سودانايل:
2025-03-31@05:16:30 GMT

القيم المهدرة .. والتناقض الوقح

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

• قيم الشعوب هى تمائم حفظ الأوطان ، من الوقوع فى متاهات التردى ،وشر الإنحطاط ..، تستمد جذوتها من الدين والأخلاق والعرف ، و تسرى فى النفوس كسريان الدم فى الشرايين والأوردة والكهرباء فى الأسلاك .
• والقيم الكريمة هى أساس الدين القيم يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إن ما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .

والدين المعاملة .
• فالنفاق والفتنة والشقاق وكل سىء الأخلاق جراثيم داء عضال أصابت مجتمعنا فى مقتل وسرت فى شرايين دولتنا و أصابت جسد الوطن بالوهن ، وضعف التيار الأخلاقي القويم عطل تدوير حركة النماء واستقامة صيرورة الحياة بالسودان .
• و مصيبتنا الكبرى أننا جميعا ندرك ذلك وتلوكه الألسن ، وتعج به كتاباتنا ويقدم حتى فى مسميات و زاراتنا ، فكلمة التربية تسبق التعليم ، وفى هذا إقرار عظيم لكن ينقصه التطبيق العملى بواقعنا الأليم .
• وواجب الحكومات فى إصلاح شأن المجتمعات هو صميم عملها ، وهو ترمومتر قياس نجاحها وفشلها ، ويقول الحكماء أن القدوة الحسنة خير من الوصية وان حسن الخلق أحد مراكب النجاة، حسن خلق الحكام قبل المحكومين .
• ومن الواضح أن فقدان وطننا على مر تاريخه المعاصر للحاكم القدوة ، والرئيس الملهم له دور كبير فى تخلف ركبه عن رصفائه بالمعمورة ، والذى يراه الحاكمين وكبار التنفيذيين بسفرهم الدائم بدول العالم بالمبانى و المعانى باديس و نيروبي و كيجالى و كمبالا دعك عن مدن دول الخليج والدول العربية الأخرى التى بلغت بالتقدم والرفاهية بكافة مناحى الحياة شأوا بعيدا ويبدو أن ما يشاهدونه، بيوروهات ما أستقطع من عملة الشعب الحرة الشحيحة ،لم يثير فيهم حمية ولم يدفعهم إلى تجويد أداء بالشأن العام .
• حيث ظل الكثيرين منهم همه مصلحة الذات ، والحزب والنفخ فى أوردة غرورهما لأجل البقاء الأطول بالمنصب ،لذا يستغفلون البسطاء بالحشد وتبديد المال العام و إبتكار أساليب الفساد لتحويله لمال خاص ، مع الهتاف النموذج.. السد السد الرد الرد ، كتجسيد حى للشوفونية المتعفنة ، والرياء الذى يحبط العمل ،و المغارز الخواء .. وما أكثر الأمثلة النظيرة .
• وقد أحدث التناقض الوقح المشاهد، بين الأقوال والأفعال ، للحكام وقادة العمل العام بالسودان ، خلال العقود الاربعة الأخيرة، والتى عاصرها جيلنا بكامل وعيه ، ربكة مدمرة للقيم ، ومسوح دين سمجة أحدثت شرخا عميقا فى الحياة العامة بالسودان ، تضميده يحتاج لجهود وعقود .
• فقد كان البون الشاسع بين نظرية المشروع الحضارى التى تستند على قيم الإسلام وتطبيق النقيض على أرض الواقع ، خلال سنوات حكم الإنقاذ ،وهى اكبر فترة حكم مرت بتاريخ السودان منذ الاستقلال ، توضحها الحقائق المجسمة التى تمشى بين الناس ، وتضج بها الحكايات ، و تبكى خطلها النكات المضحكات .وهذا الأمر لايحتاج توضيحه للأسرار الكبرى التى بثتها القنوات ،ولا حديث عرابها د. الترابى وشهادته بقناة الجزيرة الفضائية ،ولا تنتطح فى ما أحدثته تجربتها بالحكم من تشويه كبير لقيم الاسلام الذى كانت تدعيه عنزان . من واقع ما طفح بالسطح من ممارسات الفساد والمحسوبية والظلم التى سادت وتعج بها المجلدات ووشمت بذاكرة السودانين . وكانت نتيجتها الفشل المريع بكافة المجالات ، والتى تضافرت مع الظلم و التخبطات العسكرية والأمنية والتهور السياسى و أحدثت الفجيعة الراهنة و أشعلت الحرب الطاحنة بينهم ووليد طموح حماية الذات الفانية ، وتطلعات النفوس المتباينة .
• وسعى قادة التجربة الإنقاذية للعودة للحكم على جثة الوطن ، رغم العوار البين الذى أصاب ممارستهم للحكم والثورة الشعبية التى إقتلعتهم ، محيرة وجديرة بالدراسة و ستظل معضلة كبيرة أمام فكاك الوطن من براثن القعود ، ومثال حى لأسباب التردى الناتجة عن ضعف القيم الدينية الحقة والأخلاقية السوية .
• فحب الذات والتعصب للإنتماءات ،على حساب سلامة الوطن و إستقراره ، حتما يتناقض مع قيم الدين التى يدعون، والتى تحرم الجلوس على كرسى حكم مغموس بالدماء وبين الأشلاء وفوق رماد الوطن ، وهذا الأمر تعافه النفوس السوية ، ومن يسعى إليه لاشك فى ما يعتريه من سوء الطوية .
• فعلى العقلاء من الحركة الإسلامية بالسودان بمسمياتها المختلفة وتنظيماتها وتشكيلاتها التى ظلت تتلون مثل الحرباء فى كل زمان ومكان ، وتقدم فى سبيل وصولها لغاياتها نماذج من المراوغة والمداهنة والنفاق والتدليس ما يدهش أبليس ، أن يتقوا الله فى حق هذا الوطن ، وان يراجعوا تجربة حكمهم الطويلة ،ويتركوا الوطن يرتاح قليلا من صراعهم العدمى على ظهره المدمر ، فهم يدركون أنهم قادة بكل أطراف الصراع ، ولن ينفع الخداع . فرفقا بشعب وصل قمة العذاب ووطن على وشك الضياع.
بتق رأس الشجرة القلعوا الشارع
بقى رأسين تتصارع
والكل فلول يازول يا ضايع
والعين بتشوف بالضوء النابع
من نبضات القلب الخاشع
كل خبايا الزيف الطامع
وحزن الوطن إتمدد شاسع
هد مدارك العصب السابع

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

احذر الإيجابية السامة.. أحمد هارون يكشف خطورتها على التوازن النفسي

حذّر الدكتور أحمد هارون، مستشار الصحة النفسية، من الانسياق وراء عبارات التحفيز المطلق، مؤكدًا أنها قد تقع تحت مفهوم "الإيجابية السامة"، مما يؤدي إلى التذبذب والارتباك النفسي لدى الأفراد، بدلًا من تعزيز الثقة الحقيقية بالنفس.

التوازن النفسي يبدأ من الوعي بأخطاء التفكير

خلال تقديمه برنامج "علمتني النفوس" على قناة صدى البلد، أوضح الدكتور هارون أن تحقيق التوازن النفسي يعتمد على القدرة على التعرف على أخطاء التفكير التي تتشكل داخل العقل، مشددًا على أهمية التعامل معها بوعي لتجنب التأثيرات السلبية الناتجة عنها.

الرضا عن الذات مفتاح التوازن النفسي

أشار الدكتور هارون إلى أن الرضا عن الذات يُعد من أهم العوامل لتحقيق الاستقرار النفسي، حيث يجب على الإنسان أن يدرك أن كل ما مر به كان جزءًا من تطوره الشخصي، وأن التجارب التي مر بها تخدم مصلحته على المدى البعيد.

لا تقع في فخ المعايير المثالية الزائفة

أكد مستشار الصحة النفسية، أن تقدير الذات هو عنصر أساسي في تحقيق التوازن النفسي، مشددًا على ضرورة مسامحة الذات وتقبلها كما هي، دون الانسياق وراء معايير مثالية غير واقعية قد تؤدي إلى الشعور بالإحباط بدلاً من التطور الفعلي.

الفرق بين الثقة بالنفس والإيجابية الزائفة

أكد الدكتور أحمد هارون أن الثقة في الذات تعني إدراك قدراتك الحقيقية، لا أن تنخدع برسائل التحفيز الزائفة التي قد تضعك تحت ضغط مستمر بدلًا من تحقيق تقدم حقيقي.

مقالات مشابهة

  • هجوم تركي عنيف على إسرائيل.. أنقرة تصف تصريح ساعر بـ”الوقح” وتل أبيب تصدر بيانا غير مسبوق ضد أردوغان
  • أحمد هارون يوضح أسباب ضعف المناعة النفسية ويتضرع بهذا الدعاء لتعزيزها
  • وعدت يا "عيد"
  • ردده الآن.. دعاء لرفع المناعة النفسية وحماية الذات
  • أحمد هارون يكشف عن أفضل دعاء لرفع المناعة النفسية وحماية الذات
  • مجمع الفقه الإسلامي بالسودان يعلن غدًا أول أيام شهر شوال 1446 هـ
  • احذر الإيجابية السامة.. أحمد هارون يكشف خطورتها على التوازن النفسي
  • لقاء مرتقب حول القيم المهنية للصحافة ودورها في الدفاع عن الوطن
  • بلاغ ضدها.. القصة الكاملة لأزمة البلوجر رورو البلد بالتعدي على القيم الأسرية
  • بثت مشاهد مخلة.. تطور جديد في اتهام البلوجر رورو البلد بالتعدي على القيم الأسرية