وتمكنت من هزيمة تحالف حارس الأزدهار الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في البحر الأحمر..كما أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من شن هجمات واسعة النطاق على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، المرتبطة بدولة الاحتلال الصهيوني او لها علاقة بالولايات المتحدة وبريطانيا.. وفي الفترة الأخيرة تمكنت القوات المسلحة اليمنية من ضرب إسرائيل بطائرة بدون طيار رخيصة الثمن  وصاروخ فرط صوتي.

وأكدت أنه من خلال هجمات قوات صنعاء على سفن الشحن في البحر الأحمر، اكتسبت مكانة دولية بين ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم الذين صدمتهم المذبحة المستمرة التي يتعرض لها الفلسطينيون وفشل زعماء العالم، بما في ذلك زعماء الأمم المتحدة، في وضع حد لها.

والواقع أن التوقعات السائدة بأن الحرب سوف تمتد قريباً إلى الضفة الغربية ولبنان تجاهلت تصميم الزعماء هناك وخارجها على تجنب مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة..وعلى النقيض من ذلك، قامت القوات المسلحة اليمنية المتمركزة في اليمن، على بعد ألفي كيلومتر من قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبلا حدود مشتركة، بعمل عسكري كان له تأثير كبير على المنطقة حتى لو كان محدودا من حيث الضربات الفعلية على إسرائيل.. ولم يتوقع أحد أن تكون قوات صنعاء مسؤولة عن التدخل العسكري الرئيسي لدعم الفلسطينيين.. والآن أصبحت مكانة الجماعة كعضو مهم في "محور المقاومة" مضمونة، بالإضافة إلى الاهتمام العالمي الذي تحظى به.

وذكرت أنه منذ عام 2015، أكدت القوات المسلحة اليمنية أن معركتها كانت مقاومة وطنية ضد العدوان الأجنبي من قبل السعوديين وحلفائهم من دول مجلس التعاون الخليجي بأسلحة أمريكية ودعم فني أمريكي وبريطاني..وفي عام 2022، أدى تصميم النظام السعودي على إنهاء الحرب اليمنية من أجندته الحالية إلى مفاوضات مباشرة مع صنعاء.. وكانت تلك المحادثات على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.. وكان الاتفاق رسميًا بين صنعاء والسعودية..على الرغم من محاولة تصوير المملكة العربية السعودية كوسيط، وبالتالي تحاول الهروب من الاتهامات المحتملة بارتكاب جرائم حرب خلال السنوات السبع من الضربات الجوية التي نفذتها القوات السعودية على اليمن.

وتابعت إن دعم الفلسطينيين، أو المعارضة العنيفة لإسرائيل، يشكل جزءاً من النسيج الأساسي لقوات صنعاء.. ومن بين العبارات الخمس التي تشكل الشعار الذي يحدد وجهة نظرها الأساسية، هناك عبارتان: "الموت لإسرائيل" و"اللعنة على اليهود"..ومنذ أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت قوات صنعاء بعض الصواريخ مستهدفة جنوب إسرائيل، وهو المدى الأقصى لأسلحتها في ذلك الوقت.. ورغم أن هذه القذائف لم تتسبب في أضرار جسيمة، فإن انخفاض حركة الملاحة البحرية في المنطقة أدى في نهاية المطاف إلى إفلاس ميناء إيلات، وهي ضربة قوية للاقتصاد الإسرائيلي.

وأعادت الحركة تركيز تكتيكاتها نحو اتخاذ إجراءات فعالة ضد طريق التجارة بين البحر الأحمر وقناة السويس.. وبدءًا من نوفمبر 2023، هاجمت القوات المسلحة اليمنية السفن في البحر الأحمر التي لها أي صلة بإسرائيل، سواء كان ذلك في شكل ملكية أو اتفاقيات تشغيل أو وجهة في الموانئ الإسرائيلية.

وفي الوقت نفسة كان التأثير الرئيسي للعمليات اليمنية على حركة المرور في البحر الأحمر وقناة السويس، والتي انخفضت بشكل كبير.. وانخفضت حمولة السفن العابرة للقناة من 1.5 إلى مليار طن في السنة المالية 2023-2024، وانخفض عدد السفن بمقدار الخمس، في حين انخفضت عائدات شركة القناة من 9.4 مليار دولار أمريكي إلى 7.2 مليار دولار أمريكي في نفس الفترة.. وبالنسبة للتجارة العالمية، فإن الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح يطيل وقت السفر بحوالي عشرة أيام.. كما أنه يزيد من التكاليف التشغيلية، فضلاً عن تقليل توافر البضائع بمرور الوقت، مما يتسبب في إزعاج طفيف، وخاصة للمستهلكين الأوروبيين.

الصحيفة رأت إنها المعركة الأكثر استدامة التي شهدتها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية... نحن على وشك أن تصبح قوات صنعاء على شن أنواع الهجمات التي لا تستطيع الولايات المتحدة إيقافها في كل مرة، وبعد ذلك سنبدأ في رؤية أضرار جسيمة.. ومع ذلك، إن الاستراتيجية الأميركية غير فعّالة، والتكلفة المالية هائلة مقارنة بنفقات قوات صنعاء، الذين تتراوح تكلفة طائراتها وصواريخها بين 2000 و10000 دولار لكل طائرة، في حين أن الطائرات والصواريخ الأميركية تكلف ما لا يقل عن مليوني دولار لكل طائرة..وتبلغ تكاليف تشغيل حاملة الطائرات المنتشرة في المنطقة 8 ملايين دولار يوميا.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

أمريكا تفقد هيبتها البحرية.. واليمن يغير الموازين

يمانيون – متابعات
لا تقاس نتائج الحروب بحجم التدمير في المنازل والبنى التحتية ولا أعداد الضحايا في صفوف المدنيين أو حتى العسكريين، بل بتحقيق الأهداف المعلنة، وهذا ما عجز عن تحقيقه الإسرائيلي في غزة رغم ضخامة ما يمتلكه من إمكانات وفي ظل المشاركة والدعم اللامحدود من قبل أمريكا ودول الغرب والتطبيع، ولأمريكا الدولة “العظمى” خيباتها وإخفاقاتها المتراكمة في مواجهة ما كانت تعتبرها “جماعة ضعيفة، في اليمن محدودة الإمكانات ومثقلة بالمشاكل والهموم الاقتصادية.

في أعقاب عملية طوفان الأقصى تدخلت الولايات المتحدة سريعا ودون أي تباطئ لمنع انهيار الكيان، والحد من اتساع نطاق الصراع، وبموازاة ما تقدمه من مال وأسلحة لاستمرارية جرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة شكلت تحالفا بحريا لحماية سلاسل إمدادات العدو الاقتصادية وحشدت الكثير من الدول بما فيها بريطانيا وألمانيا واليونان ودول أوروبية أخرى لأداء هذه المهمة.

النتائج كانت مخيبة لآمال اليهود الصهاينة، لناحية الفشل الذريع في تقويض القدرات اليمنية ومنع استهداف السفن التي شملها حظر الوصول إلى موانئ فسلطين المحتلة، ومؤثرة على الوجود الأمريكي في المنطقة، ومضرة بسمعة قدراته البحرية والجوية على حد سواء.

على صعيد معركة البحار، اضطرت القوات الأمريكية تحت ضغط المفاجآت اليمنية لسحب سفنها وحاملات الطائرات الواحدة تلو الأخرى من البحر الأحمر رغم خطورة الإجراء لناحية إحداث هزة في هيبة واشنطن وضعضعة مكانتها في المنطقة.

انسحاب “آيزنهاور” بداية التراجع الأمريكي

نهاية شهر يونيو أعلنت الولايات المتحدة عن مغادرة حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” البحر الأحمر بعد ثمانية أشهر من خوض معارك وصفت بالصعبة والمعقدة ضد القوات اليمنية على أن يتم استبدالها بحاملة الطائرات “تيودور روزفلت”.

وبالاستناد إلى تصريحات قادة الحاملة الأمريكية وتقييم معطيات ومسار المعركة البحرية فقد بدا واضحا واقع الإخفاق والانهيار طيلة الأشهر الماضية من المواجهة ما دفع الإدارة الأمريكية لسحب أُسطورة هيمنتها البحرية التي ظلت جاثمة على المنطقة طيلة عقود طويلة.

“روزفلت” تغادر قبل وصولها مسرح العمليات في البحر الأحمر

نظرا للمفاجئات اليمنية، وفاعلية الضربات البحرية والجوية في مقدمتها استخدام الصواريخ الباليستية لضرب السفن الحربية لأول مره في تاريخ الحروب، أعلنت الولايات المتحدة وصول حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت” إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأمريكي، منتصف شهر يوليو العام الجاري كبديل عن الحاملة المنسحبة “آيزنهاور” لكن الحاملة الجديدة انسحبت قبل وصولها مسرح العمليات في البحر الأحمر هروبا من المواجهة المكلفة معنويا وماليا إذ تشير التقديرات إلى أن خسائر أمريكا في البحر تتجاوز مليار دولار خلال أشهر قليلة.

ما بين انسحاب الحاملتين، انسحاب سفن أمريكية وغربية

انسحاب السفن الحربية الأمريكية من البحر الأحمر، وتخلي الولايات المتحدة عن مهمتها المعلنة، أجبر كثير من الدول الأوروبية على سحب فرقاطاتها وسفنها أيضا من البحر الأحمر، الأمر الذي أثار انزعاج الصهاينة وأضر بالسمعة التي حاولت واشنطن بناءَها على مدى عقود بشأن قوتها البحرية.

ومن ضمن السفن المنسحبة “كارني ولابون” الأمريكيتين، وكذلك سفن هولندية وألمانية وصولا إلى السفينة بسارا اليونانية، وسط إجماع غربي على صعوبة المواجهة ومخاطرها.

شركات الشحن الكبرى تقرر عدم المرور من البحر الأحمر

تحت ضغط العمليات اليمنية وتطور التكتيكات القتالية مع الدقة في انتقاء السفن المعادية والمتعاونة مع كيان العدو الإسرائيلي وفي ظل العجز الأمريكي عن تغيير المعادلات في البحر قررت الكثير من شركات الشحن العالمية أن تسلك الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح واعتبرت أن المرور عبر البحر الأحمر لم يعد يستحق المخاطرة أو أقساط التأمين الإضافية، وفق ما أكدته تقارير غربية لفتت إلى أن الأسعار ارتفعت بأعلى مما هي عليه في المملكة المتحدة وأوروبا وغيرها من الأماكن التي تتلقى قدرًا كبيرًا من تجارتها عبر البحر الأحمر.

الخسائر الأمريكية تمتد إلى الجو

الخسائر الأمريكية لم تقتصر على البحر، إذ امتدت إلى الأجواء بتمكن القوات اليمنية من إسقاط عشر طائرات من طراز “MQ9” منذ بدء عملية إسناد غزة لترتفع حصيلة الطائرات من هذا النوع التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية منذ بدء العدوان على اليمن إلى 14 طائرة.

وفي سياق تطور وتنامي القدرات اليمنية، كانت شبكة إن بي سي الأمريكية تناولت اسقاط القوات اليمنية للعديد من طائرات MQ-9 الامريكية الضخمة والاكثر تطورا ونقلت الشبكة عن خبراء تأكيدهم أن القوات اليمنية تطور دفاعات جوية أقوى وذات نيران دقيقة، حيث لدى صواريخها القدرة على إسقاط أي طائرة أمريكية بدون طيار.

بهذه النتائج فإن الولايات المتحدة أمام خيارين، “فإما مواصلة اعتداءاتها على اليمن، وتقديم كل وسائل الدم لكيان العدو، وهذا المسار له تداعيات مالية وسياسية وأمنية عليها أو تمارس الضغط على كيان العدو لوقف عدوانه على غزة ووضع حد لوحشيته المفرطة، وفي كلتا الحالتين فهيبتها تأثرت ونفوذها تحطم.
———————————————————
إسماعيل المحاقري

مقالات مشابهة

  • اليمن في المقدمة .. القوة التقنية الجديدة تردع الغطرسة الصهيونية
  • أمريكا تفقد هيبتها البحرية.. واليمن يغير الموازين
  • أمريكا تكشف عن التحدي الحقيقي في اليمن
  • تعرف على الفرق التي سيواجهها ممثل اليمن نادي أهلي صنعاء في دوري أبطال الخليج للأندية
  • ليندركينغ يتحدث لـالحرة عن التحدي الحقيقي في اليمن
  • مسؤول أممي ومسؤولة أوروبية يجرون مشاورات في صنعاء
  • الحوثيون يرفضون استكمال خارطة الطريق في اليمن وربطها بهجمات البحر الأحمر
  • مجلة أمريكية تسلط الضوء على فشل الردع الأمريكي في البحر الأحمر.. وتطرح خيارا واحدا.. ضرب إيران (ترجمة خاصة)
  • التصعيد في البحر الأحمر .. اليمن يرفع تكلفة الصراع على الغرب