سواليف:
2024-09-25@03:21:42 GMT

حكومة على عجلّ !

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

#حكومة_على_عجلّ ! _ د #منذر_الحوارات

المُتخيل  الشعبي عن #الحكومة_الحزبية انها تتشكل بعد مجموعة طويلة من المفاوضات والأخذ والرد واللقاءات والاختلافات التي قد تؤدي إلى انقطاع  أنفاس الرئيس المُكلف  من زحمة اللقاءات وصعوبة تلبية المطالب المعقدة للأحزاب وفي نهاية المفاوضات يضطر إلى تفاهمات الحد الأدنى كي يشكل حكومته، هذا السيناريو كان حلم تتداوله أذهان الأردنيين إلا أن ما حصل لم يتجاوز اللقاء اليتيم  مع الأحزاب لم يتعدى الساعة أو الساعتين في أحسن الأحوال، أكد بعدها الرئيس والأمناء العامين للأحزاب  الذين التقاهم أن النقاش دار في الإطار العام ولم يتناول أسماء للتوزير، والصادم أن الحكومة  تشكلت  بلمح البصر وكأنما جاءت بكتاب، تبين بعدها  أن هناك ستة وزراء من ثلاثة أحزاب مهمة لكنها بالمجمل أحزاب أقلية، وهذا نسف الكلام بأن التوزير الحزبي لم يأتي أوآنه بالتالي نحن هنا أمام معضلة مكونة من شقين، الاولى أظهرت أن الرئيس قفز فوق التحديث السياسي واعتبر أن الانتخابات الحزبية كأن لم تكن عندما قال ان التوزير تم على أسس شخصية وليست حزبية، أو ان الحزبيين قد تخلوا عن حزبيتهم وفي كلا الحالتين نحن في موقف محرج، ورغم ذلك تمكن الرئيس من تأمين تحالف من الأقلية الحزبية بشكل سلس.

 أما  بالنسبة للتشكيلة الحكومية فقد أرادت ان تؤكد على ثبات السياسة الخارجية والرغبة في الاستمرارية في بعض الملفات الحساسة لذلك تم الإبقاء على وزير الخارجية في موقعه، لكن الملاحظ استحداث وزيرة دولة للشؤون الخارجية ربما لتغطية المتطلبات البيروقراطية للوزير عند غيابه، وربما كان أجدى تفويض بعض صلاحيات الوزير البيروقراطية للأمين العام بدل استحداث موقع وزاري جديد قد يؤدي في لحظة ما إلى تضارب في الصلاحيات، أما الملف الاقتصادي حيث التحديات بالجملة والتي تبتدي بالبطالة المرتفعة وتمر بالديون الخارجية ولا تنتهي عند النمو الاقتصادي الضعيف،  فقد احتفظ الرئيس بهذا الملف بيده لأسباب عديدة، أهمها قناعته بأنه يمتلك من الخبرة الاقتصادية الكبيرة أهلته  لها دراسته الأكاديمية وترأسه لهذا الملف لسنوات عديدة من خلال وزارة التخطيط، وهو بالتالي يعتقد أن هذا الملف خطير بحيث يجب مركزة إدارته لتفادي التضارب في القرارات بين الوزارات المختلفة وضمان التزام الحكومة بخطته الاقتصادية، ويعتقد الرئيس ايضاً أنه قادر على التحكم بشكل مباشر في التعامل مع الجهات المانحة الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي، الجزء الثالث المهم من الحكومة وهو الأمن ووزارة الداخلية فقد احتفظ الوزير الفراية بمنصبه وزيراً للداخلية كناية عن الثقة بما قدمه في عُهدته السابقة، فيما عدا ذلك من الوزارات فقد خضعت وعلى عجل لكل أشكال المحاصصات، حيث أُثقلت الحكومة بوزراء الدولة لإرضاء كافة الأطراف بدون الأخذ بعين الاعتبار ان عربة الحكومة وحاجة البلد لا تستوعب كل هذا العدد .

اماً تحدي الحكومة الأهم هو #مجلس_النواب المدجج بمعارضة تمتلك من الأسلحة الأيديولوجية ما يكفي لإزعاج الحكومة عند كل نقطة وفي كل موقف، صحيح ان الحكومة لن تعدم الحيلة في تمرير مشاريع القوانين بسبب وجود أغلبية كبيرة تصل لحدود ال٧٨٪؜ من أعضاء البرلمان، لكن الأردنيين يعلمون جيداً ان حكوماتهم شديدة الحساسية للنقد حتى لو كان الناقد نائباً واحداً فما بالك ب٣١ نائباً، لأجل ذلك ستحاول الحكومة ايجاد تحالفات خارج إطار التيار الإسلامي مع الأحزاب الحديثة والوسطية وقد بدأت بذلك دون إعلان، ويعتقد الرئيس أن لديه شخصيات في حكومته قادرة على  التعامل مع هذه المعارضة القوية مثل وزير الخارجية، وبعض وزراء الأحزاب وعدد من النواب السابقين والمخضرمين ممن  يمتلكون الخبرة على مواجهة المعارضة القوية لجبهة العمل الإسلامي، وربما في واحد من الاحتمالات أن يدخل الرئيس بمفاوضات تهدئة مع المعارضة لإمتصاص موجاتها .

مقالات ذات صلة حادث مروّع في الأزرق 2024/09/16

لقد أبدى الشارع امتعاضة من الحكومة لسرعة التشكيل ونقص التمثيل الحزبي فيها وقناعته بأنها لم تغادر مربع ما هو معهود من تدوير لنفس الشخصيات السابقة رغم أن بعضها ثبت فشله الذريع، كما أن الاحتفاظ بعدد كبير من الوزراء من الحكومة السابقة أعطى انطباعاً بأن الحكومة الجديدة لم تكن قادرة على إحداث تغيير جذري، وهذا أثار المخاوف من ان تستمر الأزمات الاقتصادية والسياسية  دون ايجاد حلول مبتكرة، لذلك فإن ثقة الناس بالحكومة مرهونة بما ستقوم به في المرحلة المقبلة إبتداءاً من إدارة العلاقة مع مجلس النواب مروراً ببقية الملفات المعقدة فإما ان تكسب الثقة أو أن تُدخل المواطن في مرحلة من اللامبالاة  بها وبكل ما تقوم به، وتجعله يدخل في قناعة ان كل ما تمناه لا يعدو عن كونه أضغاث أحلام سرعان ما سيصحو منها على واقعه الذي لم يتغير أو تغير بالاتجاه السلبي الذي لا يتمناه .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحكومة الحزبية مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

وزير التجارة الخارجية بكوستاريكا: اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الإمارات تدخل حيز التنفيذ في الربع الأول من 2025

 أكد معالي مانويل توفار وزير التجارة الخارجية في جمهورية كوستاريكا أن الاجراءات الخاصة بتنفيذ 'اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة' بين كوستاريكا والإمارات تسير على قدم وساق وتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في الربع الأول من العام المقبل، بعد استكمال بعض الإجراءات الداخلية.وقال معاليه في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات 'وام' اليوم على هامش فعاليات الدورة العاشرة للمؤتمر الدولي السنوي للمنظمة العالمية للمناطق الحرة المنعقدة في دبي إن الاتفاقية أداة هامة لتعزيز الاستثمارات المتبادلة والتجارة بين البلدين.وقال إن القطاعات الاقتصادية في البلدين يكملان بعضمهما في جوانب كثيرة ما يوفر فرصة ممتازة لتوسيع نطاق التعاون المشترك.وحول توقعاته لنمو التجارة المتبادلة بين البلدين بعد توقيع 'اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة'، أكد معالي توفار أن الاتفاقية ستؤدي إلى نمو ملحوظ في حجم التجارة الثنائية بين البلدين، متوقعا تحقيق نمو سنوي من خانتين في حجم التجارة بين البلدين بفضل تلك الاتفاقية وأن نسبة النمو السنوية المتوقعة لن تقل عن 10% وربما تصل إلى أرقام مضاعفة في السنوات المقبلة ما يعكس الإمكانات الكبيرة لهذه الشراكة الاقتصادية.وأكد معاليه الأهمية الكبيرة التي تمثلها العلاقة التجارية بين كوستاريكا والإمارات العربية المتحدة وأشار إلى أن هذه العلاقة واتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة خطوة تاريخية في مسار العلاقات التجارية بين البلدين لاسيما وأنها المرة الأولى التي تشهد انخراط كوستاريكا في مفاوضات تجارية في منطقة الشرق الأوسط.وقال معاليه إن الإمارات تعد اقتصاداً متطوراً وسوقاً مهماً للغاية ليس فقط على المستوى الإقليمي بل أيضاً على المستوى العالمي مؤكدا أن الإمارات مركز عالمي بمجالات التجارة والخدمات وعبرعن الفخر بأن تكون بلاده أول دولة في أمريكا اللاتينية تختتم مفاوضات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الإمارات.وأضاف توفار أن كوستاريكا، على غرار الإمارات لديها اقتصاد متطور ومتنوع وتحولت من الاعتماد على السلع الزراعية مثل القهوة والموز والأناناس إلى إنتاج أجهزة طبية وأشباه الموصلات وتقديم خدمات تقنية متقدمة وبالمثل، فإن الإمارات متطورة في مجالات التصنيع والخدمات ما يفتح الباب واسعا أمام تعاون اقتصادي كبير بين البلدين.وفيما يتعلق بالمؤتمر السنوي للمنظمة العالمية للمناطق الحرة، قال توفار إن هذا الحدث يمثل فرصة هامة لكوستاريكا التي تملك بيئة مثالية للشركات العالمية تستفيد من خلالها من الحوافز الضريبية في المناطق الحرة.وتحدث معاليه عن الدور الذي تلعبه كوستاريكا في مجال الطاقة المتجددة وأشاد بتوجه الإمارات نحو زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة ما يعزز فرص التعاون في هذا المجال بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • وزير التجارة الخارجية بكوستاريكا: اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الإمارات تدخل حيز التنفيذ في الربع الأول من 2025
  • سعده: الحكومة تعمل على تفعيل دور القطاع الخاص وزيادة مساهمته بالتنمية الاقتصادية
  • وزراء الخارجية العرب: نؤكد على التضامن الكامل مع لبنان حكومة وشعبا
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الجابوني تعزيز العلاقات الاقتصادية
  • وزير الخارجية يبحث سبل دعم العلاقات الاقتصادية وفرص الاستثمار مع نظيره الجابوني
  • نظام الأسد يشكل حكومة جديدة ويكلف المقداد بمهام نائب الرئيس
  • الرئيس السوري يصدر مرسومًا بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور محمد الجلالي
  • الرئيس السوري يعيّن نائبا له ويشكل حكومة جديدة
  • التحديات الاقتصادية تنذر بفشل حكومة فرنسا الجديدة