هل تمهّد الحرب ضد حزب الله لضرب المنشآت النووية الإيرانية؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
قالت برونوين مادوكس المديرة والرئيسة التنفيذية للمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني "تشاتام هاوس"، في تقرير نشره المعهد، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اختارت تصعيد الصراع مع حزب الله على حدودها الشمالية، على الرغم من أنه لم يتم بعد التوصل إلى حل للحرب مع حركة حماس في قطاع غزة.
وتساءلت مادوكس عن سبب قيام إسرائيل بهذا، قائلة إن معظم التفسيرات تشير إلى أهداف تكتيكية، تتعامل مع التهديدات المنفردة عند ظهورها.
ويبرر وزراء إسرائيليون الهجمات على لبنان بالرغبة الملحة في علاج الوضع في شمال إسرائيل. فقد نزح نحو 60 ألف إسرائيلي من منازلهم في المنطقة الحدودية بسبب الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله، وكذلك بسبب مخاوفهم من التعرض لغزو وعمليات اختطاف مثل تلك التي حدثت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
إبعاد حزب اللهوترى مادوكس أنه من الممكن أخذ هذا التفسير على محمل الجد إلى حد ما. فقد كان الضغط السياسي لحل مشكلة السكان النازحين من شمال إسرائيل يتصاعد على الصعيد الداخلي في إسرائيل، على الرغم من أن المشكلة أقل وضوحا بكثير لمن هم خارج البلاد. وتزداد حدة المشكلة مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لأحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ويقول وزراء إنه "غير مقبول" تماماً بالنسبة لدولة أن تكون مجبرة على التنازل عن استخدام أراضيها بهذا الشكل.
ومع ذلك من الصعب رؤية كيف يمكن أن يكون سكان شمال إسرائيل واثقين بما يكفي للعودة إلى منازلهم بدون عمل عسكري لإبعاد قوات حزب الله لمسافة كبيرة عن الحدود.
وأشارت مادوكس إلى أن القادة العسكريين يتحدثون بثقة بشأن توغل سريع لإبعاد حزب الله، إلا أن مثل هذه الخطط لا تظل دائما محكمة، مثلما أظهرت تحركات إسرائيل السابقة في جنوب لبنان. ومن المرجح أن تكون الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان وسوريا في الأسبوع الماضي والتي أسفرت عن مقتل وإصابة قادة بارزين في حزب الله قد دمرت الكثير من اتصالات الحزب. إلا أن قوات الحزب لا تزال متمركزة في القرى بالقرب من الحدود وأي عملية عسكرية إسرائيلية في جنوب لبنان لن تكون عملية سهلة. كما أنه من غير المرجح أن تؤمن الضربات الصاروخية وحدها المنطقة وستستفز صواريخ حزب الله رداً عليها، كما يحدث الآن.
وبعيداً عن الرغبة في تقليص قدرات حزب الله، يرى معلقون آخرون أن العوامل السياسية قصيرة المدى ربما تكون هي السبب وراء الهجمات، حيث لا يزال نتانياهو تحت الضغط من قضايا الفساد في المحاكم.
وتعد حالة الصراع المستمر ملائمة بالنسبة له، حيث تسمح له بالاستمرار في السلطة وإبعاد المطالبات بأن يدلي بشهادته. كما أن الشعور بوجود أعداء من جميع الجهات، يمنح الأعضاء الأكثر تطرفاً في حكومته - وخاصة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير- غطاء للمضي قدماً في توسيع المستوطنات والطرق في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية.
ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وافقت الحكومة الإسرائيلية على توسيع سريع لتلك المستوطنات، وهي مستوطنات غير قانونية وفقاً للقانون الدولي. ووافقت الحكومة على خمس مستوطنات جديدة، بينما تم إنشاء أكثر من 25 بؤرة استيطانية جديدة، وفقا لمجموعة "مراقبة المستوطنات" التابعة لمنظمة "السلام الآن" وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية. وسمح سموتريتش بتخصيص تمويل عام لـ70 بؤرة استيطانية غير قانونية وتوصيل المياه والكهرباء إليها وتمهيد الطرق المؤدية إليها.
There may be a wider strategic intention behind Israel’s attacks on Hezbollah: moving directly against Iran, the leader of the ‘Axis of Resistance’ and its nuclear facilities, writes @bronwenmaddox. https://t.co/iOlmzIYGEg
— Chatham House (@ChathamHouse) September 25, 2024 التحرك ضد إيرانويوم الأحد الماضي، وخلال مناقشة مع تشاتام هاوس في مؤتمر حزب العمال، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن المملكة المتحدة تجري محادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن إمكانية فرض عقوبات على سموتريتش وبن غفير. ورأت مادوكس أن هذه الخطوة ستكون مثيرة للجدل بالنسبة لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الداعمين لإسرائيل، لأن يفرضوا عقوبات على وزيرين في حكومة منتخبة ديمقراطيا. إلا أنهم يشعرون بالقلق من أن إسرائيل تستغل الحرب في غزة والأن ضد حزب الله لصرف الانتباه الدولي عن توغلاتها في الضفة الغربية.
وأشارت مادوكس إلى أنه ربما تكون هناك خطة استراتيجية أوسع نطاقاً وراء هجمات إسرائيل الجديدة، وهي التحرك بشكل مباشر ضد إيران، قائدة ما يسمى بـ"محور المقاومة"، والذي يضم حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن. ومنذ قيام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة من "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهو الاتفاق الذي وافقت بموجبه طهران على تقييد برنامجها النووي، جعلت إيران من نفسها دولة على عتبة تطوير أسلحة نووية.
وقد ناشدت إسرائيل الإدارات الأمريكية لفترة طويلة لشن هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية أو دعم هجوم إسرائيلي عليها، إلا أن رد واشنطن كان دائماً بالرفض. ويوم الأحد الماضي، وصف الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ إيران بأنها "إمبراطورية شر" وقال في حديث مع قناة "سكاي" التلفزيونية إن القوات الإسرائيلية سوف "تزيل أي تهديدات وجودية لدولة إسرائيل".
واعتبرت مادوكس أن هذا التصريح من هرتسوغ، وهو شخصية معتدلة وليس مؤيداً كبيراً لنتانياهو، يعد حديثاً واضحاً بشكل لافت. وأشارت إلى أنه بالنسبة للدول التي تعمل على تجنب اندلاع حرب إقليمية، يكمن الخوف في أن حكومة إسرائيل ربما تستغل الهجمات على لبنان كوسيلة لخلق خيار شن هجوم مستقبلي على منشآت إيران النووية.
ومن خلال القضاء على اتصالات حزب الله بتفجير أجهزة "البيجر"، أضعفت إسرائيل تماسك الحزب كقوة قتالية وربما تختار إضعاف الحزب بشكل أكبر من خلال هجوم داخل لبنان أو بشكل آخر. وربما تأمل إسرائيل في أنه من خلال تحييد حزب الله بشكل كاف في الأشهر المقبلة، تستطع التحرك ضد إيران دون أن تشعر بالقلق بشأن الحدود الشمالية.
ويشعر المحللون بالقلق من أن تقرر إسرائيل شن ضربة بغض النظر عن نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، على أمل الحصول على دعم من المرشح الجمهوري دونالد ترامب حال فوزه بالرئاسة ومع الاستعداد لتقبل النقد من إدارة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس حال فوزها، إذا كان هذا ضرورياً. إلا أن هذه الاستراتيجية ستكون خطيرة للغاية، حيث أن تصعيد الصراع إلى الشمال أو الشرق لن يمنح إسرائيل حلا للصراع في غزة.
وقالت مادوكس إن المحادثات مع حماس بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لا تمضي بشكل جيد، وفقاً لمسؤولين غربيين. وقد أضاف كل طرف شروطاً جديدة:
وترغب إسرائيل في الاحتفاظ بالسيطرة على "ممر فيلادلفيا" على الحدود بين غزة ومصر، بينما ترغب حماس في إفراج إسرائيل عن المزيد من الأسرى من السجون الإسرائيلية.
Dramatic attacks on Hezbollah could be a signal from Israel to Iran to back off — but it risks escalating the simmering conflict on Israel's northern border, writes @bronwenmaddox. https://t.co/vLgoCNEmwn
— Chatham House (@ChathamHouse) September 19, 2024واختتمت مادوكس تحليلها بالقول إنه بدون وقف إطلاق النار ثم الاتفاق على مسار لإقامة دولة فلسطينية، تخاطر إسرائيل بخسارة المزيد من الدعم الدولي. وعلاوة على ذلك، فإنه من خلال توسيع الصراع، لن تتمكن إسرائيل من الوصول إلى الجائزة الدبلوماسية التي لا تزال مطروحة أمامها، وهي تطبيع العلاقات مع السعودية، ومن خلال ذلك، المساعدة من جيرانها في احتواء التهديد الإيراني.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة إسرائيل إسرائيل إيران غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله حزب الله من خلال إلا أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تفرج عن 4 لبنانيين.. وتبقي على أسر العسكري في الجيش
أفادت مندوبة "لبنان24" أنّه تم الإفراج عن 4 أسرى لبنانيين بعد الإبقاء على اعتقال العسكري في الجيش اللبناني زياد شبلي. مواضيع ذات صلة "مكتب إعلام الأسرى" التابع لحماس: من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 369 معتقلاً غدًا Lebanon 24 "مكتب إعلام الأسرى" التابع لحماس: من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 369 معتقلاً غدًا 11/03/2025 18:28:32 11/03/2025 18:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 حركة حماس: من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 183 أسيرا فلسطينيا غدا السبت Lebanon 24 حركة حماس: من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 183 أسيرا فلسطينيا غدا السبت
11/03/2025 18:28:32 11/03/2025 18:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 الجيش الفرنسي للعربية: سنبقى ملتزمين عسكرياً مع لبنان لتخفيف التوتر وتطبيق القرار 1701 Lebanon 24 الجيش الفرنسي للعربية: سنبقى ملتزمين عسكرياً مع لبنان لتخفيف التوتر وتطبيق القرار 1701
11/03/2025 18:28:32 11/03/2025 18:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يفرج عن مسعف لبناني Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يفرج عن مسعف لبناني
11/03/2025 18:28:32 11/03/2025 18:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
سفراء اللجنة الخماسية عند بري: لضرورة الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب
Lebanon 24 سفراء اللجنة الخماسية عند بري: لضرورة الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب
12:10 | 2025-03-11 11/03/2025 12:10:20 Lebanon 24 Lebanon 24 مسؤول في "الحزب".. هذه هوية المستهدف في غارة دير الزهراني
Lebanon 24 مسؤول في "الحزب".. هذه هوية المستهدف في غارة دير الزهراني
12:08 | 2025-03-11 11/03/2025 12:08:31 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" في "استراحة محارب".. متى تنتهي مرحلة "الصبر"؟!
Lebanon 24 "حزب الله" في "استراحة محارب".. متى تنتهي مرحلة "الصبر"؟!
12:00 | 2025-03-11 11/03/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد لقائه سلامة.. السفير الفرنسي اكد دعم بلاده للحكومة والقطاع الثقافي
Lebanon 24 بعد لقائه سلامة.. السفير الفرنسي اكد دعم بلاده للحكومة والقطاع الثقافي
11:53 | 2025-03-11 11/03/2025 11:53:22 Lebanon 24 Lebanon 24 "الكتائب": لا لإملاءات حزب الله على الدولة
Lebanon 24 "الكتائب": لا لإملاءات حزب الله على الدولة
11:51 | 2025-03-11 11/03/2025 11:51:47 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
حرق نفسه لأجل سلاف فواخرجي!
Lebanon 24 حرق نفسه لأجل سلاف فواخرجي!
17:00 | 2025-03-10 10/03/2025 05:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما تحضر له "كهرباء لبنان"
Lebanon 24 هذا ما تحضر له "كهرباء لبنان"
14:50 | 2025-03-10 10/03/2025 02:50:04 Lebanon 24 Lebanon 24 الحرارة ستنخفض 21 درجة بقاعاً.. لا تفرحوا كثيرا بالطقس الربيعي استعدوا لـ "غدر" آذار
Lebanon 24 الحرارة ستنخفض 21 درجة بقاعاً.. لا تفرحوا كثيرا بالطقس الربيعي استعدوا لـ "غدر" آذار
04:31 | 2025-03-11 11/03/2025 04:31:24 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير أميركي: هذا مصير سلاح "حزب الله"
Lebanon 24 تقرير أميركي: هذا مصير سلاح "حزب الله"
15:58 | 2025-03-10 10/03/2025 03:58:13 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة... وفاة ممثلة في حادث سير مروّع وإصابة 3 من زميلاتها!
Lebanon 24 بالصورة... وفاة ممثلة في حادث سير مروّع وإصابة 3 من زميلاتها!
06:59 | 2025-03-11 11/03/2025 06:59:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
12:10 | 2025-03-11 سفراء اللجنة الخماسية عند بري: لضرورة الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب 12:08 | 2025-03-11 مسؤول في "الحزب".. هذه هوية المستهدف في غارة دير الزهراني 12:00 | 2025-03-11 "حزب الله" في "استراحة محارب".. متى تنتهي مرحلة "الصبر"؟! 11:53 | 2025-03-11 بعد لقائه سلامة.. السفير الفرنسي اكد دعم بلاده للحكومة والقطاع الثقافي 11:51 | 2025-03-11 "الكتائب": لا لإملاءات حزب الله على الدولة 11:50 | 2025-03-11 وزير الطاقة عرض مع سفراء الهند وإيطاليا وسويسرا للعلاقات فيديو "خرابة بيوت وفاتنة ست اليأس".. هكذا وصف رامز جلال ضيفته الجميلة (فيديو)
Lebanon 24 "خرابة بيوت وفاتنة ست اليأس".. هكذا وصف رامز جلال ضيفته الجميلة (فيديو)
01:12 | 2025-03-11 11/03/2025 18:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد إخفاء حمل زوجته ايمي سمير غانم.. هكذا برر حسن الرداد السبب (فيديو)
Lebanon 24 بعد إخفاء حمل زوجته ايمي سمير غانم.. هكذا برر حسن الرداد السبب (فيديو)
03:23 | 2025-03-10 11/03/2025 18:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24 مُفاجأة من العيار الثقيل.. فنان مصري يعترف بزواجه وطلاقه من دانا الحلبي: اتبهدلت بهدلة (فيديو)
Lebanon 24 مُفاجأة من العيار الثقيل.. فنان مصري يعترف بزواجه وطلاقه من دانا الحلبي: اتبهدلت بهدلة (فيديو)
03:11 | 2025-03-10 11/03/2025 18:28:32 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24