سودانايل:
2025-01-30@19:06:00 GMT

تحذير أميركي.. الكوليرا في السودان وصلت مرحلة الخطر

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

الإبلاغ عن 11327 حالة اصابة بالكوليرا في السودان من بينها 316 حالة وفاة، الكوليرا خطر آخر يهدد السودانيين المثقلين بهموم الحرب في البلاد
السلطات الصحية في السودان دقت ناقوس الخطر مع تفشي وباء الكوليرا بقوة، خاصة في المناطق التي تضررت من الأمطار الغزيرة والفيضانات.

وسجلت السلطات أكثر من 388 حالة وفاة و13,000 إصابة خلال الشهرين الماضيين.

ورصد المرض في 10 ولايات من أصل 18 ولاية في البلاد، بما في ذلك ولايات كسلا، القضارف، البحر الأحمر، الشمالية، ونهر النيل. وهي مناطق وصلت إلى مرحلة الخطر وتحتاج تدخلا عاجلا.

وتفاقم وباء الكوليرا في السودان بشكل مقلق منذ منتصف عام 2024، إذ أعلنت وزارة الصحة الاتحادية رسميا عن تفشي المرض في 12 أغسطس 2024 إثر موجة جديدة من الحالات بدأت في 22 يوليو، ما أدى إلى تسجيل 8457 حالة و299 وفاة في ثماني ولايات سودانية حتى منتصف سبتمبر.

ويأتي هذا التفشي في وقت حرج، حيث يعاني السودان من أزمات متعددة تؤثر بشكل كبير على بنيته التحتية الصحية.

تفاقم الأزمة الصحية
وتزامن تفشي الكوليرا مع موسم الأمطار والفيضانات، ما زاد من صعوبة السيطرة على انتشار المرض.

ووفقا لتصريحات، شيلدون ييت، ممثل اليونيسف في السودان، فإن الوضع الحالي يمثل سباقا مع الزمن لمنع تفاقم الأمراض المعدية التي قد تنتشر بسرعة نتيجة لهذه الظروف المناخية القاسية.

ومع وجود ما يقدر بنحو 15 مليون شخص في 14 ولاية معرضة لخطر الفيضانات، و3.1 مليون شخص معرضين للإصابة بالكوليرا خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024، فإن السودان يواجه أزمة صحية خطيرة.

ويعود انتشار الكوليرا إلى تدهور أوضاع البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، التي زادتها الحرب المستمرة منذ عدة سنوات سوءا.

ومع انخفاض معدلات التطعيم الوطنية إلى 50% مقارنة بـ 85% قبل الحرب، أصبحت الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة الأطفال دون سن الخامسة، عرضة لخطر الإصابة ليس فقط بالكوليرا، بل بأمراض وبائية أخرى مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك.

ويقدر أن 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر هذه الأمراض في ظل انخفاض مستويات التحصين.

وتأتي هذه التحديات وسط انعدام الاستقرار الأمني والحرب التي أدت إلى تدمير أكثر من 70% من المستشفيات في مناطق النزاع.

هذا التدمير، إلى جانب عدم دفع أجور العاملين في القطاع الصحي لشهور، قلص قدرة السودان على الاستجابة بفعالية لهذه الأزمات الصحية. كما أن النزاعات أعاقت توصيل الإمدادات الحيوية مثل اللقاحات.

FILE -People line up in front of a bakery during a cease-fire in Khartoum, Sudan, May 27, 2023. (AP Photo/Marwan Ali, File)
السودان بحاجة لتدخل المنظمات الدولية لتنفذ حملات تطعيم من وباء الكوليرا
نحذير
سونالي كوردي، مساعدة مدير مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، حذرت من تدهور الأوضاع في السودان، وقالت لقناة "الحرة" إن "هناك 25 مليون شخص بدأوا يعانون من الجوع، وهناك فظائع ترتكب كل يوم ويجب أن تتوقف. والكوليرا هي آخر ما نراه من تطورات هذا الصراع، إذ سجلنا 11 ألف حالة، لكن الأعداد الفعلية قد تكون أكبر بكثير".

كوردي أوضحت أن مستوى الوفيات جراء الكوليرا "يفوق المعدل الطبيعي"، بينما يعاني السودان من انعدام الأمن الغذائي. وأشارت إلى أن النساء "يتحملن العبء الأكبر" من الصراع، ويتعرضن لـ "انتهاكات مروعة".

وأشارت كوردي إلى أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية للسودان بقيمة 1.6 مليار دولار، في عام 2023، ولكن هناك حاجة ملحة لمزيد من التمويل والموارد. وقالت: "نحتاج إلى السماح بتنقل عمال الإغاثة للوصول إلى جميع الأشخاص، خاصة الأطفال، لتوفير الغذاء والدواء والمأوى".

وأشارت كوردي إلى أن الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات، تعوق جهود الإغاثة، خاصة في دارفور، بالإضافة إلى العقبات التي يضعها الإنسان مثل البيروقراطية والتأشيرات التي تعرقل دخول فرق الإغاثة.

وأكدت كوردي أن أفضل سبيل لمنع انتشار المرض في السودان يتمثل في توفير مياه نظيفة وبنية تحتية صحية في المخيمات، بالإضافة إلى توفير الطعام والرعاية الصحية والتطعيمات، حيث يستمر انتشار المجاعة وتفشي الأمراض في المخيمات المكتظة.

ودعت المسؤولة الأميركية الجهات الفاعلة في السودان إلى رفع هذه العراقيل فورا، مؤكدة أن غالبية هذه القيود من صنع الإنسان ويمكن إزالتها.

وفي هذا السياق، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية حملة تطعيم ضد الكوليرا في كسلا.

والجولة الثانية من هذه الحملة انطلقت في سبتمبر 2024 وتستمر لمدة خمسة أيام، وتم تسليم 404,000 جرعة من لقاح الكوليرا عن طريق الفم للسودان.

وتشمل الحملة العديد من الأنشطة الوقائية الأخرى، مثل توزيع أقراص معالجة المياه المنزلية وإنشاء مراكز الإماهة الفموية لضمان حصول المصابين على العلاج المناسب.

وبالإضافة إلى جهود التحصين، تعمل اليونيسف على رفع الوعي في المجتمعات المحلية حول طرق الوقاية من الكوليرا، عبر حملات إعلامية وتوعوية تستهدف السكان الأكثر عرضة للإصابة.

وحتى الآن، تم دعم أكثر من 1.9 مليون شخص من خلال كلورة مصادر المياه في الولايات المتضررة.

تأثير الفيضانات على انتشار المرض
وأدت الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت السودان إلى تفاقم الوضع الصحي، حيث تساعد المياه الملوثة على انتشار الكوليرا بسرعة أكبر.

وبالإضافة إلى ذلك، تشكل ظروف النزاع المستمر تحديا كبيرا لتوصيل الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا، مما يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الكوليرا.

ويتوقع الخبراء أن يستمر السودان في مواجهة مخاطر تفشي الكوليرا والأمراض الوبائية الأخرى ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الأنظمة الصحية والمرافق الأساسية.

ويشير شيلدون ييت إلى ضرورة الاستثمار في أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي لمواجهة هذه الأزمات، خاصة مع التوقعات بأن الفيضانات ستؤدي إلى انتشار أكبر للكوليرا بين الأطفال والأسر الضعيفة.

ويعرض الوضع الغذائي المتدهور الأطفال أيضا لخطر أكبر للإصابة بأمراض معدية مثل الكوليرا.

وفي ظل النزاعات المستمرة وانهيار البنية التحتية، فإن تحسين الأوضاع الصحية والغذائية في السودان يتطلب تعاونا دوليا واسع النطاق، وفق خبراء في الرعاية الصحية.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تقول منظمات دولية إن السودان يحتاج إلى جهود منسقة من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للسيطرة على تفشي الكوليرا والأمراض الوبائية الأخرى.

ومع توقع استمرار الأزمات البيئية والإنسانية، فإن الاستثمار في البنية التحتية الصحية وفي حملات التطعيم يعد خطوة حاسمة لحماية الأطفال والأسر من خطر هذه الأمراض القاتلة.

الحرة - واشنطن  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الکولیرا فی فی السودان ملیون شخص

إقرأ أيضاً:

موقع أميركي: وقف النار في غزة سلام مؤقت أم شرارة لصراع جديد؟

نشر موقع "كاونتر بنش" الأميركي مقالا يتساءل كاتبه فيه حول إمكانية استدامة الهدنة في غزة وتنفيذ بنودها بشكل كامل في ظل التحديات السياسية والإنسانية الكبيرة التي قد تواجهها الأطراف المعنية.

ويقول كاتب المقال "ميل غورتوف" إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) جلب قدرا من الارتياح للإسرائيليين والفلسطينيين، لكن يبقى السؤال الحقيقي هو ما سيحدث بعد ذلك، خاصة إذا تم تنفيذ تبادل الأسرى. فهل ستستمر الهدنة؟ وهل سينسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة؟ مشيرا إلى أن هناك العديد من الأسباب للقلق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست: خطة رواندا المتهورة لإعادة رسم خريطة أفريقياlist 2 of 2صحف إسرائيلية تكشف تفاصيل عن قضية التجسس في الجيش لصالح إيرانend of list احتمال تعثر تبادل الأسرى

من هذه الأسباب، يذكر الكاتب احتمال تعثر تبادل الأسرى بسبب الأعداد، خاصة على الجانب الفلسطيني، حيث يُحتجز نحو 10 آلاف أسير في السجون الإسرائيلية، والكثير منهم دون تهم أو محاكمات، بما في ذلك الأطفال.

وأضاف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدعم فقط المرحلة الأولى من الصفقة، وهي وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأولي، ولا يهتم بالمرحلة الثانية التي تدعو إلى وقف دائم للأعمال العدائية وسحب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

ونقل عن يواسي فوكس، سكرتير نتنياهو، القول إن الاتفاق "يتضمن خيار استئناف القتال بنهاية المرحلة الأولى إذا لم تتطور المفاوضات حول المرحلة الثانية بطريقة تعد بتحقيق أهداف الحرب، وهي القضاء على حماس عسكريا ومدنيا وإطلاق سراح جميع الرهائن".

إعلان

نتنياهو لم يلتزم بأي شيء

وأوضح الكاتب أن نتنياهو لم يلتزم أبدا بأي شيء أقل من تحقيق النصر الكامل على حماس.

واستمر غورتوف يقول إنه حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية، فإن التفاصيل ستكون هي التحدي الحقيقي.

وقد تكون إدارة غزة مصدرا لصراع آخر، وهذه المرة سيكون بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس. وأشار إلى أنه ورغم أن حماس قد ضعفت بشكل كبير، إلا أن خلاياها ما زالت تتمتع بنفوذ قوي، ومن المحتمل أن ترفض أي محاولة من السلطة الفلسطينية للحكم. ولفت الكاتب إلى أن نتنياهو يعرض باستمرار حكم السلطة الفلسطينية في غزة.

وذكر الكاتب أن حماس ظلت تعيد بناء صفوفها رغم ضعف قوتها التنظيمية بشكل كبير. وتشير تقارير الاستخبارات الأميركية إلى أن حماس قامت بتجنيد نحو 15 ألف شخص، رغم أنها فقدت حوالي 20 ألف مقاتل. وقد أكدت إسرائيل مرارا على ضرورة عدم السماح لحماس باستعادة قوتها مجددا، لكن هذا الهدف يبدو غير قابل للتحقيق.

ويرى الكاتب أن اتفاق وقف إطلاق النار قد لا يتطور أكثر من المرحلة الأولى، مما يترك الجيش الإسرائيلي مستمرا في الانتشار في غزة وجنوب لبنان، بينما لا تزال حماس تعمل بنشاط على التجنيد، والشعب الفلسطيني غير قادر على استئناف حياته بأي درجة من الأمن والرفاهية.

موقف إدارة ترامب

وعن موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من كل هذا، أوضح الكاتب أن إدارته ستدعم استمرار الاحتلال الإسرائيلي وقمع الشعب الفلسطيني وعرقلة الحكم الفلسطيني الذاتي، بالإضافة إلى دعم نتنياهو إذا قرر استئناف الحرب مع حماس، لافتا إلى أن غزة بالنسبة لترامب "موقع مدمر"، وبالتالي "يجب تنظيف كل شيء هناك." وقد طلب من مصر والأردن استقبال المزيد من الفلسطينيين، وعلى الأرجح سيكونون الناجين من عملية التدمير.

وأفاد الكاتب أن تعيين ترامب لسفراء متحمسين، بل ومتدينين، في الأمم المتحدة وتل أبيب، وإلغاءه لعقوبات الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على المستوطنين الوحشيين، وأمره للبنتاغون بإرسال قنابل تزن ألفي رطل إلى إسرائيل، واستثناءه إسرائيل من قرار وقف جميع المساعدات الخارجية، كل ذلك يدل بوضوح على أن التوصل إلى حل عادل يعزز السلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أمر مستحيل في ظل هذه الإدارة.

إعلان

واختتم الكاتب تقريره مؤكدا على أن ترامب يدعم التطهير العرقي في غزة وأي إجراء إسرائيلي يبعد الشرق الأوسط عن جدول أعماله، فالخسائر البشرية لا تعني له شيئا.

مقالات مشابهة

  • بعد 24 ساعة ... تحذير عاجل لأصحاب عداد الكهرباء القديم قبل قطع التيار
  • الصحة العالمية تحذر وتدعو لإنقاذ النظم الصحية في إقليم شرق المتوسط
  • ارتفاع انبعاثات الكربون يهدد مستقبل الأرض.. وصلت إلى مستويات قياسية في 2024
  • تفشي غير مسبوق.. ولاية أمريكية تشهد انتشار مرض السل
  • موقع أميركي: وقف النار في غزة سلام مؤقت أم شرارة لصراع جديد؟
  • تفاصيل حالة الطقس غدًا الأربعاء.. تحذير من شبورة كثيفة وأمطار بهذه المناطق
  • السودان: ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا إلى 1407 حالات وفاة منذ أغسطس الماضي، وفق بيان لوزارة الصحة السودانية
  • تسجيل إصابات جديدة بالكوليرا وحمى الضنك في السودان
  • السلطات السودانية تدق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا.. ماذا يحصل؟
  • تحذير من خطر انتشار فيروسات قاتلة في الكونغو الديمقراطية