حملة اعتقالات وانتشار كثيف للحوثيين لمنع الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر باليمن
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
شنت جماعة أنصار الله "الحوثي"، منذ أيام حملة اعتقالات واسعة طالت المئات في عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرتها بهدف منع إقامة مهرجانات احتفالية بالذكرى السنوية لثورة 26 أيلول /سبتمبر، التي أسقطت نظام أسرة آل حميد الدين عام 1962، التي حكمت شمال اليمن لعقود.
الحملة التي بدأت على مدى الأيام الماضية، والتي شملت قيادات حزبية وناشطين وهواة تصوير في عدد من المحافظات من بينها إب وسط اليمن.
وكثفت الجماعة من انتشارها الأمني الواسع في الشوارع الرئيسية ومفترقات الطرق وسط وعيد بمنع وقمع بالقوة أي خروج للمواطنين للاحتفال بذكرى الثورة.
إجراءات الحوثيين، أثارت أسئلة عديدة عن سياقها ولماذا كل هذا الخوف من مظاهر الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر في نسختها الثانية والستين، وهي عادة درج عليها اليمنيون طيلة العقود الماضية.
ويبرر الحوثيون هذه الحملة، بأن دعوات الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر مدفوعة من خصومها في الحكومة اليمنية المعترف بها، وإحداث فوضى في مناطق سيطرة الجماعة شمال ووسط البلاد.
"طيش وارتياب"
وفي السياق، يرى الكاتب والصحفي اليمني، كمال السلامي، إنه "من الواضح أن جماعة الحوثي تعيش لحظة طيش وارتياب غير مسبوقة، خصوصا أن اليمنيين قابلوا دورها وانخراطها في حرب غزة بقدر كبير من اللامبالاة".
وقال السلامي في حديث خاص لـ"عربي21"، إنه في مقابل ذلك، "يبدي اليمنيون التصاقا كبيرا بالمناسبات الوطنية، ورغبة عميقة في إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر" في الوقت الذي "يتجاهلون مناسبات الجماعة ولا يلقون بالاً لما تقوم به من هجمات ضد إسرائيل".
وحسب الصحفي السلامي، فإن هذا الشعور بالتجاهل الشعبي "يدفع الجماعة إلى الارتياب من أي تحركات لا تنسجم مع طرحها ومع تحركاتها...كما يدفعها للانتقام من كل من يحاول الابتهاج بمناسبات وطنية لا ترتبط بالجماعة ولا بالمحطات التي صنعتها هي كذكرى الانقلاب 21 سبتمبر( تاريخ اجتياحها صنعاء 2014)".
ولم يستبعد الكاتب اليمني، أن تسعى الجماعة لاستغلال الأجواء الحالية "لاستهداف من كانوا بالأمس حلفاء لها في حزب المؤتمر الشعبي العام لتقضي نهائيا على أي محاولة للتأثير أو قيادة، أو تأطير أي حراك مجتمعي خشية أن يتطور ليصبح ثورة يطيح بها".
بالتزامن مع اللحظة التي تعيشها الجماعة بسبب هجمات البحر الأحمر، ودخولها على خط التصعيد ضد إسرائيل، وفقا للكاتب والصحفي السلامي، إلا "أنها تعيش قلقا مزمنا من أي تحركات داخلية خشية أن تتطور لثورة ضدها".
وقال "إنه في الحقيقة هذا ما يحدث فعلا، فاليمنيون ينتظرون بفارغ الصبر انهيار سلطة الجماعة، كي يتنفسوا الصعداء".
"حملة هي الأشد"
من جانبه، قال الصحفي والناشط الحقوقي اليمني، محمد الأحمدي، إن "حملة الحوثيين المسعورة ـ حسب وصفه ـ ضد اليمنيين الراغبين في إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر في مناطق سيطرة الجماعة منذ أيام هي سلوك معتاد سنويا لكنه هذه السنة أكثر بطشا".
وتابع الأحمدي حديثه لـ"عربي21"، أن ذلك هو "تعبير عن حالة الارتباك والخوف الذي تعاني منه هذه المليشيا الإرهابية والأزمة النفسية والأخلاقية والسياسية التي تعيشها في ظل حالة الاحتقان والزخم الثوري الواسع في مناطق سيطرتها لدى اليمنيين الرافضين لحكم هذه المليشيا ومشروعها الطائفي المزيج من الإمامة والنموذج الإيراني"، على حد قوله.
وأكد الناشط اليمني، أن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي تعيش غليانا شعبيا مستمرا بعد أن ضاق الناس ذرعا بسلوكها ضدهم وممارساتها القمعية وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان ومصادرة الحريات وسياسات الإفقار والتجويع التي تنتهجها وفرض الجبايات وغيرها من الممارسات التي يعبر اليمنيون عن رفضها بوسائل مختلفة، بما في ذلك الاحتفال بالذكرى الثانية والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر"، وفق تعبيره.
وينظر قطاع كبير من اليمنيين، وفق مراقبين إلى أن جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء ومناطق شمال ووسط البلاد، امتداد لنظام آل حميد الدين الذي أطاحت به ثورة سبتمبر 1962، ولذلك تقابل أي محاولات للاحتفاء بذكراها السنوية بإجراءات قمعية منذ سنوات، إلا أن هذه المرة أشدها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الحوثي اليمن ثورة سبتمبر اليمن الحوثي ثورة سبتمبر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ثورة 26
إقرأ أيضاً:
مليشيا الحوثي تختطف خطيب مسجد في إب بعد رفضه الترويج لأفكارها الطائفية
أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية على اختطاف الشيخ فيصل فاضل، خطيب مسجد قرية ذَودَان في عزلة الفَجْرَة بمديرية النادرة، شرق محافظة إب، وسط البلاد.
وذكر سكان محليون أن مجموعة مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي اقتحمت المسجد بعد صلاة العشاء، وقامت باقتياد الشيخ فيصل فاضل إلى وجهة مجهولة قبل أن يتبين لاحقًا أنه نُقل إلى أحد السجون التابعة للجماعة في مركز المديرية.
وأوضح السكان أن عملية الاختطاف جاءت على خلفية رفض الشيخ فاضل السماح لأحد خطباء الحوثيين بإلقاء خطبة الجمعة الماضية في مسجد القرية، وهو ما أثار غضب الجماعة التي تحاول فرض سيطرتها على المساجد واستخدامها لنشر أفكارها الطائفية بين المواطنين.
وتسعى مليشيا الحوثي منذ سنوات إلى فرض خطباء تابعين لها في المساجد بمناطق سيطرتها، مستغلة دور العبادة لنشر فكرها الأيديولوجي والطائفي، وهو ما يلقى رفضًا واسعًا من قبل الأهالي، خصوصًا في المناطق القبلية والمحافظة على الهوية الدينية الوسطية.
وتُعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة انتهاكات مستمرة تقوم بها المليشيا ضد الأئمة والخطباء الذين يرفضون الخضوع لإملاءاتها، حيث سبق أن تعرض عشرات الأئمة للاعتقال والإخفاء القسري، بينما أُجبر آخرون على مغادرة مناطقهم هربًا من الملاحقات الأمنية.
وأعرب أهالي القرية والنشطاء المحليون عن استيائهم الشديد من تصرفات الحوثيين، معتبرين أن اختطاف رجل دين مسالم جريمة مدانة بكل المقاييس، مطالبين المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل العاجل للضغط من أجل إطلاق سراح الشيخ فيصل فاضل وجميع المختطفين.
وأكد عدد من السكان أن الاختطاف لن يثنيهم عن رفض التدخل الحوثي في شؤون مساجدهم، مشددين على ضرورة التصدي لمحاولات الجماعة فرض أجندتها الطائفية بالقوة.
يُشار إلى أن محافظة إب شهدت في السنوات الأخيرة تصاعدًا في عمليات القمع الحوثي ضد رجال الدين والأئمة المعارضين لأفكار الجماعة، وسط صمت دولي وإقليمي، ما دفع المليشيا إلى التمادي في انتهاكاتها.
ويؤكد ناشطون أن استمرار هذه الممارسات يستدعي تحركًا دوليًا أكثر حزمًا، خصوصًا من قبل المنظمات الحقوقية، للحد من الانتهاكات الحوثية التي تمثل خرقًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرية المعتقد والتعبير.