هل أعطى الأميركيون كارت بلانش لإسرائيل؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في تقدير مصادر ديبلوماسية، أنّ نتنياهو استدرج إدارة الرئيس جو بايدن، في شكل انزلاقي وبطيء، لكي يحصل على دعمها في عمليته العسكرية في لبنان، كما دعمته في حربه مع «حماس ». وتتصور هذه المصادر أنّ عملية الاستدراج تطورت ضمن 3 مراحل.
في المرحلة الأولى، أقنع نتنياهو الأميركيين بأنّه سيراعي الخطوط الحمر مع لبنان، ولن يلجأ إلى الغزو البري للجنوب، ولن يكرّر سيناريو المسّ بالبنى التحتية اللبنانية الذي شهدته حرب تموز 2006 ، وإنما سيكتفي بضربات وعمليات أمنية «نظيفة » ضدّ «الحزب »، تستهدف الكوادر الميدانيين، ولا تمسّ بالمدنيين.
ولم يُسمع أي اعتراض من الجانب الأميركي على عمليات التصفية التي تستهدف المقاتلين والكوادر بواسطة الأجهزة الخلوية واللاسلكية، باعتبارها جزءاً من الحرب بين العسكر، ولا تمسّ بالمدنيين. وخلال هذه المرحلة، بقيت إسرائيل إجمالاً تتجنّب استهداف المدنيين عند إغارتها على مراكز «الحزب » ومخازنه ومنصات صواريخه. وبقي عدد الضحايا المدنيين في لبنان محدوداً في تلك المرحلة.
ولكن، في المرحلة الحالية التي بدأت مطلع هذا الأسبوع، لم تكتفِ إسرائيل بتوسيع النطاق الجغرافي للحرب على «حزب الله »، وإنما بدأت تتجاهل وجود المدنيين في الأماكن المستهدفة، فأصابتهم بنحو مباشر وعنيف، وفي مناطق
لبنانية مختلفة، وتذرعت بأنّ «الحزب » يحمي مواقعه وصواريخهومقاتليه بالمدنيين. وهذا ما أدّى، في اليوم الأول من هذه المرحلة،إلى سقوط ما يزيد عن 500 قتيل مدني، و 1500 جريح.
ومن الواضح أنّ واشنطن لم تُعلن اعتراضها على عمليةالاستهداف التي طاولت المدنيين، لأنّ إسرائيل صوّرت لها هذاالأمر كخيار اضطراري. وفي الخلاصة، انزلق الأميركيون منتأييد عمليات التصفية «النظيفة » للمقاتلين والكوادر إلى السكوت
عن استهداف المدنيين. ولا تجد إدارة بايدن أنّ الظرف مناسبلمناقشة هذه المسألة مع نتنياهو، على الأقل حتى إمرار الاستحقاقالانتخابي في مطلع تشرين الثاني.
وما تتوقعه المصادر الديبلوماسية هو أن يستغل نتنياهو وفريقعمله هذا الدعم الأميركي بتكثيف الغارات على المواقع والمخازنومنصات الصواريخ، بنحو عنيف جداً، وفي مناطق مختلفة بينهاالضاحية الجنوبية، ليتمكن على الأرجح من دخول المرحلة الثالثةمن العملية الحالية، وهي مرحلة التوغل البري، قبل الانتخابات.طبعاً، هذا التوغل مرفوض في المطلق أميركياً، وهو يمثل الخطالأحمر الذي لطالما تمسكت به واشنطن. وعلى الأرجح، سيتمكننتنياهو من إقناع إدارة بايدن بأنّه مضطر إلى السيطرة علىبعض المواقع في جنوب الليطاني، لضرورات ميدانية. وبعد ذلك،ستتمسك إسرائيل بهذه المواقع لتفرض التسوية التي تريدها من موقع قوة وبضمان دولي.
ويمكن القول إنّ الولايات المتحدة منحت إسرائيل دعماً محدداًلتنفيذ عمليتها العسكرية في لبنان، لكن نتنياهو ينجح يوماً بعديوم في تحويله «كارت بلانش » يغطي كل عمليات جيشه فيلبنان. وهذه الورقة سيصعب على الأميركيين سحبها
من يديه حتى إشعار آخر، والأسباب كثيرة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
أفاد منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين في بيان تلقيه تأكيداً من السلطات بأن جثمان عوديد ليفشيتز هو من بين الجثامين الأربعة التي سلمتها فصائل فلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس في قطاع غزة، الخميس.
وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين: "تلقينا ببالغ الحزن خبراً رسمياً يؤكد تعرف الجهات الرسمية على جثة عزيزنا عوديد، وبذلك انتهت رحلة 503 أيام طويلة ومؤلمة من عدم اليقين".ومن المقرر أن تظهر نتائج الفحص ما إذا كانت الجثامين الثلاثة المتبقية تعود لشيري بيباس وطفليها، الذين أعلنت حماس مقتلهما في قصف إسرائيلي.
وكانت أسرة بيباس المكوّنة من الطفلين ووالدتهما ووالدهما ياردين اختطفت بأكملها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من كيبوتس نير عوز، المحاذي لقطاع غزة. بعد استلام 4 جثث.. نتانياهو يتعهد بالقضاء على حماس - موقع 24تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اليوم الخميس، مجدداً بالقضاء على حماس بعد تسليم الحركة جثث 4 رهائن تم اختطافهم، خلال الهجوم الواسع الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023. وكانت حماس نشرت صوراً للأم وهي تحتضن طفليها الصغيرين أمام منزلهم خلال الهجوم، وانتشرت هذه الصور حول العالم أجمع.
وفي الأول من فبراير (شباط) الجاري، أطلقت حماس سراح والد الطفلين، ياردين بيباس (35 عاماً).
وصباح الخميس، عرض مقاتلون ملثمون ومسلحون على منصة في خان يونس في جنوب قطاع غزة 4 توابيت سوداء، حمل كل منها صورة لأحد الرهائن، ونصبت لافتة تمثّل نتانياهو كمصاص دماء.
ونقلت التوابيت بعد ذلك إلى مركبات رباعية الدفع تابعة للصليب الأحمر الدولي، غادرت الموقع بعد ذلك.
ونددت الحكومة الإسرائيلية بالطريقة التي قامت بها حماس بإعادة الجثامين.