شبكة اخبار العراق:
2025-04-06@18:30:59 GMT

كانت الحقيقة دائما في مكان آخر

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

كانت الحقيقة دائما في مكان آخر

آخر تحديث: 25 شتنبر 2024 - 9:53 صبقلم: فاروق يوسف  لطالما تساءل الكثيرون “هل أُخترع الإعلام من أجل التضليل أم لنقل الحقيقة بكل ما تنطوي عليه من تفاصيل قد لا يكون بعضها مسرا؟في كثير من الأحيان يضلل الإعلاميون أنفسهم حين يشيعون أنهم يعملون في أجواء نظيفة تسودها النزاهة ولا أحد يضغط عليهم لقول ما لا يودون قوله.

تلك مناحة صارت قديمة لا لأن الإعلام برمته يعتمد على التمويل الذي يفرض قوة توجهاته بأساليب غير مباشرة فحسب، بل وأيضا لأنه لا يوجد إعلامي غير منحاز.أسطورة “الحياد” أو عدم الانحياز فشلت في العثور عليها ونقلها إلى حيز الواقع دول كثيرة كانت مملكة السويد آخرها، فكيف يكون الأمر إذا تعلق بالأفراد؟ تلك فكرة يغلب الجانب النظري منها على الجانب العملي. ليس الأفراد في ظل النظرية المتشائمة سوى أدوات في ماكنة كبيرة اسمها الإعلام الذي صار في إمكانه اليوم أن يصنع واقعا متخيلا يحل وإن بطريقة مفبركة محل الواقع الحقيقي الذي يفضل الكثيرون عدم التعرف عليه أو إنكاره.ما دفعني إلى التفكير في تلك المسألة ما صار الإعلام العربي يدور بين دروب متاهاته منذ أن بدأت حرب غزة حتى انتهينا إلى كارثة الـ“بيجر”.نحن بطريقة أو بأخرى متأخرون عن الحدث بزمن ليس قياسه مهما. غير أننا وذلك هو الأهم لا نجرؤ على فهم ما نستوعبه من الحدث لكي يقوله بعضنا إلى الآخر. ما نخفيه ضروري لسلامتنا. تلك حقيقة أهملناها لأن فيها الكثير من الإحراج. ربما فيها الكثير من القتل. ذلك لأن الصراع من جانبنا لم يكن رسميا. الميليشيات والمنظمات حلت محل الدول. ومن المضحك القول بحرية التعبير وسط ذلك الاضطراب.أما القضية الفلسطينية التي صارت حبل غسيل فقد كانت لمَن يفكر بإعلام حر مجرد دعاية. حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على أهل غزة شبيهة بحرب الـ“بيجر” في لبنان وهي حرب إبادة أيضا.في غزة وفي لبنان يحارب العدو الصهيوني ميليشيات يعتبرها العالم الغربي الذي يُدير شؤون الإعلام في العالم منظمات إرهابية. مَن استمع إلى خطاب حسن نصرالله زعيم حزب الله الأخير لا بد أن انتبه إلى أن ذلك الخطاب خلا من ذكر للدولة اللبنانية التي وقعت التفجيرات على أراضيها وسقط الآلاف من مواطنيها قتلى وجرحى من جرائها.وإذا عدنا إلى حرب غزة فإن يحيى السنوار الذي عُين زعيما لحماس بعد مقتل إسماعيل هنية في طهران لم يتشاور مع أيّ جهة فلسطينية قبل أن يعلن عن نصره في طوفان الأقصى. كان على الإعلاميين أن يتبعوا خطاه صامتين. الكارثة التي ضربت حزب الله لم تقطع خطوط اتصالاته المحصنة فقط، بل إنها عرضته لخسارة الكثير من زعماء الخط الأول الذين يملكون تاريخا نضاليا بالنسبة إليه وسجلا إرهابيا بالنسبة إلى أعدائه.ولكن حربا من ذلك النوع هل تسمح للبنان بمحاورة العالم من موقع المعتدى عليه؟ كل العالم يعرف ما جرى للبنان عبر العشرين سنة الماضية.لا ينفع أن يُخفي اللبنانيون رؤوسهم وراء شعارات تفوقهم في المهاجر. لقد صارت دولتهم تُدار من الضاحية الجنوبية لبيروت وهي أكثر مناطق لبنان تخلفا. أنا على يقين من أن اللبنانيين سيجدون ذلك الكلام مغرضا. ولكن الواقع يؤكد أن لبنان لم يعد للبنانيين. السيد يدخل حربا وعلى لبنان أن يدفع ثمنها. أما ما موقع السيد من الدولة اللبنانية فلا أحد يتساءل عنه.لقد ألغى السيد الدولة اللبنانية. لا يحتاج المرء إلى دليل على ذلك. ولكن يمكن العودة إلى ملفات القضاء اللبناني في ما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت لكي يعرف أن العدالة عجزت عن ملاحقة المسؤولين عنه لأنهم في حماية حزب الله. ما لم ينتبه له اللبنانيون أن دولتهم لم تعد موجودة. حين حضر الرئيس الفرنسي إلى بيروت بعد الانفجار قيل له “إن عليه التوجه إلى الضاحية” وهو ما لم يفعله طبعا.لا أحد يتفاوض مع منظمات يعتبرها العالم الغربي إرهابية. كل المفاوضات من أجل وقف حرب الإبادة في غزة تتم بطريقة غير مباشرة. وليست الصفقة الأخيرة نصرا مثلما يتخيلها الكثيرون ممَن هم على استعداد لنسيان حجم الكارثة الإنسانية من أجل الإعلان عن انتصار حماس.الحقيقة الصادمة التي يخفيها الإعلام العربي أن كل تلك الحروب هي حروب إيرانية خاسرة غير أن إيران لا تخسر فيها شيئا بقدر ما تستفيد منها في إطالة الوقت من أجل أن تنجز برنامجها النووي من غير إزعاجات إسرائيلية.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

الحقيقة والتهويل

ما نصيب الحقيقة ونصيب التهويل من وعيد قائد ثان مليشيا “الدعم السريع” ، نصيب التهويل أن “عبدالرحيم دقلو” لم يعد بامكانه العودة إلى الخرطوم، مركز القرار السياسي والاقتصادي ، لقد دحر منها إلى الأبد.

والحقيقة أن مليشياته قد دمرت المنشآت الحيوية في العاصمة، أحرقت جميع المباني الحكومية وخربت البنى التحتية لخدمة الكهرباء، لقد حولت المدينة إلى ركام..
بعد عامين من القتال، حصلت خلالها ميليشيا “آل دقلو” على دعم عسكري ، غطاء سياسي ونشاط دبلوماسي لا محدود ، بينما قاتل الجيش والشعب وسط حصار جغرافي، سياسي ودولي ، وكانوا صخرة صماء تحطمت امامها كل الامكانيات الاماراتية المهولة، استعاد الجيش سيطرته على العاصمة ، إذاً تحولت مليشيا “الدعم السريع” إلى عصابات نهب مسلح في دارفور وستفنى قريباً..

المعركة العنيفة، أبطالها كُثر ، ليس ابتداءً بالعائلات التي صمدت في احياء العاصمة ، وتعرضت للتنكيل ، القتل الجماعي، الاختفاء القسري، كانت حائط صد أمام مساعي المليشيا باحتلال المدن عبر عملية تغيير ديمغرافي .

مروراً فخيماً على الآلاف العسكريين و المدنيين اولئك الذين صمدوا في معتقلات المليشيا التي أعادت إلى الأذهان الصورة البشعة لمعتقلات “أبو غريب” و”غوانتانامو”، ومنهم من قضى نحبه ومضى إلى ربه شهيداً بإذنه تعالى.

لا مجال لحصر تضحيات شيب وشباب السودان المنخرطين في صفوف كتائب الإسناد، تركوا الحياة واختاروا معركة التحرير.

يحتاج أي جيل إلى شيء من الانبهار حتى لو كان اقتباساً ليرنو به عالياً ويُشعل جمرة الحلم والطموح والأمل.

يتجلى هذا “الانبهار” في صمود وتضحيات سلاح الجو السوداني ، كنت شاهد عيان على تلك الظروف القاسية والمخاطر الكبيرة التي يؤدي عبرها طياري واطقم الطيران الحربي واجبهم الوطني ، رحلتي الأخيرة من أم درمان إلى بورتسودان عبر طيران الجيش ،أكدت لي اننا أمام رجال صنعوا التاريخ ومازالوا يصنعونه .

أجيال مختلفة من الطيارين، يعملون وفق تنظيم مبهر ، أساسه الوفاء والمحبة لبعضهم، وتمكنوا من تحقيق الجزء المضيء وعاشوا الارتباط الوطني و رحلته الشاقة.
توقفت الطائرة الانتنوف بصعوبة لنقل عسكريين مهمين وإعلاميين، في ظل مخاطرة بأن تصيبها المسيرة الاستراتيجية الاماراتية التي تحلق فوق سماء مطار “عطبرة” ، كانت نسبة النجاة وفقاً للحسابات العسكرية ٥% ، ولكن الواجب الوطني كان يفوق احتمالات الموت أو الحياة.

“البروباغندا” التي تصنعها بعض الجماعات لنفسها عبر معركة الكرامة، يستحقها ابطال “الطيران الحربي” ، اولئك الذين أحالوا أحلام “ال دقلو” إلى كوابيس، وكانوا سبباً في إنقاذ حياة الآلاف من المواطنين عبر تسخير طائرات الانتنوف في نقل المرضى وكبار السن مجاناً إبان حصار الولايات انقطاع الطرق البرية، “القوات الجوية السودانية” هي اللحمة والسدى في نسيج التاريخ الوطني ، الذي لا تغيب فيه المأساة، وتعود في صورة آخرى.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • منع ظهور إعلامية بالحجاب يثير موجة احتجاجات وتضامن واسع في لبنان
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: معظم ما يصدر من إشاعات على هذا الاتفاق، مصدره قوى وجهات تريد تعكير الأجواء السياسية، وهي متضررة من حالة الاستقرار التي يهدف إلى تحقيقها هذا الاتفاق
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: لا صحة للأنباء التي تتحدث عن توقف عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن بحلب وقوات سوريا الديمقراطية.
  • الحقيقة والتهويل
  • مديرية الإعلام في حلب تبحث سبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين
  • تلفزيون لبنان يمنع إعلامية من الظهور بالحجاب.. القصة الكاملة
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • عاجل | السيد القائد: المنظمات الدولية تشهد على المجاعة في قطاع غزة ونفاد القمح والطحين من المخابز التي كانت توزع الخبر لأبناء الشعب الفلسطيني
  • كتائب القسام: ننعى القيادي حسن فرحات الذي اغتالته إسرائيل في صيدا رفقة ابنته