سودانايل:
2024-09-25@11:22:41 GMT

تحذير أميركي.. الكوليرا في السودان وصلت مرحلة الخطر

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

الإبلاغ عن 11327 حالة اصابة بالكوليرا في السودان من بينها 316 حالة وفاة، الكوليرا خطر آخر يهدد السودانيين المثقلين بهموم الحرب في البلاد
السلطات الصحية في السودان دقت ناقوس الخطر مع تفشي وباء الكوليرا بقوة، خاصة في المناطق التي تضررت من الأمطار الغزيرة والفيضانات.

وسجلت السلطات أكثر من 388 حالة وفاة و13,000 إصابة خلال الشهرين الماضيين.

ورصد المرض في 10 ولايات من أصل 18 ولاية في البلاد، بما في ذلك ولايات كسلا، القضارف، البحر الأحمر، الشمالية، ونهر النيل. وهي مناطق وصلت إلى مرحلة الخطر وتحتاج تدخلا عاجلا.

وتفاقم وباء الكوليرا في السودان بشكل مقلق منذ منتصف عام 2024، إذ أعلنت وزارة الصحة الاتحادية رسميا عن تفشي المرض في 12 أغسطس 2024 إثر موجة جديدة من الحالات بدأت في 22 يوليو، ما أدى إلى تسجيل 8457 حالة و299 وفاة في ثماني ولايات سودانية حتى منتصف سبتمبر.

ويأتي هذا التفشي في وقت حرج، حيث يعاني السودان من أزمات متعددة تؤثر بشكل كبير على بنيته التحتية الصحية.

تفاقم الأزمة الصحية
وتزامن تفشي الكوليرا مع موسم الأمطار والفيضانات، ما زاد من صعوبة السيطرة على انتشار المرض.

ووفقا لتصريحات، شيلدون ييت، ممثل اليونيسف في السودان، فإن الوضع الحالي يمثل سباقا مع الزمن لمنع تفاقم الأمراض المعدية التي قد تنتشر بسرعة نتيجة لهذه الظروف المناخية القاسية.

ومع وجود ما يقدر بنحو 15 مليون شخص في 14 ولاية معرضة لخطر الفيضانات، و3.1 مليون شخص معرضين للإصابة بالكوليرا خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024، فإن السودان يواجه أزمة صحية خطيرة.

ويعود انتشار الكوليرا إلى تدهور أوضاع البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، التي زادتها الحرب المستمرة منذ عدة سنوات سوءا.

ومع انخفاض معدلات التطعيم الوطنية إلى 50% مقارنة بـ 85% قبل الحرب، أصبحت الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة الأطفال دون سن الخامسة، عرضة لخطر الإصابة ليس فقط بالكوليرا، بل بأمراض وبائية أخرى مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك.

ويقدر أن 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر هذه الأمراض في ظل انخفاض مستويات التحصين.

وتأتي هذه التحديات وسط انعدام الاستقرار الأمني والحرب التي أدت إلى تدمير أكثر من 70% من المستشفيات في مناطق النزاع.

هذا التدمير، إلى جانب عدم دفع أجور العاملين في القطاع الصحي لشهور، قلص قدرة السودان على الاستجابة بفعالية لهذه الأزمات الصحية. كما أن النزاعات أعاقت توصيل الإمدادات الحيوية مثل اللقاحات.

FILE -People line up in front of a bakery during a cease-fire in Khartoum, Sudan, May 27, 2023. (AP Photo/Marwan Ali, File)
السودان بحاجة لتدخل المنظمات الدولية لتنفذ حملات تطعيم من وباء الكوليرا
نحذير
سونالي كوردي، مساعدة مدير مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، حذرت من تدهور الأوضاع في السودان، وقالت لقناة "الحرة" إن "هناك 25 مليون شخص بدأوا يعانون من الجوع، وهناك فظائع ترتكب كل يوم ويجب أن تتوقف. والكوليرا هي آخر ما نراه من تطورات هذا الصراع، إذ سجلنا 11 ألف حالة، لكن الأعداد الفعلية قد تكون أكبر بكثير".

كوردي أوضحت أن مستوى الوفيات جراء الكوليرا "يفوق المعدل الطبيعي"، بينما يعاني السودان من انعدام الأمن الغذائي. وأشارت إلى أن النساء "يتحملن العبء الأكبر" من الصراع، ويتعرضن لـ "انتهاكات مروعة".

وأشارت كوردي إلى أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية للسودان بقيمة 1.6 مليار دولار، في عام 2023، ولكن هناك حاجة ملحة لمزيد من التمويل والموارد. وقالت: "نحتاج إلى السماح بتنقل عمال الإغاثة للوصول إلى جميع الأشخاص، خاصة الأطفال، لتوفير الغذاء والدواء والمأوى".

وأشارت كوردي إلى أن الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات، تعوق جهود الإغاثة، خاصة في دارفور، بالإضافة إلى العقبات التي يضعها الإنسان مثل البيروقراطية والتأشيرات التي تعرقل دخول فرق الإغاثة.

وأكدت كوردي أن أفضل سبيل لمنع انتشار المرض في السودان يتمثل في توفير مياه نظيفة وبنية تحتية صحية في المخيمات، بالإضافة إلى توفير الطعام والرعاية الصحية والتطعيمات، حيث يستمر انتشار المجاعة وتفشي الأمراض في المخيمات المكتظة.

ودعت المسؤولة الأميركية الجهات الفاعلة في السودان إلى رفع هذه العراقيل فورا، مؤكدة أن غالبية هذه القيود من صنع الإنسان ويمكن إزالتها.

وفي هذا السياق، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية حملة تطعيم ضد الكوليرا في كسلا.

والجولة الثانية من هذه الحملة انطلقت في سبتمبر 2024 وتستمر لمدة خمسة أيام، وتم تسليم 404,000 جرعة من لقاح الكوليرا عن طريق الفم للسودان.

وتشمل الحملة العديد من الأنشطة الوقائية الأخرى، مثل توزيع أقراص معالجة المياه المنزلية وإنشاء مراكز الإماهة الفموية لضمان حصول المصابين على العلاج المناسب.

وبالإضافة إلى جهود التحصين، تعمل اليونيسف على رفع الوعي في المجتمعات المحلية حول طرق الوقاية من الكوليرا، عبر حملات إعلامية وتوعوية تستهدف السكان الأكثر عرضة للإصابة.

وحتى الآن، تم دعم أكثر من 1.9 مليون شخص من خلال كلورة مصادر المياه في الولايات المتضررة.

تأثير الفيضانات على انتشار المرض
وأدت الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت السودان إلى تفاقم الوضع الصحي، حيث تساعد المياه الملوثة على انتشار الكوليرا بسرعة أكبر.

وبالإضافة إلى ذلك، تشكل ظروف النزاع المستمر تحديا كبيرا لتوصيل الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا، مما يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الكوليرا.

ويتوقع الخبراء أن يستمر السودان في مواجهة مخاطر تفشي الكوليرا والأمراض الوبائية الأخرى ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الأنظمة الصحية والمرافق الأساسية.

ويشير شيلدون ييت إلى ضرورة الاستثمار في أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي لمواجهة هذه الأزمات، خاصة مع التوقعات بأن الفيضانات ستؤدي إلى انتشار أكبر للكوليرا بين الأطفال والأسر الضعيفة.

ويعرض الوضع الغذائي المتدهور الأطفال أيضا لخطر أكبر للإصابة بأمراض معدية مثل الكوليرا.

وفي ظل النزاعات المستمرة وانهيار البنية التحتية، فإن تحسين الأوضاع الصحية والغذائية في السودان يتطلب تعاونا دوليا واسع النطاق، وفق خبراء في الرعاية الصحية.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تقول منظمات دولية إن السودان يحتاج إلى جهود منسقة من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للسيطرة على تفشي الكوليرا والأمراض الوبائية الأخرى.

ومع توقع استمرار الأزمات البيئية والإنسانية، فإن الاستثمار في البنية التحتية الصحية وفي حملات التطعيم يعد خطوة حاسمة لحماية الأطفال والأسر من خطر هذه الأمراض القاتلة.

الحرة - واشنطن  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الکولیرا فی فی السودان ملیون شخص

إقرأ أيضاً:

السودان.. وصول ثاني سفينة تركية تحمل مساعدات إنسانية

الأناضول

وصلت ميناء بورتسودان شرقي السودان، الإثنين، ثاني سفينة مساعدات إنسانية تركية لمتضرري الحرب والسيول والأمطار في البلاد.

وأفادت وكالة الأنباء السودانية، أن السفير التركي بالخرطوم فاتح يلدز، ووزير الإعلام جرهام عبد القادر، وحاكم ولاية البحر الأحمر مصطفى محمد نور وعددا آخرا من المسؤولين السودانيين كانوا في استقبال السفينة.

ونقلت الوكالة عن السفير التركي، تأكيده على استمرار بلاده في "تقديم المساعدات للمتضررين من الحرب والسيول والفيضانات بالسودان".

وقال وفق الوكالة، إن "المنحة التركية تحتوي على 18 ألف خيمة وبطانيات (أغطية) وكميات من مواد الإيواء والصحة العامة (لم يحددها)".

وأعرب عن امتنان بلاده "لوقوف السودانيين مع تركيا في الأوقات الصعبة"، مشيرا إلى وقوف الخرطوم مع أنقرة "خلال كارثة الزلزال التي ضربت تركيا" في 6 فبراير/ شباط 2023.

بدوره، عبر وزير الإعلام السوداني، بحسب المصدر ذاته، عن تقدير بلاده لـ"جهود تركيا ووقفتها الصلبة مع السودان خلال أزمة الحرب الحالية والكوارث الطبيعية خاصة السيول والأمطار التي تأثرت بها قطاعات واسعة من المواطنين".

وأكد عبد القادر، بحسب الوكالة، على "عمق ومتانة العلاقات بين السودان وتركيا".

وكانت السفينة التركية الأولى وصلت إلى السودان في 19 يوليو/ تموز الماضي، حاملةً 2500 طن من مواد الإغاثة.

وتتزامن الكوارث الطبيعية والصحية هذا العام مع استمرار المعاناة جراء حرب متواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023؛ خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء هذه الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

   

مقالات مشابهة

  • أكثر من 80 حالة وفاة بـ(الكوليرا) في ولاية سنار..تحذير من وضع كارثي وتكتم حكومي
  • إغلاق جميع أسواق ومدارس مدينة سودانية وكشف تفاصيل خطيرة عن الكوليرا
  • هل انتقلت الكوليرا من السودان إلى أسوان؟.. عوض تاج الدين يحسم الجدل (فيديو)
  • السودان.. وصول ثاني سفينة تركية تحمل مساعدات إنسانية
  • «تفطروا ثوم وتتغدوا بصل».. كيف واجهت فاطمة تعلبة الكوليرا في التسعينيات؟
  • مصطفى بكري نافيا انتشار الكوليرا في أسوان: شائعة لصالح أصحاب مصانع المياه المعدنية
  • مصطفى بكري: انتشار الكوليرا في أسوان شائعة مغرضة.. ومؤتمر صحفي لـ المتحدة بعد قليل لإعلان الحقائق
  • السودان.. ارتفاع عدد وفيات الكوليرا لــ 370 منذ أغسطس
  • وزير الصحة الاتحادي يؤكد تسخير إمكانات الوزارة لمحاصرة الكوليرا بالشمالية