سودانايل:
2024-09-25@10:34:56 GMT

القيم المهدرة .. والتناقض الوقح

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

• قيم الشعوب هى تمائم حفظ الأوطان ، من الوقوع فى متاهات التردى ،وشر الإنحطاط ..، تستمد جذوتها من الدين والأخلاق والعرف ، و تسرى فى النفوس كسريان الدم فى الشرايين والأوردة والكهرباء فى الأسلاك .
• والقيم الكريمة هى أساس الدين القيم يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إن ما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .

والدين المعاملة .
• فالنفاق والفتنة والشقاق وكل سىء الأخلاق جراثيم داء عضال أصابت مجتمعنا فى مقتل وسرت فى شرايين دولتنا و أصابت جسد الوطن بالوهن ، وضعف التيار الأخلاقي القويم عطل تدوير حركة النماء واستقامة صيرورة الحياة بالسودان .
• و مصيبتنا الكبرى أننا جميعا ندرك ذلك وتلوكه الألسن ، وتعج به كتاباتنا ويقدم حتى فى مسميات و زاراتنا ، فكلمة التربية تسبق التعليم ، وفى هذا إقرار عظيم لكن ينقصه التطبيق العملى بواقعنا الأليم .
• وواجب الحكومات فى إصلاح شأن المجتمعات هو صميم عملها ، وهو ترمومتر قياس نجاحها وفشلها ، ويقول الحكماء أن القدوة الحسنة خير من الوصية وان حسن الخلق أحد مراكب النجاة، حسن خلق الحكام قبل المحكومين .
• ومن الواضح أن فقدان وطننا على مر تاريخه المعاصر للحاكم القدوة ، والرئيس الملهم له دور كبير فى تخلف ركبه عن رصفائه بالمعمورة ، والذى يراه الحاكمين وكبار التنفيذيين بسفرهم الدائم بدول العالم بالمبانى و المعانى باديس و نيروبي و كيجالى و كمبالا دعك عن مدن دول الخليج والدول العربية الأخرى التى بلغت بالتقدم والرفاهية بكافة مناحى الحياة شأوا بعيدا ويبدو أن ما يشاهدونه، بيوروهات ما أستقطع من عملة الشعب الحرة الشحيحة ،لم يثير فيهم حمية ولم يدفعهم إلى تجويد أداء بالشأن العام .
• حيث ظل الكثيرين منهم همه مصلحة الذات ، والحزب والنفخ فى أوردة غرورهما لأجل البقاء الأطول بالمنصب ،لذا يستغفلون البسطاء بالحشد وتبديد المال العام و إبتكار أساليب الفساد لتحويله لمال خاص ، مع الهتاف النموذج.. السد السد الرد الرد ، كتجسيد حى للشوفونية المتعفنة ، والرياء الذى يحبط العمل ،و المغارز الخواء .. وما أكثر الأمثلة النظيرة .
• وقد أحدث التناقض الوقح المشاهد، بين الأقوال والأفعال ، للحكام وقادة العمل العام بالسودان ، خلال العقود الاربعة الأخيرة، والتى عاصرها جيلنا بكامل وعيه ، ربكة مدمرة للقيم ، ومسوح دين سمجة أحدثت شرخا عميقا فى الحياة العامة بالسودان ، تضميده يحتاج لجهود وعقود .
• فقد كان البون الشاسع بين نظرية المشروع الحضارى التى تستند على قيم الإسلام وتطبيق النقيض على أرض الواقع ، خلال سنوات حكم الإنقاذ ،وهى اكبر فترة حكم مرت بتاريخ السودان منذ الاستقلال ، توضحها الحقائق المجسمة التى تمشى بين الناس ، وتضج بها الحكايات ، و تبكى خطلها النكات المضحكات .وهذا الأمر لايحتاج توضيحه للأسرار الكبرى التى بثتها القنوات ،ولا حديث عرابها د. الترابى وشهادته بقناة الجزيرة الفضائية ،ولا تنتطح فى ما أحدثته تجربتها بالحكم من تشويه كبير لقيم الاسلام الذى كانت تدعيه عنزان . من واقع ما طفح بالسطح من ممارسات الفساد والمحسوبية والظلم التى سادت وتعج بها المجلدات ووشمت بذاكرة السودانين . وكانت نتيجتها الفشل المريع بكافة المجالات ، والتى تضافرت مع الظلم و التخبطات العسكرية والأمنية والتهور السياسى و أحدثت الفجيعة الراهنة و أشعلت الحرب الطاحنة بينهم ووليد طموح حماية الذات الفانية ، وتطلعات النفوس المتباينة .
• وسعى قادة التجربة الإنقاذية للعودة للحكم على جثة الوطن ، رغم العوار البين الذى أصاب ممارستهم للحكم والثورة الشعبية التى إقتلعتهم ، محيرة وجديرة بالدراسة و ستظل معضلة كبيرة أمام فكاك الوطن من براثن القعود ، ومثال حى لأسباب التردى الناتجة عن ضعف القيم الدينية الحقة والأخلاقية السوية .
• فحب الذات والتعصب للإنتماءات ،على حساب سلامة الوطن و إستقراره ، حتما يتناقض مع قيم الدين التى يدعون، والتى تحرم الجلوس على كرسى حكم مغموس بالدماء وبين الأشلاء وفوق رماد الوطن ، وهذا الأمر تعافه النفوس السوية ، ومن يسعى إليه لاشك فى ما يعتريه من سوء الطوية .
• فعلى العقلاء من الحركة الإسلامية بالسودان بمسمياتها المختلفة وتنظيماتها وتشكيلاتها التى ظلت تتلون مثل الحرباء فى كل زمان ومكان ، وتقدم فى سبيل وصولها لغاياتها نماذج من المراوغة والمداهنة والنفاق والتدليس ما يدهش أبليس ، أن يتقوا الله فى حق هذا الوطن ، وان يراجعوا تجربة حكمهم الطويلة ،ويتركوا الوطن يرتاح قليلا من صراعهم العدمى على ظهره المدمر ، فهم يدركون أنهم قادة بكل أطراف الصراع ، ولن ينفع الخداع . فرفقا بشعب وصل قمة العذاب ووطن على وشك الضياع.
بتق رأس الشجرة القلعوا الشارع
بقى رأسين تتصارع
والكل فلول يازول يا ضايع
والعين بتشوف بالضوء النابع
من نبضات القلب الخاشع
كل خبايا الزيف الطامع
وحزن الوطن إتمدد شاسع
هد مدارك العصب السابع

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة توقع بروتوكول تعاون مع Success الدولية للتدريب

وقع الدكتور ايمن دياب عميد كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة اكتوبر للعلوم الحديثه والاداب (MSA ) على بروتوكول تعاون برعاية اتحاد المستثمرات العرب بحضور دكتورة هدى يسي ، مع شركة Success الدولية للتدريب إحدى شركات أعضاء الاتحاد.

كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة اكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA ) توقع بروتوكول تعاون مع Success الدولية للتدريب برعاية اتحاد المستثمرات العرب…

 

وذلك بحضور اللواء ايمن الشريف السكرتير العام لمحافظة أسوان ونائبا عن المحافظ ، يمنى البحار نائب وزير السياحة والآثار، واللواء شريف الماوردى رئيس الهيئة المصرية للمعارض والمؤتمرات، وفضيلة الشيخ أسامة الحديدي مدير عام الفتوي الالكترونيه بالأزهر الشريف، والنائب طلعت عبد القوى رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، اللواء أشرف حسن سعد الله المدير التنفيذي لجمعية الصناع المصريون، ومجدى عبد الكريم مدير الائتمان ورئيس لجنة تسيير مذكرة التفاهم بجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وسفراء الكونغو - أذربيجان - زمبابوى - أوزبكستان وعدد من ممثلى الوزارات والسفارت والهيئات والمحافظات ومجلس النواب والشيوخ.

 

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الثانى، بمناسبة انعقاد قمة الاستثمار العربي الإفريقى والتعاون الدولى برعاية رئيس مجلس الوزراء وجامعة الدول العربية المنعقدة خلال الفترة من 11 إلى 15 نوفمبر العام الجارى، بمحافظة اسوان .


كما أن البروتوكول يهدف إلي تحقيق التعاون العلمى على المستوى الدولى فى مختلف أقسام الكلية . الى حانب تنظیم الندوات والمؤتمرات وورش العمل في المجالات العلمیة والبحثیة المختلفة.

 

وأشار الدكتورايمن دياب - أن البروتوكول يأتى فى ضوء توجه جامعة MSA والمحافظة لتحقيق أهداف الكلية نحو الارتقاء بالعملية التعليمية من خلال تقديم الخدمات العلمية التى ترتقى بمستوى الطالب و تؤهلهم لاكتساب المعارف التى يستطيعون بها المنافسة فى مجال العمل، و ذلك فى إطار المهمة التعليمية للجامعة و النهوض برسالة كلية التكنولوجيا الحيويه بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة و الآداب التى تهدف لتخريج علماء ينهضون برسالة العلم و مهام العمل النافع.

كما يأتى في إطار توفير فرص عمل متميزة للخريجين بكبرى الشركات والهيئات والمؤسسات المحلية والعالمية وبرامج تدريب متقدمة للطلاب وذلك تنفيذاً لخطة الكلية التى تنفذ برنامجًا تعليمياً متميزا معتمدًا محليًا ودوليًا باستخدام طرق التكنولوجيا الحديثة والمتطورة.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع يشهد حفل تخرج الدفعة 166 من كلية الضباط الاحتياط
  • الترويجُ للحرية ووقاحةُ منطق الإدارة الأمريكية
  • وادى دجلة للتنمية العقارية: 3 مليارات جنيه المبيعات خلال 6 أشهر.. ومتوقع أن تصل إلى 5 بنهاية العام
  • تجار‭ ‬الأزمات‭.. ‬أعداء‭ ‬الوطن
  • محافظ أسوان ينيب السكرتير العام لحضور المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية
  • وزير الداخلية المكلف يلتقى بمكتبه سفير روسيا لدى السودان
  • «جنا» وأخواتها.. لم تنجح فى خفض أسعار الطماطم
  • جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة توقع بروتوكول تعاون مع Success الدولية للتدريب
  • مدير «الإرشاد النفسي» بالإسكندرية: الهوية الوطنية ترفع من شأن الأمة