أبدت إيران استعدادها لإنهاء الأزمة النووية، وأكدت رغبتها بالانخراط مجدداً في المحادثات المتعلقة بملفها النووي الذي تسبب لها بأزمة مع الغرب منذ أن تخلت عنه واشنطن قبل ست سنوات.

وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء، إن "طهران مستعدة لإنهاء الأزمة النووية مع الغرب".

ودعا إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا عبر الحوار، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.

ويأمل رجال الدين الإيرانيون في تخفيف العقوبات الأميركية التي عرقلت الاقتصاد الإيراني.

وقال بزشكيان إن "طهران مستعدة للانخراط مع المشاركين في الاتفاق النووي لعام 2015. إذا ما جرى تنفيذ التزامات الاتفاق على نحو كامل وبنية حسنة، يمكن بعد ذلك الدخول في حوار بشأن القضايا الأخرى".

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد قرر في عام 2018 التخلي عن الاتفاق بين طهران والقوى العالمية الست، وأعاد فرض عقوبات كبيرة على الجمهورية الإسلامية. وفشلت جهود إحياء الاتفاق.

وفرض اتفاق عام 2015 سقفا لإيران في تخصيب اليورانيوم عند درجة نقاء 3.67 بالمئة، والاحتفاظ بمخزون من هذه المادة لا يتجاوز 202.8 كيلوغرام، وهي حدود تخطتها إيران بفارق كبير منذ ذلك الحين.

تسريبات: صفقة نووية محتملة بين إيران وروسيا بحسب ما نقلت وكالة "بلومبيرغ" وصحيفة "الغارديان" عن مصادر غربية لم تفصح عن هويتها، أعربت الولايات المتحدة، وبريطانيا عن مخاوفهما من أن تكون روسيا قد تبادلت أسرارا نووية مع إيران مقابل تزويد طهران موسكو بصواريخ باليستية لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.

وتشعر بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي لا تزال طرفا في الاتفاق النووي، بأن قيادة طهران لن تغير مسارها وأن التوصل إلى اتفاق أوسع يشمل البرنامج النووي والدور الجيوسياسي لإيران، أمر غير واقعي في الوقت الراهن.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل طهران باستخدام برنامجها النووي ستارا لمحاولة تطوير إمكانات إنتاج أسلحة نووية.

وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.

وتدهورت علاقات طهران بالغرب منذ هجوم حركة "حماس"، المتحالفة مع إيران، على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 ومع زيادة دعم طهران للحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا.

وانتقد بزشكيان، وهو سياسي معتدل نسبيا تولى منصبه في أغسطس الماضي ووعد باتباع سياسة خارجية براغماتية، إسرائيل، عدو إيران اللدود، لِما وصفها "بالإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة".

وقال "من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي فوراً على تأمين وقف دائم لإطلاق النار في غزة ووضع حد للهمجية اليائسة التي تنتهجها إسرائيل في لبنان، قبل أن تمتد إلى المنطقة والعالم".

وأضاف الرئيس الإيراني: "نسعى لتحقيق السلام للجميع وليس لدينا نية للصراع مع أي دولة. تعارض إيران الحرب وتؤكد على ضرورة وقف الصراع العسكري في أوكرانيا على الفور".

بعد تصريح خامنئي.. "النووي" عنوان حزمة ملفات أبرزها "القنبلة على الرف" في خطوة قد تُحدث تحولاً كبيراً في المشهد الجيوسياسي، أبدى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، الثلاثاء استعدادا لاستئناف التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي، في وقت حرج، حيث يشهد العالم توترات شديدة في منطقة الشرق الأوسط، مع استمرار حرب إسرائيل على غزة، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي.

من جهته قال رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، إنه شعر برغبة أكبر من جانب المسؤولين الإيرانيين للانخراط مع الوكالة على نحو أكثر جدية بعد محادثات في نيويورك، مضيفا أنه يأمل في زيارة طهران في أكتوبر المقبل.

وتسببت قضايا عالقة منذ زمن في توتر العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك منع طهران لخبراء في تخصيب اليورانيوم من الانضمام إلى فريق التفتيش، وإحجامها لسنوات عن تفسير آثار اليورانيوم التي عثر عليها في مواقع غير معلنة.

وأجرى غروسي محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعراقجي هو أحد المهندسين الرئيسيين للاتفاق النووي عام 2015 الذي حد من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الغربية.

وقال غروسي في مقابلة مع رويترز: "ما أراه هو رغبة معلنة في إعادة التواصل معنا بطريقة أكثر جدية".

وأضاف أنه: "يريد تحقيق تقدم حقيقي في إعادة المناقشات الفنية المناسبة مع إيران على نحو سريع"، مشيرا إلى أنه "يسعى إلى السفر إلى طهران في أكتوبر للقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان".

وتابع غروسي: "بالطبع، يتعين علينا الآن أن نعطي هذا مضمونا وجوهرا لأننا لا نبدأ من الصفر. لقد مررنا بعملية طويلة نسبيا دون ردود على بعض الأسئلة التي لدينا".

ولم تسفر قرارات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تأمر إيران بالتعاون بشكل عاجل مع التحقيق في آثار اليورانيوم وتدعوها إلى التراجع عن حظرها للمفتشين، عن إحداث تغيير يذكر، كما لم تظهر التقارير الفصلية التي أصدرتها الوكالة، واطلعت عليها رويترز في 29 أغسطس، أي تقدم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الرئیس الإیرانی

إقرأ أيضاً:

بزشكيان في نيويورك.. نكسة دبلوماسية تنتظر الرئيس الإيراني

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد يخرج خالي الوفاض من أول اختبار دبلوماسي له، حين يلقي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويقول دبلوماسيون غربيون، إنه لا توجد أي احتمالات تقريباُ لإجراء أي محادثات جادة، بشأن رفع العقوبات المفروضة على برنامج طهران النووي حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية.

ومن غير المرجح أن يحظى بزشكيان بلقاءات، مع العديد من القادة الأوروبيين الرئيسيين أو الرئيس بايدن. ويقول المسؤولون الغربيون إنهم "لم يروا سوى أدلة ضئيلة على أن صعود بيزيشكيان - المعتدل نسبياً في النظام الإيراني - أدى إلى تحول في سياسات إيران منذ توليه منصبه في يوليو (تموز) الماضي".

Iranian President Masoud Pezeshkian will try to set a new foreign-policy tone in a speech to the United Nations but is unlikely to score a breakthrough on sanctions relief https://t.co/QS0mxm9qvF https://t.co/QS0mxm9qvF

— The Wall Street Journal (@WSJ) September 24, 2024 رسالة طهران

وذكرت الصحيفة، أنه مع استبعاد تحقيق اختراقات دبلوماسية، ستُنظر إلى رحلة الرئيس الإيراني إلى حد كبير من خلال عدسة خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء.

وأشارت إلى أن لديه فرصة لتحديد نبرة جديدة للسياسة الخارجية الإيرانية، في رسالة تأمل طهران أن تجلب لها مكاسب مع العواصم الغربية، بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقالت نيكول جرايفسكي، زميلة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "أعتقد أن زيارة بزيشكيان إلى نيويورك ستشكل فرصة هائلة للعلاقات العامة بالنسبة لإيران. ولكنني لا أرى أن هذا سيتجسد فعلياً في أي شيء ملموس على الفور".

وبدوره، قال عدنان طباطبائي، الرئيس التنفيذي لمركز كاربو للأبحاث في ألمانيا، "من الواضح أن المرشد الأعلى أدرك أن مستوى التوترات مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة، يجعل الحياة صعبة للغاية، أمام التقدم داخلياً وخاصة على الصعيد الاقتصادي". 

وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية لحل النزاعات، إن "الفريق الإيراني سوف يتطلع إلى استخدام نيويورك، للحصول على صورة عن الخيارات الدبلوماسية، التي ستكون ممكنة إذا احتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على البيت الأبيض".

تجنب الصراع

وحسب التقرير، قال مسؤولون أمريكيون إنهم يريدون حل قضية البرنامج النووي الإيراني من خلال الدبلوماسية، وعلى مدى الأشهر الـ 18 الماضية، جرت محادثات غير مباشرة متقطعة بين الجانبين بشأن القضايا الإقليمية والنووية. 

وقال مايكل سينغ، المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنه "مع سعي واشنطن إلى تجنب الصراع مع طهران، فإن الهجوم الساحر، الذي يشنه بزيشكيان قد يجد جمهوراً متقبلاً".

وأضاف أن "خياراتهم في التعامل مع إيران تقلصت بشكل كبير، مع تقدم البرنامج النووي الإيراني وإثارة المشاكل في المنطقة وخارجها".

تأثير الانتخابات

ويرى بعض المسؤولين الأمريكيين، أن التوصل إلى اتفاق إقليمي ونووي مع إيران، هو هدف محتمل إذا تم انتخاب نائبة الرئيس كامالا هاريس. ويأملون أن يؤدي التهديد بفرض عقوبات جديدة بقيادة أوروبية على إيران، والتي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي، إلى دفع طهران إلى طاولة المفاوضات. ولا يمكن استخدام هذا الخيار إلا حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2025.

وقال أحد المسؤولين إن "إيران منفتحة على الأرجح على سلسلة من الاتفاقيات المحدودة، أو المؤقتة التي يمكن أن تحقق فوائد اقتصادية محددة، مقابل خطوات معينة للحد من الأنشطة النووية الإيرانية، أو ربما تحديد خطوط حمراء لتحركات إيران الإقليمية". 

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الإيراني، قد يواجه موقفاً مختلفاً تماماً إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ففي حين يعتقد بعض المسؤولين الإيرانيين أن ترامب قد يستسلم لإغراء إبرام صفقة جديدة كبيرة مع طهران، إلا أن الرئيس السابق لم يبد أي إشارة إلى أنه لن يسعى إلى استعادة سياسة العقوبات القصوى.

ومع تزايد حالة عدم اليقين، تمسك القادة الإيرانيون بالاستراتيجيات التي اتبعوها في السنوات الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون بشأن النووي ويجب معاقبة إسرائيل
  • الرئيس الإيراني يشدد على ضرورة وقف العمليات الإسرائيلية في غزة
  • الرئيس الإيراني: مستعدون للعمل مع أطراف الاتفاق النووي لحل القضايا العالقة
  • إيران: مستعدون للعمل مع دول أخرى لإنهاء الحرب في غزة
  • بزشكيان في نيويورك.. نكسة دبلوماسية تنتظر الرئيس الإيراني
  • الرئيس الإيراني: لا نريد القتال مع إسرائيل.. ومستعدون لتخفيف التوترات
  • الرئيس الإيراني: ردنا قادم على إسرائيل والحرب المفتوحة لن تكون بمصلحة أحد
  • إيران: مستعدون للتفاوض حول النووي إذا رغبت الأطراف المعنية
  • إيران تعلن رغبتها لبدء محادثات نووية