الجزيرة:
2025-04-27@03:36:49 GMT

على أي دولة الدور الآن؟

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

على أي دولة الدور الآن؟

بعد غزة، جاء الدور على لبنان. بينما أكتب هذه السطور، كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قد أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص في يوم واحد، وإصابة المئات. أعتقد أن هذه مجرد بداية. تمامًا كما حدث في غزة، ستقوم وسائل الإعلام يوميًا بعرض أعداد القتلى في لبنان من خلال الرسوم البيانية، وستدين دول أخرى هذه الهجمات بعبارات عابرة، وستُظهر الأمم المتحدة مدى عجزها بسبب الولايات المتحدة وبريطانيا، وستدمر إسرائيل دولة أخرى.

لم يعد لدينا ما نقوله لدول العالم التي تراقب كل ما يحدث بلا مبالاة. ولكن يجب علينا أن نطرح سؤالًا مخيفًا على دول الشرق الأوسط: أي دولة ستكون التالية؟

نفس السيناريو يؤدي إلى المجزرة ذاتها

لم يعد من الممكن تفسير ما يحدث بعقلانية، أو من خلال المعلومات، أو القانون، أو القواعد الدولية. تم تجاوز جميع الخطوط الحمراء، وتحطيم جميع القواعد، وتدمير كل القيم الإنسانية. لقد قلبت إسرائيل النظام بأكمله في العالم. أولئك الذين يعتقدون أن إسرائيل ستتوقف بعد احتلال غزة وارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، لم يدركوا بعد كم كانوا مخطئين.

لم تترك آلة القتل المدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا حجرًا على حجر في غزة، والآن انتقلت إلى لبنان. تمامًا كما في غزة، تم الإعلان عن عمليات إخلاء في "شمال" لبنان، وخرج الناس إلى الشوارع وتركوا منازلهم، بينما كانت القنابل المدمرة التي تم توريدها من الولايات المتحدة تتساقط من الطائرات على الأراضي اللبنانية كالموت. في يوم واحد، قُتل مرة أخرى مئات الأشخاص، معظمهم من المدنيين.

أعتقد أن الأعداد ستتحول مرة أخرى إلى أرقام إحصائية، وسيصبح عدد القتلى والجرحى مجرد بيانات. لن تُعرف قصص الحياة الإنسانية المفقودة، لا قصص الأطفال ولا آمال الجرحى المدمرة. بينما كنت أكتب هذه السطور، كان قد قُتل 50 شخصًا في غزة في يوم واحد، لكن لأن الأرقام كانت قليلة، لم يكن هناك حتى خبر عنها! ستطبّق إسرائيل والولايات المتحدة سيناريو غزة على لبنان، وسيعيش لبنان المصير ذاته. تنتهي جميع هذه السيناريوهات بالمجازر.

الصمت خطأ قاتل

سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى يدرك أولئك الذين صمتوا أمام إبادة غزة كم كان خطؤهم قاتلًا. أولئك الذين لم يصدروا صوتًا بسبب وصم حماس بـ "التطرف"، أو قربها من الإخوان المسلمين، أو إدراجها في قائمة "الإرهاب" الأميركية، بدؤُوا الآن صمتهم حول لبنان.

أعتقد أنهم يجدون مبرراتهم هذه المرة بحجة أن حزب الله شيعي، أو مقرّب من إيران، أو تم تصنيفه "إرهابيًا" من قِبل الولايات المتحدة. ومع ذلك، كما لم تميّز القنابل الإسرائيلية – الأميركية في غزة بين حماس وفتح، فلن تميّز أيضًا في لبنان بين الشيعة والسنة، وستقتل كل من يعترض طريقها.

كما لم يكن هناك تمييز بين المسلمين والمسيحيين في القدس، لن يتم التمييز أيضًا في لبنان، بل ستصبح البلاد غير صالحة للحياة. سيُدمَر لبنان وسط صمت الدول الإسلامية كما حدث في غزة، وسيموت عشرات الآلاف من الأشخاص.

أي دولة ستكون التالية؟

هل يتساءل أولئك الذين يراقبون الأحداث بصمت هذا السؤال؟ بعد أن تكمل القوات المجرمة عملياتها في لبنان، أي دولة ستغزو بعد ذلك؟ أعتقد أن هناك دولًا لا تتجرأ على طرح السؤال الأكثر رعبًا: متى يحين دوري؟ في الواقع، ليس من الصعب العثور على إجابات لهذه الأسئلة.

الدولة التي تقع فيها "الأرض الموعودة"، التي هي حلم إسرائيل الكبرى والتي تظهر على زي الجنود الإسرائيليين ، هي الدولة التي ستكون التالية، حيث إن خريطة "دولة إسرائيل الكبرى" تتضمن أراضي هذه الدول على زيّ الجنود.

نحن على وشْك أن نصاب بالجنون من صمت أنظمة الدول المدرجة في تلك الخريطة. كيف لا يرون أن الدور سيأتي عليهم يومًا ما؟ لماذا لا يتبادر إلى أذهانهم هذا السؤال بينما يحترق لبنان؟ إن الأمر ليس مسألة إمكانات، بل مسألة وقت فحسب. لا أحد يطالبكم بشن الحرب، لكن على الأقل، أظهروا شجاعتكم وافرضوا حصارًا تجاريًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة أولئک الذین أعتقد أن فی لبنان أی دولة فی غزة

إقرأ أيضاً:

رفع علم سوريا الجديد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك

رُفع العلم السوري الجديد -اليوم الجمعة- في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بمشاركة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وأكد الشيباني بهذه المناسبة أن رفع علم سوريا الجديدة "يتوِّج انتصار شعبنا.. وسيعزز دور سوريا في المنظمات الدولية".

كما شدد على أن العالم بحاجة الآن إلى سماع متطلبات الشعب السوري بعد فقدان مقعدنا بالأمم المتحدة، مؤكدا أن بلاده منفتحة على المجتمع الدولي وتتطلع إلى معاملتها بالمثل، وفق تعبيره.

وقال الشيباني إن سوريا "تحتاج الآن إلى رفع العقوبات والمساعدة في إنعاش اقتصادها".

وأضاف: "مع زوال سبب العقوبات، يجب رفعها وألا تبقى تستهدف حياة الشعب السوري".

وأكد أن السوريين في الداخل والخارج لديهم آمال في إعادة بناء بلدهم، مضيفا أن الشعب السوري "يستحق أن يعطى ثقة وهو محل لها".

يشار إلى أن المعارضة السورية المسلحة كانت قد بسطت في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.

مقالات مشابهة

  • بري في موقف مفاجئ : لن نسلم السلاح الآن!
  • لبنان مشارك في وداع البابا...عون:سيظل منارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسته
  • الشيباني: سوريا لن تمثل تهديدا لأي دولة بما فيها إسرائيل
  • الرئيس عون من روما: وجودي هنا اليوم لأجدد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان
  • رفع علم سوريا الجديد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك
  • لموند: صعوبات ومعوقات تواجه جهود التعافي في جنوب لبنان
  • حرائق إسرائيل تقضي على 2500 فدان في دولة الاحتلال
  • قصة التوتر التي تحدث الآن بين الهند وباكستان
  • نصار: ما من شروط وضعت من قبل حزب الله حتى الآن لتسليم السلاح
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية