عن ليلة النكبة وخيارات النازحين.. هكذا مرّت أوّل 24 ساعة!
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
حلّت النكبة يوم الاثنين الماضي واستشرست إسرائيل بعدوانها مستهدفة منازل المدنيين والقرى والبلدات في قلب الجنوب والبقاع، في حملة دموية همجية واسعة أطلقت عليها تسمية "سهام الشمال". أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى والآف النازحين والمهجّرين من بيوتهم هرباً من الدمار والمجازر التي ارتكبها العدو في يوم واحد! موجة نزوح كبيرة شهد عليها الأوتوستراد الساحلي من الجنوب نحو بيروت.
سماسرة وأرقام عون "وهمية"
لا تخلو المصائب من سماسرة الظروف.. لا دين لهؤلاء ولا انتماء! فالمشاهد القاسية والحملة الشعواء التي شنّها العدو على أهل الجنوب والبقاع والهرمل لم تردع محبّي المال ولم تلن قلوبهم من استغلال رائحة الموت والدمار، بل زادت جشعهم بفعل أقبح من القباحة، وبدل تقديم يد العون حاولوا مصّ دماء النازحين ببدل ايجارات تتخطى المعقول والمقبول؛ ليصبح خيار المبيت داخل السيارات في الطرقات الأنسب للكثيرين.
وتشير الناشطة نعمت بدر الدين في حديثها لـ"لبنان 24" الى أن المنازل الصغيرة التي تتسع لـ5 أشخاص في منطقة البساتين، طالب مالكوها بايجار يبلغ 1200 دولار أميركي للشهر الأول ثم 800 دولار أميركي عن الشهر الثاني والثالث على أن تدفع ايجارات الأشهر الثلاثة الأولى سلفاً، بعدما كان ايجار المنزل 700 دولار أميركي للشهر الواحد قبل النكبة.
وفي منطقة الحازميّة حيث المنازل المفروشة يبلغ ايجارها 1000 دولار شهرياً فطلب من النازحين دفع كلفة سنة كاملة سلفاً، أي دفع 12000 دولار أميركي لقاء امنهم!
أمّا عن الأرقام التي عممت ليل الاثنين على المواطنين الراغبين في الحصول على منازل آمنة مجاناً، فتبيّن أنها "ادعاءات في الهواء"؛ فبحسب بدر الدين لم يردّ أحد على الاتصالات.
الانتفاع من الأزمة لم يقف عند هذا الحدّ، اذ أقدم البعض على ايهام المواطنين بجمع تبرعات للنازحين من دون ان تصل المساعدات للعائلات الوافدة! وقد أهاب محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود بالمواطنين، قبل التبرع بأي مواد عينية أو مادية وغيرها التأكد من هوية الاشخاص التي تحاول الحصول على تلك التبرعات، بعد أن كثرت الشكاوى عن عمليات "نصب" تحت مسمى مساعدة النازحين.
الخيارات المتاحة أمام الجنوبيين
بالرغم من ان"اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات" عممت لائحة للمدارس المخصّصة لإستقبال النازحين من المناطق المتضررة في مختلف المناطق، غير ان بعض المناطق تشهد إقبالاً اكثر من سواها وتعتبر الوجهة الأولى لدى الكثير من الوافدين من الجنوب، ووفقاً لبدر الدين اصبحت المناطق كالاقليم، برجا، جدرا، صوفر، عاليه ممتلئة بفعل الطلب الكثيف لايجاد أماكن سكن وايواء فيها.
وتوضح بدر الدين ان مدرسة النجدة الشعبية في برجا، ثانوية برجا، مدارس الشويفات، مدارس الإقليم وعاليه امتلأت بالنازحين الجنوبيين.
وتلفت ابنة النبطية والناشطة في مبادرة "بيتي بيتك" الى انها توجّه الوافدين نحو مناطق الشمال، نظراً لانها اقلّ ضغطاً وحركة تجاوب المواطنين مع نداءات المساعدة وتوفير المساكن مرتفعة، كما ان توجيه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية بفتح فنادق زغرتا امام النازحين زاد اقبال الافراد للتوجه الى هناك. كما تؤكّد أنها تبتعد عن الأماكن التي أظهرت استغلالاً لظروف الحرب.
وتقول بدر الدين إن "بيتي بيتك"، وهي مباردة عابرة للطوائف والمناطق بدأت بعد انفجار المرفأ أعيد تفعيلها قبل حوالى عام، وتضمّ جمعيات ومؤسسات تتعاون لتقديم المساعدة للنازحين، تمكّنت من تأمين مساكن لبض الوافدين في منطقة شربيلا بعكار والسنديانة ومنيارة والكورة وطرابلس.
كذلك، تتابع ان قسماً من المجموعة يضغط لفتح المدارس ببيروت، فثانوية شكيب أرسلان مثلاً فتحت أبوابها، بعد مساعي احد شباب المجموعة، لاستقبال وافدين كانوا قد باتوا في مركباتهم في الرملة البيضاء امس وامنت لهم 20 غطاء (حرامات) للأطفال المتواجدين معهم.
كما تشير الى أن 140 عائلة تمّ ارسالهم الى فندق "كواليتي إن" في طرابلس، غير ان المكان لا يزال يفتقر للكهرباء والمياه حتى الآن.
وفي خضم حديثها لـ"لبنان 24"، تعبّر بدر الدين عن خيبتها من بعض "المندفعين" للمساعدة بالقول، إذ ان عدداً من الأفراد منح رقمه لتامين مساكن ايواء الّا انه "عند الجد" اختفت الأماكن، لذا تقول الناشطة: "نطلب من النازحين التوجّه أوّل 24 ساعة الى المدارس المعدة للايواء وتسجيل أسمائهم كي تشملهم خطة الطوارئ، كما التواصل مع البلديات ونيل الوجبات والفراش والأغطية؛ على أن تتضح الصورة أكثر بعد مرور 48 ساعة ونجد مساكن آمنة لهم من دون تعرضهم للاستغلال".
تكاتف وتعاون لتجاوز الأزمة
مبادرات ومساعي عدة أطلقت لمساندة أهل الجنوب والبقاع، لكن الحاجة لا تزال كبيرة للخدمات اللوجستية في مختلف مراكز الايواء.
في هذا الشأن، تناشد بدر الدين الجمعيات والمؤسسات للتكاتف مثل ما حصل بعد انفجار مرفأ بيروت.
أما عن المستلزمات الأكثر حاجة لتوفيرها للوافدين الى المراكز، فهي ثياب الاطفال، الفرش، الاغطية (الحرامات)، الادوية وأدوات المطبخ.
وعن كيفية تقديم العون، تحثّ بدر الدين الراغبين في المساعدة الى التوجه الى مدارس ايواء النازحين وتقديم أمور من المتوفر في منازلهم كالثياب والمواد الغذائية. كما يمكن مساعدة الوافدين من الجنوب الى مساكن قريبة غير مفروشة، فهم بحاجة ماسة أيضا الى أدوات مطبخ وفراش، وفقاً لبدر الدين. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: دولار أمیرکی بدر الدین
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تهاجم مخيم زمزم ومعاناة النازحين تتفاقم في السودان (شاهد)
كشف عدد من السكان والعاملين بالقطاع الطبي في دارفور، أمس الجمعة، أن قوات الدعم السريع السودانية، قد هاجمت مخيم "زمزم" للنازحين، الذي يعاني أساسا من المجاعة ناهيك عن جُملة من الظروف المعيشية التي توصف بـ"الصعبة".
ونقلا عن ثلاثة أشخاص في مخيم زمزم، أبرزت وكالة "رويترز" أنّ: "قوات الدعم السريع شنّت هذا الأسبوع هجمات متعددة على سكان المخيم في إطار محاولتها تعزيز سيطرتها على أراضيها".
وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرّقة، فإن قوات الدعم السريع السودانية، هاجمت المخيّم، في خضمّ محاولتها لإحكام قبضتها على معقلها بدارفور، مع تكبّدها خسائر أمام الجيش السوداني، في العاصمة الخرطوم.
معسكر زمزم يتعرض لابشع هجوم من الدعم السريع ،تم حرق كل مقتنيات، ونهب مراحات (قطعان)، من حقد جنجويد تم احراق البهائم الكبيرة والصغيرة التي عجزت عن السير بعد ان صب بها البنزبن واشعلوا فيها نيران ،أدعو منظمات دولية لإسراع إنقاذ إنسان في تلك المعسكر بإنزال المواد الغذائية والإيوائية. pic.twitter.com/ULBnQZnpB3 — Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) February 12, 2025 #معركة_الكرامة
مأساة معسكر زمزم
كان زمزم معسكرا للبؤس والمسغبة، فصار معسكرا للكارثة والموت الزؤام....أدركوا أخوتكم هناك، فإن المؤمن أخ المؤمن لا يظلمه ولا يسلمه...ولعنة الله تغشى الجنجويد فإنهم ساء ما يعملون!!! pic.twitter.com/9nYNhQvxy5 — Amin Hassan Omer (@abadiomeran) February 12, 2025
وأوضحت الأمم المتحدة والسلطات المحلية، أن الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، يخوض منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 حربًا، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ.
من جهتها، أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" مقتل 7 أشخاص، وذلك نتيجة للعنف، فيما يقول السكان إنّ: "العشرات ربما يكونون قد لاقوا حتفهم". وأوضحت المنظمة، أنّ: "المسعفين غير قادرين على إجراء عمليات جراحية داخل زمزم، كما أصبح السفر مستحيلًا إلى المستشفى السعودي في الفاشر، وهو هدف متكرر لقوات الدعم السريع".
تجدر الإشارة إلى أنه منذ 10 أيار/ مايو 2024، تعيش الفاشر على إيقاع عدّة اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، على الرغم من التحذيرات الدولية من المعارك في المدينة التي تعتبر مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وفي آب/ أغسطس الماضي، كان قد أُعلن بشكل رسمي أن مخيم زمزم الذي تقول الأمم المتحدة إنه يستضيف أكثر من 500 ألف شخص، يعاني من المجاعة. فيما حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الأربعاء الماضي، من تفاقم الأزمة بالقول إن: "مئات الآلاف من الأطفال معرضون للخطر مع تصاعد القتال".
إلى ذلك، وصفت وزارة الخارجية السودانية، الأربعاء، هجوم "قوات الدعم السريع" على معسكر زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر غرب البلاد، بـ"الوحشي".
وأبرزت الوزارة، عبر بيان، أن "الدعم السريع صعّدت عدوانها الإجرامي على النازحين، بهجومها البري المباشر على معسكر زمزم"، مردفة أن ذلك أتى "بعد أن جربت (القوات) لا مبالاة المجتمع الدولي حيال استمرار قصفها للمعسكر بالمدفعية الثقيلة يوميا منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024".
وأوضحت أن قوات الدعم السريع "قتلت في هجومها على المعسكر الأربعاء والخميس أعداد كبيرة من النازحين"، دون تقديم أي توضيحات أخرى. مشيرة إلى أن: "القتلة استهدفوا بشكل خاص النازحين الذين ينتمون لمجموعات قبلية محددة، بينما كانوا يمنعون الفارين من القتل من مغادرة المعسكر"، وفق البيان.
وأضاف البيان نفسه، أن "برنامج الغذاء العالمي ذكر الأسبوع الماضي أن الميليشيا احتجزت قوافل الغذاء المتجهة للمعسكر لأسابيع ثم غيرت وجهتها قسرًا".