الوطن:
2024-09-25@07:29:23 GMT

خالد ناجح يكتب: ارحمونا من برامج «الإحباط شو»

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

خالد ناجح يكتب: ارحمونا من برامج «الإحباط شو»

كان عم موافى، الرجل العامل البسيط، ممسكاً بـ«الريموت كنترول» وإصبعه الذى تظهر عليه علامات الشقاء والتعب، وعلامات التعجب والسخط على وجهة الملىء بالتجاعيد التى رسمت خرائطها بوضوح سنوات العمر الفائتة والتى أكثرها مر وقليلها حلو.

سألته: ما لك يا عم موافى؟

أشار إلى الشاشة وبها أحد مذيعى التوك شو، وقال لى بحزم وحرقة: «كدابين»، فى إشارة إلى مذيعى التوك شو.

دار حديث بينى وبين هذا الرجل البسيط الذى لخص ما يقوله خبراء الإعلام أن «بعض البرامج قاعدين بالساعات، وأحياناً المذيع (يرغى لغاية الصبح)، ومش مستفيدين بكلمة ولا معلومة، والواحد لما يتفرج عليهم بيحس إن الدنيا مقلوبة، وأحياناً مش بيقولوا الحقيقة، وكلهم شبه بعض»، انتهى كلامه، وأخيراً استقر على الريموت وتوقف لمشاهدة أحد الأفلام العربية وبدأ يركز فى الفيلم.

رغم انتشارها فى السنوات الأخيرة، ربما يتصور البعض أن بدايتها كانت فى بداية التسعينات أو الألفية الجديدة، لكن الحقيقة أن أول برنامج توك شو فى العالم العربى بمعناه الإعلامى ظهر فى سبعينات القرن العشرين على شاشة التليفزيون المصرى، الذى شارك فى تقديمه كل من سمير صبرى وسلمى الشماع وفريدة الزمر، والذى استمر عدة سنوات تحت اسم «النادى الدولى»، وفى بداية الألفية الثانية بدأت برامج التوك شو فى الانتشار بشكل كبير جداً إلى أن أصبحت المنابر الرئيسية للإعلام المصرى فى تقليد غير منضبط وغير مهنى للبرامج المماثلة فى الغرب، حيث تحظى هذه النوعية من البرامج بنسبة مشاهدة كبيرة هناك نظراً لما تناقشه وتقدمه، وعلى النقيض هنا المشاهد المصرى لا يشعر بأن هناك ما يميز البرامج الحوارية المصرية عن بعضها، ويعتقد أن الفارق بينها يتمثل فى شعار القناة ومقدم البرنامج.

وخلال تلك السنوات انتشرت برامج «الإحباط شو»؛ تستضيف الضيوف أنفسهم، وتناقش الموضوعات المكررة على الشاشات المختلفة نفسها دون مراعاة للمواطن أو تقديم حلول لمشاكل أو أى نجاح لها سوى انعكاسها على المشاهد بالإحباط بعد أن تخيل بعض المذيعين أنهم خبراء فى كل شىء محاولاً إقناع المشاهد بما يعتقده هو، بل ويفرض عليه رأيه، بل أصبحت بعض القنوات فى فترة من الفترات حبيسة البرنامج الواحد، وكل القناة تخدم هذا البرنامج فقط، وأصبح البرنامج هو القناة، وتم إغلاق الباب على باقى الأفكار وجميع أشكال الإبداع، وأصبحت القنوات أيضاً متشابهة فى تقاريرها الإخبارية وفى عرض أحداثها اليومية، حتى أصبح ما يميز كل برنامج حوارى عن غيره هو شعار القناة ومقدم البرنامج، وأصبح المشاهد يتوقع ما سيقوله الضيوف من آراء من كثرة تكرار استضافتهم ومعرفة انتماءاتهم الحزبية والسياسية مسبقاً، وكل ذلك بعيد عن المصلحة العامة، وبذلك يتم التعامل مع المشاهد المصرى من قبَل البرامج الحوارية بأن (التكرار يعلم الشطار)، مما يجعل جميع البرامج على درجة لا تجعلنا نميز الغث من السمين بينها.

ولو سألت أى مشاهد أو عينة من الجمهور سيقول لك: «كفاية كده تعبنا» من حالة الانفلات التى أصبح عليها المذيعون دون ضوابط أو حتى خطة برامجية تميزهم عن بعضهم البعض بعدما اختلط دور المذيع مع دور الضيف.

وهنا استشعر المجلس الأعلى للإعلام هذه السلبيات وخرجت منه توصيات بعدد من الضوابط المهمة لهذه البرامج للحد من سلبياتها وتدعيم إيجابياتها وحتى تؤدى هذه البرامج دورها المهنى المحترم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإعلام التليفزيون

إقرأ أيضاً:

مصر.. رانيا يوسف تخرج عن صمتها وتعلق على أزمة فيلم “التاروت”

مصر – خرجت الفنانة رانيا يوسف للمرة الأولى لترد على الجدل المثار حول فيلم “التاروت”، بسبب بعض المشاهد التي رأت الرقابة أنها غير لائقة، مؤكدة أن الفيلم سيعرض.

وهاجمت منتقدي الفيلم خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب عبر برنامج الحكاية قائلة: “الفيلم مجاز رقابيا من سنتين ومفيش ضمير في السوشيال، ورانيا مش مثيرة للجدل، ومركزين معايا عشان بطلع تريند، وسابوا القطة والبغبغان ومسكوا في الكلب في الفيلم، هو عيب أنه يكون فيه كلب في الفيلم”.

وأضافت: “كلمني شاب صغير عايز يعمل حوار طلب أظهر في أحد البرامج ولكن اعتذرت، ولكن هو سلاحه قلمه بيحاربني بيه عشان رفضت الظهور”.

وأكدت رانيا يوسف أنها اتخذت إجراء ضد مروجي الشائعات والأخبار الكاذبة عنها، موضحة: “مش هعمل حوارات أو أشارك في برامج غصب عني”.

كما أشارت إلى مشاركة بناتها في التمثيل، مؤكدة أن ابنتها الصغرى فقط هي التي تمثل، وقد شاركت معها في أحد المسلسلات الجديدة المقرر أن تعرض قريبا.

وكان فيلم “التاروت” من بطولة الفنانة رانيا يوسف قد أثار جدلا واسعا خلال الفترة الأخيرة بين المتابعين، بسبب ما تردّد عن رفض الرقابة لعرضه لتضمنه مشاهد خارجة عن المألوف.

في هذا السياق، أوضح المنتج بلال صبري أن الرقابة تدخلت بعد انتهاء تصوير الفيلم، وطالبت بإجراء تعديلات على بعض المشاهد المثيرة فيه، أي إعادة تصوير بعض اللقطات، مردفا في بيان له: “نحن ملتزمون بتعليمات الرقابة، وسنعدل في المشاهد في أقرب وقت”.

وبالبحث تبين أن فيلم “التاروت” يتم تصويره منذ عام 2022، حيث شهد واقعة طرد عامل الكشري الذي أثار جدلا وقتها.

المصدر: وسائل إعلام مصرية

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب: كيف تحدت «هواوي» قرارات الحظر الأمريكية؟
  • أصوات من حيفا: الإحباط والخوف يتصدران المشهد في ظل المواجهات مع حزب الله
  • موسم سياحي ناجح لإقليم كوردستان تخطت عائداته المليار و300 مليون دولار
  • من خبراء الإعلام إلى مذيعي «التوك شو»: لا تفرضوا آرائكم على المشاهد
  • خالد ناجح يكتب: ارحمونا من برامج الـ«الإحباط شو»
  • أشرف نصار: البنك الأهلي حقق حلم الصعود للممتاز ونسعى لموسم ناجح جديد
  • رئيس تحرير البرامج بـ«الوثائقية»: التجارب المبكرة في حياة «هيكل» أعطته خبرة سياسية
  • مصر.. رانيا يوسف تخرج عن صمتها وتعلق على أزمة فيلم “التاروت”
  • “الشؤون الإسلامية” تنظم عددًا من البرامج الدعوية والمبادرات بمناسبة اليوم الوطني