لجريدة عمان:
2025-03-18@00:40:35 GMT

حروب الإبادة.. وعبثية الوجود

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

حروب الإبادة.. وعبثية الوجود

أعلن ألبرت كامو، أحد أبرز الشخصيات في الفكر الوجودي، أن الحياة عبثية، ومتناقضة في جوهرها بين رغبة الإنسان الفطرية في إيجاد معنى وغاية للحياة، وبين غياب التفسير لصدامات الإنسان مع عالم خال من المعنى الموضوعي.

وبالنسبة لكامو، فإن العبث ينشأ من الرغبة الإنسانية في إيجاد المعنى في عالم لا يبالي ببحثنا.. في وقت يسعى الإنسان إلى التماسك، وإلى سرد يبرر معاناتنا وأفراحنا.

. ومع ذلك، فإن الكون لا يقدم أيا من ذلك. ولكن في مواجهة هذا التناقض، نجد أنفسنا في مواجهة الصمت، الذي يتركنا في صراع مع التنافر بين توقعاتنا والواقع.

لكن هذه الرؤية التي طرحها كامو في أعماله الروائية وطرحها غيره من الفلاسفة الوجوديين واجهت نقدا كبيرا سواء من الفلاسفة الدينيين، وخاصة في الفلسفة الإسلامية والمسيحية، أو حتى من غيرها من الفلسفات، مثل الفلسفة العقلانية والفلسفة الماركسية.. وكلهم رأوا أن للحياة معنى كبيرا.. وآمنوا بوجود غاية إلهية حتى وإن لم يكن من الممكن فهمها بالكامل بعقلنا المحدود. وقدمت الماركسية تفسيرا ماديا للتاريخ والحياة، وربطت معنى الحياة بالصراع الطبقي وبناء مجتمع عادل. بالنسبة للفكر الماركسي، الحياة ليست عبثية بل هي جزء من عملية جدلية تاريخية، ومن خلال العمل المشترك والتغيير الاجتماعي، يمكن للإنسان أن يحقق هدفا وغاية جماعية، وهذا الهدف هو القضاء على الظلم الطبقي وتحقيق العدالة الاجتماعية.

لكن ما يحدث في العالم اليوم من حروب وكوارث ومجاعات وإبادات جماعية يعيد طرح فلسفة «عبثية الحياة».. وكل ما يحدث في هذه الحياة دليل على عبثيتها، وعجز الإنسان عن وقف إبادة أخيه الإنسان يعزز الشعور باللاجدوى والعبث.

إن هذه الحروب التي نشاهدها بشكل مباشر على شاشات التلفزيون تعزز تناقضات الإنسان الداخلية، ويشعر أن جهوده لتحقيق السلام والعدالة تتلاشى في ظل الفوضى والعنف المستمر. ورغم أن الفكر الوجودي لا يدعو إلى الاستسلام التام إلا أن نموذج «سيزيف» الذي يعرف أن جهوده عبثية لكنه يواصل العمل بصلابة ليست قابلة للاستنساخ دائما.

يبدو أن تنامي الشعور العام في العالم العربي بعبثية الحياة في ظل الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني دون أن يكون في مقدور أحد عمل شيء من شأنه أن يكرس «العبثية» والشعور بالاستسلام واليأس والضياع.. أو حتى التمرد الوجودي..وهذا يضيف عبئا جديدا ليس هذا أوانه في العالم العربي على أقل تقدير.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حروب ترامب التجارية تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة التضخم حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

مارس 17, 2025آخر تحديث: مارس 17, 2025

المستقلة/- قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إن الحروب التجارية التي يشنها دونالد ترامب تُمزّق الاقتصاد العالمي وتُقوّض التقدم المُحرز في إنعاش النمو ومعالجة التضخم.

في آخر تحديث لها حول صحة الاقتصاد العالمي، خفّضت المؤسسة الرائدة، ومقرها باريس، توقعات النمو العالمي لهذا العام والعام المقبل، بما في ذلك ضربة حادة للنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

خفّضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها لنمو المملكة المتحدة بمقدار 0.3 نقطة مئوية هذا العام إلى 1.4%، وبمقدار 0.1 نقطة مئوية لعام 2026 إلى 1.2%، مما يُبرز التحدي الذي تواجهه وزيرة المالية، راشيل ريفز، قبل بيان الربيع المُقرر الأسبوع المقبل.

وأشارت الهيئة التي تُمثل أغنى اقتصادات العالم إلى أن ارتفاع مستويات النمو الاقتصادي مؤخرًا والتقدم المُحرز في خفض التضخم يُقوّضان بسبب تداعيات زيادة الحواجز التجارية وتزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي.

خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها للنمو العالمي لهذا العام من 3.3% إلى 3.1%، مشيرةً إلى استمرار وجود مخاطر كبيرة. ونما الاقتصاد العالمي بنسبة 3.2% في عام 2024.

ستؤثر الزيادات الكبيرة والواسعة النطاق في الحواجز التجارية سلبًا على النمو وتزيد من التضخم، بينما سيساعد التراجع عنها على تقليل حالة عدم اليقين وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تقريرها المؤقت عن التوقعات الاقتصادية: “لا تزال هناك مخاطر كبيرة. ويُعد المزيد من تجزئة الاقتصاد العالمي مصدر قلق رئيسي. وستؤثر الزيادات الكبيرة والواسعة النطاق في الحواجز التجارية سلبًا على النمو في جميع أنحاء العالم وتزيد من التضخم”.

وأضافت المنظمة: “يتعين على الحكومات إيجاد سبل لمعالجة مخاوفها معًا في إطار النظام التجاري العالمي لتجنب تصعيد كبير في الحواجز التجارية الانتقامية بين الدول”

“ستكون لزيادة واسعة النطاق في القيود التجارية آثار سلبية كبيرة على مستويات المعيشة”.

بناءً على توقعاتها، افترضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن ترامب سيمضي قدمًا في خططه لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات السلع تقريبًا من كندا والمكسيك اعتبارًا من أبريل، وقالت إن النشاط الاقتصادي سيتأثر وسيرتفع التضخم في جميع الاقتصادات الثلاثة.

وأضافت أن المكسيك ستدخل في ركود اقتصادي حاد هذا العام – مع انكماش الناتج بنسبة 1.3% في عام 2025 و0.6% في عام 2026 – وخفضت توقعاتها للنمو في كندا إلى النصف تقريبًا.

وخفضت توقعاتها للنمو في الولايات المتحدة من 2.5% إلى 2.2% لهذا العام، ومن 2.1% إلى 1.6% في عام 2026. ومن المتوقع أن يتباطأ النمو في الصين من 4.8% هذا العام إلى 4.4% في عام 2026.

وفي أول تقرير لها منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن أي تصعيد إضافي للتوترات التجارية من شأنه أن يُلحق ضررًا أكبر بكثير بالاقتصاد العالمي.

في سيناريو فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية – وهو تهديد أطلقه ترامب خلال حملته الانتخابية قبل انتخابات نوفمبر الماضي – مع استجابة مماثلة من جميع الشركاء التجاريين، أفادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأن الناتج العالمي قد ينخفض ​​بنسبة 0.3% خلال ثلاث سنوات مقارنةً بتوقعاتها الحالية. ستتأثر الولايات المتحدة بشكل كبير، حيث سينخفض ​​الناتج بنسبة 0.7% بحلول السنة الثالثة، وسيرتفع التضخم بمعدل 0.7 نقطة مئوية سنويًا.

ستتأثر كندا والمكسيك أيضًا بشكل كبير، مما يعكس انفتاحهما الاقتصادي النسبي وتعرضهما الكبير لانخفاض الطلب في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.

مع تراجع أداء حكومة المملكة المتحدة في الاقتصاد قبل بيان الربيع الأسبوع المقبل، قال ريفز إن تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أظهر أن العالم يتغير بالفعل استجابةً لتزايد حالة عدم اليقين التجاري.

وقال ريفز: “إن تزايد التحديات العالمية، مثل حالة عدم اليقين التجاري، يُشعر به الجميع على نطاق واسع. إن تغير العالم يعني أن على بريطانيا أن تتغير أيضًا، ونحن نشهد حقبة جديدة من الاستقرار والأمن والتجديد، لحماية العمال والحفاظ على سلامة بلدنا”.

“وهذا يعني أننا نستطيع الاستجابة بشكل أفضل لعدم اليقين العالمي، حيث من المتوقع أن تصبح المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً في أوروبا بين اقتصادات مجموعة السبع خلال السنوات المقبلة ــ في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.”

يأتي تقييم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المتشائم قبل خفض متوقع لتوقعات النمو في المملكة المتحدة من مكتب مسؤولية الميزانية (OBR)، وهو هيئة مستقلة للرقابة على الخزانة، والمقرر صدوره بالتزامن مع بيان الربيع الأسبوع المقبل.

كان مكتب مسؤولية الميزانية قد توقع سابقًا نموًا بنسبة 2% هذا العام و1.8% في عام 2026، إلا أن الأرقام الرسمية واستطلاعات الرأي الخاصة بالأعمال أظهرت منذ ذلك الحين أن الناتج يقترب من الصفر وسط ضعف في ثقة الشركات والمستهلكين.

مما يُبرز الضغط على الأسر والتحدي الذي تواجهه الحكومة وبنك إنجلترا، أبقت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على توقعاتها للتضخم في المملكة المتحدة عند 2.7% هذا العام و2.3% في عام 2026.

في الشهر الماضي، خفض البنك توقعاته لنمو المملكة المتحدة لعام 2025 إلى النصف – من 1.5% إلى 0.75% بسبب ضعف ثقة الأسر والشركات. يوم الجمعة، أظهرت الأرقام الرسمية انكماش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% في يناير.

مقالات مشابهة

  • حروب ترامب التجارية تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة التضخم حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
  • نجل أبوعجيلة: والدي يواجه السجن مدى الحياة دون محاكمة أو أدلة
  • حزب الله غير معني الا في لحظة التهديد الوجودي
  • ما معنى الحديث القدسي إلا الصوم فإنه لي.. وبم اصطفى الله رمضان؟
  • حيث الإنسان يغير مسار حياة شابة أغلقت كل الابواب في وجهها وينتشلها من قسوة الحياة إلى واحات الأمل والحياة
  • الحياة تعود إلى سوق أم درمان.. الوالي يزف اابشريات
  • الروائي الهندي بانكاج ميشرا وعالم ما بعد الإبادة في غزة
  • حيث الإنسان يعيد الحياة والبسمة لأهالي قرية نائية بمحافظة أبين ...مشروع للمياه النقية ينهي معاناتهم وألامهم
  • الأمين العام للأمم المتحدة: ارتفاع مقلق في التعصب ضد المسلمين
  • [ الأحزاب ماهية ، والناخب هو الوجود ]