القاعدة تسعى لتعزيز وجودها في بوركينا فاسو سعيًا نحو التوسع في خليج غينيا
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تسعى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بتنظيم القاعدة، إلى تعزيز وجودها في بوركينا فاسو كجزء من خطة أوسع للتوسع نحو دول خليج غينيا، الهجمات الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص، تؤكد الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات إقليمية وعالمية لمكافحة الإرهاب.
أعمال العنف
تشهد بوركينا فاسو تصاعدًا في أعمال العنف، خاصة بعد انضمام المدنيين إلى قوات الأمن لمواجهة الجماعات الإرهابية، في هذا السياق، قام العديد من الشباب بحفر الخنادق لحماية المناطق الاستراتيجية، مثل بارسالوغو، والتي تُعتبر خط الدفاع الأخير عن العاصمة وأغادوغو.
تصاعد العنف
منذ انضمام المدنيين إلى قوات الأمن الوطنية لمواجهة تهديد الجماعات الإرهابية، هؤلاء المدنيون، الذين شكلوا تحالفات شبه عسكرية، غالبًا ما يتعرضون للهجمات من قبل الإرهابيين.
إحدى النتائج السلبية للتصعيد هي إحباط المدنيين، الذين يشعرون بالتخلي عنهم من قبل الحكومة، الهجمات المتكررة والافتقار إلى الحماية دفع العديد منهم إلى التفكير في الانضمام إلى الجماعات الجهادية، مما يعزز قدرة القاعدة على استقطاب أعداد جديدة من الأعضاء، خاصة من بين الفئات المهمشة والموصومة.
ومع ارتفاع مستويات الفقر وانعدام الأمن، تزداد جذور التطرف في المجتمع، القاعدة تستغل هذه الظروف لتوسيع قاعدة دعمها، مما يسهل عليها تجنيد مقاتلين جدد في صفوف الفئات التي تعاني من الاضطهاد.
في النهاية نستطيع القول أن استراتيجية القاعدة في بوركينا فاسو تهديدا كبيرا للمنطقة بأسرها، حيث إن تصاعد العنف وعدم الاستقرار الاجتماعي يوفر بيئة خصبة للجماعات الإرهابية، من الضروري أن تتبنى الحكومات في المنطقة استراتيجيات شاملة تستهدف معالجة الأسباب الجذرية للتطرف، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الأمني الإقليمي والدولي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القاعدة في افريقيا هناء قنديل العمليات الإرهابية بإفريقيا بورکینا فاسو
إقرأ أيضاً:
لبنان بين فكَّي كماشة.. “إسرائيل” والجماعات التكفيرية ينطلقان لنفس المشروع
عبدالحكيم عامر
في جنوب لبنان، جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثّـف عدوانه على لبنان، وفي شرق لبنان، تتصاعد اعتداءات الجماعات التكفيرية المتمركزة في سوريا.
للوهلة الأولى، قد يبدو الأمر وكأنه مُجَـرّد مصادفة، لكن الحقيقة والواقع يكشف أن الرصاصتين –واحدة بلسان عبري والأُخرى بلسان عربي– تنطلقان من نفس المشروع، وتخدمان ذات الهدف، بل وربما تحظيان بتمويل مشترك وإدارة غير مباشرة من نفس الجهة.
لماذا تتحَرّك الجماعات التكفيرية في هذا التوقيت؟
لم يكن غريبًا أن نرى الجماعات التكفيرية في سوريا تتجنب أية مواجهة مع العدوّ الإسرائيلي، رغم احتلالها ثلاث محافظات سورية وتاريخها الدموي ضد العرب والمسلمين، هذه الجماعات التي ترفع شعارات “الجهاد”، لم تطلق رصاصة واحدة على المحتلّ، لكنها في المقابل، تجرأت على استهداف لبنان بمحاولات تسلل واعتداءات على الحدود الشرقية، وكأنها تُكمل الدور الإسرائيلي في الجنوب.
العلاقة الخفية بين العدوّ الإسرائيلي والجماعات التكفيرية:
خلال الحرب في سوريا، كان العدوّ الإسرائيلي يقدم دعمًا غير مباشر للجماعات التكفيرية عبر فتح مستشفياته لمقاتليها المصابين، وتسهيل تحَرّكاتهم في الجولان المحتلّ.
تقارير استخباراتية عديدة أكّـدت وجود تنسيق بين بعض قيادات هذه الجماعات والاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك تسليم مواقع الجيش السوري لحساب العدوّ الإسرائيلي.
هذا التحالف غير المعلن يخدم مصلحة الطرفين فالعدوّ الإسرائيلي تحصل على ورقة ضغط إضافية ضد حزب الله، بينما تحصل هذه الجماعات على دعم لوجستي وتسهيلات تجعلها قادرة على تنفيذ مخطّطاتها العدوانية.
تشتيت حزب الله واستنزافه:
يدرك الكيان الصهيوني أن حزب الله يتمتع بجاهزية قتالية عالية، مما يجعله عقبة كبرى أمام أي مشروع إسرائيلي في لبنان والمنطقة؛ لذا، فَــإنَّ استراتيجية “تعدد الجبهات” تهدف إلى إنهاكه.
عندما تقصف “إسرائيل” الجنوب اللبناني، فهي لا تستهدف فقط أهدافاً عسكرية، بل تعمل على خلق بيئة أمنية غير مستقرة تُجبر المقاومة على الانتشار في أكثر من محور.
بالتوازي، تتحَرّك الجماعات التكفيرية على الحدود السورية اللبنانية، مما يُجبر حزب الله على توزيع قواته بين الجنوب والشرق؛ ما يشكل ضغطًا استراتيجيًّا عليه.
فهل المطلوب حصار المقاومة بين فكي كماشة؟
الهجمات المتزامنة، سواء من الجنوب العدوّ الإسرائيلي، أَو من الحدود الشرقية، حَيثُ الجماعات التكفيرية، ما تتعرض له المقاومة من ضغوط متزايدة، ليس من قبيل الصدفة أن تتزامن هذه التهديدات، فالمشروع واضح: استنزاف المقاومة وتطويقها بين فكي كماشة، بحيث تجد نفسها مضطرة لخوض معارك متعددة تُضعف قدراتها العسكرية، وتخلق بيئة مضطربة تخدم مشاريع التفكيك وإعادة تشكيل المنطقة بما يتناسب مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
وحيثُ يعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى تطويق حزب الله وإرهاقه في أكثر من جبهة، لكن التجربة أثبتت أن المقاومة لديها القدرة على مواجهة هذه الضغوط والتعامل معها بمرونة تكتيكية عالية.
المعركة اليوم كما هي عسكرية، هي معركة وعي أَيْـضًا، فالإعلام الذي يروج للجماعات التكفيرية هو نفسه الذي يهاجم حزب الله ويبرّر العدوان الإسرائيلي، والأموال التي تُدفع لتسليح هذه الجماعات، هي نفسها التي تدعم مشاريع التطبيع والتآمر على محور المقاومة.
لبنان اليوم أمام تحدٍّ كبير، لكن المقاومة الإسلامية “حزب الله” التي صمدت في وجه العدوان الإسرائيلي وصنعت معادلات الردع، لن تسمح بسقوطه بين فكي كماشة العدوّ الصهيوني وأدواته التكفيرية.
فالتجربة أثبتت أن المقاومة الإسلامية تمتلك المرونة التكتيكية اللازمة للتعامل مع الضغوط المتعددة، سواء عسكريًّا أَو أمنيًّا أَو إعلاميًّا.
قد يكون الرهان على إسقاط حزب الله، لكن كُـلّ محاولات الحصار والتطويق باءت بالفشل، والتاريخ شاهد على ذلك؛ فكما سقطت مشاريع تفكيك اليمن، ستسقط أَيْـضًا أية محاولة لحصار المقاومة الإسلامية في لبنان؛ لأَنَّ من يعتمد على مشروع تحرّري مستند إلى إرادَة شعبه، لا يمكن أن يُهزم.
الرهان على إسقاط المقاومة رهان خاسر.. والتاريخ شاهد على ذلك.