لجريدة عمان:
2024-11-02@21:43:33 GMT

حين يصير العمل الأدبي أشهر من كاتبه!

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

حين يصير العمل الأدبي أشهر من كاتبه!

أماني فؤاد: ضحالة الوعي وسرعة الأحكام وسطحيتها وراء الظاهرة

اعتدال عثمان: تحويل العمل إلى دراما يكون سبباً في شهرته أحياناً

صباح بشير: القضية تحمل الكثير من الإجحاف بحق الكاتب

خالد البري: شهرة الكتاب والكاتب تحدث للأسباب الخطأ عندنا

أمل الفاران: تألمت حين قال لي قارئ إنه لم يحب سوى"غواصو الأحقاف"

عزيزة الطائي: هناك أعمال نقتنيها لأنها ارتبطت باسم صاحبها

ليلى المطوع: الظاهرة غير مؤذية وبوابة لقراءة الأعمال الأخرى

أحمد مدحت سليم: عليكم أن تلوموا قلة الحصيلة القرائية الجادة لدينا

سميرة البوزيدي: إبراهيم الكوني كتب "المجوس" ثم أصبح ما يكتبه بعدها امتداداً لها

موسى حوامدة: رواية "الأم" لغوركي فرضها صارت إنجيل الثورة الشيوعية رغم أنها عادية جداً

إستبرق أحمد: الاختزال سببه أننا شعوب تعشق إطلاق الأحكام وتقديس الأسماء

في أحد حواراته المهمة باح يحيى حقي بحزنه من اختزال اسمه في روايةٍ واحدةٍ هي "قنديل أم هاشم" رغم أنه كتب عدداً كبيراً من الأعمال المهمة الأخرى.

لم يكن يحيى حقي بمفرده الذين اختزلناه في عمل واحد، فالطيب صالح ربطناه بـ"موسم الهجرة إلى الشمال" وعبد الرحمن منيف بـ"مدن الملح" وإبراهيم الكوني بـ"المجوس" والقائمة تطول، في ظاهرة مدهشة وغريبة أصبح العمل الأدبي فيها أشهر من كاتبه، كأنه لم يكتب غيره. في هذا التحقيق يتحدث أدباء عرب حول الظاهرة وكيفية التصدي لها.

الناقدة المصرية الدكتورة أماني فؤاد ترى أن ضحالة الوعي، وسرعة الأحكام وسطحيتها، وراء اختزال الكاتب العربي في نَص واحد، كما أن اختزال الإنسان في صفة واحدة، وتكرار المقولات والأحكام العامة الشائعة عن الكتاب وتأبيدها، وترديد الشائعات دون تفكير أو غربلة، ظواهر تجعلنا نشعر أننا أمام وعي محدود، سطحي، وهنا يتبدى الوعي ذاته، كما سلوك أكثر البشر، يلتقط ويجري، يختطف دون أن يتعمق في أي حُكم، ودون تقص أو متابعة مستمرة، ليس هذا فقط، بل يتمادى النقاد في تصديق أحكامهم المتسرعة، فيخترعون المسميات العجيبة؛ ليبرروا تقصيرهم في دأب البحث والمثابرة عليه، كأن نستمع لمقولة النص المؤسس لمشروع الكاتب، الذي يكرره بإيقاعات وتيمات مختلفة، أو مقولتهم: بيضة الديك.

وتؤكد أماني فؤاد أن هذه الظاهرة لا تنفصل عن أفعل التفضيل الشائعة في الثقافة العربية؛ حيث يوسف إدريس أفضل مَن يكتب القصة القصيرة، ونجيب محفوظ الرواية، حيث يركن أصحاب هذا الرأي للدعة والسهولة، ولا يبذلون الجهد الكافي للبحث في مميزات كل نَص في مشروع الكاتب مكتملاً، أو إبراز التفاصيل وسمات كل عمل على حِدة، لافتة إلى أن الاستسهال وتعميم الأحكام هو الملمَح الذي امتد من التاريخ الثقافي العربي حتى الآن. وتتساءل: لماذا امتد، ولماذا تفتقر ثقافتنا للتقصي الدقيق، والإحاطة؟ وتجيب على نفسها: أحسب أن امتداده يرجع لعدة عوامل أهمها التكلس الذي يشمل المناخ السياسي والديني والثقافي، حيث الافتقار للحريات، والنقل عن السابقين، وعِلم الهوامش لا البحث في المتون، وترديد الشائع، والخوف من الخروج عنه، والمواجهة بآراء ورؤى أخرى غير المتوارثة. أيضاً اعتمادنا على الاقتطاع، وعدم تراكم المعرفة في ثقافتنا، ورؤيتها في شموليتها، واستغراقنا دائماً فيما مضى، وتجاهلنا للحاضر.

وتقول إن المراقِب للمشهد الثقافي العالمي يلحظ أن مجتمعاتِنا العربيةَ أكثر تصديرًا لتلك الأحكام العامة الشائعة، التي تنزع للاستسهال، وتتضمن أخطاء فادحة، لكننا نجد مثل هذه الظواهر والأحكام في المجتمعات الغربية أيضًا، لكن ليس بدرجة انتشارها لدينا. هذه الظواهر تتسبب في ركود الحراك الثقافي وتقليص حيويته المستمرة، كما أن الاطمئنان لهذه الأحكام المتعجلة يجعل اختيارات البحث الأدبي والدارسين له تركز على هذا الشائع، وتبتعد عن إبراز مشروع الكاتب برُمته، وفي جوانبه المختلفة، وأتصور أن ازدهار الحركة النقدية - سواء داخل أسوار الجامعات أو خارجها في المشهد الثقافي العام، والأنشطة التي تحدُث في إطاره، والمتابعات الإعلامية الثقافية في مجلات الأدب والثقافة وفي القنوات الفضائية وليس المتخصصة فقط – هو ما يمكنه أن يبدد تلك المقولات الشائعة السهلة، التي لا تملك حقيقة متماسكة، فبإمكاننا الآن تفكيك الكثير من تلك المقولات الشائعة، وإثبات أن لكل نَص روائي، لكل كاتب، جانبًا من الجمال والإبداع، لا يتوفر إلا في ذاته. عدونا الدائم واللدود استسهال الأحكام ثم ترديدها.

سطوع الجانب الإنساني

أما الناقدة المصرية الدكتورة اعتدال عثمان فلا تراها ظاهرة سلبية وإنما إيجابية، حيث نجد أن الروايات المختارة من جانب عموم القراء لكي تحتل الصدارة في سجل كبار كتابنا تكشف عن ثلاثة جوانب متشابكة ومتداخلة، أولها سطوع الجانب الإنساني، إذ يتميز إبداع الكاتب هنا بالقدرة على التقاط القضايا والهموم والأسئلة الأساسية في الحياة الإنسانية، وذلك على نحو كاشف عن رؤية عميقة، وقدرة على طرح الأفكار الفلسفية الكبرى في سياق أدبي بديع وجذاب ومبسط، دون أن يفقد عمقه. وهنا تبرز أيضاً موهبة الكاتب التي تمكنه من الغوص في أعماق النفس الإنسانية ومعرفة خباياها لدى أبطال عمله المختار، ربما بصورة استثنائية تفوق غيره من الكتَّاب أو حتى هو نفسه في عمل آخر له.

وإلى جانب هذه القدرة التي تتيحها الموهبة والمعرفة، كما تقول اعتدال عثمان، نجد أن هذه الروايات المختارة تغوص أيضاً في مشكلات الواقع المعيش، ومكونات الثقافة المحلية التي تشرَّبها الكاتب الكبير، وسرت في كتابته مسرى الدم في العروق، أما العامل المشترك الثالث فهو توهج الموهبة الأدبية في محطات بعينها من التاريخ الأدبي للكاتب، فهذا الوهج والبريق الكامن في الأعماق والذي يفرض نفسه على كيان الكاتب في مرحلة ما من مراحل إنتاجه الإبداعي، يستجيب له الكاتب أحياناً بعمدٍ ووعي، وأحياناً تلبية لهاتف داخلي، فيقوم بصهر مكونات ذلك العمل الأدبي المختار بنوع من الحدس الإبداعي لديه، كاشفاً عن رؤية تمس وجدان الناس، تلمس الماضي، وتسكن حاضرهم، وربما تُلمِّح أيضاً لمستقبلهم.

هناك عامل إضافي، كما تؤكد اعتدال عثمان، يسبِّب شهرة عمل بعينه، هو تجسيد هذه الأعمال الروائية درامياً عبر التلفزيون والسينما، فالشاشات المرئية تجذب الجمهور نحوها بشكل ناعم وجذاب، فالصورة والصوت وحركة الشخصيات في مشاهد متتابعة ولغة الجسد وبراعة الأداء التمثيلي، كلها عوامل تلعب دوراً في تمييز بعض الأعمال الروائية المصورة، ووضعها في صدارة السجل الأدبي لكبار كتابنا. وتختم حديثها قائلة: "علينا إذن الإفادة من هذه الظاهرة المضيئة، والعمل في الوقت نفسه على إضاءة أعمال كبار كتَّابنا الأخرى التي تتميز بالقيمة الأدبية على الرغم من تواريها في سجل الصدارة".

الكاتب كائن متطور

من جهتها تؤكد الكاتبة الفلسطينية صباح بشير أن هذه الظاهرة، وإن بدت للبعض طبيعية، أو حتى تكريمًا للكاتب على عمل فذ، إلا أنها في حقيقتها تحمل الكثير من الظلم والإجحاف بحق المبدع وقرائه، فهي كمن يرى جبلًا شامخًا فيختزل جماله وعظمته في قمة واحدة، متجاهلًا منحدراته الخضراء ووديانه العميقة وتشكيلاته الصخرية الفريدة.

وتقول إن الكاتب كائن متطور، رؤيته تتسع وتتعمق مع كل عمل جديد، وأسلوبه ينضج ويتنوع، وأفكاره تتشابك وتتفاعل، ولذلك حصر تجربته الإبداعية في عمل واحد، مهما بلغ من الروعة، هو بمثابة تجميد لنهره المتدفق، وتحويله إلى بحيرة راكدة، ولا شك أن هذه الظاهرة تنسحب على الأدباء الأجانب أيضًا، فكم من كاتب عالمي تم اختزاله في عمل واحد، مثل دوستويفسكي في "الجريمة والعقاب"، وماركيز في "مئة عام من العزلة"، وهمنغواي في "الشيخ والبحر".

ما ضرر تلك الظاهرة؟ وكيف يمكن مواجهتها؟ تجيب: صباح بشير: "لا يقتصر ضرر هذه الظاهرة على الكاتب وحده، بل يمتد إلى القارئ أيضًا، فهو يحرم نفسه من فرصة اكتشاف كنوز أدبية أخرى، قد تكون أعمق وأكثر تأثيرًا من العمل الأشهر، كما أنه يفقد فرصة التعرف على الكاتب بكل أبعاده، وتتبع رحلته الإبداعية بكل تقلباتها وتحولاتها، وهذه الظاهرة تحد كذلك من فهمه لتاريخ الأدب وتطوره، كما أنها تعيق الكاتب عن التجديد والتجريب، إذ يصبح أسيرًا لصورة نمطية وتوقعات محددة".

توجز صباح بشير أسباب هذه الظاهرة، في: سهولة التذكر، إذ يميل العقل البشري إلى تبسيط الأمور، وتذكر الأبرز والأشهر، وهذا ينطبق على الأعمال الأدبية أيضًا، وغالبًا ما يركز الإعلام على الأعمال الأكثر مبيعًا أو الحائزة على جوائز، ما يساهم في ترسيخ صورتها في الأذهان، فيتم التسويق لها بشكل مباشر أو غير مباشر، أما السبب الثاني فالتحيز النقدي، إذ يهتم بعض النقاد بأعمال معينة للكاتب، ويتجاهلون أعمالًا أخرى قد تكون بنفس القدر من الأهمية، وقد يكتفي بعض القراء بقراءة العمل الأشهر للكاتب، ولا يبذلون جهدًا في البحث عن أعماله الأخرى.

وترى أن مواجهة هذه الظاهرة يجب أن يتم بتضافر جهود مختلف الأطراف، بمن فيهم الكتَّاب، إذ عليهم الاستمرار في الإبداع والتجديد، وعدم الركون إلى النجاح السابق، كما يمكنهم تسليط الضوء على أعمالهم الأقل شهرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو اللقاءات الأدبية، أما النقاد، فعليهم التحلي بالإنصاف والموضوعية، وأن يُقيِّموا أعمال الكاتب بمختلف مراحلها، دون التركيز على عمل واحد فقط، وكذلك على الإعلام أن يلعب دورًا تنويريًا، وأن يعرف الجمهور بأعمال الكاتب المتنوعة، ويشجعهم على قراءتها.

وتدعو صباح بشير إلى إعادة الاعتبار للكاتب ككل متكامل، وعدم حصره في عمل واحد مهما بلغ من الشهرة، فالأدب الحقيقي هو رحلة استكشاف لا تنتهي، وكل عمل هو محطة جديدة في هذه الرحلة.

أسألها: بشكل شخصي، هل تم اختزالك في عمل واحد مميز؟ فتجيب: "لا، لم يحدث معي ذلك، ولله الحمد، فأنا أحرص دائمًا على التنويع في كتاباتي، وتقديم تجارب إبداعية مختلفة، وسأظل كذلك. حتى الآن قمت بإصدار كتاب "رسائل من القدس وإليها"، وروايتين الأولى هي "رحلة إلى ذات امرأة"، والثانية "فرصة ثانية"، وقصة طويلة لليافعين بعنوان "طريق الأمل"، وكتاب في النقد بعنوان "شذرات نقدية"، وساهمتُ في إعداد وتحرير مجموعة من الكتب التوثيقية لنادي حيفا الثقافي، كما أنني أسعى إلى تطوير أدواتي الفنية باستمرار، واستكشاف آفاق جديدة في الكتابة"، وتضيف: "ختامًا، أدعو الجميع إلى تجاوز فكرة اختزال الكاتب في عمل واحد، والانفتاح على تجاربه الإبداعية المتنوعة، فالقراءة الحقيقية هي التي تكتشف الجواهر الخفية، وتستمتع بالرحلة الأدبية بكل تفاصيلها".

معرفة تفصيلية

الكاتب المصري خالد البري يقول إن هناك عدداً لا نهائياً من الكتب والكتَّاب، ومن حسن حظ الكاتب أن يكون معروفاً ولو بكتاب واحد، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة موجودة في العالم أيضاً، فلديهم في الغرب، أولاً، فئة القراء العاديين، وهؤلاء يرتبطون بكُتَّاب يعرفون كل أعمالهم وينتظرونها، بينما يجهلون غيرهم أو يعرفون للواحد كتاباً مشهوراً. وهذا طبيعي لأن الكتابة وهي جزء من صناعة ثقافية واسعة يعرف الكاتب من خلالها، ولديهم ثانياً فئة المتخصصين في الصحافة، وهؤلاء خبراء في صنعتهم، يعرفون الكتَّاب المميزين وإنتاجهم معرفة تفصيلية، أما في منطقة اللغة العربية، فالمشكلة أننا نتحدث عن ظاهرة الكِتاب الواحد حتى بين المشتغلين بالإعلام الثقافي، أما الجمهور العام فحتى الكتاب الواحد يظل حلماً لأي كاتب معاصر.

الظاهرة لها أكثر من سبب، بحسب خالد البري، وبفهمها نعرف الحلول المقترحة، يقول: "اقتصادياً تتحسن دورة الإنتاج الأدبي وتقل مشاكله إن تحرر الاقتصاد وغابت وظيفة الناقد القطاع العام، الذي يضمن راتبه دون أن يرتبط هذا برواج الإنتاج الأدبي، كما أن الكتابة تحتاج إلى عناء وإلمام بمهارات الحرفة والتطوير الدائم لها، وهو شرط مستحيل في غياب العائد، وكذلك فإن معظم العاملين في مجال الصحافة الثقافية يكرهون من الأدب أكثر مما يحبون"، ويضيف: "هناك نوع يتخذ المهنة غلافاً للتبشير التنظيمي، ويكره الأدب إلا ما توافق منه مع الرسالة الأيديولوجية، شيوعية أو دينية أو ناصرية، وهناك نوع يكره الأدب المتحقق، لأنهم كتَّاب منافسون أو كتَّاب حاولوا وفشلوا".

البري يرى أن شهرة الكتب لدينا ظاهرة خبرية لا أدبية، وهذا يجعل شهرة الكتاب والكاتب تحدث للأسباب الخطأ، كأن يثير جدلاً أخلاقياً أو فكرياً. يعلق: "حدث هذا معي، نشرت ثمانية كتب ولا يزال اسمي مرتبطاً بأقلها جودة. لكن هذا "أحسن من بلاش" كما قلت. فحتى الكتب الفائزة في الجوائز الأدبية تحظى بشهرة وقتية في دوائر ضيقة، وهذا أيضاً حدث معي في وصول روايتي "رقصة شرقية" إلى القائمة القصيرة لبوكر، ويحدث مع غيري من الكتاب الأكثر مني موهبة".

خطوات أولى

الكاتبة السعودية أمل الفاران تقول: "سؤالك نابع من موقع تجربة إبداعية ناضجة، ومع ذلك سأصارحك بأن بعض القراء سيرون باعثه تَرَفياً، وهو ترفي حقاً عند فئتين: عند مبدع يتلمس خطواته الأولى، وما زال ثبات اسمه وعمله في ذهن المتلقي حلماً بعيداً، وعند متلقين معجبين بنوا روابط نفسية مع كاتبهم المفضل وتعلقوا بعمل وحيد له وقدسوه وسيصدمهم برود الكاتب إن بجَّلوا عمله أمامه ولم يتحرك ساكناً". وتضيف: "لقد لمست ذلك بنفسي، وعشته متلقية حين قابلت مبدعين أعشق لهم أعمالاً معروفة وقرأت الإحباط في عينيهم، وعشته مع أكثر عمل معروف لي وهو رواية "غواصو الأحقاف" العمل الذي ترشَّح لجوائز ودخل قوائم قصيرة، وتُرجِم لعدة لغات، وأُنِتج على هيئة كومكس، واقتُبِس منه فيلم على وشك أن يبدأ تصويره.. إنه عمل محظوظ، أصبح الشبح الحاضر بشكل مؤرق في كل ما أحاول كتابته بعده، ويؤلمني حين يقول لي قارئ إنه لم يستطع قراءة عمل آخر لي بعده لأنه لا يشبه واحة الغواصين"!

أمل الفاران ترى أن المبدع يُربَط غالباً بعمل واحد في الأدب كما في الغناء، والتمثيل، والإخراج، والرسم، وهذا يحدث لأدباء الغرب كما يحدث لأدباء الشرق، هذا الربط يُشعِر الكاتب بالتحجيم والتقييد، فيحاول بكل الطرق أن يهرب منه. وتقول أخيراً: "ربما نحن مأزومون إلى حد أننا لا نسمح لأنفسنا بأن نهنأ ببريق التتويج، وربما نحتاج القلق وقوداً لإنتاجنا القادم.

خطوات أولى

الكاتبة العمانية عزيزة الطائي تؤكد أن الحديث عن سطوة عمل لكاتب ما وربطه باسمه يحيلنا دوماً إلى ذاك الرهان المعرفي، على اعتبار أن العمل يعد حقيقة بارزة من حقائق الكاتب التي جعلته في مراتب قوة الحكي، وجدارة التعبير، عبر انتقال النص الإبداعي من نص يُعلَن للقراء إلى نص يلتصق باسم كاتبه فيتقبله جمهور القراء لتميزه وجدارته وقيمته الإبداعية وتتأصل مرجعيته التاريخية والإنسانية.

ولعل البحث في معضلة ربط نص ما باسم كاتبه له تأثيره الكبير على المتلقي (ناقداً وقارئاً)، كما تقول عزيزة الطائي، فلا نزال محكومين بتلك الرؤية وذاك الانطباع لنص إبداعي ارتبط بكاتبه، وأصبحنا رهين الانطباع المعرفي، والرؤية النقدية، فنحن إذا عدنا إلى تاريخ الأدب العربي والعالمي نجد أن هناك كتباً ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بأسماء كتَّابها، وباتت ذات مرجعية فنية ومعرفية ارتبطت بزمنها وتاريخها.

وفي العصر الحديث، والكلام على لسان عزيزة الطائي، صار شكل الكتابة والموضوع الذي يتناوله الكاتب أو النص له تأثيره على المتلقي بناء على عدة اعتبارات معنوية وأخرى فنية، وهناك الكثير من الأعمال التي نقتنيها لأنها ارتبطت باسم صاحبها، ولهذا مزايا كبيرة كما أن له سلبياتٍ كثيرةً؛ حيث يحصر قيمة الكاتب في نص إبداعي واحد ويُقصي منجزه الكامل على مر سنين ماضية، وأخرى قادمة. صحيح أن هذا الربط يحيلنا إلى تميزها في فكرتها المطروحة، أو الأسلوب التجريبي الذي كُتب فيه النص الشعري أو السردي أو البحثي، ولكنه يجعلنا نختزل كمَّاً معرفياً في رؤية واحدة.

وتؤكد أنه يمكننا مناقشة هذه القضية من ثلاث زوايا: الأولى، علاقة الكاتب بأعماله، والأسباب التي جعلت عملاً واحداً مرتبطاً باسمه، والثانية، طبيعة الموضوع الذي تناوله الكاتب في إصداره، وعلاقته بالمرجعية الزمنية، والقيمة الفكرية، والثالثة قراءة ما تشهده الساحة الثقافية المحلية والدولية والإنسانية على المستوى العام. تعلق: "وهذه المفارقات بين الكاتب ومنجزه العام تجعلنا نعيد النظر في ما يروم إليه المشهد الثقافي العام، والتحولات الزمنية، والسعي إلى تجسيد ذلك كله من خلال أبرز أعمال كاتب ما، وأكثرها تأثيراً في الساحة على المتلقي والقارئ. ومن حق الكاتب السعي إلى تحقيق هوية ذاته الكتابية، إذ يرغب دائماً في تجاوز قيود ومعضلات تقف دون إبراز عمله، لعل أبرزها فقدان الدعم المعنوي والمادي، ناهيك عن طبيعة النوع الأدبي الذي يحيل للكاتب نفسه، وما يحمله من علامات الصراع النفسي بين الرغبة في الكتابة والعزوف عنها بما تحمله من ارتداد وإقدام فيقدم لنا نصاً جديراً بأن يرتقي بذاته، ويشكِّل علامات كتابية فارقة يقبل عليها القارئ والناقد معاً فيجسد حضوره بأصالة باعتباره تأسس على اشتغالات تطرق مناطق الفكر والوجدان الخاصة به بدرجة كبرى.

عمل مشهور

أما الكاتبة البحرينية ليلى المطوع فتقول إن الظاهرة ربما تكون لعنة أصيب بها روائي، إذا ما رأينا الموضوع من زاوية ضيقة، وتحكي: "أخبروني بروائي أصابه إحباط وحزن حين سأله أحدهم إن كان نشر رواية أخرى بعد عمله المشهور والناجح الذي عُرف به وصدر منذ ما يزيد عن السنوات العشر مع أن له تجارب أخرى بعد هذه التجربة. إحباطه كان يتعلق بجهل القارئ للأعمال التي صدرت بعد عمله الناجح كأن القارئ يقول له توقف إبداعك عند هذا العمل أما تجاربك الأخرى فلا تشكل أي إضافة".

وهذه الظاهرة، بحسب ليلى المطوع، منتشرة لدى كل الكتَّاب العرب والأجانب، ففي أوقات يُعرف الكاتب بالعمل الذي فاز بجائزة، فالجوائز تفتح بابًا أوسع وتجذب إليه جماهير القراء على اختلاف مستوياتهم. لا يمكن وقف هذه الظاهرة، لأن الحديث عن الكاتب يكون مختصرًا في أوقات، فحين تقدم كاتبًا تقدم عمله الأهم من وجهة نظرك وحسب ذائقتك. تعلق: "على سبيل المثال بالنسبة لي حين أنصح قارئًا برواية لكاتب عالمي مثل ماركيز أقول له "مئة عام من العزلة"، أما كاواباتا فأنصح بـ"الجميلات النائمات" ولا أفعل هذا الأمر مع هاروكي أو حنا مينا أو يوسا إلا إذا أصر الشخص على أن أقدم له نصيحة، فأنا أعتقد أن هذه الرواية هي باب للتعريف، وبالنسبة لماركيز وكاواباتا فأعمالهما لا تناسب كل قارئ، ولذلك أمنحه رواية محددة لكل منهما كأنها الطعم الذي سيعلق بفمه. أما باقي الكتَّاب مثل هاروكي فكل أعمالهم بوابة للدخول. لا مانع، بالنسبة لي، أن يُعرَف كاتب برواية واحدة وتكون هي المفضلة لدى القراء، فهي ظاهرة غير مؤذية لأنها بوابة الدخول إلى باقي الأعمال للكاتب نفسه. أنا نفسي عُرِفت بروايتي الأولى والوحيدة آنذاك "قلبي ليس للبيع"، ثم انسلخت عنها بـ"المنسيون بين ماءين"، لا أعلم إن كان سيذكرني القراء بالرواية الأولى أو أني سأقع في هذا المأزق اللطيف مع الرواية الجديدة".

صور تجاهل مؤلمة

الكاتب أحمد مدحت سليم لا يظن أن ثمة ما هو أشد على المبدع بعد كل ما يعانيه من ضغوط نفسية وجسمانية، وتقصير مستمر في حياته الخاصة وحياة عائلته لصالح الأدب والكتابة، من أن يتلقى جمهور القراء كل ذلك باستهانة وتعجل وسطحية في التعامل مع منجزه الأدبي خاصة إذا كان منجزًا كبيرًا. ويرى أن من صور التجاهل المؤلمة هو اكتفاء القراء بالتعرف على عمل واحد فقط من أعماله والاحتفاء به، وتجاهل ما سواه من إبداعه وفنه.

ويحكي: "أذكر حوارًا قديمًا مع الأستاذ يحيى حقي بث فيه شكواه من اقتصار شهرته على رواية واحدة لا تعدو أن تكون نوفيلا بين الأعمال الأدبية المتعددة التي قدمها، ولكن هذا ما يحدث دائمًا حتى صار "يحيى حقي" هو "قنديل أم هاشم" لدى عموم الشعب والقراء المبتدئين، و"نجيب محفوظ" هو "الثلاثية" لدى الجمهور العام و"الحرافيش" لدى القراء، و"ويوسف إدريس" هو "الحرام"، و"خيري شلبي" هو "الوتد"، و"إبراهيم أصلان" هو "الكيت كات" أو "مالك الحزين" (الاسم الأدبي للرواية ذاتها)، و"جمال الغيطاني" هو "الزيني بركات"، ومن الأمثلة السابقة يمكنني أن ألخص الأزمة في سببين، أولهما: قلة الحصيلة القرائية الجادة لدينا، وهي الأزمة الممتدة منذ عصور على عكس ما يشاع من ارتفاع مستويات القراءة لدى الشباب، فارتفاع الكم لا يعني ارتفاع الكيف، لذلك ترى القراء يفاخرون بتعرفهم على الأدباء الكبار بينما هم في واقع الأمر يرددون ما جرى تداوله شفاهة عن عمل ما في ندوة أو مقال أدبي. والسبب الثاني هو الاكتفاء بمشاهدة الأعمال الدرامية (والتي هي في الغالب ليست إلا صورة لا تماثل الأصل لا من حيث الجودة أو عمق الفكرة، وهذه قضية أخرى على أي حال)، فيتصور المتلقي أنه ليس بحاجة لقراءة أكثر في نتاج الأديب، خاصة إذا لم يعجبه المسلسل أو الفيلم"!

لا يدري أحمد مدحت سليم إن كانت تلك الظاهرة تنتشر في أوساط الكتابة والقراءة في الغرب وأمريكا أم لا، ولكنه يثق أنها تقع للكتاب الغربيين والأمريكيين مع القارىء العربي، فـ"هيمنجواي" هو "الشيخ والبحر" و"فيكتور هوجو" هو "البؤساء" أو "أحدب نوتردام" و"ألبير كامو" هو "الغريب" إلخ.. ويقول: "إنني أعاني شخصيًا من هذه الأزمة.. إذ يتعامل القراء دائمًا مع اسمي على أنه كاتب "ثلاثة فساتين لسهرة واحدة" رغم أنها ليست سوى أول أعمالي المنشورة وقد نشرت بعدها ثلاث روايات أخرى لقي بعضها استحسانًا نقديًا أكبر.. ولكن هذا هو الواقع وما يحدث دائمًا".

التشكيليون يعانون أيضاً

الشاعرة الليبية سميرة البوزيدي عندها وجهة نظر مختلفة عن أحمد مدحت سليم، فهي ترى أن ظاهرة اختزال الكاتب في عمل واحد عادية جداً، فمن المستحيل أن تكون أعمال الكاتب كلها لافتة وتحقق جماهيرية واسعة على مستوى التداول والقراءة، ولهذا نرى الكثير من الكتَّاب يذكر اسمهم مقروناً بعنوان واحد او اثنين على الأكثر، مثل ماركيز و"مائة عام من العزلة"، ومحمد شكري و"الخبز الحافي"، وأورهان باموق و"اسمي أحمر" وإبراهيم الكوني و"المجوس"، وماريو بارجاس يوسا و"حفلة التيس"، وإليف شافاق و"قواعد العشق الأربعون"، وهذا لا يعني إلغاء الأعمال المميزة التي يصدرها الكاتب بعدئد.

والأمر لا يقتصر على الكتَّاب، كما تقول سميرة البوزيدي فهناك أيضآ الفنانون التشكيليون، مثل دافنشي و"الموناليزا"، وبيكاسو و"الجورنيكا" ومونش و"الصرخة"، كما تنسحب الظاهرة كذلك على فئة المخرجين والممثلين في السينما والمسرح، فالكثير منهم اشتهر بفيلم أو مسرحية أو دور واحد يذكره الجميع. والسؤال الذي يطرح نفسه فيما يخص الكتابة ربما عن لحظة الإبداع العظيمة تلك، وما الذي هيأ قدومها وظروف تخلُّقِها، ولماذا يصدر الكاتب عملاً معيناً ثم تصبح الأعمال التالية كلها تكراراً له، فإبراهيم الكوني مثلاً كتب رواية عظيمة من جزءين هي "المجوس"، وأصبح معظم ما كتبه بعدها كأنه امتداد لها أو تنويعة على مقامها.

تنتقل سميرة البوزيدي للحديث عن تجربتها: "بالنسبة لي أعتبر أن ديواني الأول "جدوى المواربة"، الصادر عام 2003، يختزل تجربتي وهو الأكثر انتشاراً ومعرفة من جانب القراء. هذا الديوان قوبل بمجرد صدوره بحفاوة كبيرة، على مستوى النقد والقراءات، لأنه شكل اتجاهاً مختلفاً للنص النثري في وقت كان معظم المشهد الشعري لا يزال يركن إلى النص التقليدي"، وتضيف: "ختاما مسألة اختزال الكاتب في عمل واحد ستظل موجودة، مع العلم أن المسألة نسبية أيضاً فبعض الكتَّاب يظلون يكتبون طوال حياتهم ولا يشتهر لهم عنوان معين. إنها إذن مسألة حظ في أحد وجوهها".

ضد الإنسانية

الكاتب الفلسطيني موسى حوامدة يقول إننا "أمة تحب الثرثرة، وهناك روايات مكرسة قد لا تمثل الصنعة الحقيقية لعالم الرواية، وقد ارتبط بعض الكتَّاب برواية واحدة، لأنه قال فيها كل شيء مثل الطيب صالح و"موسم الهجرة إلى الشمال" فحين عاد ليكتب غيرها لم يكتب إلا هوامش لها"، وفي الغرب قد يدفع ظرف سياسي لأن تغلب الرواية غيرها، فرواية "الأم" لمكسيم غوركي فرضها الحزب الشيوعي وصارت إنجيل الثورة رغم أنها رواية عادية جداً، بينما أعمال دوستويفسكي وتولستوي لم تحصل على اهتمام الحزب. وفي الغرب القيم مختلفة، ولذلك يُبرِزون رواية معينة لأنها تحمل بعض القيم الأوروبية الزائفة، كما يساندون الروايات التي تمجِّد الإنسان الغربي حتى لو كانت أفعاله ضد الإنسانية".

مصافحة مع القارئ

بدورها تؤكد الكاتبة الكويتية إستبرق أحمد أن هناك نصوصاً تكون قريبة من القارئ أكثر من غيرها، لأسباب تعود لذائقته لذا تجد البعض يتذكر "وسمية تخرج من البحر" لليلى العثمان أو" ساق البامبو" لسعود السنعوسي، على سبيل المثال، علماً بأنهما أصدراً أعمالاً أخرى، بعد هذين العملين، ربما أكثر سطوعاً منهما. تضيف: "كما صادفت ذلك مع مجموعتي الأولى"عتمة الضوء" التي ما يزال البعض يتذكرها، وهو أمر يسعدني تماماً أن تكون قريبة من القارئ وقريبة كذلك مني لأنها تعد مفتتحاً لكتاباتي، وأتفهم جعلها أحياناً لدى البعض "نموذجاً" أوحد لكتابتي القصصية بالرغم من استمراري باكتشافات أخرى".

"الاختزال" له أسباب أخرى، بحسب إستبرق أحمد، بعضها يعود إلى تأثير الجماهير والنخب الثقافية ودور النشر التي تستخدم كل وسائلها في الحشد، لإعلاء نص عن غيره، خاصة أننا شعوب تعشق إطلاق الأحكام وتقديس الأسماء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی عمل واحد الکثیر من الکاتب فی یحیى حقی فی الغرب رغم أنه من الکت أعمال ا جانب ا کاتب ا کما أن دائم ا ترى أن

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. كيف يبدو؟

#كيف_يبدو؟
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر يوم الثلاثاء 16-7-2019


“كيف سأبدو”؟ هذا السؤال الذي كنا نطرحه في سرائر أنفسنا بين الفينة والأخرى دون أن تجرؤ شفاهنا على نطقه ،التقطه صاحب فكرة “face app” وقذفه في مرايا هواتفنا ،ففار تنوّر الفضول فجأة لنرى كيف نبدو بعد عشر او عشرين سنة..التطبيق هو “ميكروويف” العمر ،أو جهاز “الطرد المركزي” للزمن ان شئت ، يعالج ملامحنا في ثوان يزيد تجاعيد جباهنا ،يشعل حريق الشيب في شعرنا ،يخبز نضارتنا في فرن التوقع ثم يقول لك : هذا أنت لو عشت عشرين عاماً أخريات!!..
جلّنا استخدم التطبيق ،وان انتقده في العلن الا أن أغراه في السرّ ، ففضول معرفة نتائج فصول الحزن والفرح، الكد والتعب، السنين القادمات، حصيلة انجاز المهمّات جزء من حب الحياة وممارستها..هو يشبه إلى حدّ بعيد أن ترى علامتك سرّاً قبل أن يعرفها أحد غيرك..من فينا يقاوم سحر النتيجة؟..

آه لو أن هناك تطبيقاً للأوطان أيضا..أن نضع صورة الأردن مثلاً..لنراه بعد عشرين سنة ،كيف سيبدو؟ كيف سيتخيّله الذين يرونه خارج الأسوار؟ الذين لا يرون وجهه في مرآة الحزن كل يوم؟ الذين يشتاقون لرائحة ترابه؟ للمبعدين قسراً برسم الرغيف…لو أن هناك تطبيقاً لوطني ..كي أرى تضاريسه ،تجاعيد الجبال ، شوارعه، حواريه،قراه، مديونيته..كيف سيبدو لو لم تغزوه الآن هالات الفساد السوداء ، محني الظهر بالمديونية ، يعيق حركته تآكل المفاصل،أرهقه عقوق الآخرين ، كذب باسمه الآف المنتفعين ، أجبروه على تناول كورس علاجات “صندوق النقد”..وهو يعرف تماماً أن الآثار الجانبية أخطر بكثير من رفض التداوي..
هذا الوطن شاهد النفاق بأم عينيه وصمت ، يعرف سرّاقه بالاسم و صمت، يغمض عينيه لا خوفاً ولا جبناً ولا ضعفاً، وإنما غضب الآباء الحليم..
الحمد لله..أن التطبيق يخصّ وجوه البشر..ولم يمض بتوقعاته نحو الأوطان..فأنا لا أحتمل الوجع أكثر..
الأوطان آباء أيضاَ..لا نحتمل أن نراهم الا وهم بكامل قيافتهم وحضورهم وأبوتهم…الأوطان والآباء لا يليق بهم الهرم وأن هرموا!.

مقالات ذات صلة وسائل إعلام إسرائيلية: إغلاق طريق إيلات إثر اشتباه بعملية تسلل من الأردن 2024/11/01

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com


#123يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة

  • التوتر في الظاهرة كيف نحمي التماسك الاجتماعي؟
  • هدية من الكاتب الزعبي من سجن أم اللولو
  • بعد توقف 6 أشهر.. عودة العمل بوحدة مناظير الجهاز الهضمي بمستشفى كفر الدوار العام بعد إصلاحها
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. كيف يبدو؟
  • مجتمع إنسانهُ مبدع تكرم الشباب المبدع في المجال الأدبي بمحافظة ظفار
  • سفير السودان بالقاهرة يشيد بدور الإعلام المصري لتصديه للمؤامرة التي تتعرض لها السودان
  • إطلاق جائزة “كتابي الأول” لتشجيع الشباب على الإبداع الأدبي
  • "تنمية الموارد البشرية" يدعم توظيف 294 ألف سعودي خلال 9 أشهر 
  • الورشة يتناول كوميديا البارودي التي لا تستهدف الضحك
  • “تريندز” ينظم المنتدى السنوي الـ 4 حول الإسلام السياسي