وفاة مدير اليونسكو السابق المفكر السنغالي أمادو مختار مبو عن 103 أعوام
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
توفي ليل الاثنين إلى الثلاثاء في دكار عن عمر يناهز 103 أعوام المفكر السنغالي أمادو مختار مبو الذي ترأس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) طوال 13 عاما، على ما أعلنت وكالة الأنباء السنغالية.
وقال الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي: "لقد تأثرت كثيرا لدى تبليغي بوفاة البروفسور أمادو مختار مبو، الأمين العام السابق لليونسكو والمدافع الكبير عن تعددية الأطراف".
وأضاف: "لقد رحل أحد كبار الأمة السنغالية، وترك إرثا لا يُقدَّر بثمن، تميز بنضاله من أجل العدالة التعليمية والثقافية العالمية".
ووصفه رئيس الوزراء عثمان سونكو بـ"المفكر العظيم ورجل الثقافة" الذي "كرس حياته لأمتنا ولأفريقيا".
وكان أمادو مختار مبو الذي ترأس اليونسكو من عام 1974 إلى عام 1987، شخصية شهيرة في السنغال وترك بصمته على بلده وأفريقيا بفضل جهوده في سبيل التعليم والسلام.
وتولى مبو الذي تلقى تعليمه الجامعي بفرنسا، تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا وتولى على التوالي وزارتَي التربية والتعليم ثم وزارة الثقافة في عهد الرئيس السابق ليوبولد سيدار سنغور (1960-1980).
وكان مبو المولود في مارس/آذار 1921 خلال الفترة الاستعمارية، معروفا أيضا بالتزامه السياسي. وفي هذا المجال، كان له دور نشط في النضال من أجل استقلال السنغال.
وفي عام 2008، ترأس "المؤتمر الوطني"، وهو عبارة عن عملية استفتاء واسعة النطاق لآراء المواطنين، تهدف إلى اقتراح حلول للأزمة السياسية والاقتصادية التي كانت السنغال تمر بها آنذاك.
واحتفلت السنغال بالذكرى المئوية لتأسيسها عام 2021، برعاية الرئيس السابق ماكي سال.
وأعرب الرئيس السابق الذي تولى السلطة من 2012 إلى 2024، على منصة "إكس"، عن حزنه "العميق" لرحيل مبو، مذكّرا بأنه "كرس حياته لخير الإنسانية".
سيرة مفكر ودبلوماسيمارس مبو التدريس أستاذا بإعدادية روصو (جنوب موريتانيا) في الفترة ما بين 1951-1953، حين كانت موريتانيا مستعمرة تدار من مدينة سان لوي، ثم انتقل للعمل في مجال التعليم بالسنغال.
بدأ النشاط السياسي في شبابه وكان من الرافضين للاستقلال الداخلي للسنغال، واضطر للاستقالة من وزارة التعليم بسبب رفضه لبقاء بلاده تحت الحكم الاستعماري، وانضم إلى المنادين بالاستقلال الكامل.
وبعد الاستقلال ظل يمارس السياسة من داخل النظام بحكم علاقاته بالسلطة، إلا أن وظائفه الإدارية ومسؤولياته الدولية أبعدته عن العمل السياسي، أكثر من عقدين من الزمن.
وخلال توليه منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، حاول تكريس المساواة بين دول العالم، وترسيخ الاحترام العالمي للعدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان ومبادئ الحريات الأساسية.
وقد أثارت مواقفه حفيظة الولايات المتحدة، فأعلن وزير خارجيتها -في ذلك الوقت- جورج شولتز عن قلق بلاده إزاء بعض اتجاهات اليونسكو والجوانب الأيديولوجية التي حادت بها عن المبادئ الأصلية لميثاقها التأسيسي، حسبما ورد في رسالته إلى المدير العام للمنظمة لعرض مبررات الانسحاب.
لكن مختار مبو اعتبر أن قرارات المنظمة تتم دائما وفقا للمعايير التي حددها ميثاقها، إلا أن التحول الهائل الذي شهده المجتمع الدولي، وتصفية الاستعمار وحصول الشعوب المستعمرة على استقلالها وممارستها لدورها في الحياة الدولية، أدى إلى تطور الشواغل المباشرة لليونسكو، وفقا لما ورد في رده على الوزير الأميركي.
لكن ذلك لم يثن الولايات المتحدة، فانسحبت من المنظمة مطلع 1984، وحرّضت حلفاءها على الانسحاب، فأعلنت بريطانيا انسحابها من المنظمة سنة 1985، تضامنا مع أميركا. وفي سنة 2008 وقع اختيار القوى السياسية والمدنية -المعارضة لنظام الرئيس السابق عبد الله واد- على مختار مبو لقيادة المنتديات العامة للمعارضة التي سعت إلى تقديم تصورات لإيجاد حلول توافقية لأزمات البلاد.
وفي مايو/أيار 2011 احتفت الأوساط الفكرية والسياسية السنغالية بمختار مبو، بمناسبة الذكرى التسعين لميلاده، وأقيمت لهذا الغرض ندوة دولية بالسنغال لمدة 3 أيام تحت عنوان "أمادو مختار مبو: نضال من أجل أفريقيا".
أصدر أمادو مختار مبو العديد من المؤلفات والمنشورات عن القضايا المتعلقة بالتربية في السنغال والعالم، ومن أهم إصدارته "اليونسكو والمستقبل" و"اليونسكو والتضامن مع الأمم.. من التشاور إلى التفاهم"، و"اليونسكو: العالمية والتعاون الدولي"، و كتاب "زمن الشعوب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرئیس السابق
إقرأ أيضاً:
طائرات الاحتلال تستهدف مواقع لجيش النظام السوري السابق في حمص
سرايا - قال مصدران أمنيان الثلاثاء إن طائرات إسرائيلية استهدفت مواقع لجيش النظام السوري السابق في محافظة حمص وسط سوريا.
وكان 3 أشخاص استشهدوا في غارات إسرائيلية استهدفت مساء الاثنين محيط مدينة درعا في جنوب سوريا، على ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه شنّ ضربات على "أهداف عسكرية".
وأتى هذا القصف بعدما أعلنت إسرائيل أنّها شنّت غارة جوية الأسبوع الماضي على دمشق.
وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها شنّ مثل هذه الضربات ضد "كل من يهاجمنا" في المنطقة.
وقال في بيان مصور "هاجمنا مقرا للجهاد الإسلامي في قلب دمشق. فعلنا ذلك لأن لدينا سياسة واضحة: من يهاجمنا أو يخطط لمهاجمتنا، سنضربه".
وتابع "هذا لا ينطبق فقط على سوريا، بل في كل مكان، بما في ذلك لبنان".
وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، شنّت إسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سوريا، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق.
كما توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله من الهضبة السورية.
وطالب نتنياهو في شباط/فبراير بجعل جنوب سوريا منزوع السلاح بشكل كامل، محذرا من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سوريا قرب حدودها.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1150
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 18-03-2025 11:53 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...