تبقى ذكرى دعاة الحق ولا نامت أعين السلاحف..!
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
لكل اجل كتاب..ونحن مؤمنون بالقدر وبأن البقاء لله وحده جلّ وعلا..! لكن يشاء بعض بني البشر أن يقفوا في صف الحق والخير..يرحلون وتبقى ذكراهم حيّة متجددة.. حيث أنهم اختاروا جانب مكافحة الباطل والانتصار لبني وطنهم ضد كل صور القهر والفساد والتنكر للقيم وللإنسانية؛ وفي المقابل هناك من اختاروا أن يعيشوا كما تعيش السوائم وحشرات الليل بأفئدة شحيحة ونفوس دنيئة لا تجد راحتها إلا حيث الضعة والمهانة وموت الهمّة واضمحلال الضمير.
هؤلاء لا يرون في الحياة غير أنها وسيلة للمغنم وملء البطن ومعاقرة السحت..والنجاح كل النجاح عندهم في تنشيط (غدد الفهلوة) من اجل الأعطيات الذليلة ولهط المال الحرام..وهذا الصنف من البشر يماثل (الزواحف والقشريات طويلة الأعمار)..وهم في غيّهم لا يعلمون أن المشيئة تستدرجهم إلى سوء المنقلب وهم في باطلهم يعمهون..! فهم من الذين يقول عنهم التعبير الشعبي أنهم جمعوا (بين الشقاء وطول العمر) والعياذ بالله وأكرم الله السامعين والمشاهدين..!! إنهم الجثث التي تتنفّس بالذفر..فهم الأحياء الموتى..فالناس صنفان موتى في حياتهم..(وآخرون ببطن الأرض أحياء)..!!
في هذه الأيام العصيبة رحل فارسان في مضمار الحق والحقيقة؛ أبلاهما الداء ولم تلن لهما قناة ولم تفتر بهم عزيمة؛ محمد سليمان عبدالرحيم الذي كان يتحرّك بالهم الوطني العام من مشفى الى مشفى وقد أرهقه المرض وأضناه العلاج وتكاثفت عليه العلل إلا أن الإعياء لم يتسلل إلى روحه السمحة الوثابة الرحبة..وهو يقدم المبادرات تلو المبادرات ويسافر متنقلاً بها من بلد إلى بلد من أجل وقف الحرب وإنقاذ الوطن وتضميد الجراح وفتح دروب التعافي وتحصين بنيان الديمقراطية والحكم المدني على أساس من العدالة ورتق الصفوف..وبالرغم مما تعرّض له من سجون وتعذيب وتشريد لم ينطو فؤاده على غل أو شهوة في الانتقام..إنما كان يتحدث عن احتضان كل مَنْ لم تتلوث يده بدماء الناس أو اللذين لم يدمغهم القضاء العادل بالفساد..حتى ولو كانوا من مشايعي الفلول المجرمين..!
الأخ والصديق "الفاتح جبرا" كان من حرّاس مشارع الضمير والحقيقة..وما كان أجمل حياته من ساخر لطيف..! لقد كان من مراصد كشف باطل الفلول وفسادهم، كما كان حبيباً لمن حوله..نزوره في منفاه بأقصى القاهرة على سفح الأهرامات فنجد حول الصحاب وتطل ربة المنزل بكرمها الفياض و(حليفتها) و(لقيماتها) وقِرى الضيف المتتابع تأكيداً على سماحة النسج السوداني الباهي الذي يحاول الكيزان عبثاً هلهلته وتقطيع لحمته وسداه وهيهات..! وترميزاً للتساكن والتنوع السوداني (موطأ الأكناف) الذي يمثل التجسيد الحي لمجتمعنا وللسماحة التي لا يطمسها اختلاف المعتقد واللغة أو اللون أو الجهة أو القبيلة..قطع الله دابر الكيزان وافشل تدبيرهم (أينما ثقفوا) وهَبَر شِراكهم الخبيثة حيثما نصبوها من اجل زعزعة حياة السودانيين وتسويد عيشتهم ووضع العصي بين دواليب التعافي لتعطيل إشراقة المستقبل وفجر الحياة الحرّة الكريمة.. !
لن يهنأ سارقي (خط هيثرو) فقد ترك الرجل من خلفه (وووووووواوات) لابد من استيفاء إجاباتها..! سيحمل مشعل كشف الفساد الشباب والكهول الذين كانوا يطالعون مقالاته التي تقض مضاجع اللصوص الذين هربوا بموارد الوطن وثرواته..وسنجد من يتكفّل بإحياء قضية (شفشفة) وسمسرة عقارات لندن ومرافق السكة حديد والنقل النهري والخطوط البحرية والنقل الميكانيكي وكناف أبو نعامة..والخمسة مليون دولار التي لهفها عبدالحي يوسف..إلخ ذلك أن مناصرة الحق أمانه ودمغ الباطل عبادة..والانتصار للنزاهة وقيم الحق والخير والعدالة هي وصية ثورة ديسمبر وشهدائها...!
هذا هو الواجب الذي تركه الراحلان ولا نامت أعين اللصوص الكبار و(أصحاب الكبائر) سارقي مستقبل الوطن وعافيته والحرامية الصغار (لاقطي الفتات)...الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
شركتا النفط والغاز والمساحة الجيولوجية بالحديدة تحيي ذكرى سنوية الشهيد
يمانيون/ الحديدة نظمت شركة النفط اليمنية وهيئة المساحة الحيولوجية والثروات المعدنية والشركة اليمنية للغاز بمحافظة الحديدة، اليوم، فعالية خطابية بالذكرى السنوية للشهيد للعام 1446هـ.
وفي الفعالية، أشاد وكيلا المحافظة محمد حليصي وعلي قشر، بحسن الإعداد من قبل الجهات المنظمة لإحياء هذه الذكرى العظيمة التي نعبر من خلالها، عن مدى الوفاء لدماء الشهداء، الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم في سبيل الدفاع عن الوطن ونصرة المستضعفين، ومواجهة الغزاة والمحتلين لينعم الوطن بالسيادة والأمن والامان، والحرية والاستقلال والعيش الكريم.
واستعرضا عظمة الجهاد والشهادة في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض ، موضحين أن إعراض الأمة عن دينها وعقيدتها وتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ساهم في تدني وضعها وهيمنة وتسلط الأعداء عليها..
وأشادا بالموقف المتميز للشعب اليمني في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وما سطره من إسناد عسكري وشعبي في عملية “طوفان الاقصى”، ومناصرة الشعبيين الفلسطيني واللبناني في مواجهة العدو الصهيوامريكي.
وفي الفعالية، التي حضرها مديرا شركة النفط عدنان الجرموزي وهيئة المساحة الجيولوجية ماجد الاهدل، أشارت كلمة الجهات المنظمة ألقاها معاذ عاموة، إلى أن الشهداء مدرسة نموذجية تقدم لنا وتجسد لنا قيم الإسلام ومبادئه، معتبرا إياهم مشاعل النور التي أنارت الدروب وليبقى الوطن منيعاً صامداً وموحداً ضد المحتلين والغزاة.
فيما أكدت كلمة العلماء ألقاها محمد الوافي، المضي على خطى الشهداء في البذل والتضحية ومواصلة معركة الصمود والتحدي حتى تحقيق النصر، داعيا إلى تعزيز وعي المجتمع بأهمية ثقافة الشهادة والسير على درب الشهداء وتجسيد مآثرهم ومسيرتهم الخالدة واستلهام الدروس من عظمة تضحياتهم، وبالواجب علينا تجاه أسرهم على المستوى الرسمي والشعبي.
تخللت الفعالية، التي حضرها نائب مدير شركة النفط عبد الستار زعفور وهاني علوي، كلمة لشهداء الشركة ألقاها أحمد جبلي، وتكريم اسر شهداء الشركة، وفقرتين إنشادية وشعرية، عبّرت عن عظمة مآثر وتضحيات الشهداء.