يومان على الحملة الجوية.. نتنياهو يغرق في المستنقع
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
من الواضح ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أراد تحقيق هدف علني من العملية العسكرية او الحملة الجوية التي بدأها في جنوب لبنان، وهو فرض توازن بين النازحين في جنوب لبنان من جهة والمستوطنين الذين تركوا شمال فلسطين المحتلة ما يجعل اسرائيل اكثر قدرة على التفاوض مع خصومها، على قاعدة عودة المستوطنين من هنا في مقابل عودة النازحين اللبنانيين من هناك، ما يحقق لرئيس حكومة تل ابيب نصرا كبيرا وحاسماً.
هكذا بدأت اسرائيل بحملة جوية وحشية ادت في اليوم الاول الى تهجير شبه كامل لاهالي وسكان الجنوب، أكان من جنوب نهر الليطاني او من شماله، لكن بعد يوم واحد من بدء الحملة واجهت اسرائيل ازمة فعلية ستتفاعل وتتضخم في الايام المقبلة، اذ ان الحزب استطاع استيعاب الضربات وعاد ليوسع دائرة استهدافاته لتصل الى حدود حيفا مع تكثيف عدد الصواريخ التي يتم اطلاقها ما اظهر ان الحزب قوي ولم يخسر ايا من قدراته الصاروخية.
الازمة الاسرائيلية هنا تكمن في ان عدد المهجرين الاسرائيليين ارتفع من رقم ١٠٠ الف مهجر ليصل الى نحو ٣٠٠ الف خرجوا من مستوطناتهم بعد تهجير مدينة صفد بالكامل وجزء كبير من طبريا اضافة الى مستوطنات اخرى، كما ادخل الحزب في الساعات الماضية نحو مليون اسرائيلي الى الملاجئ وهذا ما زاد من ازمة حكومة نتنياهو.
وتتوقع مصادر مطلعة ان تكون الايام المقبلة اصعب على اسرائيل اذ ان مخزون القبة الحديدة سيبدأ بالنفاد تدريجيا وستكون الصواريخ التي تطلق من الجنوب اقدر على اصابة اهدافها وهذا سيزيد من حجم الاذى التي يتعرض له المستوطنون وتاليا سترتفع موجات النزوج الاسرائيلي من المدن والمستوطنات، كل ذلك يضع اسرائيل امام خيارين لا ثالث لهما.
الأول هو القبول بمرحلة استنزاف طويلة وفق قواعد "حزب الله" حيث سيزداد الضغط على نتنياهو من قبل مستوطني الشمال، فبدل ١٠٠ الف باتت اسرائيل بحاجة الى استيعاب اكثر من ٣٠٠ مهجر، الامر الذي لن تستطيع الحكومة الاسرائيلية احتماله، في ظل الهدف الذي وضعه نتنياهو على الطاولة وهو اعادة المستوطنين الى الجليل.
اما الخيار الثاني فهو الذهاب الى الحرب الشاملة لاعادتهم بالقوة بعد ان تفشل المعركة الحالية التي قد تكون، من وجهة نظر اسرائيل، شكلا من اشكال الايام القتالية.
هكذا ستكون اسرائيل امام ازمة فعلية في السير في احد هذين الخيارين، فالاستنزاف الطويل قد يشكل خطرا وجوديا، والحرب الشاملة ليست في مصلحتها لاسباب عسكرية واستراتيجية، لذلك بدأ الاعلام الاسرائيلي والاميركي يروج لمبادرات سياسية جدية قد تؤدي الى حل قريب وانهاء التصعيد بشكل فعلي بين "حزب الله" واسرائيل. لكن المشكلة ان الحزب لا يزال عند موقفه بضرورة ربط الجبهات، اي جبهة غزة وجبهة لبنان، ميدانيا وسياسيا. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
على الخريطة.. ما الذي يريده نتنياهو في جنوب سوريا
(CNN)-- بعد ساعات فقط من الإطاحة بالديكتاتور السوري بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول، ظهر نتنياهو من مرتفعات الجولان المحتلة، مؤكدًا أن هذا الحدث يشكل "فرصًا بالغة الأهمية" لإسرائيل.
ومع سقوط الأسد وبينما يواجه الشعب السوري مستقبلًا غامضًا، رأت حكومة نتنياهو فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط عبر تقسيمها إلى مناطق حكم ذاتي أصغر.
ومنذ هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول وما تلاه من صراعات إقليمية، تباهى نتنياهو مرارًا وتكرارًا بـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" لصالح إسرائيل، ويرى التطورات في سوريا نتيجة مباشرة لأفعال إسرائيل، وهو الآن ينتهز الفرصة لتوسيع سيطرته الإقليمية وإنشاء مناطق نفوذ من خلال السعي إلى تحالفات مع الأقليات في أطراف سوريا.
وفي الأيام التي تلت الإطاحة بالأسد، أمر نتنياهو بشن هجوم بري غير مسبوق في سوريا، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى عمق أكبر في البلاد من أي وقت مضى، وأدى إلى قلب 50 عامًا من الوفاق الضمني بين إسرائيل وعائلة الأسد.
سريعًا، تراجع نتنياهو عن تعهده بـ “حسن الجوار" مع سوريا الجديدة، إذ شنت إسرائيل مئات الغارات لضرب قدرات جيش الأسد، ومنعت وقوعها بيد الجماعات المسلحة، كما سيطرت على جبل الشيخ، الموقع الاستراتيجي المطل على إسرائيل ولبنان وسوريا.
وطالب نتنياهو بنزع السلاح الكامل من جنوب سوريا، كما قال إن القوات الإسرائيلية المنتشرة داخل المنطقة العازلة التي فرضتها الأمم المتحدة وخارجها في مرتفعات الجولان بعد سقوط نظام الأسد، ستبقى إلى أجل غير مسمى في الأراضي السورية.
وكذلك يقول المسؤولون الإسرائيليون الآن إنه سيكون هناك وجود عسكري إسرائيلي في سوريا "لأجل غير مسمى"، ودعوا إلى حماية الدروز والأكراد السوريين، وهم أقليات مهمة تعيش في جنوب وشمال شرق سوريا على التوالي.
ويسكن الدروز ثلاث محافظات رئيسية قريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل في جنوب البلاد.
وإذا نجحت إسرائيل في إنشاء منطقة منزوعة السلاح في سوريا بدعم من السكان الدروز المحليين، فسيُخضع ذلك أجزاءً كبيرة من جنوب البلاد للنفوذ الإسرائيلي، مما يُمثل أكبر سيطرة إقليمية لإسرائيل في سوريا منذ تأسيسها.
وفي الأسابيع الأخيرة، اتخذ الشرع موقفًا أكثر صرامة تجاه تحركات إسرائيل، مُدينًا تقدمها باعتباره "توسعًا عدائيًا"، في حين يسعى إلى المصالحة مع الأقليات ذاتها التي تقربت منها إسرائيل.
وبعد أن قتلت القوات الموالية للشرع مئات من أفراد الأقلية العلوية ردًا على محاولة أنصار الأسد السيطرة على مدن قرب ساحل البحر الأبيض المتوسط والتي أودت بحياة أكثر من 800 شخص من كلا الجانبين، أبرزت المذبحة الخطر الذي يتهدد نظام الشرع الهش، في ظل تكثيف الأطراف الإقليمية جهودها لعقد تحالفات مع مختلف الطوائف داخل سوريا.
وبعد يوم من العنف الدموي على الساحل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقّع الشرع اتفاقية تاريخية مع القوات التي يقودها الأكراد لدمجهم في مؤسسات الدولة، ويُقال إنه على وشك توقيع اتفاقية مماثلة مع الدروز في جنوب سوريا.
مغازلة الأقليات السوريةبينما يسعى نتنياهو إلى تعزيز نفوذ إسرائيل في سوريا، ركّز بشكل خاص على حماية الدروز، محاولًا استمالة هذه الأقلية الدينية التي قد تواجه تمييزًا تحت حكم الإسلاميين الجدد. في وقت سابق من هذا الشهر، وجّه نتنياهو وكاتس الجيش الإسرائيلي للاستعداد "للدفاع" عن الدروز، مشددين على أن إسرائيل لن تسمح للنظام الإسلامي المتشدد في سوريا بإلحاق الأذى بهم.
إلى جانب ذلك، قد يُمنح الدروز السوريون فرصة للعمل في مرتفعات الجولان المحتلة، ورغم أن غالبية دروز الجولان يعرّفون أنفسهم كعرب سوريين ويرفضون الاعتراف بإسرائيل، فإن بعضهم اختار الحصول على جنسيتها.
ويُذكر أن المواطنين الدروز في إسرائيل ملزمون بالخدمة في الجيش، على عكس المواطنين العرب المسلمين والمسيحيين الذين يُعفون من ذلك.
إسرائيلسورياالجولانالجيش الإسرائيليانفوجرافيكبشار الأسدبنيامين نتنياهونشر الأحد، 16 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.