الحكومة تخطط لتوسعة شبكة النقل في سيناء: خطوط سكك حديدية ومواني
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
لم تكن سيناء بمعزل عن خطط الحكومة على مدار 10 سنوات ماضية وأكثر، بل كانت حاضرة بقوة في كل برنامج على مختلف الأصعدة، سواء برنامج سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، تحقيقاً للمفهوم الأعم وهو التنمية الشاملة لسيناء، لذا تتطلبت هذه التنمية شبكة نقل لوجستية متكاملة ما بين طرق أو كباري أو سكك حديدية أو مواني، تحقق جزء منها ومستهدف تحقيق جزء آخر خلال أجندة عمل الحكومة على مدار 3 سنوات مقبلة.
اهتمت الدولة، حسب الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للاستعلامات بعمل شبكة نقل عملاقة في سيناء ومدن القناة، إذ تشمل مشروعات الطرق والأنفاق والكباري العائمة، كإنشاء 5 أنفاق أسفل القناة لربط سيناء بمدن القناة بتكلفة 35 مليار جنيه، ليصل عددها إلى 6 أنفاق عام 2023، كما تم تنفيذ 5 آلاف كيلومتر من الطرق والأنفاق ورفع كفاءتها حتى مارس 2024، علاوة على إنشاء 7 كباري عائمة للعبور أعلى الممر الملاحي للقناة بتكلفة 990 مليون جنيه.
تضمنت الجهود على مدار السنوات السابقة، العمل على تطوير 8 مواني بحرية وإنشاء وتطوير 3 مواني برية، بينما تتضمن مشروعات السكك الحديدية، مشروع الخط الأول للقطار الكهربائي السريع «السخنة – العلمين – مرسى مطروح» بطول 675 كيلومترًا ويشمل 21 محطة، أحد وسائل النقل الجماعي الأخضر الصديق للبيئة.
خط السكة الحديد «الفردان – بئر العبد – العريش – طابا»عملت وزارة النقل على تطوير وتجديد خط السكة الحديد «الفردان – بئر العبد – العريش – طابا» بطول 500 كيلومتر، وتنفيذ المرحلة الأولى من الفردان حتى بئر العبد بطول 100 كيلومتر، بجانب تجديد المحطات مثل بالوظة وبئر العبد لتقديم أفضل الخدمات لجمهور الركاب، إذ يمتد خط السكة الحديد بالكوبري يمتد بطول 100 كيلومتر حتى بئر العبد و44 كيلومترا من بالوظة حتى شرق بورسعيد.
تحديداً يبدأ خط السكة الحديد الـ100 كيلومتر من مخرج كوبري الفردان من الكيلو 68 حتى القنطرة ومن بالوظة حتى بئر العبد، ثم من بالوظة حتى شرق بورسعيد لربط ميناء شرق بورسعيد بخط سكة حديد متطور، وذلك يأتي في إطار أعمال تنفيذ ممر «العريش - طابا» اللوجستي لربط مناطق الإنتاج سواء الزراعية أو الصناعية بالمواني البحري لاستيراد المواد الخام اللازمة في الصناعة أو تصدير المنتجات للخارج.
برنامج عمل الحكومةوفق تقرير لوزارة النقل، فإنّ الممر اللوجستي يربط بين ميناء طابا على خليج العقبة وميناء العريش على البحر المتوسط بجانب عمل خط سكة حديد من طابا للعريش ويمر برفح ثم من العريش إلى بئر العبد وبالوظة ويربط مع خط الفردان إلى شرق بورسعيد، في إطار خطة تحويل مصر إلى مركز عالمي للوجستيات والتجارة.
خطة التحويل جاءت حاضرة بقوة في برنامج عمل الحكومة خلال الثلاث سنوات المقبلة، إذ تضمنت إنشاء مراكز لوجستية دولية مُتكاملة بجوار المواني البحرية، وتطوير 7 ممرات لوجستية دولية تنموية متكاملة لربط مناطق الإنتاج بالمواني البحرية بوسائل نقل سريعة وآمنة، وتطوير المواني البحرية من خلال إنشاء أرصفة جديدة ليصل إجمالي أطوال الأرصفة بالمواني البحرية إلى 100 كيلومتر، وتطوير الأسطول البحري المصري ليكون قادرا على نقل 20 مليون طن بضائع متنوعة سنويا، وتكوين شراكات استراتيجية مع كبرى شركات إدارة وتشغيل محطات الحاويات العالمية والخطوط الملاحية العالمية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السكة الحديد المحطات سيناء الموانئ السکة الحدید شرق بورسعید بئر العبد
إقرأ أيضاً:
من هم يعملون يسيرًا.. ويُؤجرون كثيرًا؟
مؤمنون صادقون لكنهم قد يكونون قليلي العبادة أو الزهد
المسلم يحاول أن يجاهد نفسه للسير في طريق الاستقامة، ويزداد الاجتهاد عند اقتراب مواسم الطاعات، وكثيرًا ما يراودني تساؤل عن الكيفيّة المثلى لاقتباس تجلّيات رمضان ونحن نعيش في عصر السرعة والانشغالات. ما أسهل عمل نتقرّب به من الله؟ وأقصر الطرق إلى الجنة، وأقلها جهداً وافضلها ثواباً، وأكثرها أجرًا؟ فرأيت بعد التبصّر والتفكير، بأنَّ أساس التمايز والمفاضلة للمؤمن سلامة "القلب " لهذا لا بدّ من أن يسبق الهدف والغاية من الصيام، ليكون إيمانًا واحتسابًا، الوصول للتقوى، كما قال الرسول صلّى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" إذا وقر الإخلاص ومراقبة الله في القلب يصدّقه العمل، لأنّ السريرة إذا صلحت صلح شأن العبد كله، وصلحت أعماله الظاهرة ولو كانت قليلة. عن سفيان بن دينار قال: قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيرًا، ويُؤجرون كثيرًا. قلتُ: ولم ذاك؟ قال: لسلامة صدورهم.
وإذا أردنا حسن التهيئة للدخول في شهر رمضان لحصول البركات، وإدراك الرحمات، والفوز بالجنان، فلا بدّ من المجاهدة في تنقية القلب من الشوائب، لا سيما إذا أدركنا أنّ كثرة الصلاة والصيام من النوافل هي أعظم ما يبلغ به العبد الجنّة، لكنها ليست كافية لترتقي بتلك الأعمال إلى درجة القبول التي من أهم أركانها أن يأتي العبد إلى الله وقلبه سليم من كلّ دنس يشوبه. أمر الله نبيه بالإخلاص فقال: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ﴾ ولن ينجو في الآخرة إلّا من أخلص العمل لله، والقلب البعيد عن الإخلاص قلبٌ خالٍ من محبّة الله مهما اجتهد المرء في العبادات والنوافل، لاسيما أنّ القلب هو محلّ نظر الله عزّ وجل، وأنّ أعظم أعمال القلوب هو إخلاص الأعمال والأقوال لله وحده، لهذا السبب يقول الله عزّ وجل في الحديث القدسي: إلّا الصيام فإنّه لي وأنا أجزي به.
يتّصف عباد الله المؤمنون بالتقرّب إلى الله لا بكثرة قيام أو صيام أو تهجّد أو نوافل، ولكن بالسريرة الصالحة، فهناك مؤمنون صادقون لكنهم قد يكونون قليلي العبادة أو الزهد، لكنّهم اتصفوا بالسماحة في الأخلاق، وسلامة الصدر، وحياة هذا المؤمن عامرة بالرضى عمّا قسمه الله له، ويحب لأخيه ما يحب لنفسه، لا يحمل غلًّا أو ضغينة لمن حوله، وتتّسم حياته بالهدوء والتؤدة وراحة البال، كما في الحديث: { ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب }.
القرآن ذكر في عدّة مواضع "سلامة القلب" ومن الأمور التي لا يلقي المؤمن لها بالًا أنّ القلوب موضع اختبار في الدنيا، ومكان نظر الله، وينبغي أن يكون مشوباً بالطهارة والصفاء والنقاء، بعيدًا عن الشرك والنفاق والرياء. قال تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}.
في موضع آخر يتوعّد سبحانه بأنّه كما يُخرج الأجساد من القبور، فإنّه قادر على أن يُظهر ما في صدور الناس من خير وشر، لأنّ الرهان على قبول الأعمال الصالحة أن يسبقها إخلاص الأعمال والأقوال لله عز وجلال، قال تعالى: (أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا في الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا في الصُّدُورِ).
تارة أخرى أثنى الله على إبراهيم عليه السلام الذي جعله الله إمامًا، حيث كان نقيّ السريرة، سليم القلب من كلّ الشر، شهد الله له بذلك: (إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) فأمعن النظر في قلبك، وابحث وتأمّل، هل فيه غلّ؟ هل فيه نفاق؟ هل فيه خداع أو خيانة؟ إنَّ حسن النيّة وطهارة القلب فضيلة في الدنيا والآخرة، فمفتاح السعادة في الدنيا والآخرة "سلامة الصدر" واستقامته، ولا بدّ من العناية بأعمال القلوب ونزع كلّ غلّ وكراهية للآخر، تلك سعادة أهل الجنّة لمن أرادها وابتغاها في الدنيا قبل الآخرة، إذ إنّ السعادة في الجنة تكتمل عندما ينزع الله الغلّ من قلوب أهلها، فقال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ).