هل يمكن إصلاح الأمم المتحدة في ظل 3 صراعات "مستعصية"؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
في الوقت الذي يجتمع دبلوماسيون من نحو 200 دولة عضو في نيويورك هذا الأسبوع، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على خلفية حملة القصف الإسرائيلية الواسعة على جنوب لبنان، فإن السؤال الملح الذي يتعين علينا أن نطرحه، هو ما إذا كانت الأمم المتحدة منكسرة إلى الحد الذي يجعل من المتعذر إصلاحها.
بات صعباً إقناع العواصم بالاستماع إلى ما تفعله الأمم المتحدة
وكتب مراسل صحيفة "غارديان" البريطانية في نيويورك أن مسؤولي الأمم المتحدة يواجهون 3 صراعات مستعصية، في الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان.
ويقول الداعمون للأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية تظل المنتدى الرئيسي لحل الصراعات، الأمر الذي حال دون نتائج أسوأ. وقد أدركت قيادتها الحاجة إلى تغيير جذري، وخصصت عنصراً كبيراً من "ميثاق المستقبل" ــ المبادرة التي أطلقها الأمين العام أنطونيو غوتيريش، والتي تم تبنيها بعد مفاوضات شاقة الأسبوع الماضي ــ للجهود الرامية إلى إصلاح مجلس الأمن، الذي يسيطر على قرارات الأمم المتحدة الرئيسية المتعلقة بالسلام والأمن.
As it meets against backdrop of Israel’s bombing of Lebanon, is UN too broken to be fixed? https://t.co/ZbgtPHcxEc
— Guardian US (@GuardianUS) September 24, 2024
ووصفت الأمم المتحدة لغة الاتفاق، غير الملزم، بأنها تحتوي على "الالتزام الأكثر تقدمية لإصلاح مجلس الأمن منذ الستينيات، مع خطط لتحسين فعالية المجلس وتمثيله، بما في ذلك من طريق معالجة الاختلال التاريخي في المجلس للتمثيل الناقص لأفريقيا، كأولوية".
لكن قبل القمة، أشار غوتيريش إلى أن الأمم المتحدة لا تستطيع التوسط في النزاعات، التي لا تسعى فيها الأطراف المشاركة إلى الوساطة، مثل روسيا وأوكرانيا أو إسرائيل وحماس. وأضاف أن حالة روسيا، العضو في مجلس الأمن والمتورطة بشكل مباشر في الصراع، تظهر أن مجلس الأمن لديه مشكلة "ليس فقط في الفعالية، بل في الشرعية".
وقال غوتيريش لصحيفة "فايننشال تايمز" الأسبوع الماضي: "لن نحل جميع مشاكل العالم.. التحديات ضخمة وربما يستسلم كثيرون، لكن يمكنني أن أقول لكم إننا لن نستسلم".
وأضاف: "ليست لدينا القوة، وليس لدينا المال، ولكن لدينا صوت ولدينا بعض القدرة على عقد الاجتماعات"، مضيفاً أن ذلك قد انعكس في الجهود الأخيرة حول الذكاء الاصطناعي، التي تم تناولها في ميثاق المستقبل.
وخلف الأبواب المغلقة، قلل الديبلوماسيون في محادثة مع الغارديان، من التوقعات بحدوث أي اختراقات كبيرة في الأمم المتحدة في شأن تلك الصراعات، مما يشير إلى أن الانقسامات العميقة بين الولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب النفوذ المستقل المتزايد للصين تدريجياً، تعني أن مجلس الأمن أصيب بالشلل بشكل أساسي للحكم في عدد من القضايا الرئيسية.
As it meets against backdrop of Israel’s bombing of Lebanon, is UN too broken to be fixed? https://t.co/5hbUcKcsrD
— Guardian Australia (@GuardianAus) September 24, 2024
وندد المندوب السلوفيني لدى الأمم المتحدة السفير صموئيل زبوغار، الرئيس الدوري للجمعية العامة للمنظمة الدولية، من "المزاج المسموم" في مجلس الأمن، ملقياً باللوم على موسكو وواشنطن، اللتين تمتعان بحق الفيتو.
ولفت إلى أن نقص التمويل المتعلق بالجهود الأمنية، قد جعل المنظمة الدولية عند إحدى أكثر لحظاتها حراجة في الذاكرة الحديثة.
ووصف مدير برنامج الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان، مسألة إصلاح الأمم المتحدة على أنه "حلقة مفرغة"، قائلاً أن قدرة الأمم المتحدة على الإصلاح تعتمد على الدول التي سيكون تأثيرها مهدداً بهذا الإصلاح، فضلاً عن عقبات داخلية مهمة للمصادقة على الاتفاقات في حال التوصل إليها.
وقال: "من اللافت أن الشيء الوحيد الذي أسمعه من الكثير من الديبلوماسيين هنا هو أنه بات من الصعب أكثر فأكثر إقناع العواصم بالاستماع إلى ما تفعله الأمم المتحدة.. وأنا أسمع هذا من كل الأعضاء، لأنني أعتقد أن الكثير من الحكومات قد خلصت للتو إلى أن المؤسسة تفقد أهميتها.. وطبعاً، إذا ما فعل مزيد من الدول ذلك، فإنه يصبح أمراً صحيحاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل الانتخابات الأمريكية الحرب الأوكرانية أحداث السودان الأمم المتحدة مجلس الأمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن أن تتأثر الصين بقرار حظر تيك توك في أمريكا؟
تطبيق تيك توك (مواقع)
مع إعلان الولايات المتحدة عن قرار حظر تطبيق "تيك توك" على أراضيها، تتوجه الأنظار إلى الصين، البلد الأم للشركة المالكة للتطبيق، لمعرفة التداعيات المحتملة لهذا القرار على عدة مستويات.
وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من التوتر المتزايد بين واشنطن وبكين، الذي يشمل مجالات التجارة، التكنولوجيا، والأمن القومي.
اقرأ أيضاً بعد حظره في أمريكا.. هل التيك توك معرض لخطر الحظر حول العالم؟ 18 يناير، 2025 3عادات تسرّع الشيخوخة وأخرى تبطئها.. تعرف عليها 18 يناير، 2025التأثير الاقتصادي على الشركة المالكة
شركة "بايت دانس" (ByteDance)، المالكة لتطبيق تيك توك، تواجه تحديًا ماليًا كبيرًا في حال تنفيذ الحظر داخل الولايات المتحدة، أحد أكبر أسواق التطبيق وأكثرها ربحية.
الخسائر في الإيرادات:
سيؤدي الحظر إلى تراجع كبير في إيرادات الإعلانات داخل السوق الأمريكي، مما يضعف الأداء المالي للشركة ويجعلها تعيد تقييم خططها التوسعية.
انخفاض الاستثمارات:
قد يثني الحظر المستثمرين العالميين عن تمويل الشركة، خاصةً إذا استمرت الضغوط الأمريكية على الشركات الصينية العاملة في قطاع التكنولوجيا.
ضربة للنفوذ التكنولوجي الصيني
تعتبر "تيك توك" واحدة من أبرز قصص النجاح التكنولوجية الصينية عالميًا، حيث أثبتت قدرة الصين على إنتاج تطبيق ينافس الشركات العملاقة مثل فيسبوك ويوتيوب.
تهديد للابتكار الصيني:
إذا نجحت الولايات المتحدة في فرض قيود على تيك توك، فقد يتسبب ذلك في تقليل الثقة العالمية بالتكنولوجيا الصينية، مما يُضعف طموحات الصين في تصدير تقنياتها إلى العالم.
استغلال المنافسين للوضع:
ستستفيد شركات التقنية الأمريكية، مثل ميتا (فيسبوك) ويوتيوب، من غياب تيك توك لتعزيز حصتها السوقية في قطاع الفيديو القصير.
تصعيد الحرب التكنولوجية بين الصين وأمريكا
يمثل قرار حظر تيك توك جزءًا من صراع أوسع بين الصين وأمريكا على الهيمنة التكنولوجية.
تصعيد الضغوط الدبلوماسية:
قد تعتبر بكين الحظر الأمريكي تصرفًا عدائيًا يستهدف الحد من صعود التكنولوجيا الصينية، مما يدفعها إلى الرد عبر فرض قيود على الشركات الأمريكية العاملة في الصين.
تسريع الاستقلال التكنولوجي:
قد يشجع الحظر الصين على تعزيز جهودها في تحقيق الاستقلال التكنولوجي وتقليل اعتمادها على الأسواق الغربية.
الأثر على العلاقات الثقافية والشبابية
على الرغم من أن القرار يبدو اقتصاديًا وأمنيًا في ظاهره، إلا أنه يحمل بُعدًا ثقافيًا. تيك توك كان أداة هامة للتأثير الثقافي بين الشباب في مختلف الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة.
تقلص التأثير الثقافي:
الحظر قد يحد من انتشار المحتوى الصيني بين الشباب الغربي، مما يقلل من قدرة الصين على استخدام التطبيقات الاجتماعية كوسيلة للتأثير الثقافي.
انعكاسات على المستخدمين الدوليين
حظر تيك توك في الولايات المتحدة قد يدفع دولًا أخرى، خاصة الحليفة لأمريكا، إلى اتخاذ خطوات مشابهة. مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تراجع التطبيق على المستوى الدولي، مما يسبب خسائر ضخمة للصين في قطاع التكنولوجيا العالمي.
الخلاصة
قرار حظر تيك توك في أمريكا ليس مجرد قضية تقنية أو أمنية؛ بل هو حلقة جديدة في صراع طويل الأمد بين واشنطن وبكين. بالنسبة للصين، فإن تأثير القرار قد يتجاوز شركة "بايت دانس" ليصل إلى صورة الابتكار الصيني عالميًا وعلاقاتها مع الدول الأخرى. ورد فعل بكين على هذا القرار سيكون عاملًا رئيسيًا في تحديد طبيعة المرحلة المقبلة من الصراع بين القوتين العظميين.