بوابة الوفد:
2024-09-25@10:18:41 GMT

الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة 27 سبتمبر 2024م بعنوان : يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ.

وزير الأوقاف: تدريب الأئمة والخطباء على المهارات الإعلامية في نقابة الصحفيين وزير الأوقاف يهنئ نظيره السوري على تجديد الثقة

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد هو حماية الأجيال الجديدة من التسرب من التعليم، وتوجيه وعي جمهور المسجد إلى شدة الحرص على تعليم أبنائهم، والصبر على تعب أبنائهم في التعلم الحقيقي، فقضية العلم من أعظم القضايا التي عُني بها القرآن الكريم وأصَّلها البيان النبوي المعظَّم، وأن من أعظم مرادات الله للإنسان أن يتحلى بالعلم والفكر والمعرفة، فهي سبيل النهوض ببلادنا اليوم والتحرك بصورة هائلة نحو العلم والتقدم في جميع العلوم والفنون، مع التحذير من مخاطر التسرب من التعليم، وتوجيه أولياء الأمور للاهتمام بالتعليم، وحض أولادهم على معرفة قدر العلم والتعلم.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة :

(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، عَلَّمَ آدَمَ وَفَهَّمَ سُلَيْمَان، وَرَفَعَ قَدْرَ أَهْل العِلْمِ وَالإِيقَان، وَجَعَلَ العِلْمَ حِلْيَةً لِلْإنْسَانِ فِي سَائِرِ الأَزْمَان، اللَّهُمَّ نَوِّرْ قُلُوبَنَا وَعُقُولَنَا بِنُورِ العِلْم، وَزَيِّنَّا بِالْحِلْم، وَسَهِّلْ لَنَا مَسَالِكَ الفَهْم، وَأَخْرِجْنَا بِلُطْفكَ مِنْ ظُلُمَاتِ الوَهْم، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لَا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا وَتَاجَ رَؤُوسِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُه، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:  

فَإِنَّ المُطَالِعَ المُتَدَبِّرَ لِكِتَابِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْرِكُ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ القَضَايَا الَّتِي عُنِيَ بِهَا القُرْآنُ الكَرِيمُ وَأَصَّلَهَا البَيَانُ النَّبَوِيُّ المُعَظَّمُ: صِنَاعَةَ العُقُولِ الَّتِي تُحِبُّ العِلْمَ وَتَشْغَفُ بِهِ، وَتَعْرِفُ قِيمَةَ العِلْمِ وَشَرَفَهُ، وَسُمُوَّهُ وَنُورَانِيَّتَهُ، وَأَثَرَهُ العَظِيمَ فِي ارْتِقَاءِ الإِنْسَانِ فِي الدُّنْيَا وَسَعَادَتِهِ فِي الآخِرَةِ.

وَلَقَدْ أَصْغَى الإِنسَانُ المُسْلِمُ بِعَقْلِهِ وَقَلْبِهِ وَلُبِّهِ وَوِجدَانِهِ إِلَى هَذِهِ النِّدَاءَاتِ الشَّرِيفَةِ فِي الوَحْيَيْنِ الكَرِيمَيْنِ وَهِيَ تَتَحدَّرُ فِي رُوحِهِ وَوَعْيِهِ، لِتَغْرِسَ فِي أَعْمَاقِ فِكْرِهِ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ مُرَادَاتِ اللهِ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَتَحَلَّى بِالعِلْمِ وَالفِكْرِ وَالمَعْرِفَةِ، حَيْثُ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالملَائِكَةُ وَأُولُوا العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ}، وَقَالَ تَعَالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَابِ}، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ}، وقال عز وجل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ}، وقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زدْنِي عِلْمًا}، وقال سبحانه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وقال سبحانه: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}، وقال تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ}.

ثُمَّ إِذَا بِالبَيَانِ النَّبَوِيِّ المُنِيرِ يَتَدَفَّقُ إِلَى وَعْيِ الإِنْسَانِ المُسْلِمِ حَامِلًا مَعَهُ مَزِيدًا مِنْ تِلْكَ الأَنْوَارِ الدَّاعِيَةِ إِلَى التَّعَلُّمِ وَالاسْتِدْلَالِ وَالتَّفَكُّرِ وَالتَّأَمُّلِ، وَتَحُضُّ عَلَيْهِ، وَتُحَرِّكُ إِلَيْهِ الهِمَمَ العَالِيَةَ، وَتُعَلِّقُ بِهِ الأَنْفُسَ الزَّكِيَّةَ الَماجِدَةَ، فَيَقُولُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ».

أَيُّهَا النَّاسُ! هَلَّا اسْتَقْبَلْنَا هَذِهِ الأَنْوَارَ السَّاطِعَةَ وَاسْتَجَبْنَا لِهَذِهِ النِّدَاءَاتِ النَّافِعَةِ؛ فَوَعَيْنَا عَنِ اللهِ تَعَالَى مُرَادَهُ، وَانْطَلَقْنَا مُقْبِلِينَ عَلَى العِلْمِ، شَغُوفِينَ بِالتَّعَلُّمِ، مُدْرِكِينَ قِيمَةَ العِلْمِ وَقُدْسِيَّتَهُ وَشَرَفَهُ وَجَلَالَهُ وَعَظَمَتَهُ وَمَهَابَتَهُ! إِنَّ العِلْمَ أَغْلَى مَطْلُوبٍ وَأَعَزُّ مَرْغُوبٍ، وَمَنْ أَدْرَكَ شَرَفَ العِلْمِ حَرَصَ عَلَيْهِ بِكُلِّ مَا يَمْلِكُ، فَتَرَاهُ يَقْرَأُ طُولَ عُمُرِهِ، وَيَزِيدُ مِنْ رَصِيدِهِ المَعْرِفِيِّ، وَيُفْنِي عُمُرَهُ حُبًّا فِي العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ مَهْمَا كَانَتْ مَشَقَّةُ العِلْمِ وَالتَّعَلُّمِ. 

أَوْليَاءَ الأُمُورِ الكِرَامَ! امْلَؤُوا قُلُوبَ أَوْلَادِكُمْ حُبًّا لِلْعِلْمِ وَشَغَفًا وَنَهَمًا لِلتَّعَلُّمِ، اغْرِسُوا فِي وِجْدَانِهِمْ سُمُوَّ قَدْر العِلْمِ، اجْعَلُوا أَوْلَادَكُمْ يَسِيرُونَ فِي طَرِيقِ العِلْمِ مُتَحَلِّينَ بِالصَّبْرِ عَلَى مَشَقَّةِ التَّعْلِيمِ، متَّسِمينَ بِالأَنَاةِ وَالإِصرَارِ، وَلْيَكُنْ حَادِيهِم قَوْلَ الشَّاعِرِ:

اطْلُبِ العلمَ وَلَا تكسَلْ فَـَما * أَبْـعَدَ الخَيْرَ عَلَى أَهْلِ الكَسَـلْ
وَاهْجُرِ النَّوْمَ وَحَصِّلْهُ فَمَنْ * يَعْرِفِ المطـْلُوبَ يَحْقرْ مَا بَـَذلْ
لَا تَقُلْ قدْ ذَهَـبَتْ أَرْبَـابُـهُ * كلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ
أَيُّهَا النَّاسُ! كُونُوا سَدًّا مَنِيعًا وَسِيَاجًا حَصِينًا أمَامَ دَعَوَاتِ التَسَرُّبِ مِنَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسْتَهْدفُ ضَيَاعَ مُسْتَقْبَلِ أَوْلَادِكُمْ، وَتَبُثُّ رُوحَ الجَهْلِ وَالفَقْرِ وَالأُمِّيَّةِ وَالفَسَادِ وَالإِفْسَادِ وَالتَّرَدِّي الحَضَارِيِّ، وَتَهْدفُ إلَى غيَابِ قِيَمِ المُوَاطَنَةِ وَالوَلَاءِ وَالانْتمَاءِ لِلْوَطَنِ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ عَنْ أَوْلَادِكُمْ مَسْئُولُونَ «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

***

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:

أَيُّهَا السَّادَة، اغْرِسُوا فِي عُقُولِ أَوْلَادِكُمْ وَوِجْدَانِهِمْ أَنَّ شُعْلَةَ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ فِي الدُّنْيَا أَضَاءَتْ مِنْ أَرْضِ الكِنَانَةِ مِصْرَ، وَأَنَّ الإِنْسَانَ المِصْرِيَّ عَاشِقٌ لِلْعِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ، مُقْبِلٌ عَلَى التَّعَلُّمِ، صَابِرٌ عَلَى مَشَقَّتِهِ، شَغُوفٌ بِالبَحْثِ وَالتَّنْقِيبِ وَالسَّبْقِ العِلْمِيِّ، مُبْدِعٌ فِي مُخْتلفِ العُلُومِ عَلَى اخْتِلَافِ أَلْوَانِهَا، ابْذلُوا فِي سَبِيلِ العِلْمِ كُلَّ غَالٍ وَنَفِيسٍ، وَسَتَرَوْنَ عَائِدَ ذَلِكَ رُقِيًّا وَتَمَدُّنًا وَحَضَارَةً وَأَمانًا وَاسْتِقْرَارًا تَنْدَهِشُ مِنهُ الأَلْبَابُ.

اعْلَمُوا أَيُّهَا الكِرَامُ أَنَّ سَبِيلَ النُّهُوضِ بِبِلَادِنَا اليَوْمَ هُوَ التَّحَرُّكُ بِصُورَةٍ هَائِلَةٍ نَحْوَ العِلْمِ وَالتَّقَدُّمِ فِي جَمِيعِ العُلُومِ وَالفُنُونِ؛ إِنَّ مِفْتَاحَ حُلُولِ أَزَمَاتِنَا هُوَ العِلْمُ، مِفْتَاحُ مُوَاجَهَةِ التَّطَرُّفِ الدِّينِيِّ وَاللَّادِينِيِّ هُوَ العِلْمُ، مفْتَاحُ مُحَارَبَةِ الفَسَادِ هُوَ العِلْمُ، مِفْتَاحُ بِنَاءِ الاقْتِصَادِ المصرِيِّ هُوَ العِلْمُ، مِفتَاحُ إِعَادَةِ صِنَاعَةِ الحَضَارَةِ هُوَ العِلْمُ، أَيُّهَا السَّادَة، العِلْمُ أَوَّلًا، العِلْمُ ثَانِيًا، العِلْمُ ثَالِثًا، لَا تَقَدُّمَ لَنَا إِلَّا بِالعِلْمِ، لَا رُقِيَّ لَنَا إِلَّا بِالعِلْمِ، إِنَّ العِلْمَ هُوَ الحَلُّ!
اللَّهُمَّ علِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا وَانْفَعْنَا بِمَا علَّمْتَنا .. وَأَفِضْ عَلَيْنَا مِنْ أَنْوَارِ العُلُومِ مَا يَنْفَعُنَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة ال ع ل م الم ع ر ف ة أ و ل اد ک م إ ن س ان الع ل م ى الله

إقرأ أيضاً:

الحرب القائمة والحرب القادمة

مع اقتراب الحرب على غزة من إكمال عامها الأول لما تزال المقاومة مستمرة والأسرى الصهاينة في قبضتها، والعدو يتكبد الخسائر كل يوم وهو لا يدري كيف يخرج من هذا المستنقع الذي أوجد نفسه فيه، فلا هو حقق أهدافه المعلنة ولا هو يعرف طريقة يعلن بها انسحابه، ولا هو قادر على الجهر بالقول بأن حماس انتهت أو هُزمت، مما وضع العدو ورفاقه ومؤيديه في المنطقة وخارجها في حرج كبير وموقف صعب للغاية، فكان الحل هو التوجه صوب الشمال.

لكن التوجه شمالا يستدعي تحديد أهداف جديدة قابلة للتحقق حتى لا تتحول الحرب على لبنان إلى ورطة تضاف الى سجل الورطات التي وقع ويقع فيها المشروع الصهيوني، لذا بادر نتنياهو بتحديد الهدف بإعادة المهجرين من سكان شمال فلسطين المحتلة الذين يزيد عددهم عددهم عن 60 ألف مستوطن فروا خوفا وهلعا من صواريخ حزب الله؛ التي انطلقت لإسناد المقاومة في غزة بعد حرب الكيان عليها.

الناظر إلى تاريخ الاشتباكات والمناوشات التي وقعت بين حزب الله والعدو الصهيوني سيجد أنها متكررة ومتصاعدة من حيث القوة والمدى الزمني أيضا، ويرى أيضا أن أطماع الكيان الصهيوني في لبنان ليست محصورة في الجنوب الذي احتلته قوات الكيان المحاربة في عام 1979 ثم دخولها إلى قلب العاصمة اللبنانية بيروت، التوجه شمالا يستدعي تحديد أهداف جديدة قابلة للتحقق حتى لا تتحول الحرب على لبنان إلى ورطة تضاف الى سجل الورطات التي وقع ويقع فيها المشروع الصهيوني، لذا بادر نتنياهو بتحديد الهدف بإعادة المهجرين من سكان شمال فلسطين المحتلة الذين يزيد عددهم عددهم عن 60 ألف مستوطن فروا خوفا وهلعا من صواريخ حزب اللهوهي أول عاصمة عربية تدخلها قوات الكيان الصهيوني عبر تاريخ الصراع العربي الصهيوني، فدولة الاحتلال ترغب دوما في أن تكون محاطة بمناطق عازلة داخل الأراضي العربية بعيدا عن فلسطين التي احتلتها بالكامل تقريبا، لو استثنينا من ذلك غزة والضفة الغربية التي يتقاسم الاحتلال والسلطة الفلسطينية فيها الحكم والسيطرة منذ أوسلو 1993.

لو نظرت إلى مصر فسوف تجد أن سيناء البالغة مساحتها أكثر من 60 ألف كم مربع تكاد تكون منطقة عازلة بالكامل، فعداد الجيش المصري وعتاده في سيناء تم تحديده في اتفاقية كامب ديفيد 1979، ضمن أربع مناطق؛ أولها المنطقة(أ) وهي الأكثر تسليحا، ثم المنطقة (ب) وهي منطقة يسمح فيها بأربع كتائب بأسلحة خفيفة وقوام القوة لا يزيد عن أربعة ألاف جندي، ويحق لمصر تركيب أجهزة إنذار ساحلية على أن تكون قصيرة المدى، ثم المنطقة (ج) وهي بلا تسليح تقريبا سوى تسليح الأفراد المنتمين للشرطة، ثم المنطقة (د) الحدودية وهي منطقة يسمح فيها للعدو بأربعة آلاف جندي وأربع كتائب عسكرية.

وهكذا يتضح أن دولة الكيان حصنت نفسها بما يسمى السلام بعزل سيناء تقريبا عن مصر حال دون أي عدوان على الأراضي المصرية، وهذا ما لم يتحقق مع لبنان بعد أن غزت الجنوب ثم العاصمة ثم خرجت من الجنوب دون أن تحصل على منطقة عازلة؛ لأنها لم توقع اتفاق سلام مشابه لما جرى مع مصر والأردن.

هنا تبرز أهمية الحرب الحالية التي يشنها الكيان ضد لبنان، وليس ضد حزب الله، فالعدو يسعى للوصول إلى اتفاق سلام يحصل من خلاله على مميزات لم ولن يحصل عليها بالغزو أو الاشتباكات المتكررة عبر أربعين عاما تقريبا.

يسعى نتنياهو إلى تأمين جبهة الشمال باتفاقية مكتوبة، على عكس معظم المرات السابقة بينه وبين حزب الله، إذ كانت هناك اتفاقيات شفهية وأخرى عبارة عن ورقة ضمانات لتجنيب المدنيين، ولكن بعد طوفان الأقصى استطاع حزب الله أن يحول بين الكيان وبين شماله الذي أصبح صداعا في رأس أي حكومة منذ إنشاء دولة الكيان.

خيارات العدو الصهيوني في حربه التي بدأها قبل أيام على لبنان ليست خيارات مفضلة، بل محاولات للهروب من جحيم غزة واستحقاقاتها إلى فضاء أوسع سياسيا يرغب العدو من خلاله بالضغط السياسي على حزب الله ولبنان، للوصول إلى اتفاق سلام يضمن عودة نازحي الشمال وإقامة منطقة عازلة خالية من سلاح حزب الله في الجنوب، وبالتالي يحصل على مبتغاه بالسلام لأنه يعلم استحالة الحصول على ذلك بالحرب، فما شكل الحرب التي يريدها؟

يعلم العدو الحالة الاقتصادية المتردية للبنان سواء بسبب الفساد السياسي والمالي للنخب الحاكمة أو بسبب الحصار الخليجي التي تقوده السعودية، من أجل إخراج حزب الله من المعادلة السياسية اللبنانية تماما، وبالتالي فإن الضربات الجوية التي تستهدف المنشآت الاقتصادية والمدنيين تسبب ضغطا هائلا على الحزب وعلى مسلحيه وعلى عملياته في جنوب لبنان، بالتوازي مع الضغوط المتزايدة على إيران كي لا تتورط في دعم مباشر للحزب فتصبح هي الأخرى هدفا لضربات صهيونية؛ قد تطال مشروعها النووي أو تحدث هزة اجتماعية وسياسية كبيرة تظهر معها ضعف الدولة الفارسية في مواجهة العدوان الصهيوني واختراقاته الأمنية المتكررة، على غرار اغتيال الشهيد إسماعيل هنية قبل شهرين تقريبا.

رغم كل المحاذير التي قد تعيق من شن حرب برية ضد لبنان لكن نتنياهو ورفاقه المجرمين قد لا يتورعون عن خوض تلك الحرب بشكل أو بآخر، باعتبارها لازمة وحتمية لاستعادة زمام المبادرة وإخضاع كافة القوى العسكرية سواء نظامية أو غير نظامية في المنطقة للتفوق الصهيوني المزعوم، وبالتالي إجبار ما تبقى من حكومات عربية على توقيع اتفاقيات سلام
الحرب الشاملة بمعنى الغزو ليست أمرا هينا بناء على تصريحات وتعليقات الخبراء العسكريين وعلى رأسهم الجنرالات السابقون في جيش الاحتلال، فالجيش منهك بسبب غزة وقدرته على فتح جبهات عدة بعد عام من حرب شرسة لم تنته بالنصر في غزة يجعل من عملية الغزو مغامرة كبرى، خصوصا إذا ما تم استدعاء العنصر البشري (الشيعي) من الدول العربية أو التفكير في عميات "استشهادية"، أو استهداف مصالح أمريكية على غرار ما جرى في عام 1983 حين استُهدفت السفارة الأمريكية ثم مقر المارينز الأمريكان في بيروت.

ورغم كل المحاذير التي قد تعيق من شن حرب برية ضد لبنان لكن نتنياهو ورفاقه المجرمين قد لا يتورعون عن خوض تلك الحرب بشكل أو بآخر، باعتبارها لازمة وحتمية لاستعادة زمام المبادرة وإخضاع كافة القوى العسكرية سواء نظامية أو غير نظامية في المنطقة للتفوق الصهيوني المزعوم، وبالتالي إجبار ما تبقى من حكومات عربية على توقيع اتفاقيات سلام وطي ملف فلسطين وبقية الأراضي المحتلة في المنطقة، وعلى رأسها الجولان الذي يبدو أن بشار لا يقيم له وزنا ويعتبره جزءا من الأراضي السورية التي يتعين الدفاع عنها.

الخيار المتاح للكيان حاليا ولحين فترة من الوقت هو الضربات القوية التي لا تفرق بين مدني وعسكري، ولا بين منشآت اقتصادية أو مواقع عسكرية مع استهداف محكم لقادة الحزب العسكريين، بحيث تنال من معنويات الحزب والحضانة الشعبية وتجعل من تدخل إيران لدعم الحزب مغامرة غير محمودة العواقب، لكن من يعرف تاريخ الحزب وآلية تسليحه وقدراته العسكرية يدرك أن فكرة هزيمته عبر الاستهداف الجوي وحده لن يكتب لها النجاح؛ لأن مخزون الحزب من الصواريخ يمثل كابوسا للكيان وسكان المستوطنات في الشمال، فما بالك إن صدقت تهديدات نصر الله وقام باستهداف تل أبيب؟

مقالات مشابهة

  • فصل التيار الكهربائي عن المنصورة الجمعة القادمة
  • بدون النجوم.. غيابات الأهلي والزمالك في مباراة السوبر الإفريقي الجمعة القادمة
  • الحرب القائمة والحرب القادمة
  • وزارة الأوقاف:افتتاح 14 مسجدًا الجمعة المقبلة
  • حفل لفريق "الإخوة أبو شعر" بمكتبة الإسكندرية.. الجمعة القادمة
  • «الأوقاف» تعلن افتتاح 14 مسجدا يوم الجمعة المقبل
  • وزارة الأوقاف: افتتاح 14 مسجدًا الجمعة القادمة
  • «الأوقاف» تخصص خطبة الجمعة عن التعليم بمناسبة بدء الدراسة
  • اتهمته بعد الإلتزام بالخطبة الموحدة.. الأوقاف توقف خطيباً بالقصر الصغير