سكاي نيوز عربية - أبوظبي

للشهر الرابع على التوالي، يحتدم القتال العنيف في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر مدن الإقليم التي لا يزال للجيش تواجد فيها بعد سيطرة الدعم السريع على أكثر من 90 بالمئة من مناطق الإقليم، فما هي أهمية الإقليم وكيف يمكن أن تغير السيطرة عليه من موازين الحرب السودانية المستمرة منذ نحو عام ونصف؟

يقول مراقبون إن أهمية إقليم دارفور تكمن في أنه يشكل العمق الاستراتيجي الداخلي والخارجي للسودان، إذ يرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 دول، كما أن السيطرة عليه تعني من الناحية العسكرية التحكم في خط الدفاع الغربي الأول لمجمل مناطق السودان، بما فيها ولايات كردفان والشمالية ونهر النيل.



وإضافة إلى التعقيدات الإثنية والأمنية والسياسية المحلية والإقليمية المرتبطة به، فإن إقليم دارفور يعتبر موطنا مهما لاحتياطيات ضخمة من الموارد والثروات الطبيعية.

وظلت الأوضاع الأمنية الملتهبة في دارفور تهيمن على اهتمام العالم، وسط مخاوف من تزايد الهجرة غير النظامية وتهريب الأسلحة في المنطقة الحدودية التي تضم عدد من البلدان الهشة والتي تشير تقارير إلى انتشار أكثر من 6 ملايين قطعة سلاح غير شرعية فيها تحملها جماعات إرهابية خارجة عن سلطات حكوماتها.

أسباب جيوسياسية

يكتسب إقليم دارفور أهمية جيوسياسية كبيرة نظرا لمساحته الشاسعة وارتباطه حدوديا بأربع بلدان في المنطقة، إضافة إلى ثقله السكاني والاقتصادي الكبير.
يتمدد إقليم دارفور في أكثر من ربع مساحة البلاد، إذ تبلغ مساحته الإجمالية 493 ألف كيلومتر مربع.
تقدر نسبة سكان الإقليم بنحو 17 بالمئة من إجمالي تعداد سكان السودان البالغ نحو 48 مليون نسمة.
يرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 بلدان هي ليبيا من الشمال الغربي، وتشاد من الغرب وإفريقيا الوسطى من الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى دولة جنوب السودان.
وفي حين ستؤثر ما ستنتهي إليه الأوضاع في دارفور بشكل كبير على الأوضاع الميدانية الداخلية، فإنها ستلقي بظلالها أيضا على تشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى، وبدرجة أقل على جنوب السودان.
ويشدد محمد خليفة استاذ العلوم السياسية على أن إقليم دارفور يكتسب أهمية سياسية واقتصادية وأمنية متعددة الأبعاد.

ويقول خليفة لموقع "سكاي نيوز عربية": "احتدام القتال في الفاشر يعكس محاولة طرفي الحرب للتحكم في مجمل مناطق الإقليم من خلال مركزه الإداري والاقتصادي وبالتالي الوصول إلى وضعية تفاوضية أقوى".

سيناريوهات محتملة

يشير مراقبون إلى ان سيطرت الدعم السريع على الفاشر ستمكنه من التحكم في كافة مناطق إقليم دارفور وبالتالي تأمين الإمدادات العسكرية واللوجستية بسهولة أكبر والدفع بتعزيزات إلى خارج الإقليم، وحسم السيطرة على كردفان، إضافة إلى ولايتي الشمالية ونهر النيل.

أما إذا كسب الجيش والحركات المتحالفة معه المدينة فسيكون بمقدورهم التحرك لاستعادة مدن شمال دارفور و أيضا الولايات الأربع الأخرى بالإقليم، وقطع مصدر الامداد البشري واللوجستي الكبير للدعم السريع، كما سيكون بمقدور الحركات التي تقاتل إلى جانب الجيش الانفتاح خارج الإقليم شرقا والمساهمة في تامين ولايتي الشمالية ونهر النيل و ربما التحرك لنجدة الجيش فى العاصمة الخرطوم.

بعد اقتصادي

وفقا للخبير الاقتصادي وائل فهمي، فإن إقليم دارفور وبحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي يربط السودان بسوق حيوية في 4 بلدان إفريقية يعيش فيها أكثر من 100 مليون نسمة.

ويوضح في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "يمتلك الإقليم مقومات اقتصادية ضخمة، وإذا ما تمت الاستفادة من ثقله السكاني والتجاري، فيمكن أن يسهم بأكثر من 15 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي للسوداني".

ويستحوذ إقليم دارفور على نحو 20 بالمئة من إجمالي الثروة الحيوانية الموجودة في السودان والمقدرة بنحو 130 مليون رأس، كما يتميز بمخزون هائل من الثروات المعدنية مثل الحديد والرصاص والغرانيت والكروم والنحاس والألمونيوم، والرخام والنيكل واليورانيوم.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إقلیم دارفور بالمئة من أکثر من

إقرأ أيضاً:

الإتحاد الإفريقي يعلن لا يوجد حل عسكري للقتال في السودان ويوجه دعوة للجيش والدعم السريع واجتماع افريقي مرتقب

 

رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي موسى فكي دعا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وحلفاءهم إلى اتخاذ قرار بوقف إطلاق نار دائم وشامل بشكل فوري ودون أي شروط لانه لا يوجد حل عسكري للأزمة في السودان والقتال لا يؤدي إلا إلى إطالة معاناة الشعب السوداني

متابعات – تاق برس – دعا الاتحاد الأفريقي إلى “وقف فوري” للمعارك في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور غرب السودان، منددا “بتصعيد” الأزمة بعد هجوم شنته قوات الدعم السريع نهاية الأسبوع الماضي.

 

وادان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، التصعيد الحالي للأزمة وزيادة العنف.

 

ودعا إلى ضرورة وقف القتال بشكل فوري داخل وخارج الفاشر.

عبّر فكي في بيان له يوم الثلاثاء عن بالغ قلقه حيال تدهور الوضع الأمني والإنساني في جميع ولايات السودان، وبشكل خاص في الفاشر بدارفور.

وجاء في البيان أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد “يدعو إلى الوقف الفوري للقتال داخل الفاشر وخارجها”.

ودان فكي بشدة التصعيد الحالي للأزمة وانتشار العنف في المدينة. وأعرب عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني في كافة ولايات السودان.

وحسب فكي، لا يوجد حل عسكري للأزمة في السودان والقتال لا يؤدي إلا إلى إطالة معاناة الشعب السوداني.

 

وتشهد مدينة الفاشر زيادة في حدة المعارك منذ الأسبوع الماضي، وذكر سكان من المدينة لراديو دبنقا أن المدينة شهدت اليوم الثلاثاء تبادلًا للقصف المدفعي، لافتين إلى أن الطائرات الحربية قامت بتنفيذ عمليات إسقاط جوي في مقر الفرقة السادسة بالفاشر.

 

وقال موسى فكي ان الاتحاد الأفريقي يعتقد بأنه لا يمكن إيجاد حل عسكري للأزمة في السودان، واشار إلى أن هذا القتال – الذي وصفه بغير المُبرر لن يؤدي سوى إلى تفاقم معاناة جميع السودانيين وتدمير السودان، بما في ذلك دارفور، بعد عقود من الصراع والنزوح القسري.

 

وأسفر ارتفاع وتيرة القتال في الفاشر منذ يوم الخميس عن نزوح 300 عائلة إلى مناطق أخرى داخل الفاشر ومنطقة طويلة ومعسكر زمزم.

 

 

ودعا رئيس المفوضية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إلى معالجة الوضع في السودان بشكل عاجل، مع الترحيب بعقد اللجنة الرئاسية لمجلس السلم والأمن المكونة من خمسة أعضاء، والتي تم تشكيلها لحل النزاع في السودان، برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، في عنتيبي بتاريخ 23 أكتوبر 2024.

وناشد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وحلفاءهم إلى اتخاذ قرار بوقف إطلاق نار دائم وشامل بشكل فوري ودون أي شروط. ليُهيئ لحوار سياسي شامل بين السودانيين لمعالجة العوامل الأساسية للصراع وإعادة توجيه السودان نحو نظام ديمقراطي دستوري واستقرار.

واعلن رئيس المفوضية التزام الاتحاد الأفريقي بتقديم كافة الوسائل المتاحة له لوقف الصراع، وذلك من خلال استخدام الآليات الأفريقية المتنوعة، بما في ذلك اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالسودان، والمبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي لمنع الإبادة الجماعية، فضلاً عن اللجنة الرئاسية الجديدة المكونة من خمسة أعضاء برئاسة الرئيس يوري كاجوتا موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا.

 

وجدد رئيس المفوضية دعوته خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً إلى ضرورة تنسيق الجهود بشكل فعّال لتحقيق عمل دولي مشترك لحل الأزمة الحرجة في السودان.
.

القتال في السودانمفوضية الاتحاد الافريقيموسى فكي

مقالات مشابهة

  • الإتحاد الإفريقي يعلن لا يوجد حل عسكري للقتال في السودان ويوجه دعوة للجيش والدعم السريع واجتماع افريقي مرتقب
  • أبرز أخبار السودان اليوم الأربعاء 25 سبتمبر 2024
  • بايدن يدعو لوقف تسليح طرفي الحرب بالسودان ومطالب بوقف القتال في الفاشر
  • حرب السودان.. اجتماع رباعي بنيويورك وتحذير من "إبادة جماعية"
  • ملتقى أبناء دارفور من أجل سلام الإقليم وسلام السودان
  • ما سر الاهتمام الأميركي والأممي بما يحدث في الفاشر السودانية؟
  • ???? لماذا لا تهتم الولايات المتحدة ببقية أنحاء السودان نفس إهتمامها بالفاشر ؟؟
  • الاتحاد الأوروبي يدين تصعيد القتال في الفاشر ويهدد بعقوبات جديدة
  • الاتحاد الأوروبي يدين تصعيد القتال في مدينة الفاشر ويدعو البرهان و«حميدتي»، على «التوجه فوراً» إلى طاولة المفاوضات