عمق استراتيجي للسودان.. لماذا يحتدم القتال في الفاشر؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
يحتدم القتال في الفاشر لأهميتها الاستراتيجية والعسكرية في دارفور، حيث يسيطر الدعم السريع على 90٪ من الإقليم الغني بالموارد والثروات الطبيعية، وسط تعقيدات جيوسياسية..
التغيير: وكالات
للشهر الرابع على التوالي، يحتدم القتال العنيف في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر مدن الإقليم التي لا يزال للجيش تواجد فيها بعد سيطرة الدعم السريع على أكثر من 90 بالمئة من مناطق الإقليم، فما هي أهمية الإقليم وكيف يمكن أن تغير السيطرة عليه من موازين الحرب السودانية المستمرة منذ نحو عام ونصف؟
يقول مراقبون إن أهمية إقليم دارفور تكمن في أنه يشكل العمق الاستراتيجي الداخلي والخارجي للسودان، إذ يرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 دول، كما أن السيطرة عليه تعني من الناحية العسكرية التحكم في خط الدفاع الغربي الأول لمجمل مناطق السودان، بما فيها ولايات كردفان والشمالية ونهر النيل.
وإضافة إلى التعقيدات الإثنية والأمنية والسياسية المحلية والإقليمية المرتبطة به، فإن إقليم دارفور يعتبر موطنا مهما لاحتياطيات ضخمة من الموارد والثروات الطبيعية.
وظلت الأوضاع الأمنية الملتهبة في دارفور تهيمن على اهتمام العالم، وسط مخاوف من تزايد الهجرة غير النظامية وتهريب الأسلحة في المنطقة الحدودية التي تضم عدد من البلدان الهشة والتي تشير تقارير إلى انتشار أكثر من 6 ملايين قطعة سلاح غير شرعية فيها تحملها جماعات إرهابية خارجة عن سلطات حكوماتها.
أسباب جيوسياسيةويشدد محمد خليفة استاذ العلوم السياسية على أن إقليم دارفور يكتسب أهمية سياسية واقتصادية وأمنية متعددة الأبعاد.
ويقول خليفة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “احتدام القتال في الفاشر يعكس محاولة طرفي الحرب للتحكم في مجمل مناطق الإقليم من خلال مركزه الإداري والاقتصادي وبالتالي الوصول إلى وضعية تفاوضية أقوى”.
سيناريوهات محتملةيشير مراقبون إلى ان سيطرت الدعم السريع على الفاشر ستمكنه من التحكم في كافة مناطق إقليم دارفور وبالتالي تأمين الإمدادات العسكرية واللوجستية بسهولة أكبر والدفع بتعزيزات إلى خارج الإقليم، وحسم السيطرة على كردفان، إضافة إلى ولايتي الشمالية ونهر النيل.
أما إذا كسب الجيش والحركات المتحالفة معه المدينة فسيكون بمقدورهم التحرك لاستعادة مدن شمال دارفور و أيضا الولايات الأربع الأخرى بالإقليم، وقطع مصدر الامداد البشري واللوجستي الكبير للدعم السريع، كما سيكون بمقدور الحركات التي تقاتل إلى جانب الجيش الانفتاح خارج الإقليم شرقا والمساهمة في تامين ولايتي الشمالية ونهر النيل و ربما التحرك لنجدة الجيش فى العاصمة الخرطوم.
بعد اقتصاديوفقا للخبير الاقتصادي وائل فهمي، فإن إقليم دارفور وبحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي يربط السودان بسوق حيوية في 4 بلدان إفريقية يعيش فيها أكثر من 100 مليون نسمة.
ويوضح في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يمتلك الإقليم مقومات اقتصادية ضخمة، وإذا ما تمت الاستفادة من ثقله السكاني والتجاري، فيمكن أن يسهم بأكثر من 15 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي للسوداني”.
ويستحوذ إقليم دارفور على نحو 20 بالمئة من إجمالي الثروة الحيوانية الموجودة في السودان والمقدرة بنحو 130 مليون رأس، كما يتميز بمخزون هائل من الثروات المعدنية مثل الحديد والرصاص والغرانيت والكروم والنحاس والألمونيوم، والرخام والنيكل واليورانيوم.
الوسومإقليم دارفور إنهاء حصار الفاشر حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إقليم دارفور إنهاء حصار الفاشر حرب الجيش والدعم السريع إقلیم دارفور فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
قالت قوات الدعم السريع في السودان، إنها استعادت السيطرة على قاعدة عسكرية رئيسية في شمال دارفور، اليوم الأحد، بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه السيطرة عليها.
ماكرون يدعو طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح برنامج الغذاء العالمي: مقرا للأمم المتحدة بجنوب شرق السودان تعرض لقصف جوي
وبحسب"روسيا اليوم"، أضافت قوات الدعم السريع في بيان لها إنها "استعادت السيطرة على قاعدة الزُرُق التي تمثل أكبر قاعدة عسكرية لها غرب السودان.
واتهمت قوات الدعم السريع "مقاتلي الجيش والقوات المتحالفة معه بارتكاب تطهير عرقي بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق وارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة".
وقد فنّد الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش، أحمد حسين مصطفى، بيان قوات الدعم السريع بتحرير منطقة الزُرق بولاية شمال دارفور.
وقال حسين في تصريحات صحفية اليوم الأحد، إن "حديث مليشيا الدعم السريع عن استعادة منطقة الزرق غير صحيح، وقواتنا ما زالت موجودة بالمنطقة".
وأضاف: "بقايا المليشيا هربت من الزُرُق جنوبا باتجاه كُتم وكبكابية".
وتابع: "نتوقع هجوما من مليشيا الدعم السريع في أي وقت بعد ترتيب صفوفها، ونحن جاهزون لها تماما".
وكان الجيش السوداني قد أعلن أمس السبت، السيطرة على قاعدة الزُرُق الاستراتيجية بشمالي دارفور بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
وقال في بيان له إنه "تمكن بمساعدة الفصائل المتحالفة معه من السيطرة على القاعدة العسكرية، بعد معارك استمرت عدة ساعات"، مشيرا إلى أنهم "كبدوا من قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري".
وتقع قاعدة الزُرق العسكرية في منطقة صحراوية، على الحدود المشتركة ما بين السودان وتشاد وليبيا، وتم تأسيسها عام 2017، وتعتبر من أهم القواعد العسكرية لقوات الدعم السريع، حيث تستقبل الإمدادات العسكرية واللوجستية القادمة من دولتي تشاد وليبيا.
وقد انزلق السودان إلى صراع في منتصف أبريل 2023 عندما اندلع التوتر بين جيشها والقادة شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم وامتد إلى دارفور وغيرها من المناطق. وأجبر أكثر من 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم.