الجزيرة:
2025-03-29@03:25:30 GMT

على أي دولة الدور الآن؟

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

على أي دولة الدور الآن؟

بعد غزة، جاء الدور على لبنان. بينما أكتب هذه السطور، كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قد أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص في يوم واحد، وإصابة المئات. أعتقد أن هذه مجرد بداية. تمامًا كما حدث في غزة، ستقوم وسائل الإعلام يوميًا بعرض أعداد القتلى في لبنان من خلال الرسوم البيانية، وستدين دول أخرى هذه الهجمات بعبارات عابرة، وستُظهر الأمم المتحدة مدى عجزها بسبب الولايات المتحدة وبريطانيا، وستدمر إسرائيل دولة أخرى.

لم يعد لدينا ما نقوله لدول العالم التي تراقب كل ما يحدث بلا مبالاة. ولكن يجب علينا أن نطرح سؤالًا مخيفًا على دول الشرق الأوسط: أي دولة ستكون التالية؟

نفس السيناريو يؤدي إلى المجزرة ذاتها

لم يعد من الممكن تفسير ما يحدث بعقلانية، أو من خلال المعلومات، أو القانون، أو القواعد الدولية. تم تجاوز جميع الخطوط الحمراء، وتحطيم جميع القواعد، وتدمير كل القيم الإنسانية. لقد قلبت إسرائيل النظام بأكمله في العالم. أولئك الذين يعتقدون أن إسرائيل ستتوقف بعد احتلال غزة وارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، لم يدركوا بعد كم كانوا مخطئين.

لم تترك آلة القتل المدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا حجرًا على حجر في غزة، والآن انتقلت إلى لبنان. تمامًا كما في غزة، تم الإعلان عن عمليات إخلاء في "شمال" لبنان، وخرج الناس إلى الشوارع وتركوا منازلهم، بينما كانت القنابل المدمرة التي تم توريدها من الولايات المتحدة تتساقط من الطائرات على الأراضي اللبنانية كالموت. في يوم واحد، قُتل مرة أخرى مئات الأشخاص، معظمهم من المدنيين.

أعتقد أن الأعداد ستتحول مرة أخرى إلى أرقام إحصائية، وسيصبح عدد القتلى والجرحى مجرد بيانات. لن تُعرف قصص الحياة الإنسانية المفقودة، لا قصص الأطفال ولا آمال الجرحى المدمرة. بينما كنت أكتب هذه السطور، كان قد قُتل 50 شخصًا في غزة في يوم واحد، لكن لأن الأرقام كانت قليلة، لم يكن هناك حتى خبر عنها! ستطبّق إسرائيل والولايات المتحدة سيناريو غزة على لبنان، وسيعيش لبنان المصير ذاته. تنتهي جميع هذه السيناريوهات بالمجازر.

الصمت خطأ قاتل

سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى يدرك أولئك الذين صمتوا أمام إبادة غزة كم كان خطؤهم قاتلًا. أولئك الذين لم يصدروا صوتًا بسبب وصم حماس بـ "التطرف"، أو قربها من الإخوان المسلمين، أو إدراجها في قائمة "الإرهاب" الأميركية، بدؤُوا الآن صمتهم حول لبنان.

أعتقد أنهم يجدون مبرراتهم هذه المرة بحجة أن حزب الله شيعي، أو مقرّب من إيران، أو تم تصنيفه "إرهابيًا" من قِبل الولايات المتحدة. ومع ذلك، كما لم تميّز القنابل الإسرائيلية – الأميركية في غزة بين حماس وفتح، فلن تميّز أيضًا في لبنان بين الشيعة والسنة، وستقتل كل من يعترض طريقها.

كما لم يكن هناك تمييز بين المسلمين والمسيحيين في القدس، لن يتم التمييز أيضًا في لبنان، بل ستصبح البلاد غير صالحة للحياة. سيُدمَر لبنان وسط صمت الدول الإسلامية كما حدث في غزة، وسيموت عشرات الآلاف من الأشخاص.

أي دولة ستكون التالية؟

هل يتساءل أولئك الذين يراقبون الأحداث بصمت هذا السؤال؟ بعد أن تكمل القوات المجرمة عملياتها في لبنان، أي دولة ستغزو بعد ذلك؟ أعتقد أن هناك دولًا لا تتجرأ على طرح السؤال الأكثر رعبًا: متى يحين دوري؟ في الواقع، ليس من الصعب العثور على إجابات لهذه الأسئلة.

الدولة التي تقع فيها "الأرض الموعودة"، التي هي حلم إسرائيل الكبرى والتي تظهر على زي الجنود الإسرائيليين ، هي الدولة التي ستكون التالية، حيث إن خريطة "دولة إسرائيل الكبرى" تتضمن أراضي هذه الدول على زيّ الجنود.

نحن على وشْك أن نصاب بالجنون من صمت أنظمة الدول المدرجة في تلك الخريطة. كيف لا يرون أن الدور سيأتي عليهم يومًا ما؟ لماذا لا يتبادر إلى أذهانهم هذا السؤال بينما يحترق لبنان؟ إن الأمر ليس مسألة إمكانات، بل مسألة وقت فحسب. لا أحد يطالبكم بشن الحرب، لكن على الأقل، أظهروا شجاعتكم وافرضوا حصارًا تجاريًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة أولئک الذین أعتقد أن فی لبنان أی دولة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الناتو بدون أمريكا.. أزمة غير مسبوقة

على مدار 76 عاماً من تاريخه، واجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) العديد من الأزمات، لكن لم تكن أي منها بقدر خطورة ما يواجهه اليوم، وفقاً لتقرير في مجلة "فورين أفيرز".

فمنذ عودته إلى منصبه، شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مبدأين أساسيين لالتزام التحالف بالدفاع المشترك: الاتفاق الجماعي على التهديدات التي تواجه أعضاء الناتو، وعدم قابليتها للتجزئة، بحسب التقرير.
في فبراير (شباط)، انحازت الولايات المتحدة إلى روسيا ضد بقية أعضاء الناتو عندما رفضت إدانة غزو روسيا لأوكرانيا في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ذلك كرر ترامب تصريحاته التي تشكك في مبدأ الدفاع الجماعي، معلناً أن الولايات المتحدة لن تدافع عن الحلفاء الذين "لا يدفعون"، رغم أن معظم دول الناتو زادت إنفاقها الدفاعي بشكل كبير منذ عام 2014.

احتمالية انسحاب أمريكا

نظراً لتقليل ترامب من أهمية التحالف والتزامه بالدفاع المشترك، لا يستبعد أن تسعى إدارته إلى الانسحاب من الناتو، بحسب التقرير.
ورغم أن الكونغرس الأمريكي أقر قانوناً في أواخر عام 2023 يمنع الرئيس من القيام بذلك دون موافقته، فإن هناك شكوكاً حول ما إذا كان بإمكان المحكمة العليا التدخل لمنع هذا القرار، حيث لطالما فضلت المحكمة ترك مسائل السياسة الخارجية للسلطة التنفيذية.
حتى لو لم تنسحب الولايات المتحدة رسمياً من الحلف، فقد أضر ترامب بالفعل بمصداقيته. تستند قوة المادة 5 من معاهدة الناتو - التي تنص على أن أي هجوم على أحد أعضاء الحلف يُعتبر هجوماً على الجميع - إلى الثقة المتبادلة بين الأعضاء.

#NATO Without America: How Europe Can Run an Alliance Designed for U.S. Control -- by Ivo H. Daalder https://t.co/ndpYHYlRyX via @ForeignAffairs

— Int'l Affairs Forum (@IA_Forum) March 28, 2025

تاريخياً، كانت الولايات المتحدة هي الضامن الرئيسي لهذه السياسة بفضل قوتها العسكرية الهائلة، ومع تهديدات ترامب وتصريحاته العدائية ضد بعض الدول الأعضاء، مثل كندا وغرينلاند، أصبحت هذه الثقة محل تساؤل.


هل يمكن للناتو البقاء بدون أمريكا؟

نظرياً، بحسب التقرير، نعم.. ففي حال انسحاب الولايات المتحدة، ستظل المعاهدة سارية على الأعضاء الآخرين البالغ عددهم 31 دولة. ولكن عملياً، سيكون من الصعب استبدال الدور الأمريكي في وقت قصير، لا سيما أن الولايات المتحدة لعبت تاريخياً الدور الأكبر في قيادة العمليات العسكرية للحلف.

لذا، سيكون من الضروري أن تبدأ الدول الأوروبية في الاستعداد لمرحلة ما بعد أمريكا من خلال زيادة التمويل العسكري، وشراء المزيد من الوقت، وضمان استمرار التعاون الأمريكي بأية وسيلة ممكنة.


الدور القيادي لأمريكا

ويختلف الناتو عن أي تحالف عسكري آخر، حيث يتمتع بهياكل قيادة سياسية وعسكرية مشتركة، وتخطيط دفاعي موحد، وتمويل جماعي.
رغم أن هذه المسؤوليات موزعة بين الأعضاء، إلا أن الولايات المتحدة لعبت دائماً الدور الرئيسي في قيادة الحلف.
ومنذ تأسيسه عام 1949، أصرّت واشنطن على أن تتكامل القدرات الدفاعية للدول الأعضاء ضمن هيكل تقوده الولايات المتحدة، ما منحها السيطرة على العمليات العسكرية الكبرى للحلف.

Can Europe defend itself without America? There's some urgency to that question. Shashank Joshi, our defence editor, explains why Donald Trump risks overturning the very basis of the NATO alliance’s mutual defence clause https://t.co/ODIM8Lfb46 ???? pic.twitter.com/vTdhDGk4gM

— The Economist (@TheEconomist) February 17, 2025

وخلال الحرب الباردة، عززت الولايات المتحدة نفوذها في الناتو من خلال توفير الحماية النووية لأوروبا، وإقامة أنظمة دفاع جوي متقدمة، فضلاً عن تقديم الدعم الاستخباراتي والتكنولوجي.
وبالمقابل، قَبِل معظم الحلفاء هذا الترتيب لأنه كان يضمن أمنهم ضد التهديدات السوفيتية. ومع ذلك، لم تكن جميع الدول مرتاحة لهذا الوضع، إذ سعت فرنسا بقيادة شارل ديغول في ستينيات القرن الماضي إلى الاستقلال عن واشنطن، مما دفعها إلى تطوير أسلحتها النووية والخروج من الهيكل العسكري للناتو عام 1966، رغم بقائها عضواً في الحلف.

مستقبل الناتو

بعد أن كانت الولايات المتحدة تضغط لعقود من أجل الحفاظ على موقعها القيادي في الناتو، يبدو أنها الآن ترغب في تقليص هذا الدور.
فقد صرّح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، في أول ظهور له أمام الحلف في فبراير (شباط)، بأن "الولايات المتحدة لم تعد تركز بشكل أساسي على أمن أوروبا"، داعياً الحلفاء الأوروبيين إلى تحمل مسؤولية أمن القارة بشكل أكبر. لكنه لم يوضح كيف يمكن لأوروبا أن تستلم قيادة منظمة بُنيت منذ عقود لضمان هيمنة أمريكا.

تحديات أمام أوروبا

وبحسب التقرير، يتطلب تحويل الناتو إلى تحالف أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة ثلاثة أمور رئيسية: المال، الوقت، والتعاون الأمريكي.

ويتوقع أن تزيد الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي بشكل كبير، حيث دعا الأمين العام الجديد للناتو، مارك روتي، إلى تخصيص أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع.

Economist/YouGov Poll, March 22-25
% of U.S. adult citizens who say the following is an ally or friendly | an enemy or unfriendly
Canada 71% | 14%
NATO 60% | 15%
Ukraine 60% | 16%
EU 58% | 15%
UN 58% | 20%
Mexico 55% | 27%
El Salvador 30% | 25%
Russia 11% | 70%
(Link in reply) pic.twitter.com/09OEiHOgPl

— YouGov America (@YouGovAmerica) March 26, 2025

ولكن، حتى لو تم تأمين التمويل، فإن الأمر سيستغرق سنوات لتطوير القدرات العسكرية الضرورية، وتدريب القوات، وشراء المعدات اللازمة.

بسبب هذه التحديات، تحتاج أوروبا إلى دعم الولايات المتحدة خلال عملية الانتقال.

ففي بعض المجالات، مثل الردع النووي، لا يمكن تعويض الدور الأمريكي بسهولة، ومع ذلك.. فإن أوروبا تبدو مدركة للخطر، حيث وافق القادة الأوروبيون في قمة الاتحاد الأوروبي في مارس (أذار) على تخصيص 150 مليار يورو لدعم الإنتاج الدفاعي، مع استثناء الإنفاق الدفاعي من القيود المالية المفروضة على ميزانيات الدول الأعضاء، مما قد يضيف 650 مليار يورو أخرى للإنفاق الدفاعي خلال العقد المقبل.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة: دعم لبنان وجيشه ضمان لأمن إسرائيل
  • الناتو بدون أمريكا.. أزمة غير مسبوقة
  • ترامب: نحتاج إلى غرينلاند لأجل "السلام العالمي".. وفانس يوجه رسالة لسكان الجزيرة
  • جنبلاط يتهم الولايات المتحدة بالضغط على لبنان للتطبيع مع إسرائيل
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • الأمم المتحدة: غارات إسرائيل في غزة تحمل بصمات وحشية
  • خبير عسكري: تل أبيب تنفذ حربها بدعم أمريكي لتحقيق "حلم إسرائيل الكبرى"
  • خبير عسكري: تل أبيب تنفذ حربها بدعم أمريكي لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى
  • قبيل زيارته إلى فرنسا... الرئيس اللبناني يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل "ليس مطروحا الآن"
  • إسرائيل تحتل أراضينا وتقتل أبناءنا.. نواف سلام يقطع الطريق على محاولات التطبيع