تُعد زراعة الطماطم من أهم المحاصيل الزراعية في مصر، حيث تحتل البلاد المركز السادس عالميًا في إنتاج الطماطم، والمركز الأول على المستوى العربي والأفريقي بإنتاج يصل إلى أكثر من 6 ملايين طن سنويًا. 

إلا أن زراعة الطماطم تواجه تحديات كبيرة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وتأثير الظروف المناخية، وهو ما انعكس على الأسعار في الأسواق المحلية.

تكاليف زراعة فدان الطماطم

صرح حسين عبد الرحمن أبو صدام، الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين، بأن زراعة فدان الطماطم تكلف الفلاح نحو 100 ألف جنيه مصري، حيث ينتج الفدان في المتوسط نحو 20 طنًا من الطماطم. وبهذا، يصل تكلفة كيلو الطماطم للفلاح إلى 5 جنيهات تقريبًا.

وأوضح أن هذه التكاليف تشمل تكاليف الشتلات والأسمدة والمبيدات، بالإضافة إلى تكاليف الطاقة مثل السولار والكهرباء، مما يجعل من الصعب على الفلاحين تحقيق أرباح مناسبة، خاصة في ظل انخفاض أسعار البيع في بعض الأحيان.

العروات الزراعية للطماطم في مصر

أشار أبو صدام إلى أن مصر تزرع الطماطم طوال العام في ثلاث عروات أساسية:

العروة الصيفية: والتي تزرع في الفترة من فبراير إلى مايو، وتُمثل نحو 50% من المساحات المزروعة بالطماطم.العروة الشتوية: تبدأ زراعتها في أواخر أغسطس وتمثل نحو 40% من مساحات زراعة الطماطم في مصر.العروة المحيرة: وهي عروة صغيرة تُزرع بين العروتين الصيفية والشتوية، وتشكل نحو 10% فقط من زراعات الطماطم.

ورغم تعدد العروات، إلا أن العروة الصيفية تُعد الأهم من حيث المساحة المزروعة، حيث كانت تصل إلى نحو 250 ألف فدان، إلا أنها تقلصت هذا العام إلى أقل من 200 ألف فدان، بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة وخسائر الفلاحين في المواسم السابقة.

التحديات التي تواجه زراعة الطماطم

واجهت زراعة الطماطم في الفترة الأخيرة عدة تحديات أدت إلى انخفاض الإنتاج وزيادة الأسعار بشكل ملحوظ، ومن أبرز هذه التحديات:

ارتفاع درجات الحرارة: تسببت درجات الحرارة المرتفعة في تساقط الأزهار وضعف نمو النباتات، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج إلى أقل من 15 طنًا للفدان الواحد.زيادة أسعار الأسمدة والمبيدات: شهدت أسعار الأسمدة والمبيدات ارتفاعًا كبيرًا، حيث وصل سعر شيكارة الأسمدة الكيماوية زنة 50 كيلوجرام إلى 1000 جنيه في السوق الحر، مما زاد من تكاليف الإنتاج.نقص التسميد والرش: نتيجة لارتفاع تكاليف الأسمدة والمبيدات، قلل الفلاحون من عمليات التسميد والرش، وهو ما أدى إلى زيادة الإصابة بالأمراض النباتية وبالتالي انخفاض الإنتاج.ارتفاع تكاليف الطاقة والإيجارات: زادت أسعار السولار والكهرباء، بالإضافة إلى زيادة تكاليف إيجار الأراضي، مما زاد من الأعباء المالية على الفلاحين.توقعات انخفاض أسعار الطماطم

رغم الارتفاع الكبير في أسعار الطماطم حاليًا، والتي وصلت في بعض المناطق إلى 50 جنيهًا للكيلو للطماطم العادية، و80 جنيهًا للطماطم العضوية، و200 جنيه للطماطم الشيري، توقع أبو صدام أن تبدأ الأسعار في الانخفاض اعتبارًا من شهر نوفمبر المقبل، مع بداية طرح بشاير العروة الشتوية.

وأكد أن العروة الشتوية، التي بدأت زراعتها في أواخر أغسطس، ستساهم في زيادة الإنتاج وانخفاض الأسعار، خاصة بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسعار في الفترة الأخيرة. 

ومن المتوقع أن تتوسع مساحات زراعة الطماطم في العروة الشتوية لتعويض النقص الذي شهدته العروة الصيفية.

أهمية محصول الطماطم في مصر

تُعتبر الطماطم خامس أهم محصول زراعي في مصر بعد الأرز والقمح والذرة والبطاطس. 

ونظرًا لأهميتها الكبيرة، دعا أبو صدام إلى ضرورة زيادة الاهتمام بزراعة الطماطم وتوفير بذور ذات جودة عالية للفلاحين، بالإضافة إلى القضاء على "مافيا تقاوي الطماطم" التي تتحكم في السوق وتؤثر سلبًا على الإنتاج.

وأشار أبو صدام إلى أن زراعة فدان الطماطم تستلزم نحو 7 آلاف شتلة بتكلفة تصل إلى 23 ألف جنيه، بالإضافة إلى الحاجة إلى ترقيع بنحو 3 آلاف شتلة أخرى.

ومع ارتفاع تكاليف الأسمدة والمبيدات والطاقة، فإن أي انخفاض في سعر كيلو الطماطم عن 10 جنيهات في أسواق التجزئة قد يؤدي إلى خسائر كبيرة للفلاحين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عاجل الطماطم زراعة الطماطم في مصر الأسمدة والمبیدات زراعة الطماطم فی العروة الشتویة ارتفاع تکالیف بالإضافة إلى أبو صدام فی مصر

إقرأ أيضاً:

العراق يواجه تحديات كبيرة في تأمين الغاز.. من ارتفاع الأسعار إلى التوترات الجيوسياسية

بغداد اليوم - بغداد

أكد النائب ثائر الجبوري ،اليوم الأربعاء (19 آذار 2025)، أن العراق سيواجه ثلاثة تحديات إذا اعتمد على شحنات الغاز المسال لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء.

وقال الجبوري لـ"بغداد اليوم"، إن "ملف الطاقة في العراق معقد، وحاجة العراق إلى الغاز الطبيعي لتشغيل محطات الكهرباء ضرورية لتجاوز ذروة الصيف 2025".

وأضاف أن "العراق بدأ بالبحث عن بدائل مع وجود العقوبات على استيراد الغاز من إيران، وأن الاعتماد على الغاز المسال سيواجه ثلاثة تحديات: الأول، ارتفاع الأسعار مقارنة بخطوط نقل الغاز المعتمدة حاليًا الثاني، التحديات الجيوسياسية حيث تأتي الشحنات من دول عدة وتخضع لتوترات المنطقة الثالث، تعقيدات فنية متعددة".

وأوضح الجبوري أن "الحل الأمثل هو تسريع استثمار وتطوير حقول الغاز في العراق، التي تحتوي على احتياطات كبيرة، بالإضافة إلى استثمار الغاز المصاحب لحقول النفط، حيث يمكن توفير بديل جيد عن الغاز المستورد خلال 18 شهرًا".

وأكد أن "الاعتماد على استيراد الغاز يبقى مصدر قلق بسبب التوترات والتحديات الكثيرة التي يتضمنها".

فيما تواصل وزارة الكهرباء استعداداتها لمواجهة الصيف المقبل، وسط تحديات انقطاع الغاز الإيراني وتحذيرات من أزمة طاقة محتملة.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، لـ"بغداد اليوم"، الثلاثاء (11 آذار 2025)، أن "العراق يسعى لتنويع مصادر الغاز، حيث سيتم استيراد 20 مليون متر مكعب من الغاز عبر آليات نقل جديدة يتم العمل على إتمامها قريبا، رغم أن هذه الكمية لا تغطي سوى نصف ما كان يُستورد من إيران".

وأشار إلى أن "هناك خططا لاستيراد الغاز المسال عبر منصات عائمة ومتحركة، حيث تتولى وزارة النفط مسؤولية تأمين هذه الكميات، والتي ستسهم في تشغيل محطات كهربائية بقدرة 4000 ميغاواط، على أن يتم تنفيذ هذه الخطط قبل شهر حزيران"، مضيفا، أنه "كما ستُمد أنابيب جديدة لربط المنصات بمحطات الجنوب لضمان إيصال الوقود اللازم".

وفي خطوة إضافية، قدمت وزارة الكهرباء إلى رئيس الوزراء جدولا باحتياجاتها من الكاز لتشغيل المحطات التي يمكنها العمل به كبديل للغاز، فيما يجري العمل على إنجاز محطات الدورات المركبة التي لا تحتاج إلى وقود، إلى جانب محطات الطاقة الشمسية، والتي من المتوقع أن يدخل بعضها الخدمة بحلول حزيران المقبل، وفقا للمتحدث باسم وزارة الكهرباء. 

ويعتمد العراق بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، حيث تستورد وزارة الكهرباء كميات تتراوح بين 40 إلى 50 مليون متر مكعب يوميا.

ومع تكرار انقطاع الإمدادات بسبب مشكلات مالية وتقنية، يتعرض العراق لأزمات طاقة متكررة، خاصة خلال فصل الصيف، عندما يرتفع الطلب على الكهرباء إلى مستويات قياسية.

برغم امتلاك العراق احتياطيات ضخمة من الغاز المصاحب لاستخراج النفط، إلا أن استغلاله لا يزال محدودا بسبب ضعف البنية التحتية وعدم اكتمال مشاريع معالجة الغاز، مما يجبر الحكومة على استيراد الغاز لتلبية احتياجات قطاع الكهرباء.


مقالات مشابهة

  • العراق يواجه تحديات كبيرة في تأمين الغاز.. من ارتفاع الأسعار إلى التوترات الجيوسياسية
  • الكيلو وصل لـ200 جنيه.. موعد انخفاض أسعار البامية بالأسواق
  • كيلو البامية بـ 200 جنيه.. نقيب الفلاحين يكشف السبب
  • رغم ارتفاع الأسعار.. إقبال كبير على أسواق الذهب والمجوهرات في الباحة
  • الفراولة بـ 32 جنيه.. أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025
  • بعد انخفاض دام طويلا.. هل ترتفع أسعار الطماطم بالأسواق؟
  • ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي بعد الهجوم الأمريكي على الحوثيين
  • بلدية أجدابيا: رغم ارتفاع الأسعار نسبيًا.. أسعار الملابس مستقرة مقارنة بالعام الماضي
  • بـ 140 ألف جنيه.. سعر فاتورة سحور في مطعم شهير بالقاهرة يثير الجدل
  • آي صاغة: 90 جنيهًا ارتفاعًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال أسبوع