أخطرها “إس إيه 22” .. لماذا تخشى إسرائيل القدرات العسكرية لحزب الله؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
#سواليف
نفذ الجيش الإسرائيلي مئات #الغارات الجوية على #جنوب_لبنان وشرقه منذ صباح الاثنين 23 سبتمبر/أيلول، وقال المتحدث باسمه إن هذا الهجوم يعدّ “ضربة استباقية” بعد رصد تحركات لحزب الله لاستهداف إسرائيل. في المقابل، قال حزب الله في بيان صدر صباح الثلاثاء إنه قصف 3 مرات متتالية مطار مجيدو العسكري غرب مدينة العفولة شمالي إسرائيل بصواريخ “فادي 1″ و”فادي 2″.
وأعلن الحزب قصف مصنع المواد المتفجرة بمنطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كيلومترا، وقاعدة عاموس التي تُعد القاعدة الرئيسة للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي. كما استهدف قاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرقي حيفا، وهي القاعدة الكبرى في المنطقة الشمالية وواحدة من 3 قواعد جوية رئيسة في إسرائيل، وتحتل موقعا إستراتيجيا قرب خطوط المواجهة الإسرائيلية مع لبنان وسوريا والضفة الغربية. وأعلن الحزب قصف المخازن اللوجستية للفرقة 146 في قاعدة نفتالي برشقة صاروخية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تفاقم التصعيد المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ومنذ بدء عملية ” #طوفان_الأقصى ” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سيطر الفزع على سكان #المستوطنات الحدودية الواقعة شمال إسرائيل مع بدء صواريخ ومسيرات حزب الله اللبناني في التدفق إليهم. وقد تحولت أغلب المستوطنات الحدودية في شمال إسرائيل إلى مدن أشباح، مع قيام إسرائيل تباعا بإخلاء عشرات المستوطنات والبلدات على الحدود اللبنانية.
مقالات ذات صلةفي الواقع، شهدت #القدرات_العسكرية التي يمتلكها “حزب الله” في لبنان تطورا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية، وصفه البعض بأنه يغير قواعد الصراع مع إسرائيل. وقد استخدم الحزب العديد من الأسلحة الجديدة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت في هجماته على إسرائيل، بما ينبئ بشكل مختلف للحرب بين الطرفين.
منظومة حزب اللهفي عام 2021، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية تقريرا يشير إلى أن حزب الله نشر أنظمة دفاع جوي روسية الصنع قادرة على التصدي للضربات الجوية الإسرائيلية، وذلك في جنوب لبنان ومنطقة جبال القلمون شمال غرب دمشق والقريبة من منطقة البقاع اللبنانية، وهو ما عدّته العديد من التقارير تغيُّرا في مفهوم الدفاع الجوي لدى الحزب اللبناني.
أثار هذا الأمر قلق مسؤولين إسرائيليين خوفا من أن تعوق أنظمة حزب الله الدفاعية حرية العمليات الجوية الإسرائيلية داخل الأجواء اللبنانية، وهو ما حدث بالفعل يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، إذ أعلن حزب الله عن إسقاط طائرة بدون طيار إسرائيلية كانت تحلق فوق الجنوب اللبناني، بصاروخ أرض-جو، في حادثة تُعد الأولى من نوعها التي يعلن فيها الحزب عن إسقاط طائرة مسيرة.
تشمل منظومة حزب الله الدفاعية صواريخ أرض-جو تكتيكية قصيرة المدى تعمل على ارتفاعات منخفضة من طراز (SA8)، وهو نظام دفاع صاروخي متنقل يشمل مركبات كبيرة سداسية العجلات، ومنصات إطلاق محسنة بإمكانها حمل ستة صواريخ، كما أنه معزز بثلاثة أنظمة من #الرادارات: نظام مراقبة من طراز (H-BAND) بيضاوي الشكل يصل مداه إلى 30 كيلومترا، ونظام رادار نبضي للتعقب من طراز (J-BAND) يبلغ أقصى نطاق تتبع له نحو 20 كيلومترا، ورادار التوجيه من طراز (I-BAND) الذي بإمكانه توجيه صاروخين إلى هدف واحد.
تضم المنظومة الدفاعية أيضا نظام الدفاع الجوي (SA17) المعزز بصواريخ أرض-جو متوسطة المدى، وهو نسخة مطورة من نظام الدفاع الجوي المحمول (Buk-M1)، وتحتوي على أربع قاذفات صواريخ، ورادارات لتحديد الأهداف، ورادار للتوجيه، ومحطة لإدارة المعركة، ومركبات إطلاق ذاتية الدفع. ويمكن للمنظومة الاشتباك مع مجموعة واسعة من الأهداف تحلق على ارتفاعات تتراوح بين 10-24 ألف متر، وبمدى أقصى يصل إلى 50 كيلومترا، ويمكنها الاشتباك مع ما يصل إلى 24 هدفا في وقت واحد ومن أي اتجاه.
هذا بخلاف نظام الدفاع الجوي قصير المدى (SA22) الذي صممته روسيا في التسعينيات خصوصا لحماية الأهداف العسكرية والإستراتيجية. بإمكان هذا النظام التعامل مع مجموعة واسعة من الأهداف الجوية، مثل الطائرات والصواريخ البالستية وصواريخ كروز والمسيرات، هذا النظام مزود بنحو 12 صاروخا اعتراضيا أرض-جو جاهزة للإطلاق، ومحرك يعمل على مرحلتين بالوقود الصلب، ويصل مداه إلى 20 كيلومترا كحد أقصى.
حرب المسيراتفي يومي 6 و9 يناير/كانون الثاني الجاري، نجح حزب الله في تنفيذ هجومين بطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية، الأول استهدف قاعدة مراقبة حركة المرور التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في جبل ميرون، والثاني استهدف مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في مدينة صفد. الأمر الذي أرجعه البعض إلى أخطاء تكتيكية جسيمة من قِبَل منظومة الدفاع الإسرائيلية، في حين تساءل البعض الآخر عما إذا كانت المسيرات قد ساعدت حزب الله في قلب موازين المعادلة مع إسرائيل.
وفقا لتقديرات “مركز ألما للأبحاث” الإسرائيلي لعام 2021، يمتلك حزب الله ما يزيد على 2000 من الطائرات المسيرة متعددة المهام في حين لا توجد أرقام رسمية من الحزب، وهي الطائرات التي استُخدمت في أكثر من مناسبة خلال الجولة الحالية من الاشتباك، فقد أعلن الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن الطائرات المسيرة الهجومية الانتحارية استُخدمت لأول مرة في الحرب الأخيرة، كما رصدت تقارير الجيش الإسرائيلي نحو 19 حادثا لطائرات بدون طيار انطلقت من جنوب لبنان وشكلت تهديدا لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تشمل ترسانة حزب الله من المسيرات طائرات متعددة الأحجام، لها قدرات استطلاعية وهجومية، أهمها الطائرتان “مرصاد 1” و”مرصاد 2″، وهي نسخ مستوحاة من الطائرات الإيرانية “مهاجر 2” و”مهاجر 4″، ويصل مداها من 50 إلى 150 كيلومترا، كما أنها مزودة بكاميرتين أو ثلاث كاميرات من أجل المهام الاستطلاعية.
وتأتي بعد ذلك المسيرة “أيوب”، المسماة نسبة إلى حسين أيوب، أحد أهم العقول العسكرية للحزب في مجال التصنيع العسكري، ويتراوح مدى المسيرة ما بين 1700-2400 كيلومتر، ويمكنها حمل ما يصل إلى ثماني قنابل دقيقة التوجيه، بحسب بعض التقديرات. ويلي ذلك الطائرة “أبابيل”، وهي طائرة هجومية انتحارية يصل مداها إلى 150 كيلومترا، وبإمكانها حمل ما يصل إلى 45 كيلوغراما من المتفجرات. ثم تأتي المسيرة “حسان”، التي جالت في الأراضي الفلسطينية المحتلة فبراير/شباط 2022، وذلك لمدة 40 دقيقة إبان مهمة استطلاعية بعمق 70 كيلومترا، وعادت بعدها إلى قواعدها سالمة.
ترسانة صواريخ “حزب الله”وفقا للعديد من التقديرات، يُعد حزب الله اللبناني الجهة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم، وهو يعمل على تحديث وتوسيع مخزونه من الصواريخ باستمرار. ويمتلك الحزب ترسانة ضخمة من الصواريخ، لا نعرف حجمها بالتحديد، لكن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن القدرة الصاروخية لحزب الله تزيد على 150 ألف صاروخ.
إعلان
في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلن حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، عن إدخال صاروخ جديد من طراز “بركان 2” إلى ساحة المعركة، إذ استهدف الحزب بأربعة صواريخ “بركان” مركز قيادة الفرقة 91 للجيش الإسرائيلي في ثكنة برانيت. ووفقا لتصريحات نصر الله، فإن بإمكان “بركان” حمل رؤوس حربية تزن ما بين 300-500 كيلوغرام من المتفجرات.
تشمل ترسانة حزب الله الصاروخية أيضا مئات الصواريخ الدقيقة ذات القدرة التدميرية العالية، بإمكانها الوصول إلى العمق الإسرائيلي وضرب الأهداف بدقة شديدة وهامش خطأ أقل، الأمر الذي أثار مخاوف المسؤولين الإسرائيليين في حال توسعت الحرب لتشمل جبهة جنوب لبنان، إذ ستضطر إسرائيل حينها إلى تحويل منظومتها الدفاعية بالكامل لحماية مؤسساتها العسكرية الحساسة.
يمتلك الحزب أيضا منصة “ثأر الله” المزدوجة للصواريخ الموجهة، وهي منظومة مضادة للدروع أعلن عنها الحزب في أغسطس/آب عام 2023، وتتميز بقدرتها العالية على إصابة الأهداف بدقة، ومؤلفة من منصتَيْ إطلاق مخصصة لصواريخ “الكورنيت”. أضف إلى ذلك صواريخ أرض-أرض غير الموجهة، التي تطورت بشكل كبير بعد آخر حرب خاضها حزب الله مع إسرائيل عام 2006، ومنها على سبيل المثال لا الحصر صواريخ “كاتيوشا”، وهي صواريخ روسية الأصل، يصل مداها إلى 40 كيلومترا، وبإمكانها حمل رأس حربي يزن 20 كيلوغراما، وصواريخ “فجر 5″، مداها 75 كيلومترا، مع رأس حربي يزن 90 كيلوغراما، وصواريخ “زلزال” التي يبدأ مداها من 160 كيلومترا ويصل إلى 210 كم وبإمكانها حمل رأس حربي يزن 600 كيلوغرام من المتفجرات. وصواريخ “سكود” التي يصل مداها إلى 700 كيلومتر، ورأس حربي يصل إلى 800 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار.
في تقرير نشره موقع “واللا” العبري يوم 5 يناير/كانون الثاني الجاري، صرح المسؤولون في جناح العمليات بالجيش الإسرائيلي بأن تهديدات حزب الله الأخيرة تستند إلى أساس قوي، خاصة بعدما تمكن الحزب من تطوير قدراته بطريقة متسارعة طوال العقد الماضي، ويزعم مسؤولو الجيش الإسرائيلي أن إيران تمكنت من تهريب أنظمة تكنولوجية وأسلحة متقدمة إلى الحزب منذ بداية الحرب.
كما أشارت وكالة “رويترز” الإخبارية في تقرير نُشر 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أن حزب الله يكرس جهوده لإضافة أنظمة توجيه إلى الصواريخ غير الموجهة، وهذا من أجل تحويلها إلى صواريخ دقيقة، وتعزيز قدرتها على الضرب المباشر لأهداف إستراتيجية مثل المقرات والقواعد العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الحزب مخزونا من الصواريخ المضادة للطائرات، بما في ذلك الصواريخ المحمولة على الكتف، التي يستخدمها في استهداف الطائرات والمروحيات على ارتفاعات منخفضة. كما أن مسيراته بإمكانها أن تُشكِّل تهديدا إستراتيجيا لإسرائيل، خاصة أنها رخيصة التكلفة ويمكن إنتاجها بكميات كبيرة، وفي حال قيام أسراب من هذه المسيرات بمهاجمة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية فإنها قد تؤدي إلى استنزاف نظام “القبة الحديدية” وتحييده.
كل هذا بخلاف ما يمتلكه الحزب من قدرات “سيبرانية”، وهو ما عزز قدراته على تعطيل أنظمة الاتصالات ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS). كما بات بإمكان حزب الله القيام بهجمات سيبرانية متطورة على شبكة الإنترنت واستهداف البنى التحتية الحساسة.
إلى جانب هذا كله، هناك شبكة ضخمة من الأنفاق التابعة لحزب الله التي تربط قرى الجنوب اللبناني ببعضها على غرار أنفاق حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، التي يصعب تدميرها من خلال الضربات الجوية، وفقا للتقرير، مما يجعل القضاء على حزب الله أمرا صعبا لا يمكن القيام به إلا من خلال مناورات برية واسعة النطاق.
لكن رغم هذه الترسانة الصاروخية الضخمة والجاهزية العسكرية التي لدى حزب الله، فإنه حتى الآن يستخدمها في إطار الردع فقط، إذ يدير الحزب الاشتباكات الحدودية والمعارك بدقة شديدة، دون المخاطرة بتوسيع رقعة الحرب إلى الجبهة اللبنانية. هذا من ناحية الحزب، إلا أن الطرف الآخر من المعادلة، قد يكون له رأي آخر.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الغارات جنوب لبنان طوفان الأقصى المستوطنات القدرات العسكرية الرادارات أکتوبر تشرین الأول نظام الدفاع الجوی الجیش الإسرائیلی جنوب لبنان مع إسرائیل صواریخ أرض لحزب الله یصل مداها حزب الله یصل إلى من طراز أرض جو
إقرأ أيضاً:
لماذا يخافون كلمة عَمالة ،، قيّادة الجيش الكيزانية وحلفاء المليشيا “عُملاء”
لماذا يخافون كلمة عَمالة ،، قيّادة الجيش الكيزانية وحلفاء المليشيا “عُملاء”
نضال عبدالوهاب
١٨ فبراير ٢٠٢٥
كثيرون لايستطيعون مواجهة حقيقة أنهم “عُملاء” وينفرون من هذه الكلمة ، ويخافونها ، بينما الواقع الماثل يقول أنهم بالفعل عُملاء والغون وغارقون في العمالة للخارج ويخدمون مصالحه المُقترنة بمصالحهم الذاتية في السُلطة والنفوذ علي حساب الوطن السُودان وشعبه السُوداني الحر والعظيّم.
ففي الوقت الذي تدّعي “قيادة الجيش” الكيزانية وقائد القوات المُسلحة السُودانيّة أنها تقاتل وتحارب من أجل الوطن ولوحدته تُرسل ذات هذه القيّادة لتستجلب قواعد عسكرية روسية علي شواطئ بلادنا وداخل حدوده ، في خطوة ضد كُل أعراف السيّادة للوطن ، يذهبون بطوعهم ليطلبوا فروض “الولاء والطاعة” من “الأجنبي” كي يوطنون لسُلطتهم تحت “حمايته” كما يتوهمّون ، بل المُحزن والمؤسف أن من يسمونه وزيراً لخارجيتهم لايري في هذا أي عيّب أو مذمّة ، ولديه تصريح شهيّر أنه لايُمانع في فتح حدود بلادنا و مياهنا الإقليّمية والبحر الأحمر لكل من أراد المجئ من القوي الدولية والإستكبارية ، الرجل “المسكين” ومن خلفه يعتقدون أن هذه “شطارة” وإستثمار ، ولا بأس كذلك من عقد الإتفاقيّات لنهب “ثرواتنا” من ذهب وغاز وبترول ويورانيوم ومعادن ، وثروة حيّوانية ومائية وزراعية لهم ، في ذات الوقت الذي يعيش شعبنا في فقرٍ مُدقع وجوع وتشرّد ومذلة! ، بماذا يمكن توصيّف هذا ؟ اليست هي العمالة والبؤس؟؟ ، أُناس لايهمهم شئ غير بقاؤهم في السُلطة و سرقة أموال الشعب السُوداني والتسلط علي رقابه وحُكمه بالبطش والبندقية والدوشكات وبراميل البارود المُتفجرة من طيرانهم الذي لايُحلق إلا لإرهابهم وقتلهم وتقطيعهم لاشلاء ليواصلوا الجلوس بها علي كراسي السُلطة فوق دماء السودانيين وعلي ذات أشلاؤهم فيه! ،،،
وفي الضفة الأخري تجد من يُسمون أنفسهم للأسف ببعض القوي المدنية والسياسية ، أدمنوا “الإنبطاح” للخارج و “العمالة” له ، فهم لايتورعون في خدمة أجندته فقط كي يعبدوا لهم الطريق إلي السُلطة وكراسيها ، أو يستعيّدها لهم؟؟ ، قبلوا بان يتولي “الخارج” كافة تمويلهم ، ويعقدون معه “الإجتماعات” تلو “الإجتماعات” ، بل ويشركونه في كُل أمور وطننا ضاربين بسيادتنا عرض الحائط ، يتسلمون منه “تصوراته” لعملياتنا السياسية وكيف تُجري ، وما هي حتي أطرافها ؟؟ ، تدخلات “سافرة” في شؤوننا الداخلية ، كأن الحلول هي فقط عندهم ، ولاتأتي إلا عن طريقهم ، يُحدثني أحد الأصدقاء في أحد الأحزاب الكُبري أنه في إحدي إجتماعات أو مؤتمرات لقوي مدنية كانت تبحث من المفترض سُبل وقف الحرب ، أنه قد جاؤهم توجيهاً من “المانحين” بعدم جلوس أي قيادات حزبية في المنصة الرئيسية ، وعندما تسآلوا كحزب لماذا ؟ أجابوهم أن هذه هي رغبة المانحين؟؟ ، نعم فهم من يدفعون الأموال لذلك حق عليهم الإشتراط والتوجيه ، ولأنهم شاهدوا قدر “الإنبطاح” و “الهرولة” ومن أشخاص أصبحوا “معلومين” لديهم ، تحت ستار “قيادات سياسية مدنية سُودانية للأسف ؟؟؟ ، ذات هؤلاء النفر طالبناهم كثيراً بأن تكون الحلول وطنية وسُودانية وداخلية ، تحت مُسمي الحل الوطني السياسِي الشامل ، فكان جزاؤنا الإقصاء والإستبعاد وفتح الطريق فقط أمام هؤلاء “المُهرولون” ، ولأن كلماتنا حارة ومواقفنا لا تتسق مع طموحهم وأجندتهم ، ومع إنهم يعلمون حق اليقيّن في قرارة أنفُسهم أننا “مُخلصون” لبلادنا وقضاياها ، غير طامعيّن إلا في رؤيتها مُستقرة وشامخة وحرة وموحدة وذات سيادة ، وبرُغم كُل ذلك “حاربونا” بشتي السُبل ، لكي ينفردوا وحدهم بالقرار السياسِي في بلادنا ولتوجيهه بما يخدم فقط مصالحهم بعيداً جداً عن مصالح بلادنا الوطنية ، لذلك كان من الطبيعي أن لاتري في المشهد غير “أفراد” مُعينون ومحفوظين للجميّع ، بعدد أصابع اليد الواحدة يتكررون ويتلونون كيفما شاؤا أو شيئ لهم! ، فبماذا يُمكن وصف من يقبل التدخلات في بلادنا وينحني لأجندة الخارج ويتماهي معها وهو يعلم أنها لن تؤدي لمصالح بلادنا في الوحدة والإستقرار دعك من الحرية والعدالة والسلام ؟؟؟ ، أصبحنا بفضل كُل هؤلاء “عسكر ومدنيون ، كيزان ومليشيا” و حفنة “العُملاء” مسرحاً لتقاسم النفوذ الدولي والإقليمي في بلادنا ، وليس لنا كدولة وشعب القرار داخل بلادنا أو حق السيادة المُطلق عليها!..
في تلك الأثناء التي أكتب فيها هذا المقال يستعد مجموعة من “العُملاء” و “المُشوهون” الضُعفاء و “المُرتزقة” بائعي الوطن و دماء أهلهم لتوقيع ميثاق مع قيادة مليشيا الدعم السريع المُجرمة والعميلة كخطوة لتكوين حكومة وكتمهيّد “عملي” لتقسيّم بلادنا ، ومن غير المُستبعد أنها بإتفاق مابين عُملاء “الكيزان” والإسلاميين وقيادة الجيش ، ومابين المليشيا وحلفاؤهم “الإقليميين” و تحت رعاية ، دول “الإستكبار” و الإستعمار الحديث ، يقومون بهذه الخطوة في توقيع الميثاق وإعلان الحكومة الموازية ويحاولون خداع أنفسهم قبل خداع الشعب السُوداني أنها للوحدة و السلام وحماية الشعب السُوداني ؟؟؟ ، يبحثون عن شرعية للمليشيا وإعتراف دولي ، بمثل ما يبحث الكيزان وقيادة الجيش عن ذات الشرعية والإعتراف الدولي ؟؟؟ ، والصحيح أن كلا الطرفين لاشرعية لهم ويجب نزعها عنهم بدلاً عن إعطائها لهم ، يلهثون وراء كراسي وسُلطة ، و تكوين حكومات “عمّيلة” و غير وطنية ترهن بلادنا وسيادتها و وحدتها وثرواتها للخارج الدولي والإقليمي والمُستعمرين الجُدد وترمي بالقرار السياسي والإقتصادي والنفوذ لهم علي بلادنا وتحويلنا كشعوب داخله لمُجرد “عبيداً” لهم ولسيادتهم علينا ، عفواً فهذه ليست تقديرات سياسِية ، هذا بكل وضوح إسمه “عمالة” وإرتزاق!……
أعلم أن مقالي هذا سيجر عليّا الكثير من غضب هؤلاء! ، و عداوة بعضهم ، لأنهم ببساطة لايحبون سماع الحقيقة “مُجرّدة” ودون رتوش ، لكن لايهم فقد “تعودنا” علي الأذي في طريقنا نحو التغيير لبلادنا والحرية وكامل السيادة لها ومن وحدة بلادنا أرضاً وشعباً سمواً وحرية وشموخ…
أخيراً علينا مواصلة المقاومة ، وهذه دعوة لكل الشرفاء والوطنيون والمخلصون وهم “كُثر” والأغلبية الساحقة في بلادنا ، علينا جميعاً مقاومة أي إتجاه لتقسيمنا ولبيع وطننا وسرقة أمواله وثرواته ، وعلينا الكشف عن كُل العُملاء ومُحاربة إتجاهاتهم وإفشال مُخططاتهم وقطع الطريق عليها وعدم الإستسلام مهمّا كانت التضحيات ، فهذا السُودان سيظل دوماً بإذن الله لكافة السُودانيون الأحرار دون وصاية أو إملاء أو إقصاء ودون تمييز أو تهمييش ، والنضال يستمر والنصر أكيّد!…
الوسومالمليشيا عملاء كلمة الحق نضال عبدالوهاب