الجزيرة:
2025-03-09@13:44:47 GMT

الجزيرة نت ترصد أكبر موجة نزوح بلبنان منذ 2006

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

الجزيرة نت ترصد أكبر موجة نزوح بلبنان منذ 2006

بيروت- في باحة مركز الإيواء في مدرسة معروف سعد بصيدا، جلست أم حسن مثقلة بذكريات النزوح التي لا تفارقها.

بصوت مبحوح يعكس القلق والتعب، قالت "كنا نجلس قرب المنزل، وفجأة سمعت دوي صاروخين. شعرت بضغط هائل في أذني، وفقدت توازني وسقطت على الأرض. أنا أعاني من ضغط نفسي منذ حرب يوليو/تموز، وتعرضت لصدمات شديدة خلالها، وما حدث أمس أعاد إحياء كل تلك الذكريات المريرة".

وتابعت وهي تكافح للحفاظ على تماسكها "سقط شهداء في بلدتنا، إسرائيل كانت تقصف وتحرق أشخاصا لا ذنب لهم. نحن نحاول الصمود، لكن النزوح والذل والبهدلة فوق قدرة أي إنسان على التحمل".

في مشهد مهيب، نزحت آلاف العائلات من جنوب لبنان منذ ليلة الاثنين، هربا من القصف الإسرائيلي الأعنف منذ ما يقارب عقدين. هذا التصعيد العسكري أسفر عن سقوط نحو 550 شهيدا، بينهم 50 طفلا، و94 امرأة، و18 مسعفا، ووقوع 1835 جريحا، ودفع السكان إلى ترك منازلهم بحثا عن الأمان في مناطق بعيدة عن دائرة الخطر.

وقد شهدت الطرق المؤدية من مدينة صور الساحلية إلى العاصمة بيروت حركة نزوح غير مسبوقة، إذ امتلأت الشوارع بسيارات تقلّ النساء والأطفال مع بعض الأمتعة البسيطة، مما تسبّب في ازدحام مروري خانق امتد على طول الشريط الساحلي واستغرق ساعات لعبور مسافات لا تتجاوز بضعة كيلومترات.

نازحون من المناطق المستهدفة بالقصف الإسرائيلي في مدينة صيدا اللبنانية (الجزيرة) توزيع النازحين

وتعدّ هذه الموجة الأكبر من نوعها منذ بدء المواجهات في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ لم تقتصر عمليات النزوح على المناطق القريبة من خطوط المواجهة الحدودية، بل شملت أيضا مناطق أوسع جغرافيا في جنوب لبنان، أصبحت غير آمنة تحت وطأة الغارات الجوية الإسرائيلية.

ففي مدينة طرابلس شمالا، استُقبل النازحون في 3 مراكز: المعهد الفندقي، ومركز دير عمار، إضافة إلى إيواء 200 عائلة في فندق كواليتي، كما وُزّع عدد كبير منهم على المنازل.

وأفاد مصدر للجزيرة نت بأن مدينة صيدا استقبلت نحو 10 آلاف نازح من مناطق خطوط المواجهة الثانية، تحديدا من قضائي صور والنبطية، ولا تزال حركة النزوح مستمرة بكثافة مع توقعات بزيادة الأعداد. وخُصص 15 مركزا لإيواء النازحين، بالإضافة إلى الجامعة اللبنانية التي تم تحويلها إلى مركز إيواء أيضا.

وقالت لين الراعي، المنسقة في جمعية التنمية للإنسان والبيئة، للجزيرة نت، "نحاول استقبال أكبر عدد ممكن من النازحين وتوزيعهم على مراكز الإيواء، كما نبذل جهودا كبيرة لاحتواء الغضب والتحديات التي يواجهها النازحون". وأضافت "في البداية، يتوجه النازح إلى البلدية لتسجيل بياناته، ثم نعمل على توزيعهم على مراكز الإيواء المختلفة".

تعاون وتنسيق

وأوضح أحمد البني من مؤسسة "الشهيد معروف سعد" -للجزيرة نت- أن مركز متوسطة معروف سعد الرسمية في صيدا استقبل أكثر من 540 نازحا حتى الآن، مع استمرار تدفق مزيد من النازحين.

وأشار إلى أن التنسيق يراعي احتياجات النازحين، حيث تُفرز العائلات وتُوزع على الغرف المتاحة ضمن الإمكانات المحدودة. وعلى الرغم من التحديات المتعلقة بقلة عدد الغرف، يبذل الفريق قصارى جهده لمواجهة هذا الوضع، خاصة مع تزايد أعداد النازحين الجدد من المناطق المعرضة للقصف، سواء من الشريط الحدودي أو المناطق المجاورة لصيدا.

وأكد البني التعاون القائم مع بلدية صيدا لتقديم الخدمات الأساسية الضرورية للنازحين، والتي تشمل الدعم اللوجستي والطبي. وأوضح أن توزيع الطعام يتم بجهود كبيرة تبذلها الجمعيات والمبادرات الفردية، لتوفير الوجبات يوميا للنازحين.

وفي السياق الصحي، لفت البني إلى استقبال المركز لحالات طارئة تتطلب رعاية خاصة، مثل مرضى ارتفاع ضغط الدم ومرضى السكري، بالإضافة إلى الأطفال الذين يعانون من ارتفاع في درجات الحرارة.

وأكد أن المركز يسعى لتلبية الاحتياجات الصحية الضرورية، كما تم توزيع المواد الغذائية، إلى جانب تنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال لتخفيف وطأة الأزمة التي يعيشونها.

موجة النزوح من جنوب لبنان نحو العاصمة بيروت تسببت بازدحام مروري خانق (الجزيرة) مأساة إنسانية

يستذكر إبراهيم رضا، النازح من بلدة المالكية في قضاء صور إلى بيروت، ما حدث ليلة العدوان الإسرائيلي، قائلا "تعرضت بلدتنا لقصف عنيف، وكان الدمار من حولنا هائلا. هناك عدد من أفراد عائلتي مصابون، والحمد لله أننا نجونا".

يواصل رضا حديثه معبّرا عن مشاعر الأسى؛ "قضينا حوالي 4 ساعات في الطريق، وقلوبنا تنزف على ما تركناه خلفنا. لم نتمكن من أخذ الكثير، فقد كانت اللحظات حرجة. أحضرنا معنا بعض الأغراض، لكن لم يكن لدينا الوقت الكافي لجلب المزيد".

ثم يأخذ نفسا عميقا ويضيف "كل الأماكن تعرضت للقصف، الله يخلصنا من إسرائيل".

لا حياة لمن تنادي

وفي جانب من جوانب أزمة النزوح، يروي إسماعيل مصطفى وهو لاجئ سوري من شمال حلب -للجزيرة نت- أنه لجأ إلى لبنان مع عائلته منذ عام 2015، لكنهم اضطروا أمس إلى النزوح مجددا من بلدة برج حال في قضاء صور بسبب القصف العشوائي.

وبعد اتخاذ قرار النزوح، استغرقت رحلتهم إلى صيدا -التي تبعد 40 كيلومترا- حوالي 7 ساعات. وعند وصولهم، لم يجدوا من يقدم لهم أي مساعدة، واضطر أطفاله إلى النوم في الحديقة من دون مأوى أو طعام أو فراش.

وفي صباح اليوم، توجه مصطفى إلى البلدية لتسجيل أسمائهم والانتقال إلى مراكز الإيواء، لكنه فوجئ برفض تسجيلهم، بحجة أن السوريين تابعون للمفوضية، وعندما ذهب إلى المفوضية لم يجد أحدا، وختم قائلا "لا حياة لمن تنادي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

تراجع المساعدات يفاقم معاناة النازحين الصوماليين خلال رمضان

مقديشو- عند مدخل منزلها المكون من الأغصان والبلاستيك، تطبخ النازحة الصومالية عائشة نور وجبة إفطار لا تكفي أسرتها المكونة من 7 أفراد جميعهم صائمون، وذلك بعد غياب المساعدات الإنسانية التي كانت تشكل جزءا كبيرا من مائدة إفطارهم.

وتقول عائشة للجزيرة نت إن "الأيادي الرحيمة كانت ممدودة لنا بفضل هذا الشهر الفضيل، لكن هذا العام بدا الأمر مختلفا تماما، فلم نتذوق طعم المساعدات في مخيم هيران الذي يضم أكثر من 500 أسرة مثل العديد من مخيمات النازحين بضواحي العاصمة مقديشو".

وأضافت أنهم كانوا يعتمدون على بعض الحرف والأعمال اليومية لسد احتياجاتهم، لكنها لا تستمر في رمضان مما يصعب أوضاعهم المعيشية.

جميعة الشيخ عبد الله النوري الخيرية الكويتية توزع سلالا رمضانية للمحتاجين بمخيم هيران (الجزيرة) حياة معدومة

وقد حل رمضان على سكان مخيمات النازحين الصوماليين في ضواحي مقديشو مختلفا تماما عن الأجواء التي كانوا يعيشونها السنوات الماضية، فبعد أن كانت المساعدات الإنسانية تتدفق عليهم لتخفيف معاناتهم، أصبحت أوضاعهم صعبة جدا نظرا لشح هذه المساعدات التي كانت تقدمها الهيئات الخيرية هذا الشهر الفضيل.

وإلى جانب تأثر الصومال بوقف المساعدات الدولية التي توفرها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وفقا لهيئة الكوارث والشؤون الإنسانية الحكومية، فإن شح المساعدات الإنسانية التي كانت تقدمها الهيئات العربية زاد من معاناة النازحين.

وبدورها، تفكر النازحة كلثوم في قوت أطفالها الخمسة الصغار أكثر من حصولها على وجبة إفطار لها ولزوجها، فأولادها لم يتذوقوا سوى وجبة واحدة طوال اليوم بعد أن عاد الأب خالي الوفاض من الأسواق.

إعلان

وتقول للجزيرة نت "الحياة في هذا المخيم شبه معدومة، المياه هي الوحيدة المتوفرة فيه، الأطفال لا يستطيعون تحمل الجوع، يطلبون مني الطعام وليس لدي ما أقوله لهم".

وتوضح مكة علي (رئيسة مخيم هيران) أنهم أرسلوا دعوات إلى الهيئات الإنسانية العربية التي كانت توفر لهم المساعدات "لكن الرد كان غير متوقع فبعضهم أخبرونا بأنهم لا يملكون أي مشروع موسمي خلال رمضان، مما يعني انتهاء بريق الأمل الذي يلوح لسكان المخيمات بعد وقف المساعدات الأميركية".

وأضافت للجزيرة نت أن ظروف العيش في هذا المخيم صعبة للغاية، حيث اضطرت بعض الأسر للتسول لأن هذا المخيم لم يتلق أي مساعدات إنسانية سوى مرة واحدة منذ شهرين.

 

تحذيرات

من جانبه، حذر منسق الشؤون العربية للهيئة الوطنية للكوارث والشؤون الإنسانية عبد الرحمن وحيد -في تصريح للجزيرة نت- من التداعيات الوخيمة التي سيخلفها قرار وقف الوكالة الأميركية مساعداتها، وأكد أن الصومال سيتضرر نتيجة غياب هذا الدعم الدولي، معتبرا أن الوكالة شريك رئيسي للهيئة في الاستجابة للحالة الإنسانية الطارئة في البلاد.

وأضاف أن وقف المساعدات الأميركية في هذا التوقيت، الذي تحذر فيه جميع التوقعات من أزمة إنسانية وشيكة في الصومال، سيزيد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد "لكن الهيئة ستبذل كل ما في وسعها للبحث عن آليات بديلة لسد هذا الفراغ والتخفيف من وطأة معاناة الشعب الصومالي".

وفي هذا السياق، أطلقت الهيئة نداء عاجلا لتوفير الدعم لنحو ثلث سكان الصومال (6 ملايين نسمة) من مجموع 18 مليون نسمة، بينهم 3.2 ملايين شخص يواجهون أوضاعا مأساوية نتيجة نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.

واستجابة لهذا النداء، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير له، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن خطة طوارئ إنسانية بقيمة 1.42 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في الصومال خلال العام 2025.

إعلان

وكانت الهيئات الإنسانية العربية تتسابق لتقديم سلال غذائية للمحتاجين (إفطار الصائم) في مخيمات النازحين في ضواحي مقديشو خلال الشهر الفضيل "لكن الوضع تغير هذا العام تماما، فحضورها شبه معدوم في هذه المخيمات".

وفي حديثه للجزيرة نت، عزا مدير صندوق الإغاثة الأفريقي بالصومال خالد أحمد شح المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدول العربية إلى "توجيه معظمها برامج الإغاثة الرمضانية نحو مناطق اعتبرت أنها أكثر احتياجا من الصومال مثل فلسطين والسودان وسوريا واليمن".

وأضاف "رغم أننا لانزال في الأسبوع الأول من رمضان، فإن هناك تراجعا ملحوظا في المساعدات الإنسانية العربية مما قد يؤثر سلبا على ملايين المحتاجين الذين كانوا يعتمدون عليها" حيث كانت الهيئات الخيرية توزع سلالا غذائية على الفقراء والنازحين، بينما كانت أخرى توفر مطابخ رمضانية تقدم وجبات إفطار جاهزة.

سلال رمضانية في مخيم جرسبالي في العاصمة الصومالية (الجزيرة) قطر الخيرية

وتفاعلا مع الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه النازحون خارج مقديشو، بدأت بعض الهيئات الإنسانية تقديم معونات خلال رمضان في مخيمات النازحين الذين فروا من ويلات الجفاف والصراعات الجارية في بعض أقاليم البلاد.

وفي السياق، يقول -للجزيرة نت- عبد الفتاح آدم مدير مكتب جمعية قطر الخيرية بالصومال إن الجمعية توزع خلال شهر رمضان المبارك 6273 سلة غذائية على المحتاجين والفئات الأكثر ضعفا، في إطار جهودها الإنسانية الرامية للتخفيف من معاناة الأسر النازحة والمحتاجة، لا سيما ضواحي العاصمة.

وأشار إلى أن هذه المساعدات الغذائية تشكل دعما حيويا للأسر التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة بسبب الجفاف والتحديات الاقتصادية والصراعات المحلية، حيث تسهم في توفير الاحتياجات الأساسية خلال الشهر الفضيل الذي يزداد فيه الطلب على الغذاء والمستلزمات الأساسية.

إعلان

وأكد آدم التزام الجمعية بمواصلة تنفيذ المشاريع الإنسانية والإغاثية في مختلف أنحاء البلاد، بما يشمل توزيع المساعدات الغذائية، وتوفير المياه الصالحة للشرب، ودعم المشاريع التنموية التي تسهم في تحسين سبل العيش للأسر المحتاجة.

ووفقا له، فإن حجم الاحتياجات يفوق بكثير ما يمكن للمؤسسات الخيرية تقديمه، لا سيما خلال شهر رمضان، حيث يواجه ملايين الصوماليين ظروفا معيشية صعبة تتطلب تكاتف الجهود الإنسانية من مختلف الجهات المحلية أو الدولية، لضمان وصول المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين.

ومن جانبها، وزعت جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية الكويتية، وبتنفيذ صندوق الإغاثة الأفريقي حتى الآن، نحو 150 سلة غذائية على المحتاجين في المخيمات بهدف تحسين الأوضاع المعيشية لهؤلاء النازحين.

مقالات مشابهة

  • الجزيرة ترصد أجواء رمضان في غزة ظل وقف المساعدات
  • الجزيرة ترصد آثار المعارك وأحوال الناس في حي الجريف شرق الخرطوم
  • فعاليات صيدا مدينة رمضانية تنطلق من خان الإفرنج
  • الجزيرة ترصد معاناة المدنيين في حي الجريف شرق الخرطوم
  • نازحون علويون في عكار
  • الهجرة الدولية تعلن نزوح 365 أسرة يمنية منذ مطلع العام الجاري
  • الزاهد شنغراي.. لاجئ إريتري يرعى النازحين السودانيين في كسلا
  • أرتال لقوات الأمن العام في مدينة إعزاز شمال حلب تستعد للتوجه إلى منطقة جبلة وريفها، ضمن التعزيزات التي دفعت بها وزارة الداخلية
  • أرقام صادمة حول تزايد أعداد النازحين قسرًا حول العالم.. الصراعات وتغيّر المناخ والحروب تفاقم الأزمة
  • تراجع المساعدات يفاقم معاناة النازحين الصوماليين خلال رمضان