هآرتس: إسرائيل تغرس في نفوس الأطفال ثقافة الغوغاء
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
قالت "هآرتس" إن تلميذة من السكان العرب (الفلسطينيين) في مدينة بئر السبع أُوقفت عن الدراسة بسبب إبداء تعاطفها مع أطفال غزة في الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن عشرات الطلاب في مدرسة زيلبرمان الشاملة في بئر السبع، جنوب غرب مدينة القدس المحتلة، تجمعوا حول تلميذة الصف السابع التي تبلغ من العمر 12 عاما وهم يغنون "يجب أن تحترق قريتك".
وحدث ذلك الأسبوع الماضي أثناء نقاش دار في المدرسة حيث تجرأت التلميذة -التي لم تذكر "هآرتس" اسمها- على التعبير عن تعاطفها مع أطفال غزة.
وفي افتتاحيتها الصادرة اليوم الأربعاء، أفادت الصحيفة أن المدرسة أوقفتها، ووزارة التربية والتعليم أيدت قرار الإيقاف، أما أولياء أمور التلاميذ الإسرائيليين الآخرين فطالبوا -في مجموعة واتساب- بإبعادها عن الدراسة، بل اقترح نائب رئيس بلدية المدينة تجريد عائلتها من الجنسية الإسرائيلية.
وروت الفتاة لصحيفة هآرتس أنها قالت -في مناقشة داخل الفصل الدراسي- إن الأطفال يعانون من الجوع ويموتون في غزة. وعندما انتهى الدرس، بدأ الطلاب الآخرون في الصف بمهاجمتها، واتهموها بدعم حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) وشتموها وهم يغنون "يجب أن تحترق قريتك".
وفي تعليقها على ما حدث، أكدت الصحيفة بافتتاحيتها أن "ثقافة الغوغاء" هذه راسخة في المجتمع الإسرائيلي، وقد تجلى ذلك في مقاطع الفيديو التي نُشرت على وسائل التواصل من المدرسة، وأكملت ردود الفعل المحرضة للعنف ما تبقى وأوفت بالغرض المراد منها.
هآرتس: "ثقافة الغوغاء" هذه راسخة في المجتمع الإسرائيلي، وقد تجلى ذلك في مقاطع الفيديو التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من المدرسة
وحكى والد التلميذة الفلسطينية للصحيفة كيف أن الطلاب سرعان ما تجمعوا حول ابنته "واكتفت المعلمة بالابتعاد وتركتها وحدها تدافع عن نفسها، حتى جاءت معلمة أخرى وشاهدت الوضع وأخذتها إلى المديرة". ومن جانبها، نبهت المديرة الأب وأبلغته أنه سيتم إيقاف ابنته عن الدراسة لعدة أيام "لفهم ما حدث" وحماية ابنته من الهجوم عليها ومن المضايقات التي تتعرض لها.
وقرر الأب إبقاء ابنته الثانية في المنزل خوفا من تعرضها للمضايقات، وقال إن الطلاب العرب (الفلسطينيين) الآخرين في المدرسة فعلوا الشيء نفسه. وذكرت وزارة التربية أنه تقرر إبعاد الفتاة عن المدرسة بسبب سلوكها، إلى حين توضيح الأمر بشكل كامل، وتجنب الاحتكاك بينها وبين الطلاب الآخرين.
واعتبرت "هآرتس" أن الحادث الذي وقع مدرسة زيلبرمان الشاملة يشكل دليلا إضافيا على التطورات "المزعجة" التي تشهدها إسرائيل، والتي تساهم الحرب في إذكائها بوتيرة سريعة.
وقالت إن المدرسة فشلت فشلا ذريعا في الدفاع عن الفتاة، وفي قرار إيقافها عن الدراسة، وهي بذلك تساند في الواقع الغوغائية، وسلوك التنمر الجماعي الذي أظهره الطلاب الآخرون، وتغرس فيهم قيماً تدعم الاضطهاد السياسي، والتهميش، والتفوق اليهودي حيث يُسمَح للأطفال اليهود بالتحدث عن العرب (الفلسطينيين) بأي شيء في حين يُحظر على العرب التعبير عن أنفسهم سياسيا.
وخلصت "هآرتس" إلى أن أي دولة تدار بشكل سليم كانت ستطلب من وزير التربية تصحيح هذا الخطأ. "أما في إسرائيل، فإن هذا الوزير يوآف كيش وحش سياسي أثبت تورطه في جرائم القتل، وهو جزء من حكومة عنصرية قومية".
وأعربت الصحيفة في ختام افتتاحيتها عن الأمل في أن يثوب شخص ما في وزارة التربية أو البلدية أو المدرسة إلى رشده ويحمي هذه التلميذة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات عن الدراسة
إقرأ أيضاً:
جموع المصلين يؤدون صلاة عيد الفطر المبارك بالعاصمة صنعاء والمحافظات
الثورة نت/..
أدى جموع المصلين بالعاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية صباح اليوم الأحد ، صلاة عيد الفطر المبارك واستمعوا إلى خطبتيها.
ففي الجامع الكبير بصنعاء، أدى عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، ونائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، وعدد من الوزراء وأعضاء من مجلسي النواب والشورى اليوم، صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين.
وفي خطبتي العيد، هنأ العلامة حمدي زياد، جميع الحاضرين والمصلين حلول هذه المناسبة الدينية الجليلة التي تأتي في ظل ظروف عصيبة تمر بها الأمة في ظل تكالب قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وإسرائيل وحلفائهما.
وأشار إلى أن يوم عيد الفطر يُسن فيه الخروج للصلاة مكبرًا ومهللًا، مستشهدًا بذلك بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج للصلاة مكبرًا ومهللًا حتى يصل المصلى، وكان يأمر أصحابه بإشهار السلاح، باعتبار السلاح ثقافة إسلامية منذ بزوغ فجر الإسلام.
وقال “يُسّن في هذا اليوم الترفيه عن النفس والعيال والأسرة في المأكل والمشرب والملبس والبهجة والسرور وبحسب الإمكان، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عد ذلك في الفطر يوم واحد وفي عيد الأضحى ثلاثة أيام، ويُسّن أيَضًا التصافح والتسامح وزيارة وصلة الأرحام”.
وشدد العلامة زياد على صلة الأرحام والزيارات، بما فيها زيارة أَضرحة الوالدين والعلماء الأجلاء والعاملين والشهداء الأخيار ..لافتًا إلى ضرورة التسامح بين الناس وإدخال البهجة والسرور على أنفسهم.
وأضاف “يُسّن في هذا اليوم التكبير والتمديد والتهليل والتسبيح كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وفي القرآن الكريم، كما قال الله “ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون”، حاثًا على الابتعاد عن اللهو واللغو والخروج عن التعاليم الدينية.
ودعا خطيب العيد، الجميع إلى استشعار نعمة الله وفضله والاستقامة الدائمة والحفاظ على الجُمع والجماعات والطاعات والتلاوات بمجالس الذكر والصدقات والإحسان، مشددًا على استمرار الصمود على المواقف المشرف في إسناد المقاومة الفلسطينية ومواجهة الطاغوت الأمريكي، والصهيوني.
وتابع “لابد من تقوى الله دائمًا وتعزيز ثقافة القرآن والانطلاق منها في ديننا ودنيانا وحربنا وسلمنا، فالإنسان الذي يعتمد على القرآن لا يمكن أن يكتشف يوم من الأيام أنه زل أو أخطأ، والأمة لن تخرج من التعاسة، إلا إذا عادت إلى كتاب الله عز وجل”.
وطالب، بجمع الشمل وتوحيد الكلمة والجهاد في سبيل الله، للانتصار على الأعداء، باعتبار ذلك من الأولويات، مستشهدًا بقوله تعالى “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.
كما شدد العلامة زياد على ضرورة إعداد الأجيال وتعليمهم كتاب الله عز وجل وتهيئتهم للدورات الصيفية، معتبرًا ذلك مسؤولية أمام الله تعالى في تعليم الأجيال الثقافة القرآنية وتحصينهم من مخاطر الحرب الناعمة، في ظل ثورة المعلومات الهائلة التي قد تفسدهم.
وتطرق إلى المواجهة اليمنية المشرفة مع قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وإسرائيل، وقال “نحن فيه مواجهة العدوان وعلى الجميع أن يطمئنوا بأن النصر آت وأنتم موعودون من الله تعالى بذلك، وقد هزمنا بفضل الله إسرائيل في جانب من جوانب المعركة”.
وأضاف “حتى غزة هزمت اسرائيل في المعركة البرية ولذلك عادت إسرائيل إلى حربها على غزة، لكنه يتهيب من المعركة البرية، فهو يريد أن ينسف المدن والتدمير والقتل، لكنه يعلم أن التكلفة عليه كبيرة وباهظة وقد تكبّد قتلى وجرحى وانهار من الداخل”.
وأفاد، بأن إسرائيل هُزمت في المعركة البرية بلبنان، وطلبت بإيقاف النار، لكنها ما عادت إلى المعركة البرية، وإنما عادت إلى سلاح الجو لتقتل ولتدمر الشعب اللبناني.
وعرّج خطيب العيد على الموقف اليمني المشرف المناصر لفلسطين والمساند لغزة، مؤكدًا أن اليمن بفضل الله تعالى انتصر في المعركة البحرية وثابت على موقفه حتى النصر.
وتابع “نحن نسابق الزمن في التطوير والتحسين والتعبئة لنضرب أعداء الله في مقتل ونحدث الفوارق في أي معركة كبرى قادمة تخوضها الأمة بكل تياراتها وأطيافها، ما يتطلب من أبناء الأمة العودة إلى وحدة الساحات باليمن ولبنان وإيران والعراق وكل الأحرار لمواجهة الغدة السرطانية في جسد الأمة واستئصالها”.
ومضى بالقول “قد عرف الأمريكان وقال الأمريكي بنفسه وكررها الساسة الأمريكان بأنكم لن تقدروا على اليمن، إلا إذا دخلتم بجيوش بمئات الآلاف على غرار ما حصل في العراق قديمًا وهذه لا يقدرون عليها وإن تجرؤّا فستكون نهايتهم في اليمن”.
واختتم العلامة حمدي زياد خطبتيه مخاطبًا الأعداء “عليكم أن تيأسوا من اليمن وتعلموا أن اليمن منتصر بنصر الله، فأنتم ستقاتلون قومًا يخافون الله ولا يخافون سواه وأنتم تقاتلون قومًا يحملون ثقافة القرآن ولا يحملون ثقافة غيرها وأنتم تحاربون قومًا لا يعشقون الدنيا، وإنما العزة والكرامة والبطولة والهوية الإيمانية”.