غوتيريش: شعوب العالم لا تتحمل تحول لبنان إلى "غزة جديدة"
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
نيويورك - صفا
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء، إن شعوب العالم لا يمكنها تحمل أن يتحول لبنان إلى "غزة جديدة".
وحذر غوتيريش في كلمة ألقاها خلال افتتاح جلسات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في ولاية نيويورك الأمريكية، من أن لبنان على شفا الكارثة، وأن الوضع هناك مثير للقلق.
وأشار غوتيريش إلى أن العالم يمر بـ"إعصار" وتغيير مهم للغاية، وأن التحديات التي يواجهها غير مسبوقة، وأن هناك حاجة ماسة إلى حلول عالمية، مشيرًا إلى أنه رغم هذه الحاجة، فإن الانقسامات الجيوسياسية مستمرة في التعمّق.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح الاثنين، هجومًا هو "الأعنف والأوسع" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، أسفر عن 558 شهيدًا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 جريحًا، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل؛ أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
ولفت غوتيريش إلى أن النظام العالمي الحالي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وأنه إذا لم يحدث إصلاح فإن التشرذم أمر لا مفر منه، مضيفًا: "كوكبنا يزداد حرارةً، والحروب تشتد، ولا نعرف نهايتها. واستعراض الأسلحة والقوة النووية تتعاظم يوما بعد يوم. إننا نتحرك نحو شيء لا نريد حتى التفكير فيه. هناك قنبلة جاهزة للانفجار تهدد العالم بأسره".
وشدد غوتيريش على أن الوضع الحالي الذي يعيشه العالم غير قابل للاستمرار، مؤكدًا ضرورة أن تكون الآليات الدولية لحل المشكلات، فعّالة.
وتطرق غوتيريش إلى مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، قائلا: "الوضع في غزة يشبه الكابوس الذي لا ينتهي، ويهدد بإغراق المنطقة بأكملها"، منوهًا إلى أن سرعة وحجم الموت والدمار في غزة وصلا إلى مستويات غير مسبوقة، وأن أكثر من 200 من موظفي الأمم المتحدة استشهدوا خلال الهجمات الإسرائيلية على القطاع.
وطالب غوتيريش بضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى وحل الدولتين، مردفًا: "أريد أن أسأل الذين يعيقون هذا الهدف من خلال بناء المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي وزيادة العنف: ما هو البديل؟ كيف يمكن للعالم أن يقبل حل الدولة الواحدة الذي يدمر حرية وحقوق وكرامة الكثير من الفلسطينيين؟".
وبدعم أمريكي مطلق تشن "إسرائيل" حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل "إسرائيل" الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الأناضول
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: أنطونيو غوتيريش حرب غزة حرب لبنان غزة كارثة تحديات انتهاكات اسرائيلية جرائم حرب إلى أن
إقرأ أيضاً:
«وول ستريت جورنال»: الحوثيون يعبثون باقتصاد العالم.. متى يتحرك المجتمع الدولي لإيقاف الخطر؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتصاعد المخاوف بشأن تأثير هجمات جماعة الحوثي اليمنية على حركة التجارة العالمية، بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التى استهدفت سفن شحن دولية فى البحر الأحمر وخليج عدن، وقد تسببت هذه الهجمات فى تعطيل حركة الملاحة وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، مما ينذر بتداعيات اقتصادية عالمية واسعة.
فقد أطلقت ميليشيا الحوثي مؤخرًا صاروخين باليستيين على إسرائيل، أصاب أحدهما مدرسة فارغة، وتسبب الآخر فى إصابة أكثر من عشرة أشخاص فى تل أبيب، وفى وقت سابق من الشهر الجاري، شن الحوثيون هجومًا بطائرات مسيرة على ثلاث سفن تجارية فى خليج عدن.
ويشير تقرير لصحفية «وول ستريت جورنال» إلى أن أسعار السلع قد تضاعفت نتيجة لعرقلة الحوثيين للشحن الدولي، حيث زادت تكلفة شحن حاوية من الصين إلى الساحل الغربى بأكثر من الضعف خلال العام الماضي، وهو ما يرجع جزئيًا إلى هجمات الحوثيين.
ومع تراجع الدعم الإيرانى بسبب ما يحدث فى غزة ولبنان وسوريا، تبدو إدارة ترامب فى وضع مناسب لاتخاذ خطوات حازمة ضد الحوثيين، بما يشمل زيادة الضغط على طهران، استعادة المصداقية الأمريكية، وخفض أسعار السلع المستوردة.
وبحسب خبراء، فإن التهديد الذى يشكله الحوثيون للشحن الدولى يتجاوز بكثير تهديدهم لإسرائيل، ويعكس سعيهم لفرض سيطرة إيرانية على التجارة العالمية.
وأشارت الصحيفة منذ بدء هجمات الحوثيين فى نوفمبر ٢٠٢٣ باختطاف سفينة بريطانية وطاقمها المكون من ٢٥ فردًا، شنوا مئات الهجمات فى المضيق وحوله قبالة اليمن، وعطلوا بشكل كبير حركة الشحن فى البحر الأحمر، الذى يمر عبره ١٥٪ من شحن العالم، وقد أغرقوا سفينتين على الأقل وقتلوا أربعة من أفراد الطاقم وأصابوا آخرين.
وقد أدت هذه الهجمات إلى انخفاض الشحن فى البحر الأحمر بأكثر من ٥٠٪ خلال العام الماضي، واضطرت شركات الشحن الكبرى إلى تغيير مساراتها حول إفريقيا لتجنب المخاطر، مما أدى إلى مضاعفة تكاليف التأمين على مخاطر الحرب.
ويتخوف خبراء الاقتصاد من أن هذه التطورات قد تزيد من التضخم العالمي، حيث توقع «جى بى مورغان» أن الهجمات قد «تضيف ٠.٧ نقطة مئوية إلى التضخم العالمى للسلع الأساسية».
ويستذكر المراقبون تجربة مكافحة القرصنة الصومالية فى خليج عدن عام ٢٠٠٧، والتى تضافرت فيها جهود المجتمع الدولى عبر إرسال السفن البحرية وتفويض مجلس الأمن باستخدام القوة، فضلًا عن عمليات الكوماندوز على أوكار القراصنة.
ويشيرون إلى أن التهديد الحوثى يتجاوز القرصنة الصومالية من حيث التسليح والهدف، حيث يمتلك الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيار ويسعون إلى إغراق السفن، فضلًا عن كونهم مدعومين من إيران.
وعلى الرغم من محاولات الولايات المتحدة لتنظيم أسطول دولى لردع هجمات الحوثيين، إلا أن المساهمات الدولية كانت محدودة، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدية المجتمع الدولى فى مواجهة هذا التهديد.
لكن الصحيفة تلفت إلى أن التهديد الحوثى للتجارة العالمية أعظم لكنه قوبل برد أضعف.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مستورد فى العالم، تتحمل مسئولية أكبر فى ردع هذه التهديدات، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ حتى الآن خطوات حاسمة سوى بضع غارات جوية محدودة.
وخلصت الصحيفة أن إنهاء التهديد الحوثى يتطلب إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وتوسيع الهجمات ضد أهدافهم، والضغط على إيران لوقف دعمها لهم، معتبرين أن هذا هو السبيل الوحيد لضمان استقرار التجارة العالمية وخفض الأسعار.