سودانايل:
2025-03-06@21:53:56 GMT

صراع الإستراتيجيات يصرع الدعم السريع

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

أن الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع ضد المواطنين بانتهاك حرمات منازلهم و الاستيلاء عليها و حالات التهجير و التطهير العرقي في دارفور و عمليات السرقة و النهب و الاغتصابات، جميعها جعلت هناك حالة من الغضب الشعبي الشديد ضد ميليشيا الدعم، و هذه الأفعال غير الانسانية و الممارسات السيئة السمعة أدت إلي إدانتها من قبل العديد من الدول الغربية و أمريكا و المنظمات الدولية.

لكن الجانب الأكثر خطورة، و دخل في المعادلة هو الانقلاب الذي حدث في النيجر و أطاح بالرئيس محمد بازوم الذي يعد حليفيا قويا لفرنسا في غرب أفريقيا بعد ما تمردت على الوجود الفرنسي في أفريقيا دولتي (بوركينافاسو و مالي ) اللتان أعلنتا ولاءهما لروسيا، و انقلاب النيجر الرافض للوجود الفرنسي فيها يعد تحول جديدا، إلي خروج أغلبية الشعب تؤيد الانقلاب، حيث رفعوا شعارات تأييد لروسيا، الانقلاب سوف ينقل الصراع في تلك المنطقة إلي صراع إستراتيجي عالمي، تعلن فيه شعوب بعض الدول رفضها للوجود الغربي و قبولها بعلاقات وطيدة مع موسكو.
جاء في ( أونلاين عربي) في تناولها لانقلاب النيجر "برز النفوذ الروسي المتصاعد في القارة الأفريقية، والمتمثل في معظم نواحيه بمجموعة فاغنر العسكرية الروسية على أنها عنصر يزيد من النفوذ الروسي في أفريقيا، وسط إقبال متزايد من بعض الدول الإفريقية التي ترزح تحت وطأة مشاكل أمنية عميقة مثل الإرهاب والصراعات الداخلية والانقلابات، على عروض المجموعة الروسية لضمان الاستقرار في مقابل التنازلات الاقتصادية،" في السودان المتهم الأول لميليشيا الدعم هي ( فاغنر الروسية) التي لها علاقة و طيدة مع الميليشيا حيث تقود عمل التدريب على القتال، و مدها بالسلاح، و المشاركة في التنقيب عن الذهب. و أيضا التدخل الأماراتي بحيثيات أهداف عسكرية و أخرى اقتصادية، فدولة الأمارات تعتبر الداعم الأكبر للميليشيا. و أن كان تدخل الأمارات في الحرب الدائرة في السودان معلوم لكل الغرب و الولايات المتحدة إلا أنهم غضوا الطرف عنه تماما، و لكنهم لم يغضوا الطرف عن التواجد الفاعل ل ( فاغنر) في المنطقة، خاصة بعد حرب أوكرانيا، و مؤتمر الدول ألفريقية مع روسيا في بطرسبرغ، و الذي أعلنت فيه عدد من الدول انحيازها لموسكو، ثم عاضد ذلك انقلاب النيجر. الذي يؤكد أن الانقلاب لا يعني تصرفا فرديا من قبل مجموعة عسكرية أنما توجه أفريقي بدأ يتخلق لرفض التواجد الغربي في المنطقة، الأمر الذي يجعل التنافس يحتد على السودان بسبب موقعه الإستراتيجي الرابط بين شرق أفريقيا و غربها. و الذي لن يكون في صالح الميليشيا و الذين يؤيدونها علنا و في الخفاء.
في جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي عقدت يوم 9/ أغسطس 2023م أكد المندوبان الروسي و الصيني بوجوب التزام الجميع بعدم التدخل في الشأن السوداني، و باعتباره شأنا داخليا، الأمر الذي جعل السودان يعلن أن وفد الجيش لن يعود إلي طاولة المفاوضات إلا إذا خرجت الميليشيا من جميع منازل المواطنين، و جميع الدور الحكومية للخدمات و المستشفيات. الأمر الذي سوف يجعل قرار وقف الحرب فقط عند الجيش السوداني. أن الصراع الإستراتيجي هو صراع لا يخرج من دائرة الاستقطاب، و الاستقطاب أن تقدم ضمانات للدول، و لن تكون هناك مفاضلة بين قوتين عسكريتين في السودان، انما هي قوى واحدة الجيش، خاصة أن أغلبية الشعب السوداني تقف مع الجيش. و الغرب سوف ينظر للحرب في السودان من خلال النظرة التنافسية الإستراتيجية في أفريقيا بعد انقلاب النيجر الموالي لموسكو. كتب ستيفن بلانك الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في موقع ( هيل ) الأمريكي، "أن الانقلاب الأخير في النيجر يساعد في توضيح العديد من القضايا في السياسة العالمية بعض هذه القضايا، منها أن حرب روسيا في أوكرانيا أدت إلى حدوث تحولات سياسية عالمية، من بينها الأهمية المتزايدة لجنوب الكرة الأرضية. وتؤكد القمة الروسية الأفريقية الثانية التي عقدها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مؤخرا في سانت بطرسبرغ اعترافه بهذه الحقيقة وموضوعيتها." أن انقلاب النيجر قد أوجد أجندة جديدة في المنطقة، لابد أن تنظر لها الدول الغربية بنظرة جادة بعيدا عن سياسة العقوبات التي درجت عليها. و هذا ما أشار إليه بلانك "بأنه من الواضح أن الغرب، على الرغم من قوته الكلية المتفوقة في جميع الأبعاد، لا يزال يفتقر إلى أي فكرة عن كيفية تنسيقها لصالح إستراتيجية شامل" الآن نجد روسيا قد فتحت العديد من الملفات مع الغرب في أوكرانيا و أفريقيا و الآن تواجد ( فاغنر) في الحدود البولندية ألمر الذي يقلق الغرب، و ينظر للحرب الدائرة في السودان من خلال منظور إستراتيجي.
أن موسكو استطاعت أن تحدث تشويشا في المخيلة الغربية، و هي بالضرورة تساعد السودان للتخلص من ميليشيا الدعم السريع و ليس بأيدي موسكو و لكنس سوف يكون بأيادي الغرب؛ و لكي يكسب السودان لابد أن يعجل بمحاصرة حركة الميليشيا في الخارج و منع دعمها من قبل عدد من دول المنطقة، و وقف الدعم اللوجستى و التشوين لها، و بدأت الميليشيا تفقد مواقعها الإعلامية في عدد من الوسائط. و كل ذلك جاء بسبب رفض وجود الغرب في عدد من دول غرب إفريقيا. و في (الاندبندت العربية) يفسر محفوظ السالك المتخصص في دول الساحل " أن اهتمام مالي بالنيجر بحاجة موسكو إلى إقامة علاقة مع الأخيرة لزيادة حلفائها في المنطقة، وتريد روسيا أن يكون حاكم باماكو الجديد غويتا عراب تغلغلها في المنطقة، وقد يكون نجاح عسكريي مالي في مد الجسور مع نظرائهم النيجريين وراء التخلص من محمد بازوم وتحقيق اختراق روسي جديد في المنطقة." أن التغييرات الإستراتيجية في منطقة غرب و وسط أفريقيا سوف ينظر إليها الغرب بجدية، و سوف تبدأ من الحرب الدائرة الآن في السودان، و خاصة الأنتهاء من العمل العسكري غير المنضبط. و دعم فكرة أن يكون هناك جيشا سودانيا واحدا. إلي جانب استثمار الثروة السودانية بما يعزز عملية التنمية و رفع مستوى المعيشة و الاستقرار السياسي و الاجتماعي، بعيدا عن الأجندة الخارجية التي تحاول أن تفرض لاعبين بعينهم. نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: انقلاب النیجر فی السودان فی المنطقة عدد من

إقرأ أيضاً:

صورة متداولة لأضرار هجمات الدعم السريع على مطار مروي.. ما حقيقتها؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تداولت حسابات وصفحات في وسائل التواصل الاجتماعي صورة باعتبارها تُظهر أضرارًا ناجمة عن هجمات صاروخية لقوات الدعم السريع شبه العسكرية على مطار مروي شمالي السودان.

وتزامن تناقل الصورة مع تقارير عن هجمات شنتها قوات "الدعم السريع" بطائرات مسيّرة على منشآت في مدينة مروي، الأسبوع الماضي.

لقطة شاشة لمنشور يحتوي الصورة المتداولة بسياق مٌضلل

وصاحب الصورة تعليق يقول إن "طيران الدعم السريع يستهدف طائرتين من طراز ميغ داخل مطار مروي ويدمرها بالكامل دون وقوع خسائر بشرية، وسط تكتم إعلامي من الجانب الآخر".

وعندما تحقق موقع CNN بالعربية وجد أن الصورة من سوريا وليست من السودان. وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، فإن الصورة التقطتها طائرة بدون طيار لمصنع متضرر بالمدينة الصناعية في حلب في 18 فبراير/شباط 2025، وذلك نقلا عن وكالة أنباء رويترز.

لقطة شاشة للصورة الأصلية المنشورة في صحيفة "الشرق الأوسط" Credit: aawsat.com

كانت السلطات السودانية أعلنت تضرر مرافق المياه والكهرباء في مروي جراء الهجمات.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن إدارة الإعلام والعلاقات العامة بشركة كهرباء السودان إعلانها أنه تم "استهداف محطة مروي التحويلية بمسيرات أصابت المحطة فجر اليوم تضرر على إثرها المحول المغذي للولاية الشمالية".

وتأتي الضربات ضمن سلسلة هجمات كثيفة تعرضت لها مدينة مروي منذ فبراير/شباط الماضي. 

وأعلنت قيادة الفرقة 19 مشاة للجيش السوداني، المستقرة في مروي، استهداف الدعم السريع "قيادة الفرقة 19مشاة مروي وسد مروي بعدد من المسيرات، والمضادات الأرضية تتصدى مما أحدث بعض الأضرار" .

ولم يشر بيان قيادة الفرقة 19 إلى تعرض مطار مروي لأية أضرار.

ويشار إلى أن طائرتين مصريتين من طراز "ميغ - 29" تعرضتا لأضرار في مطار مروي، إلا أن ذلك حدث إبان اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023، حسبما أ ظهرت لقطات أقمار صناعية في ذلك الوقت.

السودانالحكومة السودانيةالعنف بالسوداننشر الخميس، 06 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • تحرير مصريين مختطفين في السودان.. كيف احتجزتهم الدعم السريع؟
  • تحرير مصريين كانوا محتجزين لدى قوات الدعم السريع في السودان
  • صورة متداولة لأضرار هجمات الدعم السريع على مطار مروي.. ما حقيقتها؟
  • تحرير مصريين مختطفين علي يد مليشيا الدعم السريع بالتنسيق مع السودان
  • مليشيا الدعم السريع لا وجود لها في أرض الواقع والسودان الآن يواجه حرب إقليمية ودولية؟
  • مصر تحرر مختطفيها لدى ميليشيا الدعم السريع بالتنسيق مع السودان
  • ستة قتلى في قصف لقوات الدعم السريع على مخيّم للنازحين في السودان  
  • قوات الدعم السريع وحلفائها توقع على "دستور انتقالي"  
  • هكذا يتم تهريب الصمغ العربي السوداني الشهير.. ما علاقة الدعم السريع؟
  • شرق النيل كانت بمثابة أرض ميعاد الدعم السريع