محللون: زيارة محمد بن زايد إلى أمريكا تحمل أبعاداً استراتيجية مهمة
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
تشهد العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية تحولاً ملحوظاً نحو مزيد من التنسيق والتعاون الاستراتيجي، وخاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.
ويرى كتاب ومحللون سياسيون أن الزيارة الرسمية الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، منذ توليه الرئاسة، إلى الولايات المتحدة، تحمل أبعاداً استراتيجية مهمة، من شأنها تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتوسيع نطاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسية، والاقتصاد، والأمن.
وقال المحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي:" زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة هي أحد الخطوات المهمة للدبلوماسية الإماراتية في بعدين اثنين، الأول يترجم توجهاً استراتيجياً عميقاً لدولة الإمارات على مستوى الدول الكبرى في العالم، فهي محور أساسي في حالة التوازن بين الولايات المتحدة والصين، وثانياً تعبر الزيارة عن نشاط وحيوية السياسة الخارجية الإماراتية في دوائر صناعة القرار العالمي، وحرص القيادة على تدعيم العلاقات الدولية، بما يحقق مصلحتها ومصلحة دول المنطقة في تحقيق الاستقرار المؤدي إلى التنمية المستدامة". تفكير استراتيجي
وأضاف:" تمثل الزيارة تحرك استراتيجي عميق، لأنها تأتي في لحظة مهمة في الداخل الأمريكي حيث الانتخابات الرئاسية، وبالتالي فترتيب العلاقات مع أكبر دولة في العالم أمر ينم عن تفكير استراتيجي، والزيارة مهمة أيضاً، نظراً لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط خلال عام تقريباً من حالة فوضى سياسية وأمنية، أما على مستوى العالم، فنحن على مقربة من اكتمال 3 سنوات على الحرب الروسية-الأوكرانية، دون أن تحسم لطرف ضد آخر سوى أنها تزيد من حدة انقسام دول العالم إلى معسكرين".
وتابع حديثه: "بشكل عام، أثبتت الدبلوماسية الإماراتية خلال الفترة الماضية أن لديها قدرة فائقة على التحرك المدروس والمخطط لها بهدف تحقيق المصالح الوطنية و الإنسانية، وهذه الزيارة تصب في هذه الخانة".
بدوره أوضح الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي الدكتور عبدالله الشيبة، أن "الزيارة تكتسب أهمية كبرى كونها تأتي في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى تكاتف الجهود الدولية لضمان الاستقرار في ظل حالة عدم الاستقرار، بالإضافة إلى التوترات المتزايدة في المنطقة والتطورات الجارية في فلسطين، ونمو الدور الدبلوماسي الإماراتي، الذي تسعى من خلاله إلى دعم استقرار المنطقة وخفض التوترات".
استقرار إقليمي
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري أحمد رفعت:" تربط الإمارات والولايات المتحدة علاقات قوية، والأرقام تعبير بشكل حقيقي عنها عندما نعرف أن حجم التبادل التجاري السلعي يقترب من 32 مليار دولار، وغيرها من الاستثمارات المليارية".
وأضاف:"الزيارة تأتي في توقيت مهم، وستساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال التعاون السياسي، الأمني، والاقتصادي مع أمريكا، فيما ستسهم هذه الزيارة، بلا شك، في تقوية الروابط الثنائية ودعم الجهود الرامية إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الانتخابات الأمريكية الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي في أنقرة.. زيارة تحمل رسائل سياسية في توقيت حساس
أنقرة- في زيارة تحمل أبعادا إستراتيجية، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أن يعقد الجانبان مباحثات رفيعة المستوى تتناول مختلف الملفات الثنائية والإقليمية.
وأعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون عبر منصة إكس أن زيلينسكي سيلتقي أردوغان في المجمع الرئاسي بأنقرة، مشيرا إلى أن المباحثات ستشمل استعراض العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، ومناقشة الخطوات اللازمة لتعزيز التعاون المشترك، لا سيما في المجالات الدفاعية والاقتصادية.
كما أضاف أن الزيارة ستتضمن تبادل وجهات النظر حول آخر التطورات في أوكرانيا، إلى جانب بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في ظل استمرار الحرب والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
ملفات حساسةتأتي زيارة زيلينسكي إلى تركيا في توقيت حساس يتزامن مع استعداد الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء مرتقب في السعودية، ما أثار مخاوف في كييف وعواصم أوروبية من احتمال أن يسعى الزعيمان إلى تسوية النزاع من دون إشراك الأطراف الأوكرانية والأوروبية بشكل مباشر في المفاوضات.
إعلانومن المتوقع أن يركز زيلينسكي وأردوغان على تعزيز الشراكة الإستراتيجية، خاصة في المجالات الدفاعية والاقتصادية. كما ستشمل المحادثات آخر التطورات الميدانية، إضافة إلى بحث المبادرات الدبلوماسية المطروحة لإنهاء الحرب، ومدى إمكانية لعب أنقرة دورا أكثر فاعلية في التسوية السياسية.
على الصعيد الاقتصادي، يتصدر ملف إعادة الإعمار أجندة المباحثات في ظل الدور البارز الذي تلعبه الشركات التركية في مشاريع البنية التحتية الأوكرانية.
ومع تصاعد الجهود الدولية لإنهاء الحرب، من المرجح أن يبحث الطرفان موقف أنقرة من المبادرات المطروحة لحل النزاع، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت تركيا تسعى إلى إحياء دورها كوسيط دبلوماسي فاعل بين موسكو وكييف، أم أنها ستواصل سياسة التوازن الحذر بين الطرفين، حفاظا على مصالحها الإستراتيجية معهما.
في السياق، يرى الباحث السياسي مراد تورال أن تعزيز التعاون الدفاعي بين أنقرة وكييف قد يضع تركيا في موقف حساس مع موسكو، خاصة في مجالات الطائرات المسيّرة والتكنولوجيا الدفاعية، مما قد يدفع روسيا إلى إعادة تقييم شراكتها مع أنقرة، خصوصا في قطاعي الطاقة والغاز الطبيعي.
ويضيف للجزيرة نت أن مشاركة الشركات التركية في إعادة إعمار أوكرانيا قد تزيد التوتر مع موسكو، التي قد ترى في هذه الاستثمارات، خاصة في المناطق القريبة من خط المواجهة، خطوة غير ودية. وفي ظل ذلك، تحاول أنقرة تحقيق توازن بين الفرص الاقتصادية التي يوفرها التعاون مع كييف، وبين الحفاظ على علاقاتها الإستراتيجية مع موسكو.
دور محوريووفقا للباحث تورال، نفذت الشركات التركية أكثر من 300 مشروع في أوكرانيا باستثمارات تجاوزت 10 مليارات دولار، بينها 70 مشروعا أُنجزت منذ اندلاع الحرب، ما يعكس إصرار أنقرة على توسيع حضورها الاقتصادي رغم التحديات الأمنية والميدانية.
إعلانمن جانبه، يرى الباحث في العلاقات الدولية مصطفى يتيم، في حديث للجزيرة نت، أن التعاون الدفاعي بين تركيا وأوكرانيا، خاصة في مجال الطائرات المسيّرة والمعدات العسكرية، قد يتعزز عبر اتفاقيات جديدة خلال الزيارة، وهو ما قد يثير حفيظة موسكو، لكنه في الوقت ذاته يعزز النفوذ التركي كطرف لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات أمنية مستقبلية.
ولطالما لعبت أنقرة دورا محوريا في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع الطرفين، وسجلها الحافل في تقريب وجهات النظر، لا سيما من خلال إبرام وتنفيذ اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي ساعد في تجنب أزمة غذائية عالمية كبرى قبل نحو عامين، فضلا عن دورها الفاعل في تبادل الأسرى بين الجانبين.
ومع استمرار الحرب، جددت تركيا استعدادها لإحياء جهود الوساطة، مؤكدة أنها لن تتخلى عن دورها كجسر دبلوماسي بين موسكو وكييف، رغم التعقيدات المتزايدة في المشهد الدولي.
ويقول يتيم إن زيارة زيلينسكي إلى أنقرة تعكس تصاعد دور تركيا كوسيط محوري في الأزمة الأوكرانية، في ظل المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية، لا سيما مع بروز نهج أميركي جديد تجاه الحرب مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
فرصة جديدةويضيف الباحث التركي أن أنقرة تجد نفسها اليوم أمام فرصة جديدة لإعادة تثبيت موقعها كفاعل رئيسي في أي مفاوضات مستقبلية لإنهاء الحرب.
وبرأيه، فإن تركيا حافظت منذ بداية الحرب على سياسة توازن حساسة، إذ دعمت وحدة الأراضي الأوكرانية ورفضت الاحتلال الروسي، لكنها في الوقت نفسه عارضت فرض عزلة دولية كاملة على موسكو، وهو ما مكنها من الاحتفاظ بعلاقات مفتوحة مع الطرفين، ما يعزز فرصها في لعب دور قيادي في أي ترتيبات دبلوماسية قادمة.
ويذهب إلى أن أنقرة مرشحة لأن تكون وسيطا رئيسيا في أي محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب، سواء عبر دعمها لجهود وقف إطلاق النار أو التوسط لضمان تسوية تلبي الحد الأدنى من مطالب كل طرف.
إعلانويشير يتيم إلى أن هناك ملفات رئيسية قد تكون محل تفاوض بين أنقرة وكييف خلال هذه المرحلة، أبرزها:
إمكانية تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا كبديل عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو مطلب روسي أساسي وأحد أسباب اندلاع الحرب. مستقبل المناطق التي تحتلها روسيا، وإمكانية الوصول إلى اتفاق يجمد الصراع بدلا من إنهائه نهائيا. نشر قوات حفظ سلام دولية في مناطق التوتر، وهو خيار قد يكون مقبولا دوليا، لكنه يتطلب موافقة موسكو وكييف.ويضيف أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصاعدا في الدور التركي في الملف الأوكراني، سواء عبر جهود الوساطة، أو من خلال ضمان عدم فرض حلول لا تتوافق مع المصالح الأوكرانية والغربية، وهو ما يجعل أنقرة في قلب المشهد السياسي والإستراتيجي للصراع القائم.