريد روسيا أن يكون حاكم باماكو الجديد غويتا عراب تغلغلها في المنطقة، وقد يكون نجاح عسكريي مالي في مد الجسور مع نظرائهم النيجريين وراء التخلص من محمد بازوم وتحقيق اختراق روسي جديد في المنطقة." أن التغييرات الإستراتيجية في منطقة غرب و وسط أفريقيا سوف ينظر إليها الغرب بجدية، و سوف تبدأ من الحرب الدائرة الآن في السودان، و خاصة الأنتهاء من العمل العسكري غير المنضبط. و دعم فكرة أن يكون هناك جيشا سودانيا واحدا. إلي جانب استثمار الثروة السودانية بما يعزز عملية التنمية و رفع مستوى المعيشة و الاستقرار السياسي و الاجتماعي، بعيدا عن الأجندة الخارجية التي تحاول أن تفرض لاعبين بعينهم. نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: انقلاب النیجر فی السودان فی المنطقة عدد من
إقرأ أيضاً:
الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
كشف مصدران يمنيان مطلعان أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو، زار اليمن بالتنسيق مع دولة الإمارات أثناء مشاركة قوات الجيش السوداني ضمن عمليات التحالف العربي الذي قادتها السعودية ضد الحوثيين منذ 2015.
وقال المصدران أحدهما عسكري لـ"عربي21" إن "حميدتي" وصل إلى منطقة الساحل الغربي اليمني القريب من مضيق باب المندب حيث ممر الملاحة الدولية عام 2017، في ذروة العمليات القتالية التي كانت تدور رحاها بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية ومسلحي جماعة الحوثيين إلى الغرب من محافظة تعز، وفي المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية الذي يقود تمردا على مجلس السيادة الانتقالي المعترف به دوليا في السودان، التقى باللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع اليمني الأسبق، أحد القيادات العسكرية الانفصالية المدعومة من أبوظبي والذي كان يقود لواءين في الساحل الغربي. في حين كانت "الدعم السريع" تشارك في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وقتئذ، ضمن القوات التي تشرف عليها أبوظبي شريك الرياض في التحالف العسكري الذي بدء عملياته في مارس/ آذار 2015.
وتابع المصدر ذاته والذي كان حاضرا خلال زيارة "حميدتي" أن قائد قوات "الدعم السريع" مكث في الساحل الغربي اليمني أيام، قبل أن يغادر على متن طائرة خاصة إلى دولة الإمارات".
وحسب المصدرين فإن أبوظبي أنشأت معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات "الدعم السريع" في الأراضي الإماراتية وفي جزيرة عصب الإرتيرية، حيث كانت تقوم بذلك تحت لافتة القوات السودانية المشاركة ضمن الائتلاف العسكري الذي تقوده الرياض لدعم السلطة الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين.
وأكدا أن "حميدتي" ضمن قيادات عسكرية سودانية أجروا زيارات إلى اليمن، بعد أن استقدمتهم دولة الإمارات تحت غطاء " إيفاد القوات إلى اليمن وفي إطار نظام الرئيس السابق، عمر البشير"، فيما كانت عمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان.
وأوضح المصدران أن الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها.
كما أن الإماراتيين حولوا اليمن إلى منطقة تأطير لقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي لتنفيذ أجنداتها في السودان، ونظمت خطوط التواصل وضباط الارتباط بينهما، والأدوار والمهام المنوطة بكل قيادي عسكري قبل أن يعودوا إلى معسكرات التجنيد الداخلية التي أنشأتها في البلد العربي الأفريقي، مستغلة علاقتها الجيدة مع عمر البشير قبل أعوام من الإطاحة به عام 2019.
وأفاد أحد المصدرين المطلعين أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحشد وطلب القوات المسماة بـ"الدعم السريع" وتقوم بتدريبها وتحمل تكاليف إعدادها وتسلحيها، ومن بوابة "اليمن" كانت تعد لمعركة السودان الحالية، مؤكدا أن الدولة الخليجية دخلت إلى الواقع السوداني عبر اليمن إذا قامت باستقدام قوات "الدعم السريع" كوحدات تابعة للجيش السوداني وبالتنسيق مع النظام الرسمي في الخرطوم قبل أن تعود هذه القوات كجيش موازي يقود حربا على الدولة السودانية".
فيما قال مصدر عسكري ثالث لـ"عربي21" إن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية التي ضمت "الألاف من السودانيين" والخبرة القتالية والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة أسلحة المشاة وتنوعها. فيما ذكر أحد المصدرين أن حجم التنسيق والعمل كان أكبر من المشاركة في حرب اليمن بل الإعداد لمعركة السودان الجارية منذ عامين تقريبا.
وتابع المصدر العسكري الثالث أن مشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي ولعبت دور قتالي في الساحل الغربي.
أما الصنف الآخر، فكان عبارة عن "بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب في صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حيث لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017.
ولفت المصدر إلى أن هذه البعثات تابعة لوزارة الدفاع السودانية ولازال جزءا من هذه البعثات موجودة وبالتنسيق بين الحكومة اليمنية والسودانية، مؤكدا أن هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا، في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية.