سودانايل:
2024-12-26@02:14:31 GMT

صراع الإستراتيجيات يصرع الدعم السريع

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

أن الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع ضد المواطنين بانتهاك حرمات منازلهم و الاستيلاء عليها و حالات التهجير و التطهير العرقي في دارفور و عمليات السرقة و النهب و الاغتصابات، جميعها جعلت هناك حالة من الغضب الشعبي الشديد ضد ميليشيا الدعم، و هذه الأفعال غير الانسانية و الممارسات السيئة السمعة أدت إلي إدانتها من قبل العديد من الدول الغربية و أمريكا و المنظمات الدولية.

لكن الجانب الأكثر خطورة، و دخل في المعادلة هو الانقلاب الذي حدث في النيجر و أطاح بالرئيس محمد بازوم الذي يعد حليفيا قويا لفرنسا في غرب أفريقيا بعد ما تمردت على الوجود الفرنسي في أفريقيا دولتي (بوركينافاسو و مالي ) اللتان أعلنتا ولاءهما لروسيا، و انقلاب النيجر الرافض للوجود الفرنسي فيها يعد تحول جديدا، إلي خروج أغلبية الشعب تؤيد الانقلاب، حيث رفعوا شعارات تأييد لروسيا، الانقلاب سوف ينقل الصراع في تلك المنطقة إلي صراع إستراتيجي عالمي، تعلن فيه شعوب بعض الدول رفضها للوجود الغربي و قبولها بعلاقات وطيدة مع موسكو.
جاء في ( أونلاين عربي) في تناولها لانقلاب النيجر "برز النفوذ الروسي المتصاعد في القارة الأفريقية، والمتمثل في معظم نواحيه بمجموعة فاغنر العسكرية الروسية على أنها عنصر يزيد من النفوذ الروسي في أفريقيا، وسط إقبال متزايد من بعض الدول الإفريقية التي ترزح تحت وطأة مشاكل أمنية عميقة مثل الإرهاب والصراعات الداخلية والانقلابات، على عروض المجموعة الروسية لضمان الاستقرار في مقابل التنازلات الاقتصادية،" في السودان المتهم الأول لميليشيا الدعم هي ( فاغنر الروسية) التي لها علاقة و طيدة مع الميليشيا حيث تقود عمل التدريب على القتال، و مدها بالسلاح، و المشاركة في التنقيب عن الذهب. و أيضا التدخل الأماراتي بحيثيات أهداف عسكرية و أخرى اقتصادية، فدولة الأمارات تعتبر الداعم الأكبر للميليشيا. و أن كان تدخل الأمارات في الحرب الدائرة في السودان معلوم لكل الغرب و الولايات المتحدة إلا أنهم غضوا الطرف عنه تماما، و لكنهم لم يغضوا الطرف عن التواجد الفاعل ل ( فاغنر) في المنطقة، خاصة بعد حرب أوكرانيا، و مؤتمر الدول ألفريقية مع روسيا في بطرسبرغ، و الذي أعلنت فيه عدد من الدول انحيازها لموسكو، ثم عاضد ذلك انقلاب النيجر. الذي يؤكد أن الانقلاب لا يعني تصرفا فرديا من قبل مجموعة عسكرية أنما توجه أفريقي بدأ يتخلق لرفض التواجد الغربي في المنطقة، الأمر الذي يجعل التنافس يحتد على السودان بسبب موقعه الإستراتيجي الرابط بين شرق أفريقيا و غربها. و الذي لن يكون في صالح الميليشيا و الذين يؤيدونها علنا و في الخفاء.
في جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي عقدت يوم 9/ أغسطس 2023م أكد المندوبان الروسي و الصيني بوجوب التزام الجميع بعدم التدخل في الشأن السوداني، و باعتباره شأنا داخليا، الأمر الذي جعل السودان يعلن أن وفد الجيش لن يعود إلي طاولة المفاوضات إلا إذا خرجت الميليشيا من جميع منازل المواطنين، و جميع الدور الحكومية للخدمات و المستشفيات. الأمر الذي سوف يجعل قرار وقف الحرب فقط عند الجيش السوداني. أن الصراع الإستراتيجي هو صراع لا يخرج من دائرة الاستقطاب، و الاستقطاب أن تقدم ضمانات للدول، و لن تكون هناك مفاضلة بين قوتين عسكريتين في السودان، انما هي قوى واحدة الجيش، خاصة أن أغلبية الشعب السوداني تقف مع الجيش. و الغرب سوف ينظر للحرب في السودان من خلال النظرة التنافسية الإستراتيجية في أفريقيا بعد انقلاب النيجر الموالي لموسكو. كتب ستيفن بلانك الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في موقع ( هيل ) الأمريكي، "أن الانقلاب الأخير في النيجر يساعد في توضيح العديد من القضايا في السياسة العالمية بعض هذه القضايا، منها أن حرب روسيا في أوكرانيا أدت إلى حدوث تحولات سياسية عالمية، من بينها الأهمية المتزايدة لجنوب الكرة الأرضية. وتؤكد القمة الروسية الأفريقية الثانية التي عقدها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مؤخرا في سانت بطرسبرغ اعترافه بهذه الحقيقة وموضوعيتها." أن انقلاب النيجر قد أوجد أجندة جديدة في المنطقة، لابد أن تنظر لها الدول الغربية بنظرة جادة بعيدا عن سياسة العقوبات التي درجت عليها. و هذا ما أشار إليه بلانك "بأنه من الواضح أن الغرب، على الرغم من قوته الكلية المتفوقة في جميع الأبعاد، لا يزال يفتقر إلى أي فكرة عن كيفية تنسيقها لصالح إستراتيجية شامل" الآن نجد روسيا قد فتحت العديد من الملفات مع الغرب في أوكرانيا و أفريقيا و الآن تواجد ( فاغنر) في الحدود البولندية ألمر الذي يقلق الغرب، و ينظر للحرب الدائرة في السودان من خلال منظور إستراتيجي.
أن موسكو استطاعت أن تحدث تشويشا في المخيلة الغربية، و هي بالضرورة تساعد السودان للتخلص من ميليشيا الدعم السريع و ليس بأيدي موسكو و لكنس سوف يكون بأيادي الغرب؛ و لكي يكسب السودان لابد أن يعجل بمحاصرة حركة الميليشيا في الخارج و منع دعمها من قبل عدد من دول المنطقة، و وقف الدعم اللوجستى و التشوين لها، و بدأت الميليشيا تفقد مواقعها الإعلامية في عدد من الوسائط. و كل ذلك جاء بسبب رفض وجود الغرب في عدد من دول غرب إفريقيا. و في (الاندبندت العربية) يفسر محفوظ السالك المتخصص في دول الساحل " أن اهتمام مالي بالنيجر بحاجة موسكو إلى إقامة علاقة مع الأخيرة لزيادة حلفائها في المنطقة، وتريد روسيا أن يكون حاكم باماكو الجديد غويتا عراب تغلغلها في المنطقة، وقد يكون نجاح عسكريي مالي في مد الجسور مع نظرائهم النيجريين وراء التخلص من محمد بازوم وتحقيق اختراق روسي جديد في المنطقة." أن التغييرات الإستراتيجية في منطقة غرب و وسط أفريقيا سوف ينظر إليها الغرب بجدية، و سوف تبدأ من الحرب الدائرة الآن في السودان، و خاصة الأنتهاء من العمل العسكري غير المنضبط. و دعم فكرة أن يكون هناك جيشا سودانيا واحدا. إلي جانب استثمار الثروة السودانية بما يعزز عملية التنمية و رفع مستوى المعيشة و الاستقرار السياسي و الاجتماعي، بعيدا عن الأجندة الخارجية التي تحاول أن تفرض لاعبين بعينهم. نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: انقلاب النیجر فی السودان فی المنطقة عدد من

إقرأ أيضاً:

«الدعم السريع» تستعيد السيطرة على قاعدة رئيسية في دارفور

قالت «قوات الدعم السريع» السودانية إنها استعادت السيطرة على قاعدة لوجيستية رئيسية في شمال دارفور، أمس (الأحد)، بعد يوم من استيلاء قوات منافسة متحالفة مع الجيش السوداني عليها، وفق ما أوردته وكالة «رويترز»، اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل (نيسان) 2023، ووقعت بعض أعنف المعارك في شمال دارفور، حيث يقاتل الجيش والقوات المشتركة المتحالفة، وهي مجموعة من الجماعات المتمردة السابقة، للحفاظ على موطئ قدم أخير في إقليم دارفور الأوسع.

وقال الجيش والقوات المشتركة في بيانين إنهما سيطرا، أمس، على قاعدة «الزرق» التي استخدمتها «الدعم السريع» خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهراً قاعدة لوجيستية لنقل الإمدادات من الحدود القريبة مع تشاد وليبيا.

وقالا إن قواتهما قتلت العشرات من جنود «الدعم السريع» ودمرت مركبات واستولت على إمدادات أثناء الاستيلاء على القاعدة.

ويقول محللون إن الحادث قد يؤجج التوتر العرقي بين القبائل العربية التي تشكل قاعدة «الدعم السريع»، وقبيلة الزغاوة التي تشكل معظم القوات المشتركة.

واتهمت «الدعم السريع» مقاتلي القوات المشتركة بقتل المدنيين وحرق المنازل والمرافق العامة القريبة أثناء الغارة.

وقالت في بيان اليوم: «ارتكبت حركات الارتزاق تطهيراً عرقياً بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق، وتعمدت ارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة».

الخرطوم: «الشرق الأوسط»  

مقالات مشابهة

  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
  • كنداكة الثورة السودانية تتحدث عن الثورة والانقلاب وانتهاكات الدعم السريع
  • في معركة القيادة والطموح .. الغرب يتراجع والشرق يتقدم
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
  • النائب العام : سنصدر أحكام غيابية لمتهمين يتبعون لمليشيا الدعم السريع متواجدين في ( 6) دول
  • البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع
  • قوة من الدعم السريع تستسلم للجيش السوداني في سنجة
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • «الدعم السريع» تستعيد السيطرة على قاعدة رئيسية في دارفور