هكذا ينظر حزب الله الى مسار المعركة ونتائجها
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": عملية "طوفان الاقصى" التي قادها زعيم "حماس" الحالي ونزيل انفاقها يحى السنوار، كانت بمثابة الفرصة الذهبية ل" حزب الله" لتظهير انه النصير الحقيقي للشعب الفلسطيني والذي يرفض كل الضغوط والاغراءات التي مورست عليه في مقابل التخلي عنها.
ومن البديهي ان ثمة اوساطا غير بعيدة عن الحزب تردد كلاما فحواه ان السيد نصرالله قد اوجد منذ نحو سنة ترجمة عملانية لشعار وحدة الساحات الذي كان له قصب السبق في رفعه قبيل اعوام خلت، والمقصود به وحدة ساحات المحور الخمس، على ان يتعهد كل منها بدور ما لنصرة الساحة التي تتعرض لهجمة من الجانب الاسرائيلي.
فضلا عن ذلك كله فان في دوائر القرار في الحزب من يتحدث صراحة عن قراءة استشرافية عميقة لدى نصرالله، املت عليه اتخاذ قرار الاسناد لغزة، وجوهرها انه لم يكن امام نتنياهو بعد الضربة التي انزلها على راسه السنوار في 7 تشرين الاول، الا ان يرد وان يكون الرد حاسما وقاصما بحجم الضربة التي تلقاها، وهي لن تكون اقل من اجتياح بري لغزة وتدمير "حماس" واجتثاثها ان امكن . وهذا الهدف ان تحقق سيكون وفق قرءاة نصرالله مدخلا اساسيا لامرين:
1 انهاء القضية الفلسطينية .
2 اطلاق دينامية ضغط متصاعد لانهاء سطوة الحزب وصورته ومهابته عبر تطويعه واحتوائه واجباره على الالتزام بتعهدات معينة تكبله .
لذا كان الحزب صادقا مع نفسه وجمهوره عندما قال بان مشاركتنا في المواجهات كانت لندرأ سلفا عن انفسنا ضربة اتية من جانب نتنياهو الذي يعرف ان وجودنا مع سلاحنا ضمانة لاستمرار القضية التي يريد جعلها نسيا منسيا.
من خلال كل هذه الوقائع ثمة من يرى بان "التعايش" القسري الذي كان قائما الى الامس القريب بين نتنياهو والحزب بات شبه مستحيل خصوصا انهما توعدا بعضيهما منذ انتهاء حرب تموز عام 2006بمواجهة حاسمة وفاصلة اتية يسترد فيها الاسرائيلي ما فقده من قوة الردع ويكرس فيها الحزب تحوله الى رقم صعب في المعادلة الاقليمية .
وهكذا من خلال كل هذه الاعتبارات يخوض كلا الطرفين المواجهات وظهر كل منهما الى الحائط : فالحزب يراهن على قدرته على الصمود بغية استدراج الاسرائيلي الى معركة برية حيث يعتقد ان له فيها تفوقا، و يلوح بمفاجات ميدانية واوراق قوة يملكها لاسيما بعد ان اجبر اسرائيل على التراجع الى خط دفاعها الاول الذي اضحى بعمق اكثر من 50 كيلومترا في صحراء النقب.
في حين ان الاسرائيلي بات مجبرا على مواصلة ضغوطه على الحزب حتى وان اقتضى الامر تكرار تجربة الارض المحروقة التي استخدمها في حربه الضروس مع غزة، على امل ان ينتهي الامر بوقف للنار يسمح له باعادة افواج نازحيه من مستوطنات الشمال بمعزل عن غزة ما يؤدي الى انهاء "تلازم المسارين".
ووفق تقديرات فان ثمن تصارع الرؤى هذه سيكون باهظا ومكلفا لجميع الاطراف، اقله سيؤدي الى تهجير اكثر من مليوني شخص على طرفي الحدود مضافا اليها مساحات مدمرة وخراب.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يدخل أزمة جديدة وتهديدات بإسقاط “نتنياهو”
الجديد برس|
تعرض الائتلاف الحاكم للاحتلال الإسرائيلي، الاحد، لضربة قوية مع انسحاب عددا من أعضائه وتهديد اخرين بإسقاط رئيسه بنيامين نتنياهو.
يتزامن ذلك مع بدء سريان اتفاق وقف اطلاق النار بغزة.
واصدر حزب “قوة يهودية” الذي يتزعمه وزير الامن القومي ايتمار بن غفير بيان اكد فيه استقال بن غفير ووزراء الحزب الاخرين وهما يتسحاق فاسرلاوف، وعمحاي إلياهو.
واكد البيان استقالة أعضاء الكنيست الثلاثة عن الحزب من اللجان البرلمانية المختلفة، معتبرا هذه الخطوات بانها تأكيد على عدم ارتباط الحزب بالائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو.
وكان بن غفير وصف اتفاق غزة بـ” الاستسلام المذل لحماس”.
وجاء اعلان بن غفير غداة تراجع نظيره المتطرف بالحكومة بتسرائيل سموترتش عن الانسحاب بعد وعود من نتنياهو بتعويضات.
وحاول سموترتش اقناع أنصاره بالعودة للقتال او اسقاط حكومة نتنياهو في حال لم تعد الحرب بقوة، رغم تقارير عن استقالة وزير من حزبه كرابع وزير بحكومة نتنياهو.
ويعتبر سموترتش وبن غفير من ابرز المؤيدين للحرب على غزة وإعادة احتلال القطاع ضمن هدف اكبر لحل القضية الفلسطينية وتوسيع ما تعرف بدولة إسرائيل الكبرى.
وتشير الانشقاقات في حكومة نتنياهو، وفق خبراء صهاينة، إلى بداية مرحلة الانهيار التدريجي متوقعين سقوطها مع بدء تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تتضمن وقف شامل لإطلاق النار ونهائي.