الحرة:
2024-11-15@18:32:52 GMT

تحذير أميركي.. الكوليرا في السودان وصلت مرحلة الخطر

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

تحذير أميركي.. الكوليرا في السودان وصلت مرحلة الخطر

السلطات الصحية في السودان دقت ناقوس الخطر مع تفشي وباء الكوليرا بقوة، خاصة في المناطق التي تضررت من الأمطار الغزيرة والفيضانات. 

وسجلت السلطات أكثر من 388 حالة وفاة و13,000 إصابة خلال الشهرين الماضيين. ورصد المرض في 10 ولايات من أصل 18 ولاية في البلاد، بما في ذلك ولايات كسلا، القضارف، البحر الأحمر، الشمالية، ونهر النيل.

وهي مناطق وصلت إلى مرحلة الخطر وتحتاج تدخلا عاجلا.

وتفاقم وباء الكوليرا في السودان بشكل مقلق منذ منتصف عام 2024، إذ أعلنت وزارة الصحة الاتحادية رسميا عن تفشي المرض في 12 أغسطس 2024 إثر موجة جديدة من الحالات بدأت في 22 يوليو، ما أدى إلى تسجيل 8457 حالة و299 وفاة في ثماني ولايات سودانية حتى منتصف سبتمبر.

ويأتي هذا التفشي في وقت حرج، حيث يعاني السودان من أزمات متعددة تؤثر بشكل كبير على بنيته التحتية الصحية.

تفاقم الأزمة الصحية

وتزامن تفشي الكوليرا مع موسم الأمطار والفيضانات، ما زاد من صعوبة السيطرة على انتشار المرض.

ووفقا لتصريحات، شيلدون ييت، ممثل اليونيسف في السودان، فإن الوضع الحالي يمثل سباقا مع الزمن لمنع تفاقم الأمراض المعدية التي قد تنتشر بسرعة نتيجة لهذه الظروف المناخية القاسية.

ومع وجود ما يقدر بنحو 15 مليون شخص في 14 ولاية معرضة لخطر الفيضانات، و3.1 مليون شخص معرضين للإصابة بالكوليرا خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024، فإن السودان يواجه أزمة صحية خطيرة.

ويعود انتشار الكوليرا إلى تدهور أوضاع البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، التي زادتها الحرب المستمرة منذ عدة سنوات سوءا.

ومع انخفاض معدلات التطعيم الوطنية إلى 50% مقارنة بـ 85% قبل الحرب، أصبحت الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة الأطفال دون سن الخامسة، عرضة لخطر الإصابة ليس فقط بالكوليرا، بل بأمراض وبائية أخرى مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك.

ويقدر أن 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر هذه الأمراض في ظل انخفاض مستويات التحصين.

وتأتي هذه التحديات وسط انعدام الاستقرار الأمني والحرب التي أدت إلى تدمير أكثر من 70% من المستشفيات في مناطق النزاع.

هذا التدمير، إلى جانب عدم دفع أجور العاملين في القطاع الصحي لشهور، قلص قدرة السودان على الاستجابة بفعالية لهذه الأزمات الصحية. كما أن النزاعات أعاقت توصيل الإمدادات الحيوية مثل اللقاحات.

السودان بحاجة لتدخل المنظمات الدولية لتنفذ حملات تطعيم من وباء الكوليرا نحذير

سونالي كوردي، مساعدة مدير مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، حذرت من تدهور الأوضاع في السودان، وقالت لقناة "الحرة" إن "هناك 25 مليون شخص بدأوا يعانون من الجوع، وهناك فظائع ترتكب كل يوم ويجب أن تتوقف. والكوليرا هي آخر ما نراه من تطورات هذا الصراع، إذ سجلنا 11 ألف حالة، لكن الأعداد الفعلية قد تكون أكبر بكثير".

كوردي أوضحت أن مستوى الوفيات جراء الكوليرا "يفوق المعدل الطبيعي"، بينما يعاني السودان من انعدام الأمن الغذائي. وأشارت إلى أن النساء "يتحملن العبء الأكبر" من الصراع، ويتعرضن لـ "انتهاكات مروعة".

وأشارت كوردي إلى أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية للسودان بقيمة 1.6 مليار دولار، في عام 2023، ولكن هناك حاجة ملحة لمزيد من التمويل والموارد. وقالت: "نحتاج إلى السماح بتنقل عمال الإغاثة للوصول إلى جميع الأشخاص، خاصة الأطفال، لتوفير الغذاء والدواء والمأوى".

وأشارت كوردي إلى أن الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات، تعوق جهود الإغاثة، خاصة في دارفور، بالإضافة إلى العقبات التي يضعها الإنسان مثل البيروقراطية والتأشيرات التي تعرقل دخول فرق الإغاثة.

وأكدت كوردي أن أفضل سبيل لمنع انتشار المرض في السودان يتمثل في توفير مياه نظيفة وبنية تحتية صحية في المخيمات، بالإضافة إلى توفير الطعام والرعاية الصحية والتطعيمات، حيث يستمر انتشار المجاعة وتفشي الأمراض في المخيمات المكتظة.

ودعت المسؤولة الأميركية الجهات الفاعلة في السودان إلى رفع هذه العراقيل فورا، مؤكدة أن غالبية هذه القيود من صنع الإنسان ويمكن إزالتها.

وفي هذا السياق، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية حملة تطعيم ضد الكوليرا في كسلا.

والجولة الثانية من هذه الحملة انطلقت في سبتمبر 2024 وتستمر لمدة خمسة أيام، وتم تسليم 404,000 جرعة من لقاح الكوليرا عن طريق الفم للسودان.

وتشمل الحملة العديد من الأنشطة الوقائية الأخرى، مثل توزيع أقراص معالجة المياه المنزلية وإنشاء مراكز الإماهة الفموية لضمان حصول المصابين على العلاج المناسب.

وبالإضافة إلى جهود التحصين، تعمل اليونيسف على رفع الوعي في المجتمعات المحلية حول طرق الوقاية من الكوليرا، عبر حملات إعلامية وتوعوية تستهدف السكان الأكثر عرضة للإصابة.

وحتى الآن، تم دعم أكثر من 1.9 مليون شخص من خلال كلورة مصادر المياه في الولايات المتضررة.

تأثير الفيضانات على انتشار المرض

وأدت الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت السودان إلى تفاقم الوضع الصحي، حيث تساعد المياه الملوثة على انتشار الكوليرا بسرعة أكبر.

وبالإضافة إلى ذلك، تشكل ظروف النزاع المستمر تحديا كبيرا لتوصيل الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا، مما يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الكوليرا.

ويتوقع الخبراء أن يستمر السودان في مواجهة مخاطر تفشي الكوليرا والأمراض الوبائية الأخرى ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الأنظمة الصحية والمرافق الأساسية.

ولايتا كسلا والقضارف بشرق السودان هما الأكثر تضررا من الكوليرا

ويشير شيلدون ييت إلى ضرورة الاستثمار في أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي لمواجهة هذه الأزمات، خاصة مع التوقعات بأن الفيضانات ستؤدي إلى انتشار أكبر للكوليرا بين الأطفال والأسر الضعيفة.

ويعرض الوضع الغذائي المتدهور الأطفال أيضا لخطر أكبر للإصابة بأمراض معدية مثل الكوليرا.

وفي ظل النزاعات المستمرة وانهيار البنية التحتية، فإن تحسين الأوضاع الصحية والغذائية في السودان يتطلب تعاونا دوليا واسع النطاق، وفق خبراء في الرعاية الصحية.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تقول منظمات دولية إن السودان يحتاج إلى جهود منسقة من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للسيطرة على تفشي الكوليرا والأمراض الوبائية الأخرى.

ومع توقع استمرار الأزمات البيئية والإنسانية، فإن الاستثمار في البنية التحتية الصحية وفي حملات التطعيم يعد خطوة حاسمة لحماية الأطفال والأسر من خطر هذه الأمراض القاتلة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی السودان ملیون شخص

إقرأ أيضاً:

قاعدة التنف مركز عسكري إستراتيجي أميركي بين 3 دول عربية

قاعدة التنف الأميركية في سوريا أنشئت عام 1991 واستخدمت مرات عدة، ثم تركت إلى أن أعيد استخدامها عام 2016 بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها، وتقع قرب معبر التنف الحدودي.

استخدمت في الحرب التي شنها التحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية، وفي قطع الطريق البري أمام الإمدادات العسكرية من إيران إلى حزب الله في لبنان.

وتعرضت القاعدة لهجمات متتالية ومختلفة، نفذتها جهات مختلفة، منها هجمات بمسيرات روسية وإيرانية، إضافة إلى اشتباكات مع فرق حاولت الاقتراب منها.

الموقع

تقع قاعدة التنف في أقصى جنوب شرقي محافظة حمص، على بعد 24 كيلومترا غرب معبر التنف-الوليد عند تقاطع الحدود السورية مع الأردن والعراق، وتشرف على طريق دمشق-بغداد الدولي، وتبعد عن مدينة تدمر نحو 240 كيلومترا.

وتحيط بالقاعدة منطقة عازلة لفض النزاعات، في إطار تفاهم أميركي-روسي عام 2016، بهدف هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وتقليل احتمال حدوث صدام أميركي مع القوات الروسية أو السورية أو غيرها من القوات.

وتصل حدود المنطقة العازلة من الشمال إلى منطقة الشعار، ومن الشمال الشرقي إلى منطقة الخويمات، ومن الشمال الغربي إلى منطقة العليانية.

الأهداف

صرح قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي جونيور بأن الهدف الرئيس من وجود الأميركيين في سوريا هو "تنفيذ عمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، إذ إن مكان وجود القاعدة يساعد على تنفيذ عمليات مباشرة وغير مباشرة ضد التنظيم.

وتكمن الوظيفة الأساسية لقاعدة التنف -حسب ما هو معلن- في تدريب فصائل "جيش سوريا الجديد" وتسليحها، وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لها، وتمكينها من قتال عناصر تنظيم الدولة والقضاء على وجوده في صحراء سوريا.

ووفق تقرير صادر عن معهد واشنطن، فإن القاعدة تهدف إلى إعاقة أنشطة الحركات المسلحة المدعومة من إيران في سوريا، وتعطيل نقل الإمدادات العسكرية والأسلحة.

وقد ذكر التقرير ذاته أن الوجود الأميركي في قاعدة التنف مفيد لإسرائيل التي نفذت عشرات المهام الجوية ضد أهداف للنظام السوري، وأخرى لحزب الله والحركات المسلحة في سوريا.

وقد خدمت القاعدة المصالح الأردنية أيضا، إذ ساعدت في ضمان أمن المملكة من خلال حماية الحدود والسيطرة عليها وضبط عمليات التهريب والتسلل المحتمل لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية أو الحركات المسلحة المدعومة من إيران.

ووفق تقرير معهد واشنطن، فإن الكولونيل دانييل ماغرودير جونيور من القوات الجوية الأميركية شرح، في تقرير صادر عن "مؤسسة بروكينغز" في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن الوجود العسكري في قاعدة التنف يدعم 3 أهداف للسياسة الأميركية في المنطقة، وهي:

مواصلة الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية. تقويض الأنشطة المدعومة من إيران على طول الجسر البري من إيران إلى لبنان. التمتع بنفوذ في المفاوضات المتعلقة بمستقبل سوريا.

الاسم

تسمى القاعدة قاعدة التنف أو حامية التنف، وقد سميت باسم معبر التنف الحدودي القريب منها.

والتنف في لسان العرب "القفر من الأرض"، أي المكان الذي لا ماء فيه ولا نبات ولا إنسان، وسميت المنطقة بهذا الاسم لموقعها في منطقة صحراوية منعزلة.

أعداد القوات

أشار تقرير معهد واشنطن إلى أن القاعدة تضم نحو 100 إلى 200 جندي أميركي، بينما أشارت دراسة صادرة عن مركز حرمون إلى أن عددهم يتجاوز 600 مقاتل من 3 دول هي أميركا وبريطانيا والنرويج، وجلّهم من مشاة المارينز الأميركيين.

أما جنود بريطانيا والنرويج فدورهم يتمثل في الدعم اللوجستي والتدريب القتالي لفصيل مغاوير سوريا.

تاريخ قاعدة التنف

أنشئت القاعدة أول مرة في عام 1991 قبل حرب الخليج الثانية، ثم أغلقت بعد انتهاء العمليات العسكرية في الكويت، وأعيد افتتاحها عام 2003 مع بدء الغزو الأميركي على العراق، فكانت قاعدة لوجستية للقوات الأميركية في كل من محافظتي الأنبار ونينوى، ثم أغلقت بعد سيطرة الولايات المتحدة على العراق.

سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على منطقة ومعبر التنف يوم 22 مايو/أيار 2015، حين استطاع فرض سيطرته على مساحات من سوريا، لكن في مارس/آذار 2016 طردت القوات المدعومة من التحالف عناصر التنظيم من المنطقة.

بعد ذلك أعيد افتتاح القاعدة وأصبحت مركزا لتدريب ما أطلق عليه الأميركيون اسم "الجيش الحر المعتدل" أو "جيش سوريا الجديد".

وقد نقلت تقارير إعلامية أن مصادر استخباراتية كشفت في يونيو/حزيران 2017 "عن نصب الجيش الأميركي في القاعدة قاذفة صواريخ طويلة المدى من نوع هايمارس التي قد يصل مداها إلى 300 كيلومتر.

ووفقا لتقارير صدرت عن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد مراجعتها لسياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا، فإن القواعد الأميركية بما فيها قاعدة التنف ستركز على مواصلة العمليات ضد تنظيم الدولة، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية.

الهجمات

ذكر تقرير صادر عن معهد واشنطن أن طائرة روسية ضربت القاعدة يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2016 مرتين باستخدام الذخائر العنقودية، على الرغم من تحذير أميركي يفيد بوجود قوات من التحالف في المنطقة العازلة.

وفي أبريل/نيسان 2017 هاجم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية جنودا أميركيين، وبعد أسابيع من الحادثة أطلقت إحدى الحركات المدعومة من إيران طائرة مسيرة محملة بقذيفة على القاعدة.

وبين مايو/أيار ويونيو/حزيران 2017 اشتبكت القوات الأميركية مع قوة مؤيدة للنظام السوري مكونة من 60 جنديا في المنطقة العازلة.

وفي فبراير/شباط 2020 قالت قوات المعارضة التي يدربها الأميركيون في القاعدة إنها تصدّت لقوة من العناصر المتحالفة مع إيران بينما كانت تحاول دخول المنطقة، وفق تقرير نشرته صحيفة "ميليتيري تايمز".

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021 تعرضت قاعدة التنف لهجمات بطائرات دون طيار، لكن لم يعلن عن خسائر، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من السنة ذاتها استهدف هجوم بطائرات مسيرة قاعدة التنف، واتهمت أميركا إيران بالضلوع في العملية.

وفي يونيو/حزيران 2022 كشفت تقارير إعلامية أن مقاتلات سوخوي الروسية قصفت موقعا بقاعدة التنف، وأتبعت القوات الروسية هذا الهجوم بهجوم آخر في أغسطس/آب 2022 أجهزت من خلاله على مجموعة من المسلحين الذين تدربوا على أيدي القوات الأميركية في التنف.

تكرر الهجوم على القاعدة بالمسيرات في يناير/كانون الثاني 2024، وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024 أعلنت وسائل إعلام سورية عن استهداف قاعدة التنف الأميركية بسرب من المسيرات أدى إلى أضرار في نقطة استطلاع بمعسكر التدريب.

مقالات مشابهة

  • «شرق السودان» على حافة الفوضى مع انتشار الحركات المسلحة .. حركة شبابية قبلية تهدد بإغلاق الإقليم الشرقي أو طرد الميليشيات
  • السودان.. تفشي الكوليرا في مناطق سيطرة ميلشيات الدعم السريع بولاية الجزيرة
  • قاعدة التنف مركز عسكري إستراتيجي أميركي بين 3 دول عربية
  • تسليم مسوّدة مقترح هدنة أميركي في لبنان.. لـبرّي
  • "شرط أميركي" يعيق التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان
  • أوبن إيه آي تدعو إلى تحالف أميركي لمنافسة الصين
  • الأمم المتحدة: دق ناقوس الخطر والقيام بالمسؤولية
  • لعمامرة: أفورقي أكد دعمه للجهود التي تقودها الأمم المتحدة في السودان
  • السودان من أوائل الدول التي تعاني «سوء التغذية الحادّ»
  • علماء يكشفون عن الجينات التي فاقمت كارثة الكوليرا في اليمن