يحتدم القتال في الفاشر لأهميتها الاستراتيجية والعسكرية في دارفور، حيث يسيطر الدعم السريع على 90٪ من الإقليم الغني بالموارد والثروات الطبيعية، وسط تعقيدات جيوسياسية..

التغيير: وكالات

للشهر الرابع على التوالي، يحتدم القتال العنيف في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر مدن الإقليم التي لا يزال للجيش تواجد فيها بعد سيطرة الدعم السريع على أكثر من 90 بالمئة من مناطق الإقليم، فما هي أهمية الإقليم وكيف يمكن أن تغير السيطرة عليه من موازين الحرب السودانية المستمرة منذ نحو عام ونصف؟

يقول مراقبون إن أهمية إقليم دارفور تكمن في أنه يشكل العمق الاستراتيجي الداخلي والخارجي للسودان، إذ يرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 دول، كما أن السيطرة عليه تعني من الناحية العسكرية التحكم في خط الدفاع الغربي الأول لمجمل مناطق السودان، بما فيها ولايات كردفان والشمالية ونهر النيل.

وإضافة إلى التعقيدات الإثنية والأمنية والسياسية المحلية والإقليمية المرتبطة به، فإن إقليم دارفور يعتبر موطنا مهما لاحتياطيات ضخمة من الموارد والثروات الطبيعية.

وظلت الأوضاع الأمنية الملتهبة في دارفور تهيمن على اهتمام العالم، وسط مخاوف من تزايد الهجرة غير النظامية وتهريب الأسلحة في المنطقة الحدودية التي تضم عدد من البلدان الهشة والتي تشير تقارير إلى انتشار أكثر من 6 ملايين قطعة سلاح غير شرعية فيها تحملها جماعات إرهابية خارجة عن سلطات حكوماتها.

أسباب جيوسياسية

ويشدد محمد خليفة استاذ العلوم السياسية على أن إقليم دارفور يكتسب أهمية سياسية واقتصادية وأمنية متعددة الأبعاد.

ويقول خليفة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “احتدام القتال في الفاشر يعكس محاولة طرفي الحرب للتحكم في مجمل مناطق الإقليم من خلال مركزه الإداري والاقتصادي وبالتالي الوصول إلى وضعية تفاوضية أقوى”.

سيناريوهات محتملة

يشير مراقبون إلى ان سيطرت الدعم السريع على الفاشر ستمكنه من التحكم في كافة مناطق إقليم دارفور وبالتالي تأمين الإمدادات العسكرية واللوجستية بسهولة أكبر والدفع بتعزيزات إلى خارج الإقليم، وحسم السيطرة على كردفان، إضافة إلى ولايتي الشمالية ونهر النيل.

أما إذا كسب الجيش والحركات المتحالفة معه المدينة فسيكون بمقدورهم التحرك لاستعادة مدن شمال دارفور و أيضا الولايات الأربع الأخرى بالإقليم، وقطع مصدر الامداد البشري واللوجستي الكبير للدعم السريع، كما سيكون بمقدور الحركات التي تقاتل إلى جانب الجيش الانفتاح خارج الإقليم شرقا والمساهمة في تامين ولايتي الشمالية ونهر النيل و ربما التحرك لنجدة الجيش فى العاصمة الخرطوم.

بعد اقتصادي

وفقا للخبير الاقتصادي وائل فهمي، فإن إقليم دارفور وبحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي يربط السودان بسوق حيوية في 4 بلدان إفريقية يعيش فيها أكثر من 100 مليون نسمة.

ويوضح في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يمتلك الإقليم مقومات اقتصادية ضخمة، وإذا ما تمت الاستفادة من ثقله السكاني والتجاري، فيمكن أن يسهم بأكثر من 15 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي للسوداني”.

ويستحوذ إقليم دارفور على نحو 20 بالمئة من إجمالي الثروة الحيوانية الموجودة في السودان والمقدرة بنحو 130 مليون رأس، كما يتميز بمخزون هائل من الثروات المعدنية مثل الحديد والرصاص والغرانيت والكروم والنحاس والألمونيوم، والرخام والنيكل واليورانيوم.

الوسومإقليم دارفور إنهاء حصار الفاشر حرب الجيش والدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إقليم دارفور إنهاء حصار الفاشر حرب الجيش والدعم السريع إقلیم دارفور فی الفاشر

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يحث على منع التدخل الخارجي لتأجيج الصراع في السودان

مجلس الأمن الدولي طالب قوات الدعم السريع بوقف حصارها للفاشر وفقاً للقرار 2736، ووقف القتال فوراً وتهدئة الأوضاع في المدينة وحولها.

التغيير: وكالات

أعرب مجلس الأمن الدولي، عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في السودان، بما في ذلك في مدينة الفاشر وما حولها، وحث جميع الدول على “الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، وبدلاً من ذلك دعم الجهود المبذولة من أجل السلام الدائم”.

وفي بيان صدر مساء الجمعة، أدان أعضاء المجلس بشدة الهجمات المستمرة والمكثفة على عاصمة شمال دارفور في الأيام الأخيرة من قبل قوات الدعم السريع والتقارير عن هجوم على مستشفى الولادة التعليمي السعودي في المدينة- والذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 مريضا وأقاربهم وإصابة العشرات.

وجددوا مطالبتهم لقوات الدعم السريع بوقف حصارها للفاشر وفقاً للقرار 2736، ودعوا إلى وقف القتال بشكل فوري وتهدئة الأوضاع في المدينة وحولها.

ودعا المجلس أطراف النزاع إلى ضمان حماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية، وفقاً للقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان، حسب الاقتضاء. وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء وضع المدنيين في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين المتاخم “الذين نزحوا عدة مرات ويواجهون بالفعل أزمة إنسانية”.

ودعا أعضاء المجلس أطراف الصراع إلى السعي إلى وقف فوري للأعمال العدائية وإلى إيجاد حل مستدام للصراع من خلال الحوار، وذكروهم والدول الأعضاء بضرورة الامتثال لتدابير حظر الأسلحة المنصوص عليها في القرار 1556 والمكررة في القرار 2750.

ومنذ مايو العام الماضي تصاعدت حدة المعارك في الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني بإقليم دارفور، إذ تسعى قوات الدعم السريع للهيمنة على الولاية بعد سيطرتها على أربع من ولايات الإقليم الخمس.

وتشهد الفاشر إلى جانب الحصار المحكم المفروض عليها من الدعم السريع هجومًا متصلًا بالقذائف المدفعية من القوات ذاتها، إلى جانب هجمات متكررة من طيران الجيش السوداني.

وأدت المواجهات المتكررة والقصف المدفعي والجوي لمقتل وجرح مئات المواطنين، كما دفع الآلاف إلى الفرار من المدينة والنزوح إلى مناطق الولاية المختلفة التي تشهد بدورها تصعيداً عسكرياً بدأ منذ نحو ثلاثة أشهر.

الوسومالأمم المتحدة الجيش الدعم السريع السودان الفاشر دارفور طيران الجيش السوداني مجلس الأمن الدولي

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن الدولي يدين الهجمات المكثفة على مدينة الفاشر بشمال دارفور من قبل قوات الدعم السريع
  • مجلس الأمن يدين هجمات قوات الدعم السريع في دارفور
  • مجلس الأمن يحث على منع التدخل الخارجي لتأجيج الصراع في السودان
  • 54 قتيلا في قصف لقوات الدعم على سوق في أم درمان
  • الجيش يقتحم مناطق في الجزيرة بضربات جوية كبيرة وسقوط قتلى ومصابين في قصف لقوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم لاستعادة مناطق حيوية من الدعم السريع
  • مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش (شاهد)
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش
  • السودان.. حميدتي يقر بخسارة "الدعم السريع" مناطق لصالح الجيش